المحرر موضوع: كوردستان العراق بين عرب العاكول واكراد البلوط  (زيارة 1160 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير شبلا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 273
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني








كوردستان امام مفترق طرق
بين عرب العاكول واكراد البلوط
سمير اسطيفو شبلا
المقدمة
زادت الهجمة الشرسة على الكورد وخاصة بعد تأخير وتأخر حسم الملف الامني وطرد القاعدة بالرغم من استلام طائراتنا السابقة و التي بيعت لنا! وكذلك تسيير طائرات استخباراتية دون طيار للمراقبة وتحديد مواقع الخلافة الاسلامية (داعش) في كل من الموصل وتكريت والفلوجة وديالى وغيرها من المناطق التي اصبحت ساخنة فجأة ان كان داخل العراق / كربلاء نموذجاً او خارج العراق : السعودية نموذجا! وستلحقها الكويت مع  باق دول الخليج مثل لعبة سلسلة الدومينو!! انهم يتنعمون وكانهم يعيشون في الجنة واخوتهم في العراق وسوريا ومصر وبعض الدول الاخرى يتلقون العجاج التي صنعوه بالاتفاق مع جيران السوء، وهكذا بدأ العمل الجدي المتوقع للكثيرين بان الذين كانوا يصبون الزيت على النار لم يفكروا يوما من الايام بان هذه النار ستصلهم عاجلا ام اجلا، وخاصة جيران السوء الذين يحيطون بالعراق ويتربصون به وخاصة الملف الامني الذي وجب ان يبقى كما هو او يميل الى الاحمرار والدم القاني اكثر من السابق لان هذا الامر او هذا الواقع لهو لصالح تمرير مخططات ومصالح الدول المحيطة بنا ان كانت شرقية ام غربية
عرب العاكول واكراد البلوط
عرب العاكول
قبل 1400 سنة كان عرب البادية يتنقلون من مكان الى آخر لرعي الابل والماشية ويعيشون على الخيام،وبعد مرور الزمن وخلال فترات اصبح بدو الصحراء (فلسطين والاردن والنقب وغرب العراق وسوريا والجزيرة العربية "دول الخليج") يتوقفون عن التنقل عندما اسسوا القرى وخاصة في نجد والحجاز واقليم البحرين (اقليم العروض) وبلاد اليمن /ظفار وتهامة
وسموا بعرب العاكول لان ابلهم وماشيتهم كانوايعيشون (يقتاتون) بأكل عاكول الصحراء، الى ان تطوروا وبنوا لهم بيوتا من الطين وعملوا بالزراعة وتربية المواشي وخاصة الجِمال،بعدها صار لهم دولا عن طريق المستعمرين وخاصة الجزيرة العربية التي تضم اليوم 7 دول (السعودية – اليمن – الكويت – قطر – البحرين – سلطنة عمان – الامارات) وبسبب النفط زادت هذه الدول وملوكها ثراءا وامتلأت خزائنهم بالذهب الى ان اصبح البعض منها وبدرجات ونسب مختلفة تضاهي اوربا تطورا من ناحية البناء والخدمات (عكس ما يدعي محافظ بغداد) وليس الحريات الاساسية للفرد، وما الامارات العربية ودولة قطر خير نموذج على ما ذهبنا اليه، لقد سبقوا اقطارا عربية كانت متقدمة عليهم من جميع الاتجاهات الى وقت قريب / العراق نموذجاً، ولكن مع الاسف اصبح عراقنا في مقدمة دول العالم الاكثر فسادا وغياب الامن وانتهاك لحقوق الانسان وسيطرة الترلياتورية على مقاليد السلطة وتفشي السرقات والرشاوى في مفاصل الحكومة وعدم وضع الانسان المناسب في المكان المناسب – خلق الحروب لتغطية هذه السرقات وهذا الفشل، وبمقابل ذلك تطور الاخرون بحيث اصبحنا نحسدهم نحن اصحاب الارض والحضارة والتاريخ! ولكن لا حضارتنا التي نتباهى بها افادتنا ولا تاريخنا  شفعنا  ولم نستغل ارضنا وما تحتها وما فوقها لصالح الانسان العراقي كشعب وكبلد بل استغليناه للثأر والقتل والدخول في حرب طائفية وفشل على جميع الاصعدة، اذن عرب العاكول اصبحوا متقدمين علينا لغياب الحس الوطني لدينا،وكذلك اعطينا اولوية لطائفتنا ومذهبنا وديننا وقوميتنا على  حساب وطننا واديان ومذاهب وطوائف  الاخرين من شعبنا الاصيل
اكراد البلوط
يتذكر جيلنا ما عايشه مع اخوته الكورد (وليس الكرد) وخاصة ابناء شعبنا الاصيل الذين عاشوا مع الكورد ولا زالوا لحد يومنا هذا، ونحن الذين عايشناهم في السراء والضراء من خلال احتكاكنا بهم ان كان عن طريق التجارة وتبادل المحاصيل (يتذكر ابناء وبنات جيلنا كيف كان الكورد يجلبون العنب والبلوط والماشية واللبن والجبن ومحاصيل اخرى ويتبادلونها بالشعير والقمح ويشترون الشكر والشاي ولوازمهم الاخرى) وكان هناك ارتباط عقلي وروحي ومبدأي وخاصة المشاركة في الحركة التحررية الكوردية والذي ارتبطنا معا روحيا وعقليا ومبدئيا هو دمائنا المشتركة التي امتزجت معا على سفوح جبال ووديان كوردستان واسماء شهداء الحركة الوطنية خير اثبات ودليل على كلامنا هذا! وما حكايات ابائنا واجدادنا العظام الذين كانوا يقصون علينا قصصاً منها المُرّة ومنها الحلوة (هذه هي الحياة فيها الخير وفيها الشر ايضا وخاصة انتهاكات لحقوق الانسان داخل الاقليم وخلال فترات التطور المشار اليها)  وموضوع انتهاكات حقوق الانسان وجوب الوقوع بها من قبل اي قطر او مكون او حزب كونها من متطلبات الواجبة التصدي لها وتقديم التضحيات وانتزاع الحق والحقوق لاكمال مرحلة التطور الواجبة الحدوث، وان لم يكن هناك انتهاكات لحقوق الانسان وحرياته هذا يعني خلاف نظرية التطور لانه لا يمكن الانتقال من مرحلة الى اخرى الا بالمرور في خانة التضحية ونكران الذات وانتزاع الحقوق
نفس التطور حصل مع الكورد في جبال كوردستان الذي حصل مع العرب في البادية والجزيرة مع اختلاف الثقافات والتواريخ والحضارات، انتقلوا الاكراد من بيع وتبادل المحاصيل منها "البلوط" وكلمة البلوط هنا تشير الى تأخر الكورد (قراءة وكتابة وثقافة) بعدها انتقلوا الى مرحلة جديدة وهي مرحلة التمدن – الراديو – التلفزيون – التلفون – السيارة بدل البغل – الطائرة ثم الانترنيت، توازيا مع القراءة والكتابة – الجرائد والمجلات – الاحزاب – الدفاع عن الحقوق – حكومة منفى – حكومة اقليم – حكم ذاتي – نية تقرير المصير! كما نجد في هذا التوازي التطوري هو خلق قادة احزاب من طراز خاص (معظم قادة الحزب الشيوعي العراقي – قادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني – قادة حزب الوطني الكوردستاني – الاحزاب الاسلامية والاشتراكية ايضا) 
 رابط الطرح والخلاصة
رابط الطرح بين عرب العاكول واكراد البلوط ان الاثنين مرا وسارا في نفس الطريق التطوري كمرحلة وجوب المرور بها من اجل سعادة ورفاهية شعوبها، وخاصة ان العراق مكون من فسيفساء اجتماعية وقومية وثقافية وتاريخية وحضارية! نعم تعدد الاديان والتواريخ والحضارات والقوميات، كل على حدى لها ظروفها الذاتية والموضوعية، اذن عرب العراق بجميع مكوناته وطوائفه ومذاهبه عاشوا وساروا في نفس مراحل التطور وخاصة خلال العقد الماضي! وبالاخص بعد نيسان 2003
هنا رابط الطرح نرى ونلمس الفروقات بين فوضى المركز (السياسية والامنية والاقتصادية والخدمية) مقابل الاستقرار النسبي السياسي والاقتصادي والخدمي والاستقرار الامني في كوردستان العراق خير دليل للعراقيين والعالم ان مرحلة التطور الكوردي كانت مستقرة نسبيا! لذا كانت خطوتهم محسوبة لكي تثبت في مكانها على الاقل دون ان ترجع خطوات الى الوراء كما يحدث في المركز! لذا نؤكد على جميع احرار العراق في الداخل والخارج دعم نتيجة خطوة كوردستان الى الامام الا وهي (الثبات النسبي للتوجه الديمقراطي) مقابل التراجع التام في كلمة الديمقراطية النظرية فقط في المركز، وان سأل سائل ما: لماذا تقول: الثبات النسبي؟ نجاوبه ونؤكد: انه لا يوجد ثبات تام في اية موضوع او قضية وخاصة في حقوق الانسان، لان هذه الحقوق منهكة بنسب ايضا عند اكثر الدول المتحضرة تقدما
الا يكفي كل هذا للتكالب على شعب وحكومة كوردستان لايقاف هذا التوجه على الاقل؟ لنا ثقة تامة لنؤكد ان القيادة الكوردية لها حكمة تؤهلها ان تتجاوز محنة اليوم بحنكة سياسية وليست عسكرية لصالح العراق الواحد، بما هو سد الطريق امام من يحاولوا ايقاف وبالتالي ارجاع خطوات الكورد الى الوراء لكي تتساوى الحنطة مع الزوان، لنحافظ على نموذج كوردستان ان لم نقدر ان نساهم في دفعه الى الامام
لا نقبل الوقوف بين الحق والظلم، وجوب ان تقولوا نعم نعم او لا لا!!! لا يوجد بين بين في كل شيئ وخاصة في الاخلاق
11 تموز 2014