رابي كنا -- لماذا كل هذا الجهد ؟
اخيقر يوخناكان العمل في حقل السياسية في العراق - وخاصة قبل سقوط النظام من قبل القوات الامريكية 2003 - يتطلب من السياسي الكثير من الايمان بعدالة القضية السياسية التي يناضل من اجلها اضافة الى الشجاعة التامة في مقارعة نظام دموي لا يرحم لمن يعارضه في الداخل خاصة والخارج ايضا
مما يفرض على السياسي بان يكون دائما في يقظة لمعرفة ماذا يدور حوله مع الحذر التام مع كل خطوة يقدم عليها او فعل ياتي به او قول يصرح به مع الصبر على ما تاتي به الايام وما تفرزه الاحداث من نتائج لا تصب في صالحه مما يزيد من معاناته الحياتية اليومية في العيش ضمن وديان وجبال وربايا صغيرة وضيقة قد تشاركهم العيش فيه العقارب والافاعي اضافة الى الحرمان من اكل الاطعمة والماكولات التي اصبحت شبه مفقودة او بعيدة المنال لفترات طويلة مع انعدام ايه وسائل قد تسهم في قضاء اوقات الفراغ الطويلة المتتابعة والممله هذا عدا مشاعر الحنين الى الاهل والاقرباء والاصدقاء والحرمان من ايه نشاطات او فعاليات اجتماعية كالاعراس والنزهات والسفرات العائلية والسهرات مع الاصدقاء وامور كثيرة اخرى تتعلق بحياة الانسان (وقد تطرق الى بعص تلك الصور الاستاذ تيري بطرس - في مقالاته السابقة )
وبذلك كانت هذة الامور بمثابة ضريبة مكلفة وقاسية ومفروضة على السياسي الذي يود الثبات على موقفه ومواصلة ما امن به .
ومن خلال تواجدي الشخصي في ايران في اواسط العقد الثامن من القرن الماضي بعد هروبنا من العراق - شاهدت و سمعت وعرفت الكثير من صور معاناة رواد الحركات السياسية الاشورية وخاصة رواد زوعا .
وكان اسم رابي كنا في وسط اللاجئين الاشوريين خاصة والعراقيين عامة في ايران - ووسط الاشوريين الايرانيين في تهران واورمية - معروفا جدا .
حيث كان رابي ياقو شابا يمتاز بالنشاط السياسي والمتابعة الدائمة والمتواصلة والحيوية في قراءة الاحداث والتعامل معها وبما يصب في دعم وزيادة ثقة السياسيين بالقضية الاشورية خاصة والعراقية عامة وبدرجة كان الجميع يحس بان هؤلاء الرجال فعلا لا يعرفون الياس ولا يمكن ان يسقطوا تحت قساوة الظروف والمعاناة السياسية المتواصلة وما كانت تاتي به الاخبار المتشائمة من احتمالات سقوط المعارضة وفشل مسعاها في اسقاط النظام
وفيما كان اللاجئون الاشوريون وغيرهم في ايران يضعون نصب اعينهم هدف واحد فقط وهو الخروج من ايران كان
رابي ياقو ورفاقه يقفون صلبين ثابيتين ومصريين على البقاء .
وفي هذا الصدد اتذكر انني في حديثي مع رابي ياقو في فندق الحافظ في تهران عام 1987 حول القضية الاشورية قال لي في نهاية حديثنا - اينما ذهبتم سواء استراليا او امريكا وغيرها سوف نزوركم هناك -
وكنت حينئذ اتعجب لقابليته وشجاعته الكبيرة في مواصلة هكذا حياة مخيفة .
ويبدو ان رابي ياقو كان صادقا في رؤيته حيث منذ وصولنا الى كندا وتوزع بقية ابناء شعبنا في الدول الاخرى - نسمع بين فترات قد تكون متباعدة - انه في زيارة لهذا البلد او ذاك والالتقاء بجاليات شعبنا وشرح الاحداث السياسية ومدى استفادة شعبنا منها وغيرها من التصورات السياسية .
وشخصيا كنت اجد رابي ياقو - دوما نشطا ومناورا سياسيا بارعا والى يومنا هذا
ولكن للزمن والعمر ضريبة قاسية اخرى على كل انسان ان يدفعها بصورة او اخرى حيث ان ثقل السنين كبير
ولا يمكن باية وسيلة اخفاء اثارها وسلبياتها في كل الامور الانسانية .
واعتقد ان ثقل العمر السياسي اشدها وقعا وتاثيرا وازعاجا للانسان وضمن المسيرة السياسية العراقية النازفة ربما ابتداءا من بداية تاسيس الاحزاب العراقية بعد سقوط الملكية خاصة والى وقتنا الحاضر
وكان للاحزاب السياسية الاشورية دور فعال في بث الوعي القومي الاشوري بين ابناء شعبنا وازالة الخوف مما تركته مجزرة سميل في نفوس الاباء حيث كان قسم منهم يصفون اقدام شبابنا لخوض معترك السياسية مجددا وضمن صفوف المعارضة العراقية بانه لعب الاطفال بالنار .
ولكن مع كل تلك التاثيرات .والسلبيات كان رواد الحركة الديمقراطية الاشورية يواصلون ما كرسوا حياتهم لاجله بهمة وشجاعة وصبر وحكمة وتفاني عبر الايام والسنين دون ملل او كلل او ياس .
ومما دفعني لكتابه هذة الاسطر هو قرائتنا لخبر قدوم رابي كنا الى كندا وجدول لقائاته مع ابناء جاليتنا هنا وبمدة تكاد تكون قصيرة عن جولته الاخيرة في الدول الاوربية ومشاركته في احتفالات اكيتو .في الوطن
وفي حديثي يوم الامس مع الشخصية السياسية الاشورية المعروفة الاستاذ امير اوشانا - حول هذة الجولات وما تتطلبه من جهود وعناء في السفر بصورة متواصلة قياسا لعمره - وجدت نفسي مندفعا لكتابه بعض ما يخطر ببالي
حيث كما هو معروف وملموس في اوساط شعبنا فان لرابي كنا مكانة كبيرة ومحترمة نظرا لما بذله طيلة عمره في سبيل ما امن به بعيدا عن كل السلبيات التي من الطبيعي ان تلازم حياة ومشوار كل سياسي .
وهنا السؤال - هل حقا ان رابي كنا بحاجة الى تحمل المزيد من المشقات في سبيل ايصال كلمته ؟
اعتقد ان المحبة والاحترام الذي يحظى به بين اوساط شعبنا لا يتطلب من رابي كنا ان يضيف اعباء اخرى الى كاهله
لان له مخزون هائل من السمعة السياسية التي لا يستطيع احد ان ينافسه فيها او ينتزعها منه
وان كل هؤلاء المؤمنين به وبقدرته السياسية في اتمام ما ضحى حياته من اجلها يشكلون درعا سياسيا متينا لحمايه اسمه كرائد للسياسية الاشورية مما لا يتطلب ابدا من رابي كنا القيام بايه جولات في الدول التي يتوزع عليها ابناء شعبنا
فالذي يؤمن برسالة واهمية رابي كنا ليس بحاجة ابدا ان يراه مسافرا بين الدول ومتحملا مشقات السفر .
وفي هذا الصدد سئلت احد اصدقائي من ستنتخب فاجاب بعفوية وهل هناك غير رابي كنا ؟
قلت هناك اخرون - قال نحن حفظنا اسم رابي كنا من عقود وسنبقى نؤيده الى ما شاء من دورات
ومن الطبيعي القول اننا شخصيا نؤمن بان للسياسي فترة محددة ومقاسة بضوابط الديمقراطية ولكن ذلك لا يمنع ابدا ان يواصل السياسي عرض خدماته ومهارته وقدرته على مواصلة مسيرته وخاصة ضمن المفاهيم الديمقراطية ذات الصبغة الشرقية والتي ترتكز على ما يمكن اعتباره مفهوما قائما منذا ان قال احدهم عبر التاريخ ( يا ولدي لو نازعتني على هذا الكرسي ____) (اعتقد ان البقية معروفة للقارئ والذي تخونه الذكرة ليسال العم جوجل )
فالفرد العراقي يعرف جيدا ان هناك في كل الاحزاب السياسية العراقية شخصيات سياسية ما زالت تمارس دورها في القمة منذ عدة عقود وتلك حالة مالوفة وعادية لدى العراقيين .
وفي النهاية اتمنى شخصيا كل النجاح لرابي كنا ولكل المرشحين من ابناء شعبنا .
ونترك القرار للناخبين ونحترم ما تفرزه صناديق الانتخابات
ونامل ان يسهم الفائزون في ازالة كل الخلافات بين رموزنا السياسيين
وان تصب الجهود السياسية لاحزابنا الى خلق قيادة سياسية جماعية للمرحلة القادمة ومع ضرورة تواجد احزابنا في اللعبة السياسية الوطنية
الا ان ذلك يجب ان لا يكون طوقا لنشاط ودور واهمية احزابنا في توسيع مطالب شعبنا المشروعة في تحقيق كل ما يطمح اليه والذي هو من استحقاقه القومي والوطني والانساني .
حيث اعتقد ان احزاب شعبنا يجب ان تتجاوز حالة الاكتفاء بمقاعد يتيمة ومحددة وكانها هبة او استجداء سياسي لمكون اصيل في البلد .
واكتفى بهذا الكلام وارجو معذرة القراء للاطالة حيث بصراحة هناك الكثير مما يدور في خلدنا حاليا ولكننا نفضل الاكتفاء بما سطرناه اعلاه