بيان كيان أبناء النهرين بمناسبة احتفالات أكيتو
رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة 6764
أبناء النهرين ـ لجنة الثقافة والإعلاميحتفل شعبنا بمختلف تسمياته الكلدانية السريانية الآشورية في كل عام بعيد أكيتو الذي ينطلق في الأول من نيسان إيذانا بحلول رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة، وهو ما يعد إحدى العلامات القومية البارزة في تاريخ شعبنا العريق. فمع الربيع وارتداء الطبيعة لأبهى حلتها المعبرة عن التجدد والنماء والخصب، كانت بابل وآشور وكل أعمالها تشهد كرنفالات واحتفالات مهيبة تشع فرحا وابتهاجا عبر طقوس تمتد لاثني عشر يوما تلخص بمدلولاتها فلسفة وجود الإنسان والتفاعل مع الحياة وتواصلها. وإذ نستقبل اليوم عاما نيسانيا جديدا (6764) فإن وطننا العراق لا زال يعاني الكثير من الأزمات والتعقيدات السياسية والأمنية والتي تلقي بظلالها السلبية على حياة المواطن ومعيشته، ويُضاف إلى تلك المعاناة فيما يخص شعبنا.. استمرار معاناته من التهميش وعدم التعاطي الجاد مع مطاليبه وحقوقه المشروعة، الأمر الذي يستدعي من جميع القوى السياسية تحشيد الطاقات من أجل التخفيف من أعباء هذه المعاناة.. والسعي الجاد والفعال لتحقيق مطاليبه في الحرية والعيش بكرامة في وطنه.
يا جماهير شعبنا العزيزة:
لقد اتسمت احتفالات أكيتو في الأعوام القليلة الماضية، أي بعد تشكيل تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية، بأنها كانت تقام بشكل مشترك من قبل أطراف التجمع، مما عكس شعورا بالتفاؤل في الساحة القومية بإمكانية توحيد الجهد القومي بدءا بهذه الفعاليات القومية بعفويتها وانتهاءً بالمواقف والقرارات المصيرية ضمن مفهوم العمل القومي المشترك. ورغم بعض الملاحظات على الاحتفالات السابقة، إلا أن ما يؤسف له هذا العام هو تراجع أحد أطراف التجمع عن فكرة إقامة هذه الاحتفالات بشكل مشترك، مما دفع بعض الأطراف الأخرى في التجمع للقيام بالمثل والاحتفال كل على طريقته.
إننا في كيان أبناء النهرين لا نتفق مع مثل هكذا مواقف، وننتقد هذه الممارسات التي نراها سلبية تجاه المشهد القومي لقضية شعبنا كونها لا تخدم العمل القومي المشترك.. وتتعاطى مع مفهومه بازدواجية وفقا للمصالح الحزبية الضيقة.
إن هكذا موقف هو باختصار استعراض انتخابي واضح بعيد عن مفهوم الاحتفاء بالمناسبة بمحتواها القومي الثر، وإن هذا التوجه بالإضافة لانعكاساته الداخلية لهو رسالة مفتوحة إلى الجميع وخصوصا الشركاء في الوطن مفادها بأننا لسنا منقسمين في العمل السياسي وحسب.. لا بل وحتى في طريقة تعاطينا مع أبسط ثوابتنا القومية.
وفي الختام.. وإذ نعاهد أبناء شعبنا الأبي بالعمل على ترسيخ وحدة شعبنا الداخلية وحشد طاقاته.. وصولا إلى الهدف الأسمى في تحقيق مطاليبه وحقوقه المشروعة في وطنه، فإننا ندعوهم لممارسة حقهم والمشاركة الفعالة في الانتخابات المقبلة لاختيار من يرونه مناسبا لتمثيلهم، كما ونتقدم إليهم.. أينما كانوا في الوطن والمهجر بأزكى التهاني وأجمل الأماني بعيد أكيتو.. وهكذا للعراقيين جميعا كون هذا العيد مناسبة وطنية تحتضن تاريخ وأمجاد العراق وشموخ الحضارة في (بيث نهرين).
وكل عام وشعبنا والعراقيون عموما بألف خير وينعمون بالسلام والأمن والاستقرار. كيان أبناء النهرين
الأول من نيسان 2014 م ـ 6764 ب آ
