المحرر موضوع: مُعجزة طاقم أذاعة صوت الكلدان في ديترويت  (زيارة 1304 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1274
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                                                         مٌعجزة طاقم
                                                           أذاعة صوت الكلدان في ديترويت
د . عبدالله مرقس رابي
باحث اكاديمي

                     منذ أن أطلق البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك بابل على الكلدان ندائه لمساعدة المتضررين  النازحين المهجرين قسرا من الموصل وتوابعها بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا اليه من العصابات التكفيرية ،منذ ذلك الحين تسارعت الكنائس والجمعيات الخيرية والمراكز الاعلامية لتلبية نداء غبطته .وأحدى هذه المؤسسات الاعلامية هي أذاعة صوت الكلدان في مدينة ديترويت الامريكية التي أصبحت موضع أفتخار لشعبنا المسيحي بمختلف مكوناته الاثنية لِما تؤديه من نشاطات اعلامية لتغطيتها كل الاحداث المتعلقة بشعبنا سواء في الوطن أو في المدينة التي تبث منها حيث مقر ابرشية مارتوما الكلدانية، ففيها أكبر تجمع كلداني في العالم ، وتعيش فيها أكبر جالية تتحدث العربية في امريكا من المسيحيين والمسلمين.
    وقد تاسست هذه الاذاعة عام 1980 م ،فأستطاع كادرها الاعلامي والفني من أكتساب خبرة فنية واعلامية على مدى 34 سنة فحققت مكانة اعلامية وشعبية  في الجالية العراقية وغيرها في مدينة ديترويت .وهي أذاعة كلدانية مستقلة تبث برامجها المتنوعة باللغتين الكلدانية والعربية ،تلك البرامج التي أصبحت المفضلة لدى الجالية لتأثيرها المباشر والعميق في الرأي العام لمصداقيتها ودقتها وصراحتها في نقل الخبر وتغطيتها للنشاطات والاحداث الدينية والاجتماعية والفنية والاقتصادية والتاريخية للمجتمع الكلداني وغيرهم من المكونات الاثنية في ولاية مشيكن.وهي السباقة دائما في أجراء اللقاءات مع كبار رجال الدين والسياسيين والفنيين والمبدعيين وكبار الاقتصاديين وأصحاب الكفاءات العلمية وغيرهم من أبناء الجالية .
       تساهم أذاعة صوت الكلدان في تغطية الاحداث المأساوية التي يمر بها شعبنا المسيحي في العراق من التهجير والنزوح والاضطهاد الديني لمتابعتها كل التطورات وبثها لمستمعيها على مدار الساعة،وكان من أبرز اللقاءات التي أجراها كادرها الاعلامي مؤخرا مع الاشخاص الذين هم في التماس المباشر مع هذه الاحداث تلك التي أُجريت مع:
  غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو ،حوار من بغداد حول الاحداث في شمال العراق
  سيادة المطران مار يوسف توما رئيس أساقفة كركوك والسليمانية ،حوار من كركوك حول الاحداث في  شمال العراق
الاب فيليب نجم الوكيل البطريركي الكلداني في مصر ، حوار حول الاحداث في شمال العراق
سيادة المطران مار فرانسيس قلابات راعي أبرشية مارتوما في ديترويت ،حوار حول أحداث الشمال  .
  ولكن المفاجئة الكبرى التي تلقيناها من أذاعة صوت الكلدان هي التي قام بها كادرها الاعلامي والفني وبعض المتطوعين من ابناء شعبنا وهم : الاعلاميون ،فوزي دلي وشوقي قونجة وضياء ببي والفني ساهر يلدو، ومجموعة من الاشخاص المتطوعين ،اضافة للتعاون الذي ابداه الاستاذ باسل بقال المسؤول عن برنامج ( تبني عائلة مهجرة ) .وقد أستطاع هؤلاء الغيارى بخبرتهم الاعلامية وقدرتهم التأثيرية على الرأي العام ،وبسبب ما يتمتعون به من علاقات أجتماعية ومصداقية في العمل الاعلامي وحبهم للعمل الجماعي والاحترام الذي يتلقونه من الجالية بكل مكوناتها ،تمكنوا هؤلاء المبدعين من أستحصال مبلغ من التبرعات مقداره 150000 مائة وخمسون الف دولار أمريكي خلال فترة قياسية لا مثيل لها ولم تتجاوز ثلاث ساعات فقط  لا غيرها عن طريق الاتصال الهاتفي بالاذاعة من قبل المتبرعين وذلك يوم السبت المصادف 16 / 8 / 2014 من الساعة الواحدة ظهرا, وصمموا لرفعها الى ربع مليون دولار .فاية قدرة يتميزون بها هؤلاء؟ أليست معجزة ؟ في الحقيقة يعجز الادباء من وصفها ،حدثٌ لم نسمع بمثله من قبل وخصوصا في مجتمعنا .
هذه هي الارادة الحقيقية في العمل الجماعي وحب الخير والعطاء والتكافل ،وهي تعبير عن المشاعر الانسانية العميقة تجاه المنكوبين والمضطهدين ،وهم يعبرون عن الوفاء لشعبهم في أوقات المحن،ويقدرون معاناة شعبهم، ويتنكرون لمصالحهم الشخصية ويضعون مصلحة الشعب فوق كل الاعتبارات،فهم مَثلٌ للاقتداء بهم ،وليس بمن يتصارعون على الكراسي ويبحثون عن المناصب بحجة أن الشعب أنتخبهم ،وأي أنتخاب ؟ بديمقراطية العراق والكتل الكبيرة!!! بالطبع يُستثنى منهم الوزير ( جونسون سياويش ) في حكومة أقليم كوردستان لاستقالته من منصبه بحسب المبررات التي قدمها للتضامن مع شعبه المتألم ،وليس بمن يتمردون عن كنيستهم ويتخلون عن الطاعة لرؤسائهم التي نطقوا بها عند رسامتهم الكهنوتية،وبمن يتشبثون بالقومية والتاريخ  والاقاليم والامبراطوريات لشعبنا، وكذلك اولئك الذين يجادلون حول الاصالة  لعدم تداركهم  للمقاييس الزمكانية للظواهر البشرية الاجتماعية،وليس بمن يتبادل الشتائم والنصائح في الايميلات والمواقع الالكترونية .  والشعب نائم على الطرقات ومتشرد من قراه ومدنه ،وجُرد من كل مقومات الحياة الانسانية ،والاطفال حُرموا من براءة طفولتهم والطلبة ينادون ويبحثون عن حل لمواصلة دراستهم  .فهم في وادي والشعب في وادٍ آخر.
نعم لنحيي طاقم أذاعة صوت الكلدان في ديترويت  والايدي السخية التي تبرعت ونقدر شعورهم بالمسؤولية تجاه شعبنا المضطهد ولهم كل الحب والاحترام فهم في الحقيقة فرسان الكرامة والشموخ والانسانية الصادقة عبر الاثير وعلى الارض.