المحرر موضوع: إمتداد الجذور التأريخية للشعب الكوردي في أعماق كوردستان - 3 (3)  (زيارة 3218 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهدي كاكه يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 216
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إمتداد الجذور التأريخية للشعب الكوردي في أعماق كوردستان - 3 (3)

د. مهدي كاكه يي

في الحلقتين السابقتين تم التطرق الى ظهور إسم (كوردستان) وإسم (الكورد) خلال التأريخ القديم. كما تم التحدث عن أسلاف الكورد السومريين والسوباريين والخوريين والميديين ووجود الكتابة الكوردية قبل ظهور الإسلام وكون اللغة الكوردية لغة رسمية في بلاد ما بين النهرَين الى أن تم إلغاؤها من قِبل الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. كما تم الحديث أيضاً عن الموسيقار الكوردي العبقري (زرياب) الذي إشتهر في كافة أنحاء أوروپا ومنطقة الشرق الأوسط في بداية القرن التاسع الميلادي. في هذه الحلقة والتي هي الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة من المقالات، نواصل حديثنا عن جوانب أخرى من التأريخ الكوردي لتعريف القارئات العزيزات والقراء الأعزاء بالوجود السحيق للشعب الكوردي في وطنه، كوردستان ولِكشف أكاذيب محتلي كوردستان والحاقدين على الشعب الكوردي الذين يحاولون عبثاً إلغاء تأريخ الشعب الكوردي في وطنه، كوردستان ويُظهروه شعباً لاجئاً غريباً في بلاده، للإستمرار في إحتلال كوردستان ونهب مواردها والعمل على إلغاء هوية الشعب الكوردي ولغته وتأريخه وثقافته وتراثه. في هذه الحلقة، نضيف معلومات أخرى عن كون كوردستان الموطن الأصلي للشعب الكوردي.

10. أبو الطيب المتنبي يكتب الشعر لِقائد عسكري كوردي: كان (دلێر بن لَشكَروز) أحد القادة العسكريين البارزين في مركز الخلافة العباسية في بغداد. إشتهر (دلێر) بتصدّيه للتمرد القرمطي الذي قام به أحد أفخاذ قبيلة (كلاب) في عام 353 هجري (964 ميلادي)، حيث قام أفراد القبيلة المذكورة بالهجوم المسلَّح على مدينة الكوفة و إحداث إضطرابات فيها. إشترك الشاعر (أبو الطيب المتنبي) بنفسه، مع غلمانه في القتال ضدهم و تمكنوا من إلحاق الهزيمة بهم و إخراجهم من مدينة الكوفة، بعد أن كبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح و غنموا أسلحة كثيرة منهم. وصل الكوفة القائد العسكري الكوردي (دلێر)، قادماً من بغداد، فوجد الأوضاع هادئةً و مستقرة، فوجّه الدعوة لوجوه المدينة من الذين وقفوا ضد الإنتفاضة فكافأهم و منحهم هدايا تقديرية. كان من بين الحضور الشاعر (المتنبي). نتيجة هذا الحدث، نظمّ المتنبي قصيدة بعنوان (دون الشهدِ إبرُ النحَل)، في مدح القائد العسكري الكوردي (دلێر بن لَشكَروز) الذي أرسلته بغداد لقمع الإنتفاضة.

تتكون هذه القصيدة من أربعين بيتاً، الأبيات العشرة الأولى هي أبيات غزلية، حيث قال في مطلعها:

كدعواكِ كلٌّ يدّعي صِحةَ العقلِ
ومن ذا الذي يدري بما فيهِ من جهلِ

تقولين ما في الناس مثلك عاشق جدي
مثل من أحببته تجدي مثلي

تُريدين لُقيانَ المعالي رخيصةً
ولا بُدَّ دون الشهدِ من إبَرِ النحلِ

الأبيات الثلاثين الباقية، خصصها الشاعر المتنبي لِمدح القائد (دلێر) والتي نقتطف منها هذه الأبيات:

أرادتْ كلابٌ أنْ تفوزَ بدولةٍ
لمن تركتْ رعيَ الشويهاتِ والإبلِ

وقادَ لها دِلّيرُ كلَّ طِمرِّةٍ
تُنيفُ بخديها سَحوقٌ من النخلِ

شفى كلَّ شاكٍ سيفهُ ونوالُهُ
من الداءِ حتى الثاكلاتِ من الثُكلِ

عفيفٌ تروقُ الشمسَ صورةُ وجههِ
فلو نَزَلتْ شوقاً لحادَّ إلى الظلِّ

شجاعٌ كأنَّ الحربَ عاشقةٌ له
إذا زارها فدّتهُ بالخيلِ والرَجلِ

و ريانُ لا تصدى إلى الخمرِ نفسُهُ
و صديانُ لا تًروي يداهُ من البذلِ

فتمليكُ دِلَّيرٍ وتعظيمُ قدرهِ
شهيدٌ بوحدانيةِ اللهِ والعدلِ

وما دامَ دِلَّيرٌ يهزُّ حُسامَه
فلا نابَ في الدنيا لليثٍ ولا شِبلِ

فلا قطعَ الرحمنُ أصلاً أتى بهِ
فإني رأيتُ الطيّبَ الطيّبَ الأصلِ.

هكذا كان الوجود الكوردي في بغداد حاضراً قبل أكثر من ألف عام، حيث أن كوردياً كان قائداً عسكرياً بارزاً في الدولة العباسية وأن شاعراً عربياً كبيراً مثل المتنبي كتب الشعر له، يمدح فيه هذا القائد الكوردي.

11. الإمارة الورامية الكوردية في بابل و بناء مدينة الحلة من قِبل الكورد: في العصر العباسي، كان السكان الأصليون الذين يعيشون في منطقة الحلة، تتألف من قبائل كوردية و عربية و نبطية. أما العربُ فكان أكثرهم من بني أَسَد، و كانت تعيش فيها أيضاً طوائف من عرب خفاجة و عبادة وعقيل وغيرهم من عرب العراق. في عام 479 للهجرة (1086 ميلادي)، تولى إمارة بني مَزيد، الأمير سيف الدولة صَدَقة، الذي كان من أمراء بني أسد القادمين إليها من واسط، ثم من النيل. سيف الدولة كان أول من سكن في الحلة وإتخذها عاصمةً له في شهر مُحرَّم عام 495 للهجرة (1102 ميلادي). أما الكورد فكانوا من قبيلة جاوان (جاوان تعني باللغة الكوردية ”شاب أو جميل“) و شاذان (هذ الإسم متحور من كلمة ” شادان“ الكوردية التي تعني ”سعداء“). كان من رجالات قبيلة جاوان الكوردية الفقيه (محمد بن علي جاواني) المولود في سنة 468 هجرية (1076 ميلادية). الجاوانيون، قبل نزوحهم إلى الحلة، كانوا يسكنون الجانب الشرقي لنهر دجلة. يأتي المسعودي على ذكر (أكراد واسط) في أحداث عام 329 الهجري (941 ميلادي) في مؤلفه الشهير (مروج الذهب و معادن الجوهر). كانت حتى عهد غير بعيد، أكثرية غالبة من الكورد الشيعة تقطن في ضواحي ونواحي وبعض أقضية محافظة ميسان وواسط، منتشرين شمالاً حتى خانقين وبعض مناطق محافظة ديالى، فمن تلك المناطق جاء كُرد الحلة مع بني مَزيد. قبيلة جاوان تحالفت مع بني مَزيد الأَسَديين، حيث كان إتصالهم بالمزيديين يمتدُّ من عهد الأمير علي بن مَزيد حينما كان في ميسان. كانت قبيلةُ جاوان شافعيةَ المذهب والمزيديون شيعةً إثني عَشَرية ولكن على مر الأيام إندمجوا ببني أَسَد فصاروا شيعةً إثني عَشَرية، كما إستعرب الكثير منهم. لا تزال هناك في مدينة الحلة محلة قائمة بذاتها تُسمّى (محلة الكراد) و قبور الأمراء الكورد، مثل (ورام جاواني)، ماثلة للعيان في هذه المدينة. في عهد أميرهم، وَرام الثاني إبن أبي فِراس، إنتقل الجاوانيون إلى (أرض الجامعين) ليؤسسوا الحلة مع أمير بني أَسَد، صَدَقة، وكانت القبيلة الجاوانية تتألف من مجموعتين هما البِشرية و نَرْجِس. من الأُسر التي كانت تنتمي الى الجاوانيين، كانت الأسرة الورامية، نسبة الى وَرام بن محمد الجاواني الذي كان عائشاً في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي) و الذي كان قد تحالف مع الأمير أبي الحسن علي بن مَزيد الأسَدي. ومما زاد في قوّة التحالف بين المزيديين و الجاوانيين هو حصول المصاهرة بينهم، فقد كانت أم الأمير صَدَقة من الكورد الوراميين، حيث كان وَرام بن أبي فراس خال الأمير صَدَقة.

يتبين لنا مما سبق بأنّ قسماً من الكورد الحاليين العائشين في وسط وجنوب بلاد ما بين النهرين، هم أحفاد قبيلة جاوان الكوردية التي بنت مدينة الحلة الحالية، بالمشاركة مع قبيلة بني أسد العربية، و أسست الإمارة الورامية الكوردية الى جانب الإمارة المزيدية العربية. كما يظهر لنا أنّ لا علاقة لتشيّع قسم من الكورد بإيران، حيث أنهم إعتنقوا المذهب الشيعي قبل تأسيس الدولة الصفوية، وأصبحوا شيعة منذ زمن البويهيين، تشيّعوا بالتحالف والمصاهرة مع رؤساء قبيلة بني أسد الشيعية منذ منتصف القرن الرابع الهجري وإستعرب قسم منهم. القسم الآخر من الكورد إعتنقوا المذهب الشيعي الإثني عشري أثناء فترة الحكم الصفوي (1721-1507 م).

هكذا نرى أن أحفاد السومريين والكاشيين الكورد كانوا منذ أكثر من ألف سنة يعيشون في محافظات ميسان وواسط وبابل وديالى، منتشرين شمالاً حتى خانقين وبعض المناطق الأخرى لمحافظة ديالى، وشاركوا في بناء مدينة الحلة في بابل. في الحقيقة فأن المنطقة الواقعة شرق نهر دجلة من العراق الحالي، هي تاريخياً وجغرافياً جزءً من كوردستان، حيث تم تعريب القسم الأكبر منها بعد الإحتلال العربي الإسلامي للمنطقة كما تم تعريب وإستعراب غالبية الكورد في هذه المناطق. لمعرفة المزيد من المعلومات عن بناء مدينة الحلة و مدح الشاعر (المتنبي) للقائد الكوردي (دلێر بن لَشكَروز)، يمكن الإطلاع على المقال القيّم للدكتور عدنان الظاهر من خلال فتح الرابط الموضوع في نهاية هذا المقال.

12. إمارة أردلان (1169-1869م): أسس (باوه أردلان) هذه الإمارة، حيث سُمّيت هذه الإمارة بإسمه. إمتدت إمارة أردلان من أصفهان الى الموصل، حيث دام حكم هذه الإمارة حوالي 700 سنة والتي كانت قائمة من سنة 1169 الى سنة 1869 ميلادية، إلا أن الأمير شرفخان بدليسي يذكر في كتابه "شرفنامه" بأن دولة أردلان تم تأسيسها في زمن الساسانيين، أي قبل ظهور الإسلام و أنها إستمرت الى سنة 1869م (شرفخانى بدليسى: شرفنامه. ترجمة هەژار، كۆڕی زانیاری كورد، چاپی دوهەم، چاپخانەی جەواهیری، تاران، 1982).

كانت إمارة أردلان تضم أصفهان وهمدان وكرماشان وهورامان وشارزور وأربيل وراوندوز وكركوك والموصل وكفري وخانقين ومندلي وتكريت وأجزاء من محافظة الكوت. خضعت إمارة العمادية التي كانت تضم عقرة والدير ودهوك وزاخو، لحكم الأردلانيين لمدة 200 عاماً والذي إستمر من القرن الثاني عشر الى القرن الرابع عشر الميلادي. في البداية، تأسست هذه الدولة في شارزور الواقعة في محافظة السليمانية و ثم إنتقل مركز حكم الدولة الأردلانية الى مدينة "سنه"، حيث إتخذ الأردلانيون هذه المدينة عاصمة لهم. كانت اللهجة الگورانیة هي اللهجة الرسمية لدولة أردلان. قامت هذه الدولة الكوردية بسك النقود الخاصة بها.

يذكر الأمير شرفخان بدليسي بأن حكومة أردلان كانت حكومة قوية وعظيمة الشأن. كما يقول اللورد كريمر عن نفوذ حكام إمارة أردلان في منطقة كركوك بأنهم كانوا السادة الحقيقيين لكركوك وتوابعها وحتى منطقة تكريت. فيما يتعلق بدور إمارة أردلان في التأريخ الكوردي، يذكر "لونكريك" بأن "أردلان أفضل إمارة ظهرت في المنطقة من حيث الحضارة أو الحكم الملكي قبل الإحتلال العثماني للمنطقة" و حتى أنه يصفها بالإمبراطورية الأردلانية أكثر من مرة (ستيفن هيمسلي لونكريك، 1968م، أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث، كتاب يبحث عن تأريخ العراق في العصور المظلمة. ترجمة جعفر الخياط، الطبعة الرابعة، بغداد). كما يشير (لونكريك) بأن (جنكيزخان) قد إعترف بِحكومة أردلان. القاجاريون بقيادة ناصر الدين شاه (1848 - 1896) أسقطوا الدولة الأردلانية في عام 1869. هكذا نرى بأن الكورد أسسوا إمارة مترامية الأطراف تمتد من أصفهان الى الموصل قبل حوالي 850 سنة وحكمت هذه الإمارة لمدة 700 سنة.

13. الدولة الأيوبية (1172-1543م)
لِنبدأ بالسلطان صلاح الدين الأيوبي (1137-1193م). ولِد هذا القائد الكوردي الشهير في تكريت في سنة 1137 ميلادية. يذكر القاضي إبن شداد الذي كان من أصحاب السلطان صلاح الدين بأن والد صلاح الدين (نجم الدين أيوب) كان والياً على تكريت. هذا يثبت على الوجود الكوردي في منطقة تكريت منذ أكثر من 877 سنة. الجدير بالذكر أن أصل عائلة صلاح الدين الأيوبي يعود الى القبيلة الهذبانية، حيث كانت هذه القبيلة تحكم كوردستان في القرن الرابع الميلادي أي قبل الإحتلال العربي الإسلامي لِكوردستان بِحوالي 300 سنة وكانت تُطلق آنذاك إسم (بلاد الهذبانيين) على كوردستان.

أقامت الأسرة الأيوبية دولة كبيرة وقوية ضمت مصر وسوريا وفلسطين واليمن وشمال أفريقيا و كوردستان وعاشت هذه الدولة لمدة 371 سنة. كانت أكثرية أفراد الجيش الأيوبي وقوّاده من الكورد وهذا يشير الى حضور الوجود الكوردي الكبير في منطقة الشرق الأوسط. هكذا نرى أن الكورد أسسوا دولة قوية مترامية الأطراف قبل 842 سنة وقهرتْ هذه الدولة القوات الأوروپية الغازية في الحروب المعروفة بالحروب الصليبية التي دارت رحاها في المنطقة آنذاك.
 
http://d-adnan.i8.com/mutanaby/16.html
mahdi_kakei@hotmail.com




غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ مهدي
تحية عراقية
انا في صدد كتابه مقال حول ما ذكره المسعودي في كتابه مروج الذهب حول القوميات العراقية انذاك
واسمح لي ان اذكركم بانه جاء في صفحة ٤٣٥ حول الاكراد ونسبهم ومساكنهم
حيث يقول
واما اجناس الاكراد وانواعهم فقد تنازع الناس في بدءهم
فمنهم من راي انهم من ربيعة بن نزار بن   معد  بن عدنان  انفردوا في قديم الزمان وانضافوا الى الجبال والاودية دعتهم ذلك الانفة وجاوروا من عنالك من الامم الساكنة المدن والعماءر  من الاعاجم والفرس فحالوا عن لسانهم وصارت لغتهم اعجمية ولكل  نوع من الاكراد لغة لهم بالكردية
ومن الناس من راي انهم من مصر بن نزار وانهم من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن هوازن
ومنهم من راي انهم من ربيعة ومضر
ومن الناس من الحقهم باماء سليمان بن داود عليهما السلام حين سلب ملكه ووقع على اماءه المنافقات الشيطان المعروف بالجسد
وقال اكردوهن  الى  الجبال والاودية فربتهم امهاتهم وتناكحوا وتناسلوا فذلك نسب الاكراد
ومن الناس من راي ان الضحاك ذا الافواه الذي تنازعت فيه العرب والفرس من اي الفريقين هو
وقد كان وزير الضحاك في كل يوم يذبح كبشا ورجلا ويخلط ادمغتهما ويطعم تينك  الحيتين كانتا في كتفي الضحاك ويطرد من تخلص الى الجبال
فتوحشوا وتناسلوا في تلك الجبال فهم بدء الاكراد وهوءلاء من نسلهم وتشعبوا افخاذا
كما ان هناك باب خاص بالاثوريين ملوك نينوى
وتعريف بالترك. غيرهم من القوميات

نود ان نسمع رايكم حول ما ذكره المسعودي
تقبل تحياتي

غير متصل مهدي كاكه يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 216
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ اخيقر يوخنا
تحياتي لكم وشكراً على تعقيبكم ورغبتكم في معرفة رأيي حول ما يذكره المسعودي عن أصل الكورد. في الحقيقة أن الحلقة الأولى من هذه السلسلة من المقالات تؤكد على عدم صحة ما يقوله المسعودي. لنأخذ على سبيل المثال، السوباريين، حيث يذكر الپروفيسور (مهرداد إزادي Mehrdad Izady) أستاذ التأريخ القديم في جامعة هارڤارد الأمريكية والتي هي أرقى جامعة في العالم بأن العشيرة الزيبارية الكوردية تنحدر من السوباريين. ومما يؤكد صحة قوله هو إكتشاف آثار سوبارية في منطقة "زيبار" الواقعة في جنوب كوردستان، حيث تم في هذه المنطقة الواقعة في شمال مدينة أربيل، العثور على أنقاض مدرسة لتعليم الأطفال التي يعود تأريخها الى العصر السوباري، وعلى قرميدات عليها دروس للأطفال والشباب في علوم الحساب وجداول الضرب والمعاجم. كما تم إكتشاف كُتب عديدة و رسائل كانت عبارة عن صكوك وقيود ومسائل رياضية وفلكية و نصوص تأريخية في هذه المنطقة. كان السوباريون والسومريون يعيشون معاً في كوردستان الحالية وأن الوجود السوباري في كوردستان قديم جداً، يعود الى أكثر من 5000 سنة. في بداية العصر السوباري لم يكن وجود للعرب كمجموعة إثنية ولم يكن أي وجود للعناصر السامية في كوردستان. كما لا يخفى أن النبي محمد وقبيلته، قريش هم من القحطانيين الذين كانوا من العرب المستعربة أي أن أصلهم غير عربي وكانوا يعيشون في نجد وحجاز، بينما العدنانيون هم عرب أقحاح  والذين كانوا يعيشون في اليمن. لزيادة المعلومات عن هذا الموضوع، أقتبس فقرات من مقال للدكتور احمد الخليل:

هل الكرد من أصل عربي؟

حان لنا أن نتساءل: أين هي الحقيقة؟ هل الكرد من أصل عربي حقاً؟
وكي نجيب بـ (نعم) أو (لا)، دعونا نلق نظرة فاحصة وشاملة على المعلومات والمعطيات المتعلقة بالموضوع، وإليكم خلاصتها:
أولاً: بُنيت الروايات التي نسبت الكرد إلى أصل عربي على عبارات غير دقيقة، أبرزها: (قيل، ويقال، ومن الناس من رأى، ومن الناس قال، ومن الناس من زعم...).

ثانياً: لم يرد في تلك الروايات والأقوال من الأدلة التاريخية واللغوية والإثنولوجية ما يؤكد نسبة الكرد إلى العرب، سوى أن ثمة إشارات قليلة دارت حول الشبه بين العرب والكرد من حيث طابع حياة (البداوة) الذي كان غالباً على الشعبين قديماً، والشبه في بعض القيم مثل الأَنَفة والشجاعة والكرم.

ثالثاً: لم نجد في كتب الأنساب المهتمة بقبائل العرب وتفرعاتها أية قبيلة بإسم كرد، بل لم يقف مؤلفوها عند الروايات التي نسبت الكرد إلى العرب، وهذا دليل على أنهم كانوا يعرفون عدم صحة تلك الروايات، فأهملوها، وأذكر من تلك الكتب: (نسب قحطان وعدنان للمُبَرِّد)، و(جمهرة أنساب العرب لإبن حَزْم الأندلسي)، و(لبّ اللباب في تحرير الأنساب للسُّيوطي)، و(نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقَلْقَشَنْدي)، و(الأنساب للسمعاني)، والأغرب من هذا كله أنه لم يرد شيء عن ذلك في كتاب (جمهرة أنساب العرب لإبن الكلبي)، وابن الكلبي هذا هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي، و أن ابن السائب الكلبي واحد من أقدم نسّابَين عربيَّين أُسندت إليهما روايات نسبة الكرد إلى العرب، فكيف لا ينقل عنه إبنه هشام ذلك وينقله الآخرون؟ تُرى هل أشاع ابن السائب تلك الروايات، واختلف معه إبنه هشام في ذلك فأهملها؟
 
رابعاً: ثمة مؤرخان مشهوران في ميدان التاريخ الإسلامي، هما الطَّبَري وابن الأثير (عز الدين)، فما رأي كل منهما في هذا الباب؟
أما الطبري (ت 310 هـ = 923 م) فهو أقدم المؤرخين المسلمين، ومن أكثرهم دقة في سرد المعلومات، وهو من مشاهير مفسري القرآن، وكان يطبق ضوابط الأحاديث النبوية على الخبر التاريخي، من حيث صحة الإسناد، والغريب أنه لم يعرّج على أصل الكرد لا من قريب ولا من بعيد، ولم ينسبهم إلى أحد، وإنما كان يذكرهم بإسم (الأكراد) حيناً، وبإسم (الكرد) حيناً آخر، يقيناً منه بأنهم شعب له خصوصيته العرقية، وليس مضافاً إلى شعب آخر.
وأما إبن الأثير (ت 630 هـ = 1233 م) فنهج نهج الطبري، ولا ننس أنه كان معاصراً للدولة الأيوبية الكردية، بل إن أسرته تنتمي إلى جزيرة ابن عمر (جزيرة بُوتان) في كردستان (جنوب شرقي تركيا حالياً)، وأن هذا المؤرخ الخبير بالكرد، والمنتمي إلى الجغرافيا الكردية لم ينسب الكرد سوى إلى أنفسهم؛ هذا مع كثرة إهتمامه بالبحث في أصول شعوب غربي آسيا، ولا سيما العرب والفرس.

خامساً: من المؤرخين والعلماء القدماء من رفض صراحةً نسبة الكرد إلى العرب، قال إبن خلدون(ت 808 هـ = 1406 م) (تاريخ ابن خلدون،ج 3، ص 14):
" وقد قيل إن الكرد والدَّيْلَم من العرب، وهو قول مرغوب عنه ".
وقال الآلوسي في (روح المعاني، ج 25، ص 103):
" والذي يغلب على ظني أن هؤلاء الجيل الذين يقال لهم اليوم أكراد لا يبعد أن يكون فيهم من هو من أولاد عمرو مُزَيْقيا، وكذا لا يبعد أن يكون فيهم من هو من العرب، وليس من أولاد عمرو المذكور، إلا أن الكثير منهم ليسوا من العرب أصلاً. وقد انتظم في سلك هذا الجيل أناس يقال: إنهم من ذرية خالد بن الوليد، وآخرون يقال: إنهم من ذرية مُعاذ بن ّجَبَل؛ وآخرون يقال: إنهم من ذرية العباس بن عبد المطلب، وآخرون يقال: إنهم من بني أميّة، ولا يصحّ عندي من ذلك شيء، بيد أنه سكن مع الأكراد طائفة من السادة أبناء الحسين رضي الله تعالى عنهم يقال لهم البرزنجية لا شك في صحة نسبهم".
وقال المقريزي في كتابه (المواعظ والاعتبار، ج 2 ، ص 232)، وهو يتحدث عن تاريخ الأسرة الأيوبية:
" وقيل هم يُنسَبون إلى كرد بن مرد بن عمرو بن صَعْصَعَة بن معاوية بن بكر، وقيل هم من ولد عمرو مُزَيْقِيا بن عامر ابن ماء السماء، وقيل من بني حامد بن طارق، من بقية أولاد حُميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصَيّ. وهذه أقوال الفقهاء لهم ممن أراد الحُظوة لديهم عندما صار المُلك إليهم، وإنما هم قبيل من قبائل العجم ".

سادساً:
تؤكد جميع الدراسات العلمية في العصر الحديث أن الكرد من العرق الآري (الهندو أوربي)، وليسوا من العرق السامي، واستدلوا على ذلك بالاختلاف الجوهري بين اللغتين الكردية والعربية من حيث الخصائص الصوتية والصرفية والنحوية، لكن لا ننس أن من الرواة من برر ذلك بأن أولئك العرب خالطوا العجم، فنسوا لغتهم، واكتسبوا لغة جديدة، وعلى أية حال لم يتخذ علماء العصر الحديث مسألة اللغة فقط دليلاً على أن الكرد شعب آري، وإنما ربطوا ذلك بكثير من الأدلة التاريخية والأركيولوجية والإثنولوجية، وتناولوا وجود الكرد في إطار الهجرات الكبرى التي قامت بها الشعوب الآرية من وسط آسيا باتجاه الجنوب (الهند) والغرب (إيران وكردستان)، والشمال (أوربا)، وتلك الأدلة مبسوطة في معظم المؤلفات التي دارت حول الكرد، وذكر الكاتب الأرمني أرشاك سافراستان بعضها في كتاب له ترجمناه، وهو بعنوان (الكرد وكردستان)، كما أننا ذكرنا أهمها في كتابنا (تاريخ الكرد في الحضارة الإسلامية).

وخلاصة ما جاء في تلك المؤلفات أن الكرد هم أحفـاد الأقـوام الآرية (الهندو أوربية) التي سكنت البلاد التي سمّيت بعدئذ (كردستان) منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد (لولو، گوتي، كاشّو، ميتّاني، سوباري، نايري، أورارتو)، وامتزج هؤلاء بأقوام آخرين كانوا يفـدون إلى كردستان من الشمال الشرقي، ومن أبرز هؤلاء الأقوام: الميديون الذين أسّسوا المملكة الميـدية، وأسقطوا الإمبراطورية الآشورية بالتعـاون مع الدولة البابلية سنة (612 ق.م).
هذه هي الحقيقة إذا انطلقنا من السؤال: هل الكرد من أصل عربي؟

المراجع

1. ابن الأثير: الكامل في التاريخ، دار صادر، بيروت، 1979.
2. الآلوسي: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، دار الفكر، بيروت، 1978.
3. حاجي خليفة: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، جامعة إستانبول، 1941.
4. ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، دار الكتاب المصري- القاهرة، دار الكتاب اللبناني- بيروت، 1999.
5. الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس، المطبعة الخيرية، القاهرة، 1306 هـ.
6. الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، 1986.
7. عباس العزّاوي، عشائر العراق، نسخة إلكترونية.
8. العماد الأصفهاني: خريدة القصر وجريدة العصر (قسم شعراء الشام)، تحقيق الدكتور شكري فيصل، المطبعة الهاشمية، دمشق، 1959.
9. عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين، مكتبة المثنى، بيروت، ودار إحياء التراث العربي، بيروت، 1957.
10. أبو الفداء: المختصر في أخبار البشر، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، 1970.
11. المرادي: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، مكتبة المثنى، بغداد، 1968.
12. المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، الطبعة الخامسة، 1973.
13. المقريزي: كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، نشره محمد مصطفى زيادة، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، الطبعة الثانية، 1957.
14. المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية)، دار صادر، بيروت، 1974.
15. ابن منظور لسان العرب المحيط، دار الجيل- بيروت، دار لسان العرب – بيروت، 1988.
16. ياقوت الحموي: معجم البلدان، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1990.

غير متصل Ashur Rafidean

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1021
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيد مهدي كل عام وانت بالف خير نتمنى من السنة الميلادية الجديدة ان تكتب مقالات حقيقية وتبتعد عن نشر تاريخ كاذب ومزور لشعب ليس له شبر من الارض على ارض العراق  على حساب الشعب الاشوري بتاريخه المحفور على كل حجر وفي اي شبر من ارض العراق والبلدان المجاورة والتي يذكرها التاريخ والباحثين وعلماء الاثار دون ان يذكروا شيئا عن تاريخ الاكراد اللذين تاريخهم يشبه تاريخ اليهود منذ القدم ولولا مساعدة ووقوف الغرب معهم ولولا غزوات الاسلام لكانت ارض فلسطين مسيحية منذ القدم وهذا اقتباس من مقالتك ( الميديون الذين أسّسوا المملكة الميـدية، وأسقطوا الإمبراطورية الآشورية بالتعـاون مع الدولة البابلية سنة (612 ق.م))
وهنا نقول بان الاكراد اسسوا تاريخ لهم على ارض اشور بالتعاون مع الدول العالمية واسرائيل لطمس كل شئ اشوري ومثلما الميديون اسقطوا الدولة البابلية فسيأتي يوم فاسرائيل ستسقط دولتكم وتمحي تاريخكم المزور لان كل شئ يبني على ارض هشة يسقط ولكنكم لن تستطيعوا حتى لو تعاون معكم ازرائيل من طمس الهوية الاشورية وتاريخها الخالد وستبقون مثل العبيد  الذين يهربون من الحرية فإذا طردهم سيدهم بحثوا عن سيد آخر لكن الاشوريين  دائما فدائيين حقيقيين لا يعنيهم أن تصفق لهم الاخريين لان تاريخهم معلوم وكل علماء الاثار والمتاحف تذكرهم وليس مثلكم حتى ابسط الشعوب وابسط المتاحف لا تذكركم بشئ وان الكلمات التي ولدت في الأفواه وقذفت بها الألسنة ولم تتصل بالنبع الإلهي .. قد ولدت ميتة هكذا هو تاريخكم الذي سيموت لانه مزور وغير حقيقي . تحياتي

غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحياتي
صدقت أخ اشور فهناك المثير بل كل سياسين الاكراد يعتقدون ان اليهود يقفون دائماً مع تطلعات الشعب الكردي وقد قرانا مقالة لسيد محمود عثمان السياسي الكردي المعروف عندما ذكر ان استراتيجية الاكراد مع اليهود ودولتهم اسرائيل والاتكال عليها كان خطا جسيما حيث أصبحنا مكروهين امام العرب المحيطين بل العائشين مع الاكراد ،،،،
سوالي لسيد مهدي وسؤالي هذا ليس خارج عن صلب الموضوع وهو هل تعقد وتعول علئ اليهود لدعمكم ؟
ملاحظة. يقال ان الموساد الاسرائيلي هو من القئ القبض علئ اوجلان الزعيم الكردي وتم تسليمه الئ تركيا
تحياتي

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6324
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
اعجبني البيت من قصيده المتنبي
كدَعْواكِ كُلٌّ يَدّعي صِحّةَ العقلِ    وَمَن ذا الذي يدري بما فيه من جَهْلِ
الظاهر بما انه الكردي كاتب الموضوع من اصول هندو اوربيه اذن احتمال انه يمت بصله الى (بول جوزيف غوبلز) وزير الدعايه السياسيه لدى هتلر صاحب المقوله الشهيره (اكذب حتى يصدقك الناس ) .وهذا يقودنا الى معرفه السر الحقيقي وراء انتحار كوبلز .
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل Ashur Rafidean

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1021
    • مشاهدة الملف الشخصي
امتداد الجذور الاطماعية الاسرائلية الكردية وهذا هو تاريخكم المزور سيد مهدي كاكا حاخام
https://www.youtube.com/watch?v=Q5dVSjNP4NQ
https://www.youtube.com/watch?v=rMbFcF-miPI