المحرر موضوع: مخـاوف وأســئـلة .. وحــل  (زيارة 490 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مخـاوف وأســئـلة .. وحــل
« في: 10:48 28/06/2014 »
مخـاوف وأســئـلة .. وحــل

يمر شعبنا بأخطر مرحلة في تاريخه المعاصر، ومصير وجوده المهدد أصبحت تلتمسه أصابعنا قبل أقدامنا المتجهة إلى الضياع. ويوما بعد يوم نرى بعيون دامعة هروب وهجرة أخوتنا وأحبتنا من حولنا بحيث أصبح واضحا أعدادنا القليلة أصلا بالتناقص مما تبقى في القرى والقصبات والبلدات العريقة من بقايا الحضارة العظيمة القديمة التي تفتخر الإنسانية أجمعها بحفاظها على آثارنا عند متاحفهم المنتشرة في مدنهم الكبيرة .
اليوم تتعرض مدينة بخديدة عروس الحضارة الآشورية في سهل نينوى إلى الاعتداء والى محاولة اقتحامها من جهتها الجنوبية. والأحداث تشوبها الضبابية لأن لا يجرؤ مراسل أو صحفي محايد إقحام نفسه في قتال شرس لا توجد فيه أبسط قواعد حيوانية قبل إنسانية من حقوق وحماية الأبرياء المسالمين.
لا نسأل أو نلوم الأحزاب السياسية المتواجدة في ساحة تواجد شعبنا الآن ، لأننا نعلم جيدا ليس بمقدورها أو بوسعها القيام بأي شيء سوى ما يهم مصالحها الضيقة المحدودة فقط، مع جل احترامنا وتقديرنا للبعض السياسيين الذين يتمنون لشعبهم العزة والكرامة ولكن صداهم مخجل، وندائهم خافت أمام ضجيج المنافقين الراقصين على أنغام أسيادهم الغرباء عن تطلعات وآمال شعبنا القومية العادلة في الحياة الحرة الكريمة تحت ظلال الأمن والاستقرار.   
ولكن لنا الحق أن نسأل من يقود شعبنا روحيا وإيمانيا من دون منافع ومزايا شخصية سوى رضا وطاعة الله.
ما هو رد فعل رجال ديننا من ورؤساء الكنائس الباهرة في البلدة العزيزة بخديدة ؟
وكذلك في البلدات الأخرى لسهل نينوى ، لأن الذي يحصل لها سيحصل لغيرها !
هل اتخذوا تدابير يحمون أرواح وممتلكات خرافهم ؟ ؟
هل قاموا بمبادرات لتُجنب ما لا في الحسبان من هتك وسفك ودمار قبل حدوث الكارثة ؟
هل ناشدوا الدول المعنية لحماية هذا المكون الأصيل الذي لا ناقة له ولا جمل من الذي يحصل الآن ؟
هل اتصلوا بــ بابا روما ليكون على علم عما يجري لمؤمنيه من تهديد وإبادة ؟ يحاول أن يزرع الاطمئنان في قلوب المؤمنين المتواجدين إضافة إلى دعواته المتواصلة في الصلوات  ؟!
هل تحدثوا رجال ديننا إلى الشعب المسكين في كرازتهم بان لا يفزعوا ولا يأبهوا من الأخطار المحدقة، لأنهم قد عملوا وجاهدوا في سبيل آمانهم وان أمنهم مضمون ؟
نعم ، نعلم جيدا وذاكرتنا قوية بأن علينا أن لا نخاف من موت الجسد، لأن الذي يهمنا ويكفينا أن أرواحنا سترتاح عندما تغادر أجسادنا المرهقة المسكينة منذ الولادة وستذهب إلى ربها !!،
ولكن حزننا وأسفنا على مصير الأرض والعرض وعلى حال وقدسية الأبنية (الفاخرة) من الكنائس والأديرة بأن لا يكون مصيرها كما جرى وحصل لسابقاتها، وننال ما نالوه أجدادنا من تاريخ مخجل يجعلنا نشك بإيمانهم وبمن كان يرعاهم للنتيجة التي وصلوا لها، ونتائجها السلبية نعيشها لحد الآن ، وهي ليست مدعاة للفخر في صفحة تاريخنا المشرق ؟؟!!!!!! 
أسئلة وأسئلة تبحث عن إجابة صادقة وصريحة لمن له آذان ليسمع، ومن له ضمير حي لمعاناتنا أن يشفع ..
طوبى للراعي الصالح الذي يقدم روحه في سبيل خرافه ، واليوم ينبغي على راعينا الصالح أن يبذل قصارى جهده للحفاظ على رعيته ، ومن الحلول الشافعة والمتاحة بأن يناشد الأمم المتحدة والفاتيكان والمنظمات الدولية والعالمية (يونسكو، يونسيف وو) في حماية هذا المكون الأصيل وريث أعرق حضارة إنسانية وجدت على الأرض، مثلما تحمى المواقع الأثرية وللحيوانات النادرة وغير ذلك ،  من خطر الانقراض.
ــ ألا نستحق نحن أيضا إلى الحماية في محمية إنسانية على أراضينا ؟؟ كما فعلوا في الأمس عندما حموا الشعب الكردي من سطوة السلطة في بغداد، وكذلك فعلوا للبوسنة والهرسك، في يوغسلافيا السابقة، وغيرها !!!!  رغم الفرق في الكثافة السكانية بيننا وبينهم .
أتمنى أن لا يعيد التاريخ نفسه وللمشاهد الحزينة من مسرحية الاضطهاد، وخاصة المآسي التاريخية لشعبنا السورايى .
أتمنى أن تكون الإجابة على ارض الواقع كي ينعم شعبنا بالستر والسلام ، ولا تكفي على الورق أو بالدعوات والتمنيات ، ودمتم مع الود
زاهـر دودا / القوش 26 حزيران 2014