المحرر موضوع: التسامح والتعايش ثقافة وسلوك تطبيق ... وليس خطابات إنشائية  (زيارة 1193 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فوزي الاتروشي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 289
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التسامح والتعايش ثقافة وسلوك تطبيق ... وليس خطابات إنشائية

فوزي الاتروشي
وكيل وزارة الثقافة

كل الدول المتحضرة التي نجحت في تحقيق الوئام الاجتماعي تميزت بحزمة قوانين وإجراءات وأنظمة صارمة اضافة الى وعي حضاري بأهمية التعايش والتسامح والغاء التهميش والاقصاء من السلوك اليومي العملي ومن الثقافة والفكر .
 فكانت تجربة الهند كأكبر ديمقراطية التي أسس لها الـ (مهاتما غاندي) بفلسفة اللاعنف ومعايشة الفقراء والمهمشين التي ادت الى دمج ملايين المنبوذين الهنود في المجتمع وحققت للهند استقلالها الناجز, وكانت ومازالت هذه الافكار هي التي تتسرب الى اعماق المجتمع الهندي .
وفي افريقيا تجربة دولة جنوب افريقيا التي بناها ( نيلسون مانديلا) بكفاحه ضد الفصل العنصري وانتصاره على العنصرية ومن ثم لجوئه الى تأصيل علاقة جديدة بين الاقلية البيضاء والاغلبية السوداء تتميز بالوفاق والتناغم من خلال لجان(الحقيقة والمصارحة ) الشهيرة . 
ولابد ايضاً من الاشارة الى تجارب المانيا واليابان وايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية التي تأسست على الديمقراطية ودولة المواطنة والحقوق المدنية لكل افراد المجتمع بعد ان اكتوت بنار النازية و الفاشية .
كل هذه التجارب الآن متميزة وتحقق نجاحات يومية وتبهر العالم بالتنمية والعمران والتقدم الاجتماعي, وميزتها انها لم تلجأ الى الخطابات والمؤتمرات ولم تشكل وزارات للمصالحة او لحقوق الانسان, بل جعلت التعايش والمصالحة والتسامح من المفردات اليومية السلوكية للفرد وسنُت قوانين مستقاة من تراث البشرية ومن المواثيق الدولية ولاسيما لائحة حقوق الانسان.
في العراق الامر متغير والمعالجة لاتتعدى عقد مؤتمرات والقاء كلمات وخطب انشائية لا تسمن ولا تغني من جوع .
والانكى من ذلك انه حتى في هذه المؤتمرات يمارس البعض سلوكه المتعسف والعنفي لالغاء رأي الآخر وابراز نفسه وكأنه يمتلك الحقيقة المطلقة في السياسة والدين والاخلاق .
وفي هذا السياق نضم صوتنا الى صوت ممثل الامم المتحدة في العراق الذي دعا الى سن قانون لحماية الاقليات, وذلك في الكلمة التي القاها في مؤتمر "الترويج للتسامح وحماية حقوق الاقليات في العراق" المنعقد يومي 17_18/11/2013 في بغداد .
اننا مازلنا نصر ان حقوق الاقليات ليس موضوعاً للخطابات النارية او الشعارات المناسباتية التي تطرح لاغراض انتخابية وحزبية وطائفية ضيقة, بل انها تركز على تغيير القوانين والسلوكيات والمناهج التربوية والاستفادة من تجارب العالم،  فالعراق ايضاً جميل جداً اذا نظرنا اليه بكل تنويعاته الدينية والطائفية والسياسية والفكرية , وهو جميل حين نوجه كل المحبة والتقدير لأصغر المكونات صعوداً الى اكبرها .
اما عقد اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات التي تتحول ذكرى قبل ان يجف حبرها  والاستمرار في السلوك اليومي الذي يفرض الاغلبيات على الاقليات فأن ذلك يؤدي حتماً الى التشظي والانقسام في حلقة مظلمة وشديدة العتمة .
يوم 15/11/2013 حضرنا الى حفل تكريم الكاتب والباحث (زهير كاظم عبود) الذي يعتبر فعلاً على حد تعبير الكاتب حسب الله يحيى "زهرة وطن ورجلاً استثنائياً ونبت خير". فقد بذل هذا الباحث جهداً منقطع النظير دفاعاً عن الايزيديين وديانتهم التي طالها الكثير والكثير من التشويه والتضليل والكتابات اللاعلمية, فكتب هذا الكاتب العربي مجموعة من اجمل الكتب عن الديانة الايزيدية منها (الأيزيدية .. حقائق وخفايا واساطير) و(لمحات عن الايزيدية) و ( طاووس ملك مجدد الديانة الايزيدية) وغيرها من الكتابات التي ازاحت الكثير من الاوهام والتشويهات التي الحقها آخرون بهذه الديانة العريقة من منطلق سياسي اوديني, الى حد ان الكاتب عبد المنعم الاعسم يقول بصراحة "لولا زهير كاظم عبود, ماعرفنا شيئاً عن الايزيدية".
واذ نأتي على سيرة القلم الاخضر للكاتب زهير كاظم عبود فهدفنا ان نوضح ان السلوك العملي والكتابة بأنصاف والتصرف وفق حقائق العصر مع المكونات هو الذي يثمر التسامح والتعايش في العراق, وكلما ازدادت الاقلام التي تؤسس للتعايش بالجهد والابداع والتأليف وتعبيد جسور التواصل والاعتراف الحقيقي بالمساوئ التي ارتكبت بحق الاقليات من قبل الاغلبيات, نكون قد جسدنا على ارض الواقع نموذجاً للتعايش والتسامح .
اما الاكتفاء بالخطابات التي تذهب في الهواء مثل الدخان الضائع والاستمرار في سلوك النعامة التي تخفي رأسها في التراب وهي تظن ان لا احد يرى جسمها العاري تحت الشمس فلن يؤدي الا الى المزيد من تأزيم العلاقة بين المكونات وحقنها بالقيح .

9/5/2014




غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد فوزي الاتروشي تحية
عنوان مقالتك جميلة جداً وبما كنت خارق في النظر في نتائج الانتخابات التي توضع في هذا الموقع قرأت عنوان مقالتك وحبيت ان أشارك فيها مع العلم أني لست متفنن في الكتابة .
كوني مسيحي وآشوري فسوف أتحدث عننا في موضوع الأقليات مع العلم في الماضي لم نكن أقلية بل امبراطورية ولكن أصبحنا الان أقلية نريد الحماية من أبناء وطننا انه لأمر محير ، انا اتفق معك سيد فوزي عن قانون حماية الأقليات ولكن السؤال هل سوف يطبق هذا القانون اذا أقر علئ مجتمعنا العراقي سواء المجتمع العربي او الكردي ؟ ففي بغداد حيث كنت أعيش عندما كان يصبح خلاف مابين مسيحيين وعرب فكان يطلق لنا اخوانا العرب اذهب مسيحي ( روح لك مسيحي ) يعني الاهانة للمسيحين وفي اقليم كوردستان يقال للمسيحين فلأيا وهي أيضاً إهانة ولا اعرف مايقال لنا من الاخوان التركمان ،،،اما بالنسبة للمثقفين فكان هناك كتاب عرب كانوا يكتبون علئ ان الآشوريين اصلهم عربي وقد هاجروا من عاصمتهم نينوئ الئ شبه الجزيرة العربية وأصبحوا عرب ورجعوا الئ العراق ، ولا اعرف كيف لشعب ان يهاجر من طبيعة الجميلة والخضار لكي يعيش في صحراء قاحلة اي من نينوئ الئ شبه الجزيرة العربية واعتقد ان حتئ المقبور صدام كان قد تكلم علئ هذا الموضوع وانه كان يقول أجدادنا الآشوريين ويقصد بها انه الآشوريين هم عرب ، والآن نشاهد في هذا الموقع لأحد الكتاب وهوا كردي ولا أتذكر اسمه الان لكنه يكتب باستمرار علئ ان الآشوريين لم يكونوا أبد من ارض كردستان بل جاوا غازين وانسحبوا من الاراضي الكردستانية بينما هناك إثباتات عديدة عن تاريخ أربيل وعما دية  وكل العراق بانه تاريخ آشوري . سيد فوزي هنا يأتي الخوف علئ الأقليات ان كان المثقفين يكتبون ويمحون تاريخ فكيف سوف يتصرف المجتمع العربي والكردي مع الأقليات . المسؤولية تقع اولا علئ مسؤولين الأحزاب والذين هم في السلطة سواء في بغداد او اقليم كردستان لكي يثقفو مجتمعهم ويعلمونهم من هم هؤلاء التي تم تسميتهم باالاقليات وقد اصبح لنا احباط نحن الآشوريين المسيحيين في اقليم كوردستان عندما قامت  وزارة التربية بوضع في دروس في المدارس عن القاتل التاريخي لآشوريين الشكاك المجرم سمكو الذي قتل البطريك الآشوري الشهيد ماربينيامين شمعون الذي كان قائد للأمة الاشورية ولكن للأسف الشديد المدح الكبير التي حضي به القاتل  سمكو في كتب في المدارس الكردية كانت إهانة كبيرة لشعب الآشوري والمسيحي عامة .اذا نحن المسمين الأقليات عانينا من المسؤليين والسياسيين والمثقفين ونزولا الئ المجتمع ،مثلا خذ المجتمع العربي والكردي فهم عندهم عشائر كبيرة فلا نستطيع ان نجاريهم نحن وأحيانا يضيع الحق عندما نواجه العربي والكردي والذين يهددون بالعودة للعشائر ولو ان المجتمع العربي اكثر حدئ بالنسبة اللجوء الئ العشار للفصل ،،،
اذا الشعب العربي والكردي لو تعايش معنا نحن الأقليات وكم الكلمة صعبة لكنها واقعية للأسف علئ أساس لاتفرقة واحترام الاخر عندها يكون عندنا الأمل ، شاهدت في التلفاز قبل عدة سنين مراسيم دفن الملك حسين ملك الأردن السابق وإذا بأشخاص وهم يرتدون ملابس شبه عسكرية لكنها مختلفة وهم كانو يقومون بمراسيم الدفن وكانوا واقفين وحاملين تابوت الملك وكان المذيع يقول بان هؤلاء هم الشركس الذين بنوا الأردن وعاصمتهم عمان واحتراما لهم وضعوهم في مواقف رسمية في الدفن ،،، وهناك أيضاً الهنود الحمر في أمريكا لا يدفعون الضرائب وعندهم أمكنة خاصة بهم يعيشون كما يحلو لهم وهناك قانون في الامم المتحدة لإعطاء حق الشعوب الأصلية ولا اعرف حقيقة ماذا حصل لهذا القانون .
اخيراً اتمنئ لك سيد فوزي الكتابة اكثر عن هذا الموضوع المهم  وشكرا لك

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ Adnan Adam 1966
عذرا للأخ فوزي الاتروشي
سلام المحبة
يطلق الأخوة  التركمان على المسيحي كلمة " كاور " وتعني " مشرك " والبعض يترجمها  " كافر " . مهما كانت معناها فهي ظالمة وقاسية واستبدادية .
تحياتي
                   د. صباح قيّا

غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شكرًا دكتور لهذا التوضيح