حين تشارك المسيحية الموصلية ناديه سرسم آلآم المسيح
وجريمتها أنها ( ن)
توفيق سعيد
الفرق بين الحق والباطل كبير جدا , ورؤية الآخرين للحق تختلف , وربما رؤية الباطل أيضا تختلف , الأختلافات في مجالات القانون والسياسة , والفهم الديني التخصصي .
ولكن الحق والباطل في الأنسانية واحد لايختلف مع الجميع إِلا المتطرفين والمتشددين والبعيدين كل البعد عن الرب الأله , الله .. الله الحق .. الله المحبة..
نادية يونان سرسم , المرأة النصرانية بنظرهم , الموصلية المسيحية العريقة بنظرنا ونظر العالم , المطرودة من أرضها , أصبحت حكاية العالم في هذه الأيام العصيبة . غادرت مدينتها التي احتوت تاريخها مرغمة , تحمل بين جوانحها الجزء الأهم من آلآم المسيح الفادي على الجلجلة , واحتمت بأمه العظيمة مريم , جلجلتها كانت مسارا من مركز المدينة لتلقى خارجها الى المجهول في نظرها وربما المعلوم في نظرنا ... وجريمتها أنها ( ن) .
دفعت أمامها أخيها المعوق في حرب ايران وزوجته وامها المريضة المقعدة , أمها التي بحث المتشددون في طياتها عن أموال وذهب ومايتوقعون .( والمال زينة الحياة الدنيا ) .
نادية سرسم التي إنتشلها أخوها في لحظة عصيبة قبل أن يضع المتشددون الأسلاميون بصمتهم القاتلة في رأسها الخالي من كل شيء سوى العقل الراقي والفكر المستنير .. وتحمل فيه آلاما أكثر مما تتصورون .
نادية التي أصبحت اليوم مثالا حقيقيا , ناصعا , ومبهرا للمرأة المسيحية التي عانت وتعاني من ظلم الواقع الديني المتطرف , والسياسي العبثي , لاتخاف لومة لائم , ولاحقد الحاقدين , ولامراسيما بائسة يعتبرها التافهون قوانينا تتسلط على غيرهم وخصوصا المسيحيين , بحرف النون (ن) .. وفي القرآن الكريم يقول (( نون والقلم ومايسطرون )) ..
إن ماسطرته نادية بعقلها وآلامها وفلسفتها وشجاعتها . حققت من خلاله حلم الأخريات بل والآخرون .. إني أدرك اليوم , بل يجب أن ندرك جميعا أن نادية سرسم مثالا للمرأة المسيحية الحقيقية يحتذى بها من قبل المرأة المسيحية والمتحررة بغض النظر عن دينها في الموصل والعراق والعالم ..
