قراءة في خطاب الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم للاشوريين في 1959
في هذا الشهر وقبل 55 عاماً وفي يوم الجمعة الذي صادف الرابع والعشرين من نيسان 1959 افتتح الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم كنيسة مار زيا التابعة لكنيسة المشرق الاشورية , والقى خطاباً تأريخياً اعترف فيه بالوجود القومي للاشوريين و صلتهم بأجدادهم الاشوريين القدماء , وتكلم ايضاً عن المساواة في الحقوق لجميع مكونات الشعب العراقي , ولقد نشرت صحيفة Iraq Times الناطقة باسم الحكومة العراقية هذا الخبر مع نص الخطاب وباللغة الانكليزية وكالآتي:
"أنا أصررت على المجيء إلى هنا اليوم لافتتاح هذه الكنيسة كعلامة الاعتراف من جهتي لحرية العبادة في هذا البلد" هكذا قال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم , وكان يتحدث في حفل افتتاح كنيسة مار زيا للشعب الآشوري في بغداد بعد ظهر الجمعة.
وقال رئيس الوزراء "وهذا ايضاً علامة على الاعتراف بأننا نسعى على الدوام لخلق مؤثات ديمقراطية قوية , وأننا ننفذ أحكام دستورنا المؤقت".
ولقد زينت الكنيسة التي تقع في كرادة مريم بالاعلام العراقية وشعار الجمهورية العراقية وصورة رئيس الوزراء.
وحضر الحفل الآلاف من الناس ، بما في ذلك الوفود الآشورية التي جاءت من جميع أنحاء القطر وكانوا يهللون رئيس الوزراء عند أعلانه الكنيسة مفتوحة.
وعندما وصل رئيس الوزراء رنت اجراس الكنيسة وكان في استقباله المطران مار يوسف خنانيشوع والاسقف مار ايشو سركيس من الكنيسة الآشورية وغيرهم من الشخصيات الدينية الآشورية. رمت الفتيات الزهور في طريق رئيس الوزراء كما اطلقوا سراح الحمائم البيضاء لتحوم فوق التجمع.
وبعد قص الشريط اتجه رئيس مجلس الوزراء يرافقه المطران الآشوري والكهنة إلى المنصة الرئيسية.
ورافق رئيس الوزراء كل من رئيس أركان الجيش العميد أحمد صالح عبدي و رئيس محكمة الشعب العقيد فاضل عباس المهداوي والعقيد وافي طاهر.
وشارك في حفظ النظام حين أعلن رئيس الوزراء الكنيسة مفتوحة الأعضاء الآشوريين من قوة المقاومة الشعبية والاتحاد الديمقراطي للشباب.
وقال رئيس الوزراء مخاطبا الجمع الموقر: "ايها الشعب السلام عليكم (تصفيق). السلام على رجال الدين (تصفيق). السلام على ألاخوات (تصفيق)، والإخوة (تصفيق) , أنا أصررت على المجيء إلى هنا اليوم لافتتاح هذه الكنيسة كعلامة الاعتراف من جهتي لحرية العبادة في هذا البلد (تصفيق) وهذا ايضاً علامة على الاعتراف بأننا نسعى على الدوام لخلق مؤثات ديمقراطية قوية (تصفيق) وأننا ننفذ أحكام دستورنا المؤقت والذي ستتم المصادقة عليه في المستقبل كدستوردائم و المادة التاسعة من الدستور المؤقت تنص على أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات , ولايمكن أن يكون هناك أي تمييز على أسس الدين أو العرق أو اللغة (تصفيق) .
ايها الأخوات والأخوة لقد كفلت في المادة ألثانية عشر من هذا الدستور حرية العبادة , وبالتالي فإن حرية العبادة وحرية التعبير مكفولة في هذا الوطن (تصفيق).
المادة الرابعة من الدستور تنص على أن الإسلام هو دين الدولة , لن يكون هناك أي تمييز بين مواطني هذا البلد في الحق والواجب والمطلوب من الجميع هو تقديم جميع الخدمات المخلصة لجمهورية العراقية الأبدية (تصفيق).
أنني ملتزم بآية من القرآن الكريم التي تقول: إن المؤمنين اليهود والصابئة والمسيحيين وجميع أولئك الذين يؤمنون بالله ويوم القيامة والذين يفعلون الخير، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (تصفيق).
ايها الاخوة: الليلة الماضية قلت لإخوتكم أنه بمجرد منح الله الحرية لاي شعب هذا يعني أنه قد منح لهم الحياة (تصفيق). الحمد لله يمكننا أن نفتخر على حقيقة أن جميع المواطنين في هذا البلد يتمتعون بالحرية والسلام والأمن (تصفيق).
ايها الإخوة والأخوات: لقد جئت هنا لاحيكم جميعاُ دون أي استثناء الطفل والفتاة والفتى والنساء والرجال والمسنين والشباب. لقد جئت هنا لاحيكم جميعا ولاصلي لسبحانه وتعالى أن يرشدكم ويرشدنا لخدمة هذا الوطن (تصفيق).
أيها الأخوة: ان هؤلاء رجال الدين الشجعان يمثلون طليعة الأخلاق العالية والإنسانية والمثل الاعلى يجب على جميعكم اتباع تعاليمهم (تصفيق) هؤلاء رجال الدين يسعون دائما لنشر الأخلاق والإنسانية والروح العالية بين المرضى وكذلك بين الأصحاء ونحن دائما نعتمد عليهم وكلما نحن موجودون معهم أرواحنا تصعد عالية في عالم سامية لتعزز بنيتنا (تصفيق).
ايها الأخوة الآشوريون: احييكم واحيي اجدادكم الشرفاء اللذين دافعوا عن هذا الوطن بكل بسالة ومثابرة ولكونكم من نسلهم فسوف وبالمثل تدافعون عن هيكل هذا الوطن (تصفيق). أنتم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي (تصفيق).
انا دائما أتمنى لكم الازدهار أحيي الوحدة العراقية الحقيقية التي هي الآن حقيقة واقعة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب (تصفيق).
أبارك افتتاح هذه الكنيسة بحيث يمكنكم التمتع بحرية العبادة وحرية التعبير عن معتقداتكم وآرائكم أدعو الله العلي القدير أن يوفقكم وأشكركم". (إحتفاء مطول).
وبعد خطابه أمر رئيس الوزراء بتبليط الطريق من شارع الرئيسي المؤدي للكنيسة , وتحدث الاسقف الاشوري مار ايشوسركيس حيث
رحب برئيس الوزراء , كما القى المطران مار يوسف خنانيشوع كلمة باللغة الآشورية ترحيباً برئيس الوزراء وتقديم الشكر له نيابة عن الشعب الآشوري..... نهاية الاقتباس
ان الانقلاب الاجرامي على الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ادى الى زج عدد كبير من الاشوريين في السجون والى التدخل السافر للحكومات المتعاقبة في البيت الاشوري بواسطة عملائهم الخونة اللذين زرعوا بذور الفتنة والتفرقة بين ابناء امتنا الاشورية.
رحمة الله عليك يا زعيم يا كريم ان عراق اليوم بحاجة ملحة لزعيم مثلك.
سام درمو
الاشوريون من اجل العدالة