السيد هنري كيفا المحترم
كما يبدو من كتاباتك في هذه الصفحة الإلكترونية بالذات بأنك غير ملم لا بالسياسة ولا بالتاريخ ـــ مع كل إحترامي لك ـــ ولا تميز بين الطائفة والشعب , ولا بين الدين والعلمانية .ولا بين الوطنية والقومية . ولا حتى بين الثقافة والجهل .
أخ هنري إذا كان لك الحق والحرية بأن تختار إنتمائك الديني والطائفي والقومي سواء للأرامية أم الكلدانية أم السريانية أم المسيحية , فلماذ تنفعل وتتصيد في الماء العكر عندما غيرك يريد أن يختار إنتماءه بكل حرية مثلك سواء كان للأشورية أو غير الأشورية ؟؟؟
أنت ياسيد كيفا لا تستطيع أن تجمع الحرارة والبرودة على سطح واحد وفي آن واحد , إذا كيف توفق بين ماتدعيه بأنك فطحل في علم التاريخ وباحث علمي وتحمل شهادات عالية وتلقي محاضرات هنا وهناك , وترد على هذا وذلك , وفي نفس الوقت لا تعرف إن كلمة السريان مشتقة من Assyrian وبنفس الوقت لا تفرق بين السرياني والمسيحي , ولا تعرف إن كلمة السريان اطلقت على شعبنا قبل المسيح بثلاثة قرون على يد إسكندر المقدوني الذي هو سمى الشعب الذي وجده في المنطقة عندما دخلها وسماه Assyrin ولم يسميه Aramian ولا كلدانيا Chaldian , فالأفضل بك أن توجه إنتقاداتك ورسائلك المفتوحة الى السيد إسكندر المقدون أبو القرنين الذي سمى شعبنا بالسرياني حيث لم يستطيع أن يلفظ حرف الشين مثلي ومثلك , وإنتقده كما تشاء لانه لم يسميه بالأرامي .
ولمعلومك ياسيد كيفا إن شعبنا سمي بالسرياني ( والتي تعني حرفيا آشوري ) بمعنى القومي وليس بالمعنى الديني كما تتدعي , وهذه التسمية أطلقت علينا قبل المسيحية بثلاثة قرون , ودخلنا المسيحية بهذه التسمية , وأن كلمة السريان لم تأتي من صفة المبشرين الذين قدموا من سوريا ( كما تدعي ) , لأن إسم سوريا نفسه إشتق من Assyria والبلاد كلها كانت تسمى Assyria أي ما نسميه اليوم بــ سوريا الكبرى التي تشمل بلاد الشام ومابين النهرين معا , فإن تحرك المبشرين ونشاطهم التبشيري في البداية كان أصلا ضمن حدود سوريا لأن القدس وكل فلسطين كانت في سوريا , وإنطاكيا كانت في سوريا ,وأرهاي وقنشرين وجنديسابور كانوا في سورية ( أي سوريا الكبرى ) أي أسيريا , أما عندما خرجوا المبشرون من سوريا الى بيزنطا واليونان وروما وأرمينا ليبشرون بالمسيحية , فإنهم لم يسمون هؤلاء الشعوب أنفسهم بــ السريان رغم أن المبشرين فعلا قدموا من سوريا , فسموا أنفسهم أرمن وإغريق وروم مسيحيين , وشعبنا سمي نفسه سريان ( آشوريين ) مسيحيين. فأرجوك ياسيد كيفا أن تبحث عن شيء يفيد الأمة ويوحدها لا عن كل ما يخلق الإنقسام والأحقاد والضغينة , فأنت حسب معلوماتنا إنسان مثقف ومسيحي في آن واحد . وما تكتبه لا يمت لا الى الثقافة والعلم , ولا الى المسيحية بصلة ولكن الرب مع الصالحين ويرشد الطالحين ويهدي التائهين.
يكدان نيسان