كنائسنا وحرب الايقونات
اخيقر يوخنا من المعروف ان كل الشعوب التي لها تاريخ مميز وطويل في الحضارة الانسانية ابتداءا من الحضارة السومرية والبابلية والاشورية وحضارة الفراعنة واليونان والرومان وغيرها من الحضارات - قد نحتوا تماثيل ما زال قسم منها موجودا في المتاحف -كرمز للقوى او الالهه التي كانوا يعبدونها .
ولكن بعد انتشار المسيحية في العديد من تلك الشعوب فان مسالة اقامة التماثيل باسماء الهه قديمة قد انتقلت فكرتها الى قسم من الكنائس
ولمعرفة الدور الذي لعبته الايقونات في تاريخ بعض من الكنائس التي سمحت بوجود تلك الايقونات او الرسوم فيها - لا بد لنا من معرفة ما جرى في عهد الامبراطورية البيزنطية .
وفي قراءة سريعه لتلك الامبراطورية نجد انه
في سنة 324 م قام قسطنطين الاول بنقل عاصمته الى بيزنطه والتي اطلق عليها اسمه (روما الجديدة )
وفي عام 395م انقسمت الامبراطورية الرومانية بعد وفاة الامبراطور ثيودوسيوس الاول 379-395 م حيث بدات الامبراطورية البيزنطية او الامبراطورية الرومانية الشرقيه
وعاشت الامبراطورية البيزنطية لاكثر من الف سنة منذ القرن الرابع وحتى سنة 1453 م حيث سقطت الامبراطورية تحت قوة الدولة العثمانية
وقد حكمت عدة اسر للامبراطورية البيزنطية حيث كانت اسرة قسطنطين اول تلك الاسر(306-378 م)
ثم اسرة ثيودوسيوس (518-379) واسرة جستنيان واسرة هرقل والاسرة الايسورية ( والتسمية بالايسورية خاطئة والاصح ان تسمى بالاسرة السورية كما هو موجود باللغة الانكليزية حيث ان الامبراطور مؤسس تلك الاسرة ولد في سوريا ) ثم الاسرة العمورية واسر اخرى وكان اخرها اسرة ال باليولوج حيث كان قسطنطين الحادي عشر اخر الاباطرة
وخلال هذة الفترة بدات حرب الايقونات او حرب الصور حيث يمكن تعريف حرب الايقونات وكما جاء تعريفها في ويكيبديا وكما يلي ( حرب الايقونات هي عبارة عن حركة دينية ظهرت خلال الفترة البيزنطية وكان هدفها تحطيم الصور والتماثيل داخل الكنائس والابنية الدينية فقط مناهضة لعبادة الصور على مختلف انواعها وانماطها
وتقسم هذة المرحلة الهامة من التاريخ البيزنطي الى قسمين :
الاول ويمتد من سنة 726-780
وتنتهى من الناحية الرسمية بانعقاد المجمع المسكوني السابع
والثاني : ويمتد من 813 - 842 وتنتهى بما يعرف بالعودة الى الارثوذكسية وتسمى ايضا بالاصلاحات الارثوذكسية ) انتهى الاقتباس
والمعروف ان اليهود كانوا ضد الايقونات والتماثيل _ ولمزيد من المعلومات نقتبس من مقالة باسم -حرب الايقونات من فنون سورية بقلم محمود العبد الله ما يلي ( وكان اليهود يهاجمون عبادة الاصنام ويعيبون على المسيحين اكرامهم لصور القديسين وتماثيلهم مستشهدين بقول النبي داود في مزمور 115\4.8 - واصنامهم من فضة وذهب وهي من عمل ايديهم لها افواه ولكن لا تتكلم ولها اعين ولكن لا تبصر ولها اذان ولكن لا تسمع ومثلها يكون صانعوها بل كل من يعتقد بها يوم القيامه -
ومن هنا يمكن القول بان الحرب على الايقونات انطلقت من دمشق سنة 723 م عندما اذن الخليفة يزيد بن عبد الملك بتحطيم جميع الصور في الكنائس وفي البيوت والمحلات العامة )
ويضيف الكاتب ( الارجح عندي فهو الراي القائل بان حرب الايقونات انطلقت من القسطنطينية عندما راى الامبراطور ليون الايصوري 717-740م ان الرايات تتقدم الجيوش مزينة بصور القديسين --- فاعتبر الايقونه جزءا من عبادة الاصنام التي لا تضر ولا تنفع واحيا اللاهوتين الدعوة القديمة التي تعتبر الايقونه عبادة دينية وقد وصف الايقونه مؤرخ الكنيسة اوسابيوس القيصري 363-339 م بان (التصوير للمسيح عبادة اوثان وانه يتنافى وتعاليم الكتاب المقدس ) وقامت في القسطنطينية حركة معادية للفن المشخص فحطمت الايقونات الجميلة في قصور الامبراطور والنبلاء ) انتهى الاقتباس
كما نقرا من مقال بعنوان حرب الايقونات ( البيلدنستوم ) او النزاع الديني - انه في سنة 1566م وفي العاشر من اب ( اتى محاربو الايقونات من كل طبقات المجتمع (في اقليم - ويستهوك الفلمنكي - )
اذ قام النبلاء والوضعيون الاغنياء والفقراء الذكور والاناث والشبان والعجائز كلهم بمهاجمة الكنائس وتجطيم صور القديسين واعمال فنية اخرى وسرقة مخازن الاديرة . وكانت دوافعهم مختلفة على قدر اختلاف جذورهم فبعضهم كره رجال الدين وامتيازاتهم وبعضهم كان غير سعيد بوجوده الضئيل ومع ذلك كان اخرون فضوليين واعتقد الكالفينيون انه يجب تطهير الكنيسة من الخرافات البابوية ومن خلال شرب نبيذ القداس ودوس الخبز المقدس باقدامهم او اطعامه للطيور وتحطيم صور القديسيين هدفوا الى تخليص هذة الرموز الكاثوليكية من قيمتها الروحانية الغامضة وايضاح ان الكاثوليكية قد تحولت الى عرض دمى مدنس للعقيدة الحقيقية . واعتقد الكالفينيون انهم ومن خلال تطهير الكنائس من صور القديسيين والهياكل والاعمال الفنية ووسائل الترف الاخرى غير الضرورية يجددون العلاقات مع المسيحيين الاوائل الاطهر في نظرهم ويزيلون قرونا من الفساد وعبادة القديسيين المزيفيين وستكون الكنائس المطهرة من الان فصاعدا مناسبة للطقوس لبدينية المحافظة التي تكون فيها كلمة الله هي النقطة المركزية قراءات و شروحات من الانجيل يلقيها الواعظ ) انتهى الاقتباس من موقع
WWW.ENTOEN.NU
ومن اجل زيادة مداركنا سوف نفتبس مقاطع من كتاب 0 معالم تاريخ الامبراطولاية البيزنطية للدكتور محمود سعيد عمران - نشر سنة 2000
( عاشت الامبراطورية البيزنطية ما يزيد عن احدى عشر قرنا ونصف من الزمان وكانت المرحلة الاولى منها وريثة الامبراطورية الرومانية المقدسة وكان لموقع الامبراطورية المتميز ما جعلها على اتصال دائم بالشرق والغرب على السواء ثم ما لبثت ان اصبح لها حضارتها الخاصة المختلفة عن الحضارة الشرقية والغربية وجعلها محط اطماع ما جاورها من الدول وظل الشرق من ناحية والغرب من ناحية اخرى يقتطع من اراضيها ما امكنه حتى تقلصت وقلت مواردها فعجزت عن صد الاخطار التي حاقت بها وسقطت في النهاية على يد الاتراك العثمانيين سنة 1453م ) ص3
( ولما تعذر حكم الامبراطورية الرومانية مركزيا من القسطنطينية قسمت الامبراطورية اداريا الى قسمين القسم الشرقي وعاصمته القسطنطينية والقسم الغربي وعاصمته روما وعندما انهالت جحافل البرابرة على الجانب الغربي وسقطت روما في عام 476م وتقطع اوصال هذا الجانب الغربي بقى الجانب الشرقي على حاله تقريبا حتى الفتح الاسلامي )ص13
ونكتفى بهذة المقاطع من الاقتباسات والتي اعطت صورة واضحة لما حدث من حرب الايقونات وتاثيراتها على بعض الكنائس
وكما نفهمه من قرائتنا لتاريخ الكنائس الشرقية فان كنيسة المشرق انذاك - وحاليا الكنيسة الاشورية وكنيسة المشرق القديمة - ابتعدت -وما زالت كذلك - عن استعمال الايقونات داخل كنائسها .
ونستنتج مما تم عرضه بايجاز بان هناك وجهات نظر مختلفة حول استخدام الايقونات والتماثيل بين الكنائس .
وربما لن تتوصل الكنائس الى قرار واحد حول السماح باستخدام الايقونات والتماثيل او رفضها .ولذلك ستبقى كل كنيسة حرة في السماح او عدم السماح بالايقونات والتماثيل داخل الاديرة العائدة لها
املين ان تبقى كنائس المشرق على نهجها السابق .
ملاحظة كان في نيتي ان اضيف هذة المعلومات في حقل الرد لمقالة الشماس جورج ايشو حقيقة الايقونات المسيحية في كنيسة النشرق من المصادر التاريخية بتاريخ ١٤/١١/٢٠١٤ - حول نفس الموضوع ولكن لطول المقال جعلته لوحده )