المحرر موضوع: المناسب وغير المناسب.. والحكومة الكوردستانية الجديدة  (زيارة 598 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صبحي ساله يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 405
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المناسب وغير المناسب.. والحكومة الكوردستانية الجديدة
   صبحى ساله يى
 
 
قبل تشكيل الحكومة الكوردستانية الحالية والتي نشهد أيامها الأخيرة،  كتبت مقالاً بعنوان (نيجيرفان البارزانی: هل يضع الشخص المناسب فی المكان المناسب؟)، واليوم، ولأننا نتجه مرةً أخرى نحو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، أجيب على سؤالي السابق، وأعيد السؤال بصيغة أخرى... خلال عهد الكابينة الحالية كانت للمواطنين والكتاب والصحفيين والسياسيين آراء وملاحظات مختلفة، قسم منهم (إستفاد منها) ومدح وبالغ وفقد الصواب في سرد مكاسبها ومنجزاتها، وقسم هاجمها ووصفها بعبارات يخجل الخلوق إعادتها وبالغ في التهويل والسجالات المغلوطة بشإنها، وبما إننا لسنا من هذين القسمين، وأفكارنا ونظرتنا فحصت وتأملت الامور، ولم نغرق في بحر الأمنيات، نقول ان الكابينة السابقة تميزت بمواجهة الكثير من المشكلات الداخلية المتعلقة بالأمن والإستقرار والفساد، ونفذت خططاً واعدة وحققت التقدم والتطور والرخاء والإزدهار في العديد من المجالات، وتعاملت مع المعارضة السياسية الكوردستانية التي تبلورت بشكل جديد ومغاير بحكمة ومنطق، وجلبت المزيد من الأموال لإستثمارها في الإقليم، وأنهت مشكلتي الكهرباء والوقود، وساهمت في مشاريع عديدة لمعالجة مشكلتي السكن والبطالة، وفيما يخص المشكلات الخارجية والملفات الخلافية مع الحكومة الاتحادية، فقد أجادت التصرف وتحملت كثيراً، وحتى في حالة قطع رواتب موظفي الإقليم من قبل الحكومة الإتحادية والتي تعتبر مشكلة كبيرة، ولم تكن متوقعة من إخوة وحلفاء الأمس، تصرفت بعقلانية وحنكة وحكمة، ووفرت الرواتب من ديون وواردات محلية، وعلى العموم يمكن القول إنها حققت النجاحات وتخطت الاشكاليات والمواقف الصعبة التي واجهت الإقليم، وهذا بمجمله يعني أن الكثير من المناسبين كانوا في الأماكن المناسبة.
 واليوم ونحن مقبلون على تشكيل كابينة جديدة تعتبر من أهم الكابينات الحكومية في اقليم كوردستان، حيث تشترك فيها غالبية الأحزاب الكوردستانية، وستمثل المجتمع الكوردستاني وفعالياته السياسية والاجتماعية في مرحلة دقيقة ومعقدة من مراحل تطور إقليمنا سياسياً واقتصادياً، كابينة تنتظرها ملفات ثقيلة ومليئة بمشكلات تحتاج الى معالجات وملفات عالقة مع الحكومة الاتحادية بخصوص المادة 140 من الدستور العراقي والموازنة التي أستغلت سياسياً ضدنا، والنفط والغاز وقوات البيشمركه، كابينة جديدة لا تحمل العصا السحرية للحلول، ومجرد تشكيلها لاتكون بداية النهاية للمشكلات والمعضلات، من الضروري أن يتغلب عندنا التفاؤل والأمل، ونستبشر خيراً بشخصيات ترشحها الأحزاب السياسية لحمل الحقائب الوزارية، وهذا يعني : أن الأحزاب تضع الأشخاص في الأماكن، ولكن نسأل هؤلاء الأشخاص : هل تجمعون حولكم وفي الحلقة القريبة منكم أناساً يمتلكون مقومات الموهبة والاخلاص، ويعززون إيمان الناس بالمبادیء الصحيحة، ويسهمون في توطيد العلاقة بين الناس والسلطة؟، ويخضعون الى الرقابة والإختبار اليومي، وعلى يقين بأن الإقصاء والمحاسبة أقرب اليهم من حبل الوريد؟...
ونقول لهم : المناسب هو ذلك الشخص الذي يكرس موقعه للخدمة العامة، ويعتبره في عداد الواجب ويعزز من خلاله الثقة المتبادلة بين المواطن والسلطة، ويجعله مناراً لإشاعة القيم العادلة والصحيحة، ويكافيء المنجز والمطور والمبدع، ويحاسب كل من يتسبب في الخسائر.. أما غير المناسب فهو الإنتهازي الفاسد الذي يجعل الموقع ميداناً للإستغلال والإغتناء من مآسي الناس، ويفتقد الذمة والضمير، ويستبد برأيه ويتخبط ويستفز الآخرين ويخطأ في إتخاذ القرار، ويشعر أكثر من غيره بعدم الكفاءة وعدم إمكانية الإستمرار في المسؤولية، ويرى نفسه أمام صدفة عابرة في حياته وغير قابلة للتكرار، لذلك يستغلها بأقصى ما يمكن من الربح والكسب غير المشروع والإنتفاع المباشر أوغير المباشر ويحمل معاول التخريب ويخرب كل شيء قبل تركه للموقع...