المحرر موضوع: نظرة رؤيوية فنيّة للنيازك التائهه  (زيارة 877 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نظرة رؤيوية فنيّة للنيازك التائهه
                                             نقد: كريم إينا     

 مجموعة شعرية للشاعر صباح أحمد حسين بعنوان: النيازك التائهة يقع الكتاب في (25) صفحة من القطع المتوسط ضمّ الكتاب على إثنا عشرة قصيدة كتب مقدمة المجموعة الشاعر والناقد رمزي هرمز ياكو والتي بعنوان: المخيّلة والبعد الواقعي الحسّي في النيازك التائهة. يحكي الشاعر من خلالهما عن قضية غير مألوفة تستحلب الحنان من ألفية الزمان مضت تبحث بين أكوام الضحايا. تظهر قصيدته الأولى رثاء الألفية حيث يقول: / ألفية مضت / ودموع اليتامى خناجر / تلعن الطغاة /. فعلاً كما قال الشاعر ربيعي ربيع تائه وإلاّ ما برحت الطيور تغرّد في الآفاق. تدخل مسحة حزينة قلب الشاعر عندما يناجي الربيع بالرجوع بعد أن أثقلت وجهته الأعاصير. وفي ص۹ يقول الشاعر / تناثرت أوراقي لا تعرف كنهها / تقافز فوقها الفئران / فلو بدّل كلمة تقافز بكلمة تتقافز أو تقافزت لكان أغنى وأسمى. إستخدم الشاعر في قصيدة الربيع التائه نقيض المحسنات البديعية كالموت والميلاد وكأنهما يغفوان على حلم  ٍ جميل. الشاعر مغرم بالأعاصير والرياح والعواصف وهي كلها تكمن في لفظة واحدة كأنها شبح يعشش في ليل حزين. أمّا قصيدة ظفيرة الشيطان ص12 تذكرني بقصيدة نزار قبّاني التي لحّنها وغنّاها المطرب المتألق كاظم الساهر عندما يتحدّث عن كتابة الطبشور على الحيطان وحياة الأطفال اليائسين لبلد ٍ جريح مسلوب كـ (فلسطين). فنراه تارة يهدد بالقنابل لدك مضاجع العدو وأخرى يهيم بهطول المطر لغسل الذنوب الموجعة التي صوّرها الصبية المتراكضين ككرة مهلهلة. ويؤكد في النهاية إنتصار أطفال الحجارة على دبابة العدو الخائفة. في كلّ بلد ذكرى عن الشهداء رمزية تتلألأ في السماء يحملها رذاذ المطر المتطاير كقوس قزح فينير الدهاليز بكلمات شعرية وهّاجة تتهادى في الفضاء الرحب. وفي ص16 تظهر قصيدة دموع السحاب والتي كنت أتمنّى أن يسمّي مجموعته بهذا الإسم ولكن" ما كلّ ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن" أرى في القصيدة إبتسام المروج وتمايل السنابل وسكرة الغدران ورفرفة الفراشات الجذلى وألق الحب كلّها تتساقط مدراراً لوجه الأرض الكئيبة. ذكر الشاعر في قصيدة النيازك التائهة حيث قال: / سدوم تسبح في الفضاء/ لقد سمعنا بكلمة سدوم وعامورة وغيرها من المدن التي غضب الله عليها بسبب عدم إطاعته. ولكن هذا ليس موضوعنا المهم عندنا هو كلمة سدوم فلو قال الشاعر سدم جمع سديم لكانت لفظته مشخّصة لأجرام في السماء أما الأولى سدوم فهي نكرة غير معرّفة لا نعلم من أي فضاء ٍ هذه الأجسام الغريبة قد أتت كذلك يقول في القصيدة / صواري تتمايل كأنها مآذن / لا يوجد صارية أو صواري وإنّما سارية أو ساريات السفن أو الأعلام ويقول أيضاً: / أو سيوف لخميس من الجان / نعلم بأن الخميس له معاني كثيرة: كالأسد،والجيش. وتظهر قصيدة الحنين والأم خبايا المكان المترامي تنبت على أشلائه شجرة النسيان. ولكن ثمّة أغنية ترقص على أنغام القلوب كقلادة تزين صدر الزمان.أما قصيدة المدن المتناثرة لا تبعد كثيراً عن زميلاتها الأخريات من قدر الإستباحة وقرع الطبول وصرخات الجياع. وفي ص22 تظهر قصيدة عشتار حيث يقول: / آتية من الأزمنة الغابرة / لتنشري الحب في زمن الأحقاد /. والصحيح لتنشر الحب. أما قصيدة الطيور المهاجرة فما زالت تنثر عيدانها فوق الثرى لترسم إبتسامة فرشاة دافنشي الخالدة أتمنّى له التوفيق في مجال الشعر الحديث.