المحرر موضوع: غصّات في بوق الخليقة  (زيارة 1736 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شاكر سيفو

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
    • مشاهدة الملف الشخصي
غصّات في بوق الخليقة
« في: 22:39 15/10/2014 »

                                غصّات في بوق الخليقة                                    شاكر سيفو


لله حبيبات كثيرات
اجملهن السماء الزرقاء
ولي حبيبات كثيرات، أجملهن الشمس الخضراء
حبيبات الله يجلبن المطر الاسود في ّب
وحبيباتي يجلبن الغيم فيجلبن الحزن
والسخام
يزعل الأحفاد على السماء
والأبناء  على المطر الاخضر
النساء في عنكاوا مهجرات  النفوس في الخيمات
يجمعن السخام من الصفيح
ويحلمن بالصفيح غرفاً للمضاجعات
يلدن أطفالاً بلا أنابيب
بحجم البطيخ
قريباً من قصرا
في عنكاوا "قصرا"  تتحدث الى السماء
بلغة "ارام"
يكتب الناسك هناك قداسته
و يقيم مائدة للعالم
كلما مررت بـ(قصرا) تذكرت
رواية ماركيز...مائة عام من العزلة – واقصد (الجوكوندا)
لكنني لستُ أَعزلاً
معي مطري و مياهي و معطفي الأزرق...
لا احب السير  في شوارع سوداء،،
الخضرة هنا اسطورة الشعب
يأكل من اليافها – اللهانة-
أو الملفوف الذي اصله من اعصابي
مازلت امشي و معي جسدي
أنا جسدان في واحد
-قصرا- تنام فيَّ  وكلَّ صباح
وتستيقظ على رنين دقاتِ ناقوس مار كوركيس،،
أوهرج شخيري
لا أدري ألى أين اسير؟
إليكَ أيها الله قد أصل..
قريباً من قصرا،
يلمع مكتب فهمي للعقارات
و بعيداً هناك
ثلاثة من المصابيح العمياء تبكي عتمتها
و قطط تأكل الورق الأخضر
الأجساد تجتمع هناك،
تسكر من رائحة التراب
للحدس رائحة هنا
القمر يقترب من أسطورة قصرا
يسأل ألناس عن امنياتهم، عن الفلكلور
حتى لو أبصروا وجه الله
لن يقترب المصير إلى – بغديدا-
هناك قميص مجهول لجسد ما
هؤلاء يبكون على جداتهم
نسوا اعضاء الماء في البرزخ
و طافوا في أرخبيل العدم،
منذ تلك اللحظة إِسوَّدَ وجهُ آب
تركتُ الأوراق في المطبخ
كانت عائلتي تطبخ السخام مع الحجارة
و كان عشاؤنا ثلاث قنابر هاون
و عويل سيارة كوستر
و هروبٌ لابد منه..
في محلة (دركا) تتناسل الحصبة
واللقاحات  تغيب
والسيد االموفور السعادة
يطوي اوراق جراحاتي تحت نعاله الأبيض
الخيمات في (مارت شموني) خيبات
كونية يتناسل فيها الفقراء
مثل النمل بلا خطر سيْر مستقيم
في الخيبة اكواخ من سعادات ناقصة
تلد فيها النسوة أطفالاً زرقاً
،،،،،       ،،،،،
ليست لدى سماعة الطبيب (سعد باباوي)
كي أحصى قطرات المطر في حلق العشب
كي أُسعِدَ (إديل) بأن بلا عميها
تعادل فتحات صنابير الماء في (الدركا)
ستشبع منها حياة الزرع بقوة الفارقليط
وروح  حافظة الزروع
تتعالى صرخات وهتافات زوجاجات المطر
قرب صيدلبة حبيب المالح تكتظ العجايز
يطلبن القمر و القمر والتمر بدلاً
من الكابوتين والتينورمين
بعد يوم من عذاب التهجير
يدخل الظلام الى الاجساد فتغيب
في العتمات
(جبران يتشوق الى الما رلربورو والأنيسون
في وضح الليل، وحتى في النهار
ينتصف النهار الى حزوز بطيخات هنا
ليست لدي حقيبة كاهن لأسافر الى باريس
ولاعندي أوراق السحر او التاروت
لإيتالو كالفينو كي احصل على الفيزا
أنا سعيد لأني شاعر رغم ارتعاشة
يديّ السعيدتين بالقرطاس
والمداد والقلم
سعيد بأمي التي تضحك أعوامها الثمانين
سعيد بنكات (سلام مروكي)
وهو يصرح لي بأنني لن احصل على
الفيزا الى استراليا، حتى لونبتت
لي قرون
سعيد بصديقي – الروند – حيث دلّني
الى عيادة الدكتور العبقري (ديار)
كل شيء فيك اسفار حب
ايها الروند
كل الاشياء فيك قيامة باركها المطر
يا أغلى  (أكد)
يوم علمت بأن الطبيب (دانيال) اصطحب
لي صيدلية في جيب قميصه , سررت
بالكائنات ودفعت عن حلق
الخليقة غصة واحدة طويلة بطول الأطلسي
الله ، الله الى كم قرن سيظل
(يونان) يلقم بلعومي بطعام الحساء
من زمن اشور بانيبال وحتى اللحظة
الخضراء هذه
منذ زمن سالت من يمين جمجمة السماء
مياه زرقاء
أكتب عن غصات  في حلق الخليقة كلها
أردت أن أدخل حانة فتعثرت بالعشب 
و الريح ذكرتني الريح بأسماء لجبال  عنيدة
في الطريق الى مكتب الطيف التقاني أحد
الاباء فدحس في فمي خمسين قطعة شكولاتا
قال لي  لماذا انت زعلان ؟
قلت له زعلان على العالم
طييييييييط بكل العالم !!
طزززززززز بالعالمين !!!
تفّ على الظلام !!
العالم يبيع سراويله للمارة
يبيع الضوء بالماس في كل زاوية
ربما في الشانزيليزيه اوشارع
صنيق قميء في ديترويت او
 في غرفة من غرف – البيت الأسود
 تُفّ على أبناء الظلام
لن ينبت الضوء في عيونهم
الأحفاد ينبتون في رائحة القمر
يسحق – أرم _علكة الماء بين اسنانه
فيصاب بالسعال و يتقيأ نصف العالم
-   نرام سين – تعوّد ان يبتلع عيون
البيض صباحا بدلا من صيام شقيقته
-   بهرا – التي لا تأكل الا الشوكولاتة الحمراء
ماذا في الحقيبة ايها الملاك؟
يقول  _ باولو كويلو _
" الله لا يلعب النرد مع الكون "
كانت له حبيبات كثيرات
وكانت لي حبيبات كثيرات
ألعب معهن النرّد، أربح نوناتهنَّ
و أخسر الدال ،
ذهبن مع الريح ، لم يبقَ لي المطر ،
لم يبقَ عندي من المياه
كي أتزوج الخيمة الزرقاء ،
لم يبق لي القمر ، سوى رائهِ التي
أرى فيها اسمي الشكرداني

الان عندي أحفاد زرق بعدد نجوم -  بغديدا
 يا الهي كيف يحدث مثل هذا ؟
أين كنت يا الهي، لماذا لم تبكِ
أين كنت يوم ابتلع الظلام روح بغديدا؟
ياالهي، الريح تصفر في بيوتاتها؟
أنا سعيد _رغم كل هذا _لأني شاعر

أسكن قلعة المصائر  المتقاطعة مع كالفينو،
 العب معه أواراق التاروت
أرغب بكأس الفودكا في كانون،
ويرغب كالفينو بكأس النبيذ الأحمر
الفراغ  يعوي،
يدوي في بيوتات برطلي و ازقة كرملش،
 أين الاوكسجين يا أمي ؟
أين تذكارات مار قرياقوس ومار كوركيس و ناقورتايا يا احبائي .. ؟
أين أبناء الحلال بلا أنابيب
أين صور الشهداء في صدر الفردوس
هل النفط أغلى من أحفادنا
يا أمريكا " الط...............ة " ؟
 أين الشمبانيا التي كنت أعشق شينها
تمجيدا و محبة لشين أسمي !

 أفكر بخلائق زوجات المطر
المطر أبونا ايها التراب
سعادته في حلق الخلائق كلها
لكن للمخلوقات و الخلائق غصاتها
في البوق غصة كبيرة
  في حلوى الصغار غصات سوداء
في المياه غصات زرقاء
في الروح غصات بيضاء

فكرت في وقت هو (( ليس للتمزيق و لا للتخييط ))
هذا ما ينقله باولو كويليو
 عن سفر الجامعة،
هنا يسأل عني بطرس نباتي و صباح شاني و كوثر نجيب في زقاق الوّركا
هل – فعلاً في الدركا – أم في مضيق البسفور ؟ ربما !!

صديقي زهير يسافر الى بغداد،  حتى في أيام الكوارث و الموت كي
يتبغدد يومين  من أجل بعض الاصدقاء اللحوحين من أمثالي
 وأمثال أبراهيم الخياط والفريد سمعان وعلي الفواز
وناجح المعموري وكاظم الحجاج؟
الذين  احبهم  لا ينامون في  النصّ الاسوَد
 آباء يمرون به وفيه بقوة اللوغوس للنّصّ،
بل في السرير الأخضر ،
يسألونني عن صحتي، عن جسدي
 الذي يركب نفسي  و يرتديها
أصدقائي   الدكتور أنور _ أبو غاندي يهاتفني  أحيانا
 وأبو فادي يذكّره بمراراتي عن القولون
العصبي،
مراراتي ؟ انا الوحيد بحصان طروادة،
أحببت فاوست لأجل غوته
 أحببت دانتي من أجل الضحك الالهي ،
عذرا يا الهي ، لأجل الكوميديا
السوداء التي قرأتها في روح المعري

أحببته "رهين المحبسين "
أصدقائي كلكلّم _ لا تذهبوا بعيدا _ رجاءً _
لا تذهبا  (حنا ,هيثم)، اذهبا إن شئتما، فأنا ستبدأ  عندي
قيامة الدمع
ستدمع عيناي دموعا بحجم محيطات العالم
كما دموع أمهات ضحايا ستالينغراد
كما دموع أمهات و جدات _ بغديدا
وبرطلي و كرملش،
ليس لمار بهنام الشهيد أم تبكيه،
 لا الخضر بساطلية و لا النمرود،
المرمر هناك يدمع
 والتراب يبكي
و التماثيل تمشي الى السماء
والخلائق رأت حصان مار بهنام
الاشوري يصهل في الليل و يسرح
 فوق سطح الدير ، و الظلام يهرب
التماثيل هنا آلهة،
و حصانه يتحدث مع الله و يصهل ، ، ،

اووووووه !!! كم حزن العالم على تراب النبي يونس
و النبي جرجيس !؟

بماذا تفكر أمريكا "الكح..............ة"
أنها تتباهى بمؤخرتها في وضح النهار

ليست لها حبيبات كثيرات مثلي
أنا لي حبيبات كثيرات
ولله حبيبات كثيرات
" لكنه لا يلعب النرد مع الكون "
أنا لدي أحباء كثر


مثل ميخائيل باختين و تزفيتان تودوروف و جاك دريدا
و ميشيل فوكو و جون كوهين و ميخائيل ريفارتير و نورثروب فراي،
و جان بول سارتر و البير كامو و ماركيز و باولو كويليو و مورافيا و
الياس خوري و ادوار الخراط و محمد خضير و كاظم جهاد  و ادونيس
ورعد فاضل و ناجح المعموري و مقداد مسعود و جاسم عاصي و المئات من هؤلاء الذهبيين،
ولدى الجميل في كل شيء لطيف نعمان  يوم عانقني  بكى فكان
في دمعِهِ ملكا،

لست أهذي ايها الملاك
ايتها الريح، أريد أن اتزوجك
ترمدت  عيون السماء،
لم أستطع ان ابرقش النجوم
لهذا اعوّج فك الافق الأيمن

الله الله الله الله الله الله الله،
لي فيك و منك سبع عيون،

أراك فيها
 آه كل يوم يقصدني،
في الحلم و الماء،
وليس في النار و التراب،
أشاطرك يا باشلار في الماء و الاحلام
أبكي فأحلم بالله والمااء والأنيسون
أبتلّ بالحلم و الملائكة
أمتلىء من الماء و الحلم و الملائكة
والموسيقى و الحلم و الملائكة
فينبجس  من عيني نهران
عظيمان يذكرانني بالأب الشاعر
يوسف سعيد و سركون بولص
سركون، لديك شقة في طبقة
الايونوسفير،
وانت ايها الأب
لديك شقة في التروبوسفير
شقق ليست للأيجار
لديك نبتة زرقاء في عينك
اليمني تلد بلادا يا أبتي

أناديك، أين الريح كي اتزوجها
أين ترقد الان ايها الاب الشاعر:
ما رقم سردابك،
ما لون سريرك،
  هل للموتى أعياد يا أبتي!
متى يصاف عيدميلادك في السرداب؟
أين طبعة تاريخك الاولى؟
أين الشموع ذات الاشتعال المتأخر؟
أين السفر داخل المنافي البعيدة؟
أكتب عن أنبياء يفتحون الصنابير على أحفادهم في الصيف
وأنسى حنفيات الشتاء
أكتب عن عنكاوا الحديقة الواحدة
تنام وسط حشد البعوض بلا ناموسية،
الان تذكّرت الاستاذ جلال حبيب
كلماّ في شارع (....) رمقني  بنظرة  تعجب و أنا بالتراكسوت
ليست لدي  مثل بيجامة جان دمو  الذي تأكسد الاوكسجين فيها
،

أخطو خطوات بطيئة، مرة، سريعة
وأخرى كالمجنون،
بماذا تفكر أيها الشكرداني؟
بشمعدان الأزل أم بشيخوخة الأبد .
أم بطفولتك التي كنت فيها المدلل الوحيد

أحصي الدَّلال و الدِّلال مرة واحدة
الخيمات قرب _مارت شموني _
خيبات كونية  يتكدّس فيها
الاخضر و الاحمر و الازرق و الاسود
و الابيض و الرمادي
الرمادي قلعة المصائر المتقاطعة
تذكرتها  الان  وربما كل يوم   أو
في ذكرى قصائد صديقي الشاعر نامق عبد ذيب،
أفكر بالمخلوقات كلها، بالنساء في الجمعية
بالخيمات هناك،
النسوة يتوسلن القرنابيط منشوراً
على حبل الغسيل  أو حبال العسل، يتوهمن به
يتذكرنّ ملابسهنّ الداخلية ،
أو قبعات أطفالهن،
أيها الوقت، ايها الكلب ، ايها المارق
ايتها الريح أين انتِ كي نتزوج
نحن هنا ليست لدنيا بدلات عرس

سنلتقي ليلة العيد في محل البالات
كي نتدفأ بها في محلة _ الشيخ الله_
تذكرت هنا أن أكتب عن الله
في ذكرى عيد ميلاد السماء،
في ذكرى عيد ميلاد القمر
في ذكرى عيد ميلاد عطارد
وهي تبكي أيامها المعطرة دون
دال و راء،
تذكرت الميزان في ذكرى حياة
سعادة المريخ


_

                                                                 _ تذكرت الخ ....... راء _
في نهاية رواية ماركيز _ ليس الكولونيل
من يكاتبه _ هذا ما قاله عن عشاء أبطاله ...
تذكرت الخيار في ذكرى اللذة _
في ذكرى عمودي الكهربائي االذي ينتظر
صديقته الشمس  منذ مدة طويلة
عن البطيخ في ذكرى لمعان
أردافهن،
تذكرت اللذة فانتصب أمامي _أم ام ي_
عدت الى رتبة الحلم في درجة الصفر المئوي،
فحلمت بأصدقائي
رولان بارت و جاكبسون و مالك  المطلبي
تذكرت رامبو في اشراقاته _في  فصل الجحيم
و هو يحتفل هناك بالصفر
فجمعت الاصفار كلها
فكان الناتج فراغا هائلا
في رصيد مصرفي لبودلير
في ديوانه أزهار الشر

أجمع هنا صنابير المياه كلها في
ذكرى أوراق العشب، تحية لوالت وايتمان
في  ذكرى عيد ميلاد واوه ...
أنا الجنون كله لكن معي نصف
جنون زهير و هو يلتهم الزلابيا
حينها عدت الى رتبة العقل
فتذكرت هو لدرلين  في _ ما يبقى يؤسسه
الشعراء _
يحركون السموات و النجوم و الازهار
والنحل و النافورات،
أعقد عهوداً للجنونِ و النجوم  مع الله ( باولو كويليو)
عقدت القِران على الحب منذ  أن أبيضّ شَعري و شِعري
أمسِ ذكّرني  التشكيلي طارا ب راكان  دبدوب
و ضرار القدو و نجيب يونس، حينها تذكرت
الثلج  يوم تسلقت كارا، تذكرت البسطال
وغاب جسدي في روح الثلج
أمس انشطرت الجلسة الى زهير
يتحدث عن الجنون و تشكيله مع كارا
و فارس يحادث و ليم عن الفقراء


و الوردة تتفتح وسط الهواء أمام نرسي 
و هاني يقطع العالم و يشبعه بكلمات مضيئة.
و الشاب الألقوشي يذكّرني بصديقي الراحل
الكبير فائز وديع كجو
و نرام سين تدمع عيناي من البرد
وحبيب لوقا يمطرني بنكاته اللزجة
والمرأة الوحيدة في الجلسة،  طوالها
كانت تبتسم و آدم يشاكس الهواء
جلسنا سعداء مع باولو كويليو في الزهير
و العم سولاقا _الصعود _يصعد بنا
بلا مصعد الى نجمة بعيدة
حيث منتصف الليل
و كلمة السر كانت الوحيدة _ السرور_ لكن دون واو
هنا في رتبة العقل أحضرت أدونيس
كي أختصر السرور  و النص،
عدت  الى البيت  والنص و معي
ثلاثة كيلو بقلاوة
لكن دون سكّر
لذا سخر مني أحفادي ....




غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 665
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: غصّات في بوق الخليقة
« رد #1 في: 02:37 19/10/2014 »
 الاستاذ شاكر سيفو

استمتعت كثيرا قراءة شعرك
عندما تجتمع رهافة الكلمات مع الغضب يولد الابداع

شكرا ابدعت