المحرر موضوع: قائمة الوركاء..ما أتت لتقوض المضاجع  (زيارة 845 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير القس يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 140
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قائمة الوركاء..ما أتت لتقوض المضاجع
 
 
بقلم..سمير القس يونان
العراق في 26  أيار  2014                                                                                                               
جرت الانتخابات وانتهت رغم ما الم بها من قبح ورمح  ورجح ومسح وكلح وطرح وقرح وجمح،قائمة الوركاء الديمقراطية راضية وقانعة كما كانوا أجدادنا راضون بكسرة الخبز بعد نزال وعراك وسباق مع من أتى لِيُلين المضغة لهم عنوة..دخلت القائمة من باب الكوتا الفسيح وكأنه جلنبلق أيام زمان دون أن يعترض احد أو ينبس ببنت شفة،مخمنون ومتأكدين أنها ستمر مرور الكرام وستعبر عبور الشهب دون أن يمنح لها احدهم بال وقليل من اكترث لوجودها،لكن القائمة ولان ولادتها طبيعية ومشيمتها نابعة من رحم الكبت والأمل مستمدة غذائها من فتات المظلومين وتأوهات الرازحين أبت الخروج من دائرة الغضب والسطوع ولا البقاء في منطقة شبه الظل.جاءت لتبقى والدليل القاطع حصولها على مقعد ربما يعتبره بعض الأحبة ميت قبل ولادته،لكنه ثقيل ليس بمقدور كل هب ودب حمله وتقليده،نالت هذا المقعد بما تملكه من نضال وإصرار وحب وخلق وماضي ساطع،رغم وفاض جيوبها وصفر أرصدتها، بإمكاناتها المادية الضعيفة التي يعول عليها اغلب المتبارين كرمح سمهري،جاءت لا لتبقى مع من هم على قارعة الطريق ينتظرون منة أو رحمة أو كسرة خبز أو طبطبة ظهر،بل لتنزل إلى المعترك مع أمثالها ومع من يرغب أن يضع العراق أولا بين الأحداق،جاعلة سهل العراق فراش لها وجباله وسادتها الوتيرة ونهريه شريانان قانيان لها وألم العراق وجروحه حلم لها.في طياتها برنامج وطني مفتوح كأفئدة عناصرها،تضع العراق بين راحتيها أولا،ثم وثانيا ذلك الشعب المغلوب على أمره بين الكذب والرعب وبين الرهب والرغب،تاه عند مفترقات كثيرة أوجدها من أراد به شرا وطمسا وضياعا وتشرذما.جاءت لا لتقف محملقة بالذين يزيلون السنابل والذؤابات من الحقول والبراعم من المروج،بل لتحاول أن تعلم كيف يرتشف الرحيق وكيف يصنع النحل وكيف تذري وينتقى الحَبُ،لم تأتي لتسرق ولا لترعب ولا لتوعد ولا لترغب ولا لتدخل من الشباك،بل لتقول دائما ومن خلال كل نشاطاتها إنني سأحاول بكل ما أؤتي لي من قوة أن افعل كذا وكذا،لنقف معا ونشكل صوتا مدويا يسمعه من لم يسمعه سابقا بأننا نمثل شعب بنى الزقورة قبل أن تعرف جميع الأمم للبناء معنى،إننا فصيل قاد اغلب المعارك في ساحات الوغى عندما كان اسم العراق في خطر شماله وجنوبه،جئنا لنقول لهم إننا نحب كل العراق أكثر منكم والدليل تفانينا وإخلاصنا وحبنا العظيم له،لنقول للذين يعتبروننا أقلية إننا باقون وباقون نمجد ونحيي أحرف العراق التي قلاها الصدى وأصابها الوهن والفتور. لقد انتقت القائمة أناسا تخرجوا من مدرسة النضال والكفاح واستمروا بتقديس تلك الشهادة التي منحها الزمن لهم دون أن يتعلق بتلابيب ثيابهم فتات الرذيلة والنميمة،وتراجعوا حينما وصل الركب إلى منحدر تلاشي الذات،وتحملوا الجوع والعطش،الخوف والحرمان،الاعتقال والنسيان في غياهب الدهاليز وظلام السجون،وعندما انبلج جزء من الصباح،ليس كل الصباح،وصوت الديك قد بح من الصياح،واليمام غزفت عن النواح،وزرياب قد ترك الليالي الملاح،عادت تلك الأنفس الأبية لتنحت لها صومعة في وادي الذئاب،وعلى ضوء سراج قديم كان يبدو لهم وجه الحبيبة المدور،ومن عينيها منهلان من الدمع،شعرها المشعث،جفنيها  المنتفخان نحبا ونحيبا،خديها الشاحبان حزنا ولطما.أبت هذه الأنفس أن ترى الناس يضحكون لأناة غيرهم ساخرة بآلامهم طروبة لمشهد نزاعهم.هناك مبدأ عسكري مهم جدا يقول:ليس المهم الوصول إلى الهدف بقدر الاحتفاظ والبقاء فيه،إذن مطلوب من القائمة الاحتفاظ بالمقعد وصيانته من الرض والالتواء ثم الانكسار بل ربما سرقته في وضح النهار كما تفعل الذئاب.نساك في رقابهم معلق الترمال،معبأ بأسمال الفقراء ملطخة بقيح المتشردين الفاقدين لجغرافية الحياة،وفؤوسهم ترنم مع الجلمود ترنيمة الحب والحياة،والحداة خير شاهد لتلك المسرحية...........................................