المحرر موضوع: جمالية الغناء في الألبوم الأخيرللفنان طلال كريش  (زيارة 5353 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
جمالية الغناء في الألبوم الأخيرللفنان طلال كريش


يسرني ان اكتب ثانية عن الألبوم الرابع للفنان طلال كَريش والذي كان تحت عنوان "تاريخ الحب" وسبق لي وان كتبت نبذة تعريفية عنه حين نزل الى الأسواق في الربيع الماضي. ومن تجربتي في البومات الغناء فان السماع الأول او بضع سماعات لا يمكن ان تعكس جمالية الألبوم ولذا فأن النقد العاجل ليس عدلاً وانصافاً بحق اي البوم يصدره فنانونا الأعزاء. استمعت الى اغاني البوم طلال بما فيه الكفاية وصارت عندي قناعة تامة اني استوعبت جماليته لدرجة ان مقاطع من موسيقى بعض الأغاني اصبحت احيانناً تتراقص كالطيف في مخيلتي من غير ترديد الكلمات او دندنة اللحن، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على مدى تأثير موسيقى هذه الأغاني على مخيلة المستمع . احدى عشرة اغنية جاءت في هذا الألبوم كلها نالت درجة النجاح ولذا فان هذا الألبوم جعل صاحبه يرتقي الى صف اعلى في فن الغناء،  وفي المنظور المدرسي الي تعودنا عليه العراق فأن نتيجة طالب الفن طلال كَريش كانت ناجح اول مع وسام الشرف لأن الألبوم جاء متكاملاً في تقديم الأجمل من الأغنية العاطفية اوالسماعية او الراقصة اوالتراثية.
لندخل صلب الموضوع ونبدأ بأبداعات الفنان داود برخو في ومساهمته في هذا ألألبوم بكتابة خمس أغاني مع موسيقاها. الأولى والتي جاءت الأولى في هذا الألبوم حملت عنوان " ان ليتن خوبا " راقية بكلماتها  أذ يتودد الحبيب الى حبيبته بشكل غير مباشر ليجد في كبرياءها مدخلاً ليتفنن في وصف الحب المقدس الذي ورد في قصص المحبين. أداء طلال لهذه الأغنية جميل وأنسيابي ويشعرك ان يحكي قصته الحقيقية كأنه الكاتب والملحن لهذه الكلمات.
ألأغنية الثانية التي كتبها داود بالأشتراك مع سركَون ايشا والتي لابد من الوقوف على جمالية موسيقاها خاصة وأن القصة هي من اقتراح وتلحين الفنان داني شمعون الذي نظَّم موسيقى معظم هذا الألبوم. الأغنية جاءت بعنوان " كليتا قم ايني " والمقدمة الموسيقية لها تكاد تفصح عن قصة هذه الأغنية التي تحمل سراً في ثناياها ولا يمكن للمستمع ان يسبر اغواره الا بعد عدة سماعات. طلال هو الأخر الذي يعرف حكاية الأغنية جسَّد سردها عبر صوته العاطفي وكشف في نهاية الأغنية بطريقة دراماتيكية ان هذه التي يتغنى بها هي الأبنة الحلوة لأب حنون لا يراها دوماً لأنه انفصل عن والدتها. يُشَبه مؤلفو هذه القصة الواقعية الطفلة بعصفورة كانت في صغرها تحط على شجرة من نوع آخر، اغصانها ذراعيّ الأب المشتاق الى رؤية طفلته وحتى وان كانت مع تلك التي غَدرته وجعلت  بقية حياته حزينة.
" كَليا دتياري " أغنية تاريخية احسن أداءها بلهجة تيارية طلال كريش الألقوشي، وكم نحن في الفترة العصيبة التي يمر بها شعبنا المسيحي من قبل قوى الظلام ان نستمد من هذه الأغنية المعنى في الوحدة وعدم السكوت امام الظالم الذي لا يعرف سوى لغة القتل والنهب والسلب.  ألأغنية تذكر بجمالية لغوية انه في واقعة كَلي تيارى تَوزعَ بعض من شباب امتنا على بوابة الكَلي وأغلقو بوابتها امام العدو وهو يحاول الدخول عبر مضيق الكَلي /  قم دجمن دورّيّ دركَا /  وأوقعوا خسائر جسيمة بأفراده، وكان تعداد العدو أضعاف المقاتلين الآشوريين، وحتى المطربون الأكراد ومنهم على ما أعتقد كاويس آغا قد غنى اغنية " كَلي تياري" مشيداً ببسالة المقاتلين الآشوريين.
داود برخو ايضاً كتب اغنية " اديوم خلولا "  وهي تدخل ضمن نطاق " مورتا دكالو" التي تعودنا عليها في حفلات الزفاف المقامة في القاعات. كذلك فان آخر اغنية وهي الحادية عشرة من هذا الالبوم كتب كلماتها ولحنها داود على الطريقة الأسبانية اوما شابه، وقد غناها طلال  بأبداع وانا أعتبرها بمثابة  علاوة " بقشيش " من طلال لجمهوره المحب لهذا اللون من الموسيقى، فقد اعتاد المغنون انتاج عشرة أغاني في كل البوم لكن طلال اضاف واحدة بقشيش.

نبيل كَريش هوشقيق طلال وقد ساهم في ثلاث أغاني كتابةً وتلحيناً. مهما مدحتُ جهود نبيل في هذا المضمار فهي ليست بكاف على شاعر وموسيقار يجتهد في الكتابة بلغة السورث والموسيقى يعرفها بسلالمها، دشتها، بياتها وحجازها. نبيل مُحرم عليه سرقة الحان الآخرين والمجيء بما تشبه الآخرين غير مُحبذ عنده، ولذا فأنه يخترعها كمن يخترع آلة لم تكن من قبل اما فكرة الأختراع فمصدرها هو تراث السورث وخاصة تراث القوش، ام القرى. أغنيته " حليثا مخ دوشا " هي احلى من العسل كلماتها بسيطة سهلة الحفظ لأن كل من اسطرها يحوي على ست هجآت فقط ولذا فأنها سماعية وجماعية، وحين يجتمع أكثر من ثلاث أشخاص فأن بأستطاعتهم ترديد هذه الأغنية فيما بينهم، وعلى سبيل المثال ان كانوا في سفرة جماعية غايتهم الأُنسة والمرح.
الأغنية الثانية التي هي من تأليف نبيل كلماتاً ولحناً فهي " بغدد " ومن منا لا يعرف بغداد كما هي في العربية، عاصمة العراق ومدينة السلام في اول وصف لها بعد بِناءها قبل ما يقارب من 1300 سنة حين كانت السريانية هي السائدة فلا غرابة ان تسميتها الحقيقة هي " بغدد "، وتقول كلمات نبيل ان بغداد مدينة السلام تنتظرالسلام لنفسها... وكانت " بغدد " لقرون عديدة مقر بطريركية كنيسة المشرق وما يشرف بغداد ان في تلك القرون كانت كنيسة المشرق في اوج عزها. وفي العصر الحديث  وحسب تقديرنا سكن هذه المدينة ما يعادل ربع عدد نفوس اتباع كنيسة المشرق من كلدان وآثوريين وسريان. وددتُ التذكير بهذه النبذة التاريخية لأن الألبوم الذي نحن بصدده يحمل كلمة التاريخ في ثناياه.
نبيل كالبقية منا عاش في بغداد المدينة التاريخية وله ذكريات جميلة لا يمكن ان يطالها النسيان في هذه المدينة لجميلة بازقتها ومحلاتها القديمة اوأراد ان يشاركنا في ذكرياته عبرهذه الأغنية النادرة من حيث العدد والأبداع وطريقة الغناء، فأنه لأول مرة يشارك ثلاثة من مطربي العراق المشهورين ومن الأخوة العرب في غناء اغنية رائعة  ولكن ليس بلغتهم بل بلغتنا،وهولاء الشهامى هم كل من اسماعيل الفروجي، مهند محسن، وحسام الرسام، وقد أحسنوا الأداء وخاصة ان نبيل لحنها بمقام  البيات العراقي والمعروف كي يعيد الينا ذكريات " الجالغي البغدادي". وذكر نبيل في هذه الأغنية محلات بغداد المعروفة لدى الجميع وسكنها المسيحيون بأمان ووئام مع الأخوة المسلمين وكانوا موضع تقدير وأحترام لا  ينكره اي مسيحي عاش في هذه المدينة التي يقسمها دجلة الخير الى نصفين كرخ ورصافة، وكلاهما تسميتان سريانيتان. ومن هذه المحلات التي وردت في هذه الأغنية وبعضها سريانية الأشتقاق فهي عقد النصارى التي يعود زمنها الى عهد العباسيين حين بنيت بغداد وكذلك المربعة ، كمب سارة، البتاويين، الأمين، بغداد الجديدة، الكرادة، أرخيتا، والدورة التي فيها حي خاص يسمى حي الآثوريين بعد ان نزح اليها الآثوريون في الخمسينات من القرن الماضي. اما دور طلال في هذه الأغنية فهو الرابع الذي وضع اللمسات الأخيرة لأغنية سوف تدخل التاريخ من اوسع ابوابه.
الأغنية الأخيرة التي ساهم بها نبيل في هذا ألالبوم فهي "شوقا د ألقوش" جمالياتها تفوق من ان تذكر في بضعة أسطر ولذا فأني سأتركها الى مقال خاص بها. معلوماتي عن هذه الأغنية واسعة وقد أثارت جُل اهتمامي وتقييمها لا اريد حصره في هذا المقال الذي قد يطول أكثر من اللازم ان كتبت عن هذه الأغنية الخاصة عندي.

الأغنية السادسة في هذا الألبوم هي من تأليف وتلحين الفنان آشور بيث سركيس الذي هو في اعتقادي وأعتقاد الكثيرين ايقونة الأغنية العاطفية الآثورية. الكلمات راقية واللحن ساحر وعنوان الأغنية خير مُعَبِرعن محتواها ، اذ جاءت تحت مسمى " بديوتا من لبي " اي مداد من قلبي، والمداد هو حبر القلم الذي تقول  كلمات الأغنية ان الرسالة الأخيرة كتبها الحبيب  " بي زالا " اي بقلم القصب المعهود له كأول يراع دشن الكتابة على الورق، كتبها الحبيب وحين تقرأها الحبيبة يكون هو " بيزالا " اي راحل والرحيل او الفراق هو الأختبار القوي الذي بأجتيازه يبرهن المحبون صدق حبهما. الملاحظ هنا ان طلال استطاع بنباهته ان يميز لنا اثناء الغناء بين بي زالا و بيزالا.
اود ان اترجم البيت الثاني من هذه الأغنية النابضة كدقات القلب:
 ليحل عليَّ الجفاف ولتطمرني كومة الثلج وأ كثر من يمّ لتبتلع ذكرياتي... فأني قد قررت تكملة مساري في طريق الحب الذي لأجله اخترت بنت من امتي والتي اليها اشتياق قلبي.
الصورة الجمالية هنا هي في الشطر الأول من هذا البيت الرائع كما ورد بلغة السورث لأن الترجمة العربية تضيع بها بعض الجمالية ولكن باختصار ارجو ان يلاحظ القاري الكريم المصطلحات: الجفاف " بوران " ، كومةالثلج الهائلة " أشيتا " وأكثر من يمّ " لا خا وتري ياماثا " . كل هذه الكواررث لتحل على هذا المحب فهي ضئيلة امام قوة الحب الذي الأفصاح عنه هو بمداد القلب.
كل هذا لا قد لا يعني الكثير ان لم يكن طلال بصوته العاطفي قد بعث الروح في هذه الأغنية وجعل منها واحدة من افضل الأغنيات العاطفية التي غُنيت لحد الآن.

الأغنية التي اعتبرها تحوي اكثر جمالية  من ايّ  اغنية اخرى غنيت بلغة السورث هي " توتا " من كلمات الشاعر المعروف ولسن ليلو وألحان شيراك تاتوسيان. انا شخصياً اكتب كلمات الأغاني ولي كلمات لأجل ان تغنى كتبتها قبل أكثر من عشر سنين بهذا الأسلوب وكنت احسب نفسي عبرها اني اول من يوظف الكلمات التي تعطي عدة معاني بلفظ واحد. كلماتي تركيزها على كلمة واحدة بثلاث معاني كما في الأبوذية العراقية، لكني أعترف ان كلمات اغنية " توتا " هي ارقى بكثير من ابوذيتي، وحتى الأسطورة آشور بيث سركيس في الاغنية التي ذكرتها اعلاه جاء بكلمة " بيزالا " لتعطتي معنين وتلك كانت كل مقدرته وهو الفطحل في كتابة كلمات الأغاني. اما ولسن ليلو فقد كتب كلمات اغنية بشعر النثر وحوت اغنيته على ست مرادفات وهي: توتا / شاري / صخوا / كاوي / مخيلا / بَردا. كل هذه الكلمات استعملت بدقة متناهية بحيث ليس هناك اي شك في معناها المختلف. هذا ابداع لا مثيل له في اغنية السورث، اهنئ به الأخ ولسن ليلو لأنه وظّف قابليته الكتابية في كلمات اغنية لم يسبقه بها احد من قبل. الجمال هنا ان ولسن نسج من  كلماته لوحة  جميلة مرصوفة بزخارف مترادفة لا تمل العين من النظر اليها ، لكن لأني اتكلم هنا عن اغنية ولذا اقول لا تمل الأذن من سماعها خاصة بعد ان تعاون شيراك وطلال لتحويلها الى أغنية رائعة.
موسيقى هذه الأغنية هي الأخرى تستحق الوقوف عليها سواءاً في اللحن او التوليف (Arrangement) مع الدندنة الصوتية المرافقة لكل من ستيلا رزقو وشيراك تاتوسيان. تبدأ الأغنية بجو موسيقي عادي ترسم زخرفة الأطار بحيث تبدو الأغنية سماعية لا تلبث ان تتغير الموسيقى لتصبح حركية وسِباحة ( صخوا ) في عيون الفتاة الجميلة التي تتحول الى سماء صافية ( صخوا ) ومن ثم تتحول الموسيقى الى ايقعات قوية راقصة بما يشبه البيلاتي السريعة او كولبارا او دبكة ارمنية سريعة او سيمفونية غربية عنيفة... تتراجع الموسيقى كي تصبح عادية مرة اخرى حتى نسمع ان الفتاة قد غَمزت الفتى " اينا مخيلا " لتبعث الطاقة في جسد الفتى المتعب " مخيلا " فينطلق الفتى مرة اخرى سابحا في السماء الصافية " صخوا " لعيون محبوبته ولكن هذه المرة بأيقاع اقوى ومعزز بضربات الطبل القوية والزورنا الحماسية لتنتهي بشكل فجائي كما تنتهي مسابقة التزلج على الجليد في الأولمبياد الشتوي وتنال الفتاة وشريكها المدالية الذهبية بأستحقاق بعد التصفيق الحار من قبل جمهور المستمعين.
اقترح على منتج هذا الألبوم الفنان داني شمعون ذي المواهب المتعددة ان يُحول هذه الأغنية الى " فديو كليب " مع أخذ الأعتبار ملاحظاتي أعلاه.

اغنية لم اتتطرق اليها وهي " جولي دخومالا " من كلمات ادوني اوديشو و اوسي جو واللحن من ابداع داني شمعون. الأغنية جميلة راقصة تُسجل تراثنا الشعبي والزفاف في قرانا الشمالية.

بقي ان انوه انني مهما وصفت مهارة وابداع الفنان داني شمعون الذي وضع اللمسات الأخيرة لموسيقى هذا الألبوم فأني لن اعطيه حقه، لأنه ابداعه حقاً هو منقطع النظير، وطلال كَريش ونحن جميعاً من خلال استمتاعنا بهذا الألبوم مدينون لموهبة هذا الشاب لمثابر، لقد اختار الآلة المناسبة في المكان المناسب وقدم لنا موسيقى رائعة. وفي اغنية " توتا " لم يقدم لنا أغنية فقط بل سمفونية وهو قائدها. هكذا ايضاً اداء طلال كَريش الذي فاق كل المقاييس خاصة في الصوت الجميل والأنسجام العاطفي،  ولولا لفظُه السليم  والواضح  لما كان بأمكاني ان اجاري الكلمات كي اقيّمُها وهذا يعود جزء منه الى التوليف الموسيقي البديع للفنان داني شمعون بحيث ابقى على صوت طلال منفصلاً وصافياً.

طلال كَريش المطرب والفنان والواعي احسن الأختيارحين استشار ادباء ولغويين للأستفادة من خبراتهم كي ياتي البومه الرابع متكاملاً وهم كما جاء ذكرهم  في غلاف الأبوم كل من: الأستاذة فريدة آدم، مارينا بنجمين، الشماس خيري تومكا، ونبيل دمان.
طبعا هذا الألبوم لم ينتهي به المطاف من غير هفوات وقد لاحظت القليل منها في اللغة وسبك الكلمات وهو امر لا بد منه وهذه الهفوات لا تتعدى عدد اصابع اليد وذكرها هنا اراه غير لائق لأنها حقاً صغيرة امام جبروت هذا الالبوم، وكي اكون منصفاً فاني أذكر ما احسبه هفوة صغيرة كمثال للبقية، ففي اغنية " ان ليتن خوبا " ذكر طلال " خدوتا وخشا " وهي اصلاً " خادوتا/ فرح و خشا / حزن " وعلى ما اعتقد لضرورة الوزن لفظ  طلال خدوتا ( هجائين) من بدل  خادوتا ( ثلاث هجاءآت ).

بقي لي ان اسجل ملاحظة خارج اطار جمالية الغناء، وهي اني انشر مقالي هذا في وقت عصيب يمر به شعبنا المسيحي في العراق وسوريا وجل هؤلاء المسيحيون هم " سواريي " يفهومون غناء طلال ويتأثرون به لأنه بلغتهم السوادية. وقد يعاتبني البعض ان هذا الوقت غير ملائم وكان الأجدر بيّ الأنتظارعلى الأقل. انه زمن عصيب حقاً وعلى كل منا اداء الواجب لأن الهجمة شرسة ,اخوة لنا يعانون الأمرين في ترك بيوتهم والصراع في البقاء. ألأغنية هي الأخرى عليها ان تسجل المأساة ليكون للجميع احساس بما يعانيه المسيحيون في العراق وسوريا  وفي مثل هذا الزمن  نحن بحاجة الى ابطال يقارعون الظلم والأستبداد كما جاء في اغنية " كَليا دتياري ". مثل هولاء الأبطال يسجلهم التاريخ في انصع صفحاته ومن هولاء هم آغا بطرس وتوما توماس وميخا زراكا بطل قصة اغنية شوقا د ألقوش التي اجلتُ الحديث عنها. هولاء نكتب لهم اروع الكلمات لتصبح أغاني يغنيها طلال وأقرانه، وهكذا فان الأغنية ليست غرامية فقط  او لأجل الرقص بل هي انفعال يسجل مآسي شعبنا والبطولات كما تسجلها كتب التاريخ.

في الختام اقدم للقراء الأعزاء الرابطين التاليين، الاول لأغنية " توتا " كمثال لجمالية شاملة في الكلمات واللحن والتوليف الموسيقي ولأبداع الغنائي من قبل طلال كَريش. والرابط الثاني هولأغنية " كَليا د تياري " كي نتشبث بها في هذا الزمن العصيب مثمنين جهود فنانينا لأبقاء شعلة وجودنا المسيحي والقومي مستمرة.
http://uploads.ankawa.com/uploads/1406313589451.mp3

http://uploads.ankawa.com/uploads/1406313589472.mp3


                                                                    حنا شمعون / شيكاغو


 



غير متصل فهد إسـحق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 506
    • مشاهدة الملف الشخصي
أستاذ حنا العزيز
تحية طيبة وبعـد
لم أستمع للألبوم بعـد علماً أنني على يقين تام بأنه جيد وجميل لأنني أعرف ذوق الفنان طلال كريش في اختيار أغانيه،
لكن لدي تعليق صغير على مقالتك :
 إن كان الفنان طلال قد استشار لغويين على حد قولك كيف سقطت منهم جميعاً كلمة ( حـبـر ) في الأغنية السادسة
لأن كلمة حـبر تكتب وتلقظ ( ديـوثـا ) / دللات- يوث خواصا-ثاة سقابا أل أللاب /  وليس ( بـديـوثـا أو بـديـوتا ) مع احترامي للكاتب الفنان آشورسركيس وللغويين.
في النهاية أقول :
جـلّ من لا يُخطئ
لك محبتي..
                            فهد إسحق

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي الشاعر فهد اسحق المحترم،
شكرًا لقراءتك للمقالة، ام من ناحية اعتراضك فقد تكون  لك وجهة نظر مختلفة فأنا في الحقيقة لاحظت بعض الهفوات في اللغة والسبك اللغوي  كما ورد في مقالتي ولم تكن هذه آلتي ذكرت من ظمنهم. قد تكون غلطة في نظركم لكن لو اعترضنا على هكذا كلمات فستضيق بنا السبل الى التعبير عن أفكارنا لانه في الحقيقة والواقع ان لغة السورث التي بها وردت الاغنية حديثاً بدأنا الكتابة بها ونحتاج الى جيل كامل يتعلم اللغة في المدارس  كي نكتبها بضوابط .
ديوثا كما ذكرت بنظري لا تصلح ان تحل محل بديوتا وانت الذي كتبت كلمات الأغاني الا تشعر بهذا الفرق . أرجوك يا استاذ فهد ان تتطالع قاموس بهرا صفحة ٨٢  وتراجع كلمة " حَبّرَ  " ستجد مقابلها " كثوليه بديوثا " ولفظ بديوثا هنا مثل ما جاء في الاغنية لكن بالتاء بدل من الثاء.فهل ما جاء في قاموس بهرا غلط لان الأصح هو " كثوليه بي ديوثا " حسب ما تراه الأفضل كما ورد في تعقيبك.
لا اريد الإطالة لكن أسالك واسأل القراء أيهما أصح: فوكَ النخل  ... لو .. فوكَ إلنا خل   ؟ كما أسالك انت شخصيا أيهما أصح ديوثا ام ديوتا؟ هل تريد من أهل اورمي وأشور بيت سركيس ان يغيروا لهجتهم ويقولوا بيثا من بدل بيتا؟؟؟؟؟؟ السورث ليست السريانية ، السورث تتطور وتتبدل وتنمو اما السريانية تقريباً جامدة في مكانها.
باختصار يا اخي وصديقي فهد ان كتابة كلمات الأغاني هي كتابة كلمات موسيقية وليس كتابة كلمات فصيحة.
وأرجوك ان تتقبل ملاحظاتي هذه بصدر واسع لان غايتي ديمومة لغتي. ولكم أيضاً محبتي..
      
                                                 حنا شمعون

غير متصل فهد إسـحق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 506
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي حنا
أنا لم أركز على التاء أو الثـاء نهائياً وهذه لهجات , تركيزي كان على كلمة حبر ففط. /ديــوتـا /
كتوله بي ديوتا تعني : كتب بالحبر وهنا بي هي الواسطة التي كُتب بها. ( كتب أو كتبتُ بالحـبـر )
مشكلة اللغويين أنهم يكتبون على هواهم ، وقد سألت أحدهم واعترف بعدم المصداقية في مؤلفات العديدين كونهم يكتبون دون مراجع موثوق بها.
ليست كل قواميسنا موثوقة وهذا ما أكده لي ذلك اللغوي, فلا تغـرّك بعضهم , وأنا هنا لست بلغوي لكن بحكم محبتي واضطلاعي على اللغة الآشورية وقواعدها.
لنكن صادقبن مع أنفسنا, بعيدين عن المجاملات.
الغناء فن ورسالة و مدرسة سامية ، إن لم نكن قدها ، فالنتركها.
ويظهر كم نحن متقدمون بها من خلال ما يصدره بعض الإخوة ..!
أتمنى لكل الفنانين أن يعوا مسؤوليتم تجاه ذلك ولا يكتفوا فقط بالكمية بل بالنوعية.
شكراً لإستيعابك وجهة نظري الشخصية ولك محبّتي.