المحرر موضوع: دول الخليج والأردن والحرب السورية وآثارها على المنطقة  (زيارة 931 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عقب تنحي أمير دولة قطر الأب عن السلطة لولده تميم، انه سيناريو متفق عليه مسبقاً لرسم اتفاق وتراجع الدور القطري لصالح السعودية في المنطقة وبالذات في ملف الأزمة السورية. الاتفاق جاء بعد فشل الدور القطري والتركي من هذه الأزمة لأكثر من سنتين. من هنا جاء دور الأمير بندر بن سلطان شخصياً كونه متمرس في المخابرات السعودية ورئيسها، واستكمالا لمؤتمر برلين الأمني الذي عقد في بمشاركة رؤساء المخابرات بحضور فرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر وتركيا. ومن ثم دعي الى اجتماع أخر عقد في 4/7 في مدينة كان الفرنسية. الهدف من الاجتماع لوضع خطة جديدة لأسقاط النظام في سوريا. تحفظ الوفد السعودي منذ البداية على دعوة تركيا الى الاجتماع وناصرهم الفرنسيين باعتبار تركيا فشلت في الملف السوري مع الدعم الخليجي بالمال والبنين. خطة بندر في الاجتماع، حشد 20 ألف مقاتل داخل الأردن على أن يتولى هو القيادة بضباط من الجيش السوري الحر، وتشكيل قوة من القوات الخاصة الغربية داعمة لهذه القوة، يسبق الهجوم ضربات جوية كبيرة مدمرة لدمشق وعمل ارباك في الداخل وقطع أوصال دمشق بالمحافظات، تقوم القوات الخاصة الداعمة بالتنسيق مع حلفاءها المشاركين بضربة شمالية من داخل الأراضي التركية باتجاه حلب العاصمة الاقتصادية. خطة بندر لم يباركها الموقف الأمريكي، حتى الإدارة الأمريكية طالبت الملك عبد الله(الأردن) بعدم التهور والتأني بالتجاوب مع البندر. لكن بندر قال: (أنا سائر في خطتي ولا مجال للتراجع). رده الموقف الأمريكي: (نحن بحاجة الى المزيد من الوقت للاتصال مع القادة). غادر بندر فرنسا وهو محبط وصمم مع الفرنسيين على خطته). عاد بندر الى عمان وظل ساعات فيها والتقى القادة العسكريين من المعارضة السورية وبين لهم ان ساعة الصفر آتية متفقون على الضربة لكن ليسوا متفقون على توقيتها وحجمها. اتخذ بندر من الأردن شبه مقر له ليكون قريباً مع القادة لأسقاط سوريا. شعر السعوديين ودول الخليج ما جرى من الاتصالات المتبادلة والمتبادلة حول المنطقة ، وقد أبلغ هيغ سعود الفيصل بأن أفكاراً عديدة تدرس ما بين أمريكا وروسيا وأبلغه أن التوجه العام في الإدارة الأمريكية نحو الحرب قد بدأ يخبوا وأن أمريكا تلقت تقريراً صادقاً ومتشائماً من قبل خبراءها العسكريين والاقتصاديين، التقرير فيه أن الضربة ستقود حتماً الى حرب إقليمية، وأن إيران جاهزة للحرب فإيران منذ اليوم الأول لحصول الحرب ستشعل جبهة الخليج بكل قوة وأن مضيق هرمز سيكون مغلقاً، وهذا ما تسعى اليه روسيا اقتصادياً لأن توزيع البترول الخليجي الى أوربا 10 مليون برميل يومياً عن طريق مضيق هرمز. عندها ستكون روسيا قادرة على تزويد أوربا 3 مليون برميل يوميا وأن   سعر البرميل الخام الروسي سيتجاوز الألف دولار. الموقف الروسي يتعامل مع الأمريكان اقتصادياً وبالبعبع الإيراني. جاء ذهاب أوباما الى قمة العشرين من أجل إطفاء الحرب وليس اشعالها. حينها التقى السفير الأمريكي في الرياض مع الأمير عبد العزيز وسلمه رسالة من أوباما للملك السعودي موضحاً بها المستجدات وأن أمريكا حريصة على أمن الخليج كما انها حريصة على أمنها واقتصادها وحذر في الرسالة من البلبلة والتهيج غير المدروس وهنا يقصد به أوباما (الأميران الفيصل والبندر). وفي لحظة وصول أوباما لقمة العشرين بدأ بأعداد وثيقة التفاهم الروسي-الأمريكي، هذا الاعداد كان بمثابة صدمة للأميرين. ومع بدأ المحادثات الإيرانية الأمريكية السرية وزيارة حسن روحاني لأمريكا شعر الأميران أن جبهتهم باتت بالتخلخل وربما الى الانهيار وأن صبغة التعاون الخليجي قد أصبحت غير مجدية، مما دفع الكويتيون ارسال وفد كبير ومهم الى العراق واللقاء بالمالكي وأعلنوا أنهم سيقفون الى جانب العراق في كل ما تحتاجه. عمل الأميران على محاولة تخريب ما تم إنجازه روسياً وإيرانياً وأمريكياً وسورياً. حاولا تعطيل جنيف 2، برغم أن بندر يعرف جيداً أفضل من غيره أن قرار الائتلاف الوطني السوري سيكون في النهاية في يد أمريكا، كذلك الجيش الحر. هذا ما دل ما بين الطرفين حيث تحالف بشكل واضح مع جبهة النصرة ودعمها لتكون هي القوة الرئيسية في المعارضة التي سوف ترفض التوجيهات الامريكية، لكن هذه التحركات الجهنمية الخبيثة أن أمريكا لا تعير لكذا تحركات، بل العكس من ذلك شرعت الاتصالات مع الامراء؛ مقرن ومتعب وعبد العزيز ومحمد بن نايف في إيحاء لفيصل وبندر أن البديل السعودي متوفر لدى أمريكا، وبندر لم يكن رجلاً لأمريكا أو لم يحلم أن يكون ملكاً في المستقبل. بدأت أمريكا تكثف جهودها لدعم الفصائل التي تصنفها بالمعتدلة في سوريا وخاصة في المناطق الجنوبية مغايراً تماماً لشمال سورية التي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية لا سيما ألوية التوحيد وأحرار الشام وداعش. أُفق برنامج الجنوب متاحاً لمناطق الجنوب السوري المحاذي للأردن، والأخيرة على علاقة طيبة بالمجلس العسكري بدرعا الذي يقوده أحمد فهد النعمة، وهدف تقويته في ظل تنامي قوة التنظيمات الإسلامية خاصة جبهة النصرة. (نشرت صحف بريطانية إحصاءات استناداً لمصادر استخباراتية غربية بأن عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية في سوريا يزيد عن 100 ألف مقاتل). بدأت التحركات في التدفق عبر الأراضي الأردنية وانتقلت الأردن من موقف شبه محايد باتجاه الأزمة السورية الى موقف منحاز تماماً مستسلماً للضغوطات. من ذلك، السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام الأجواء الأردنية. سيناريو الحرب أخذ منحاً آخر، وأن كرة الثلج السياسية والإعلامية وتغير قواعد اللعبة التي حكمت الصراع في سوريا فهو سيناريو مشابه لما جرى في العراق مع فارق التفاصيل لكنه كلاهما يحملان القسوة والدمار والخراب. هل سينجح الغرب في المخطط؟ ليس بمستبعد طالما العرب وصلوا الى قاع السوء وذروة الانهيار والانحطاط. وطالما هناك شرطان لأي حرب يضمنان أمن إسرائيل وأمن النفط. الانحطاط والانهيار عندما نرى الأردن الدولة الهاشمية أثارت مناورات على أراضيها في حزيران/2013 بمشاركة 19 دولة مقدمتها دول المحور الغربي وإسرائيل والسعودية وقطر ومعظم الدول المشاركة تبرز عداءاً واضحاً على سورية وبالأمس على العراق وليبيا ومصر وتونس وفلسطين واليمن. المناورات تسعى بحجة تأمين حدود الأردن. تلك المناورات التي شارك فيها 9 دول عربية لأجل التمركز وإقامة منطقة عازلة تسمح للمعارضة السورية لأسقاط الأسد. فرنسا لها الاندفاعية على الحرب لأن لها العديد من المفقودين لم يعلن عنهم وهو محل قلق بالغ وكشفت مصادر ان رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار بجوليه (سابقاً مستشاراً وأميناً للرئيس ساركوزي). في جهد بعيد عن الأنظار مع دمشق لأطلاق 4 فرنسيين مفقودين في سورية اثنان منهما في منطقة الرقة مع القاعدة والآخران في منطقة مارع لا علم لمكانهم، الأربعة هم من عملاء جهاز بجوليه ويضاف الى هؤلاء العديد من الصحفيين الذين انقطعت اخبارهم من بينهم دويديه فرانسوا مع صحافي آخر اسمه أدوار أليس من أصول لبنانية. يوجد اليوم 500 جندي من القوات الخاصة الفرنسية على الأراضي الأردنية التابعة لوحدة اللواء (ليجون أراجي) ومعظم الجنود من غير الفرنسيين في حين الضباط حصراً فرنسيين. ويوجد سرب طائرات من 24 طائرة موجودة في تبوك مع اسطول بحري على البحر المتوسط. الحكومة الأردنية ادعت أن المملكة لن تكون جزءاً من الحرب في سورية وأنها لا تعلم عن موعدها. مؤكدة انها لا تشعر بأي تهديد من أي طرف. الأردن لم يرسل قوة الى حفر الباطن في حرب الخليج الثانية واليوم الأردن على راس حرب من الحرب بحجة أخلاقية ان الأردن متخوف من استمرار الفوضى في سورية ومتخوف من ترسانة الأسد بالأسلحة، وإسرائيل متخوفة من امتلاك الأسلحة الكيماوية (نفس الذريعة التخوف من العراق لامتلاكه أسلحة الدمار الشامل). رئيس الحكومة(النسور) صرح وقال: أن علاقة الأردن مع المعارضة السورية نابعة من موقف المجموعة العربية لا تزيد شبراً ولا تنقص متراً. وقال: (ان علاقة الأردن بسورية القائمة على التاريخ والجغرافية والنسب والدم تحتم على المملكة ان تتعامل مع الازمة السورية ليس كحقل الغام وانما حقل قنابل ذرية). الحجة الأخلاقية، والنسور يتكلم بلغة بعيدة كل البعد عن القيم والرابطة العربية والإسلامية ويتعامل بحقل القنابل والتاريخ والجغرافيا والنسب والدم، انها سخرية سياسية والنسور صار معه عمى الألوان لا يرى حليفه الصهيوني برنار هنري ليفي مهندس الحروب في الربيع العبري واوكرانيا. الأردن يريد الدعم المالي غير محدد وضخم مندول الخليج. الحرب قادمة لا محال والأردن عمودها الفقري. وستسقط الصواريخ السورية على عمان وأربد والرمثا والمفرق. (كما سقطت صواريخ العراق على إسرائيل)، هل سيبقى الشعب الأردني متفرجاً ليدفع ثمن الحرب القذرة؟ أو ممكن القول ان السحر سينقلب على الساحر. ملك الأردن استلم رسائل النصائح الروسية، التوقعات للخبراء والمحللين تشير الى ان الحرب ستطول وستمتد الأردن والمنطقة. سوريا العدو من امامها والبحر من خلفها أعلنت استعدادها للمواجهة من خلال ثلاث رسائل للأحداث. الأولى؛ انها استلمت صواريخ اس 300 المتطورة المضادة للصواريخ والطائرات، الثانية؛ ان سوريا ذهبت الى جنيف 2 من اجل الحضور فقط وليس من اجل تطبيق أي قرارة تصدر عنه، ثالثا؛ ان سوريا ترفض التقسيم والعلويون يلجئون الى الساحل من اجل إقامة دولة علوية، وان سوريا تقاتل من اجل الحفاظ على وحدة أراضيها. مع إصرار سوريا لبقاء الأسد لولاية جديدة وأنها ستتأهب عسكرياً وستقود هجوماً اعلامياً مضاداً. أجراس الحرب آتية وسنرى ارهاصاتها مستقبلاً. البروفيسور مايكل كلارك مدير المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية (رَوسي في لندن) قال: (نحن لا نتحرك باتجاه التدخل لكنه يتحرك باتجاهنا).
                             الباحث/ ســـمير عســـكر