المحرر موضوع: تنويعات إنسانية على صوت الرصاص وسيل الدماء!!  (زيارة 385 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل احـمـد مـطـر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 377
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تنويعات إنسانية على صوت الرصاص وسيل الدماء!!
د.أحمد أبو مطر
                                   
عندما تتحدث مع أهلك وعائلتك في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة،
 حيث نشأت وتربيت وتعلمت، وتسمع فعلا أثناء المكالمة صوت رصاص و هدير طائرات الاحتلال التي تقصف البشر و الحجر، تدرك حقيقة أنّ ( من يده في النار ليس كمن يده في الماء ) ، و تدرك أنّ كل كتاباتنا وأحاديثنا في وسائل الإعلام في واد وشعبنا الذي يذوق الموت يوميا في واد آخر ، وحقيقة لا يتابع ولا يهتم شعبنا بكافة كتاباتنا لأنّه مشغول عنها بما هو أهم وأخطر ، وهو كيف ينجو من هذا الموت الذي يترصد كل شخص في أية لحظة ، وما يزيد موتهم موتا هو أنّهم ليست المرة الأولى بل الأكثر وضوحا يجدون أنفسهم ( وحدهم ) في مواجهة الاحتلال، وأيضا بعض العرب يرقصون فرحا و طربا يتمنون المزيد من القتل والتدمير للشعب الفلسطيني والاحتلال مستمر في تنفيذ رغباتهم هذه رغم كل ادعاءاته في الإعلام الغربي.

********
من أشهر وأقبح الأصوات النشاز،
 التي علت أثناء هذا العدوان الهمجي للإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هو صوت الإعلامي الذي أعتقد أنّه لا يشرف الشعب المصري انتماءه له، المدعو " توفيق عكاشة " صاحب قناة نشاز أيضا لا يشرف فراعنة مصر أن تحمل اسم ( الفراعين ). هذا العكاشة كما شاهده الكثيرون في الفيديو الخاص به، يطلب من الاحتلال المزيد من القصف والقتل للشعب الفلسطيني، ويطالب المسؤولين المصريين بعدم تقديم أية مساعدة للشعب الفلسطيني، موردا اتهامات باطلة بحق حركة "حماس" وادعاءات حول دورها التخريبي في مصر وسيناء المصرية. هذا الصوت النشاز لا يمكن تعميمه على كل الشعب المصري، فهذا الشعب تاريخه عريق وطويل في دعم القضية الفلسطينية وتضحياته من أجلها. نحن ابناء مخيمات القطاع التي عشنا فيها منذ عام 1948 وحتى عام 1967 عندما كان القطاع تابعا إداريا لجمهورية مصر، لا يمكن أن ننسى ايجابيات تلك المرحلة حيث كنّا نتنقل من أية بقعة في القطاع وحتى القاهرة أو أية مدينة مصرية بدون تأشيرة دخول أو أية ضوابط أو موانع...ليت تلك الأيام تعود حيث لا معابر ولا ساعات إغلاق أو فتح لمعبر رفح أو غيره..مصر الوطن والشعب يبقى حيّا في ضمائر الفلسطينيين لا يشوهه حكام أو مسؤولون أو إعلاميون أو عكاشيون، فالوطن أغلى من كل الأشخاص لذلك أرفض تعميم الأحكام على شعب بكامله ككتلة سكانية.

********
من يدير ويتحكم في الضفة الغربية؟ السلطة الفلسطينية أم جيش الاحتلال الصهيوني؟
هذا السؤال ليس وليد الهجمة الهمجية الصهيونية الحالية والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، بل هو نتيجة المشاهد والممارس واقعيا وميدانيا منذ توقيع اتفاقية أوسلو قبل قرابة عشرين عاما. فالفلسطينيون والعالم أجمع يشاهدون يوميا جيش الاحتلال يسرح ويقتل ويدمر في كل الحارات والقرى والمدن الفلسطينية في الضفة دون تتصدى له بأي شكل قوات الأمن الفلسطينية المسلحة بالرشاشات والقنابل بالعكس تقوم بالانسحاب مسبقا بأمر من قيادتها من أية منطقة سيدخلها جيش الاحتلال، لذلك باعتقالات ما قبل أيام قليلة بلغ عدد أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذي اعتقلهم جيش الاحتلال 37 عضوا، فماذا بقيّ من المجلس التشريعي ؟ وماذا بقيّ من سيادة للسلطة الفلسطينية؟ و السؤال البديهي هو: أيهما افضل بقاء السلطة أم حلّها أو ما هي الفائدة التي تقدمّا للشعب الفلسطيني خاصة في ظل تصريحات بعض مسؤوليها التي تنسجم مع مواقف الاحتلال نفسه؟
**********
هل يوجد أي أمل للسلام مع الاحتلال؟
واقع وممارسات العشرين عاما التي أعقبت اتفاقية اوسلو التي اعترف من خلالها الفلسطينيون بدولة "إسرائيل" ومطلبهم دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذه الممارسات الاحتلالية تقول صراحة و وقاحة ( لا أمل..لا أمل للسلام مطلقا ) فدولة الاحتلال تعيش على استمرار الحروب والصراعات كما قالت رئيسة الوزراء الإسرائيلية الأسبق "جولدا مائير" ما معناه: لا يجمع الشعب الإسرائيلي إلا استمرار الشعور بالخوف من الحروب لذلك علينا أن نصطنع حربا كل عشر سنوات إن لم تفرض علينا...وهذه هي مسيرة الاحتلال منذ عام 1948 ...لذلك هل يستطيع قادة الاحتلال الجواب على سؤال: ما هي شروطكم للسلام ؟ وما هي حدود الدولة الفلسطينية التي تقبلون بها؟. هذا الاحتلال حسب ممارساته لا يقبل إلابدويلة فلسطينية مسخ لا وجود لها إلا على حوالي 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وهذه الدويلة منزوعة السلاح يتحكم الاحتلال في كل منافذها وعدم العودة لتقسيم القدس والاعتراف بها فلسطينيا وعربيا عاصمة لدولة الاحتلال اليهودية  التي ربما يعقب ذلك طرد وتهجير مليون وربع فلسطيني ممن يعيشون على أرض وطنهم المحتل منذ عام 1948 ..وهذه الشروط لا يقبل بها أي فلسطيني لذلك فمسلسل الموت والرعب مستمر..مستمر !!!
**********
هل خطف وقتل الفتية الإسرائيليين الثلاثة هو سبب هذه الهجمة الإجرامية؟
يمكن أن تكون الإجابة المباشرة: نعم..ولكن كيف سيكون الوضع لو لم يتم خطفهم وقتلهم؟. ايضا المراقبة الموضوعية للوضع تقول: كان سيستمر الحصار على قطاع غزة من كل المنافذ والمعابر ليبقى القطاع سجنا كبيرا لا يتوفر فيه الحد الأدنى من الحياة الكريمة لغالبية مواطنيه. وفي الوقت ذاته سيستمر الاستيطان الاحتلالي ليستولي يوميا على نسبة من مساحة الضفة الغربية وتستمر معه انتهاكات الاحتلال داخل الضفة حيث الاعتقالات اليومية..أي أنّه القتل بأشكال مختلفة لا تراعي انسانية الشعب الفلسطيني بسبب احتلال يقوم ويستمر على القتل والدم والإبادة الجماعية، فغالبية مجازر الاحتلال السابقة هل رافقها او سبقها خطف فتية أو جنود إسرائيليين؟ لذلك فخلاصة هذه الممارسات الاحتلالية الدموية حتى كتابة هذه التنويعات حسب رصد موقع "دنيا الوطن" داخل قطاع غزة هي:
231 شهيدا، 1960 جريحا، 237 غارة احتلالية إسرائيلية، 632 عدد المساجد والمنازل المدمرة، وبالتالي يمكن تقدير عدد الأسر التي تمّ تشريدها بعد قصف وتدمير منازلها...إنّه الموت الذي يعيشه شعب (يا وحدنا )!!!
www.drabumatar.com