داعش صناعة إيرانية سورية روسية ، والدليل تصريحاتهم وقرار مقتدى الصدر ....
ما حلّ بالمدن العراقية وسقوطها السريع بيد داعش ، كانت مفاجأة من الوزن الثقيل ، فثلث العراق لا يزال
محتلاً من قبل عصابات داعش ، وكانت بغداد مهددة بشكل كبير لولا الخطأ الكبير الذي إقترفته تلك العصابات
الإجرامية ، بهجومها على سنجار والمذابح التي قامت بها بحق اليزيديين وتقدمها بإتجاه كردستان ، فلولا صمود
البيشمه ركه والمساعدة الأمريكية والبريطانية والفرنسية في وقف تمدد داعش ، لكان الأمر مختلفاً الآن وبشكل
لافت ، وما جرى من إبادة 1700 جندي في قاعدة سبايكر خير دليل على دموية هذه العصابة بعد إحتلال
الموصل وتكريت ومدن وقصبات وقرى وأرض شاسعة من سنجار إلى بعقوبة و جرف الصخر قرب بابل .
ومن المدهش حقاً أن يكون العراق في خطر، والسيد مقتدى الصدر يهدد من جاء لنجدة العراق بضرب
القوات الأمريكية ، كما كان ديدنه عند وجودها على الأرض العراقية وبأوامر إيرانية ، فما هو (الرّباط ) في
كل هذا التناقض الصارخ يا ترى ؟
إن بشار الأسد هو السبب في إنتشار وتعدد هذه المنظمات الإرهابية ، بتخطيط إيراني وتمويل روسي ،
فما يسمى بالدولة الإسلامية ( داعش) ، لم تقاتل إلا المعارضة التي كانت تقاتل نظام بشار الأسد ، وداعش
لم ولن تحارب إيران أو إسرائيل ، بل هي تحارب المعارضة ومنها الجيش السوري الحر ، فأصبحت المعارضة
بين كماشة النظام السوري من جهة وداعش وحزب الله من الجهة الأخرى،فماذا يجري وراء الكواليس يا ترى ؟
المراقب الحاذق الحصيف يرى بوضوح ،الخوف الأيراني والروسي على النظام السوري من السقوط بعد
أن يتمّ دحر داعش ، فروسيا خائفة على معقلها الأخير في الشرق الأوسط ، وإيران قد تمددت بحدودها مروراً
بالعراق إلى سواحل البحر الابيض المتوسط عبر جنوب لبنان بواسطة حزب الله ، وهذا يتبين من ردّ الفعل
على القرار الأمريكي بضرب داعش في العراق وسوريا ، فكان ردّ وزيري الخارجية السوري والروسي
قالا: إي ضرب لداعش دون التنسيق والأذن ، يعتبر عدوانا ً وإنتهاكاً للسيادة السورية ، وصرحت مستشارة
الرئيس الاسد بثينة شعبان مع قناة ( سي إن إن ) قائلة : إي إختراق للمجال السوري لضرب داعش سيواجه
بإسقاط الطائرات الأمريكية ،لأنها أتت من دون إذن وإعتدت على سيادة سوريا ، متناسية أن اسرائيل قامت
بقصف أقصى الشرق السوري وقاسيون وعين الصاحب ومرّت فوق قصر الرئيس الأسد وعادت سالمة .
لكن تصريحات الرئيس أوباما كانت واضحة وصارمة قائلاً : إذا فكر الأسد في ضرب الطائرات الأمركية
فسندمرالدفاعات الجوية السورية كافة ، وسيكون هذا أسهل لقواتنا لضرب مواقع داعش .
وجدير بالتنويه بأن مؤتمر باريس وعدم حضور إيران ، وتهجم المرشد الأعلى علي خامنئي على أميركا
وتصريحات الروس والسوريين ، وأخرها تصريحات السيد مقتدى الصدر ( رجل إيران في العراق) ، كلها
تصب فيما أشرنا إليه ، فهل نتعض مما سبق من أحداث ونعرف عدونا من صديقنا أيها العراقيون ؟ نتمنى
ذلك قبل فوات الآوان ، وأن يكون ولائنا للعراق كوطن وللعراقيين كشعب لا إلى الخارج إذا إمتلكنا ذرة
من ناصية الشعور الوطني ، ونتذكر أيضا ً كيف كانت عناصر القاعدة تأتي من أفغانستان عبر إيران
وسوريا لضرب العراقيين والأمريكيين ، خوفاً من إستقرار العراق ، ولئلا يأتي الدورلإسقاط نظاميهما
لاحقا ً ، ونجحا في ذلك ، ولكن المثل يقول : (مو كل مرّة تسلم الجرة ) .
منصور سناطي