مفوضان دوليان: نزع سلاح المليشيات صعب للغاية.. ويتطلب عفواً عاماً عن حامليه

[Sabah Yalda]

مفوضان دوليان: نزع سلاح المليشيات صعب للغاية.. ويتطلب عفواً عاماً عن حامليه

قالا لـ«الشرق الأوسط» إنهما يسعيان لتطبيق تجربة آيرلندا الشمالية في العراق


بغداد: حيدر نجم
تسعى بريطانيا للاستفادة من تجربتها في ايرلندا الشمالية، التي مرت بسنوات طويلة من الصراع المذهبي، في العراق من اجل نزع سلاح المليشيات. ولهذا الغرض زار عضوان في المفوضية الدولية التي شكلت قبل اكثر من عشر سنوات لنزع سلاح المليشيات في ايرلندا الشمالية، العراق. واكد كل من اندرو سنز وتانو منن ان عملية نزع سلاح المليشيات في العراق تتطلب اصدار عفو عام عن جميع من حمل السلاح، اضافة الى تقديم ضمانات حقيقية لتحقيق تطورات في كافة الاصعدة والمجالات الحياتية للمواطن العراقي.
وقال سنز، وهو اميركي الجنسية، لـ«الشرق الأوسط» انه «لا يمكن ان تتخلص من نزع السلاح مباشرة ما لم تتم تهيئة الارضية المناسبة لذلك، ولابد ان تسبق عملية نزع السلاح سلسلة من المفاوضات، ويجب ان يرى الناس تطورا سياسيا واقتصاديا وفي كل النواحي الاخرى، لكي ينخرطوا في عملية التخلي عن السلاح»، مؤكدا انه عندما تتحقق هذه الامور، فان العنف سينحدر مستواه تدريجيا مثلما حصل في ايرلندا الشمالية. واضاف «كذلك لابد ان يتفق القادة السياسيون على مجموعة من الامور والنقاط الاساسية؛ من بينها قدرتهم على تنفيذ وعودهم وتحسين الاوضاع لمن يمثلونهم من مكونات الشعب، وبالتالي يصبح الشعب في غنًى عن حمل السلاح واستخدامه»، مشددا على ضرورة ان تكون هناك رغبة حقيقية في السلم، ووضع حد للمتطرفين الذين يريدون الغاء تاماً للطرف الآخر، لكي تنجح عملية نزع السلاح وتحويل الجماعات المسلحة المتقاتلة الى التعايش المشترك مع بعضها بعضا بشكل سلمي.

من جهته، قال الفنلندي تانو منن «ان عملية نزع السلاح والدخول بالاتفاقية السلمية تتطلب تقديم ضمانات بعدم محاسبة كل من يكون السلاح بحوزته، وتهيئة المشتركين في هذه العملية وإفهامهم وتقديم الضمان لهم بانه لايكون عليهم ايُّ حساب بما اقترفوه من جرائم في السابق، اي ان يكون هناك نوع من العفو عن مرتكبي الجرائم»، موضحا أنه في اي نزاع او مشكلة تحدث في العالم من هذا النوع مماثلة لما يحدث بالعراق حاليا لا بد ان يكون هناك نوع من العفو واطلاق سراح بعض السجناء. واشار الى ان الدوافع الاساسية التي تجعل الطرفين يتلاقيان ويتحاوران على طاولة المفاوضات والمشاركة في مثل هذه الاجراءات السلمية هي الرغبة في اطلاق سراح احبائهم المعتقلين في السجون ومراكز الاعتقال. وقال منن «نحن نحاول نقل التجربة السلمية (البريطانية ـ الآيرلندية) الى الاطراف المتنازعة في العراق واطلاعهم على تلك التجربة، وعلى الدرس الذي تعلمناه والاستفادة من تلك التجربة لتقليل حدة العنف وإحداث تجربة مشابهة في العراق». وفي سؤال حول مدى الاستفادة من الضغوط الاميركية والبريطانية والدولية لتحقيق المصالحة الوطنية، اجاب سنز «لا بد ان يكون الضغط من العراقيين انفسهم وليس الضغط من الخارج، فليس لدينا الخيار للاملاء على القادة العراقيين وانما فقط اطلاعهم على التجربة البريطانية ـ الايرلندية، فالحل والمقترحات والآليات يجب ان تكون عراقية»، مشيرا الى انه تم لمس رغبة حقيقية من كافة السياسيين العراقيين في تحقيق المصالحة الوطنية.

واضاف منن «التقينا بعدد كبير من السياسيين وممثلي الكتل والاحزاب العراقية وممثلين في طوائف دينية، وناقشنا معهم تجربة مفوضيتنا في بريطانيا وايرلندا وقد أبدوا انتباها شديدا لما قدمناه وتكوين انطباعات شخصية وقناعات جديدة، لانهم يؤمنون بمشروع المصالحة الوطنية والذي يعتبرونه الحل الوحيد للتخلص وإنهاء حالة العنف والاحتقان في العراق، فلديهم وجهات نظر متقاربة يمكن لها ان تسير في اتجاه واحد بتقديم بعض التنازلات من كلا الطرفين». ودعا المفوضان الدوليان مؤسسات المجتمع المدني العاملة في العراق للمشاركة في الترويج لعملية نزع السلاح ووقف اطلاق النار، من خلال عملية نزع العنف من عقول المواطنين لكي تصبح عملية حمل السلاح حالة غير اخلاقية.


http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10292&article=404363[/font]