عنوان المقالة :" قد نحتاج لتحليل دي ان اي لاثبات القومية "
كاتب المقالة : فارس ساكو
قبل كل شيء علينا ان نفرق بين تسمية "الكلدانية" الملصقة بالكنيسة الكلدانية وبين تسمية "الكلدانية " الملصقة بالقومية الكلدانية لهذا فاي محاولة لتحميل الكنيسة الكلدانية مسؤولية تاريخية على تراث قومي يمتد الى الاف السنين مضت هي محاولة غير موفقة فكما ان اسمي "فارس" لا يفترض ان يستدل منه انني ذو اصل فارسي ولا لقبي "ساكو"لا يفترض انني انتسب لعشيرة البطريرك الجليل لويس ساكو فكذلك اسم الكنيسة الكلدانية !
صحيح تماما القول : لقد كان للكنيسة الدور الاكبر في المحافظة على لغة شعبها في اي مكان بما في ذلك كنيسة المشرق (العراق والشام) .لكن هذا لم يكن واجبا ايمانيا بقدر ماكان ممارسة اعتيادية للغة لايصال الايمان والدليل انه لم ولن يكون محضورا ترجمة الاناجيل الى اي لغة التي هي اصلا كتبت باللغة اليونانية (القديمةلكن الغنية) وترجمت منها الى لغات اخرى منها !(ثبت بدراسات الكتاب المقدس ان انجيل مرقس كتب باليونانية وهو مصدر لانجيلي متى ولوقا ولم يثبت انه مختصر لانجيل متى كما كان يعتقد وكذلك لم يثبت ان انجيل متى المتوفر بين ايدينا هو مترجم من انجيل متى الارامي المفقود ) .
هكذا ينبغي ان نفصل بين الكنيسة وايمانها وبين القومية وتبعاتها !القومية كما تعلمنا ونحن صغار مؤسسة على الارض والشعب والتاريخ واللغة (والدين لكن ثبت انه الاساس الخامس الذي برز اكثر الى حد اسقاط القومية !!!! لقد اختلف الباحثون في تثبيت ارض محددة للقومية الكلدانية وكذلك شعب محدد وتاريخ مشترك ولغة مشتركة فضلا عن الدين او المعتقد لسبب بسيط جدا ان تسمية "الكلدان" مرتبطة فقط بالدولة الكلدانية التي لم تدم سوى ثمانين عاما في مقابل محاولات مقابلة لنسبة تاريخ " العراق" الى مسميات اخرى حتى ان احدى القوميات الغير ارامية تنسب اصولها الى السومريين !!! كما ان الاستدلال بنصوص العهد القديم (التوراة) هو مردود بحكم ان كتاب التوراة تاثروا جدا بفترة اقامتهم بالسبي البابلي .مع ذلك اذا ذهبنا مع المتعصبين لقوميتهم بان بابل هي امتداد للكش وكيش واكد واور فاننا نصطدم بادعاءات مقابلة من قوميات اخرى !
هكذا فانني ادحض بالعقل والمنطق وجود شيء اسمه "قومية كلدانية" !!!!!
لست هنا في مجال الانحياز الى وجود شيء اسمه " قومية اشورية " مثلا فما ينطبق على القومية الكلدانية المزعومة ينطبق ايضا على القومية الاشورية والقومية العربية ووووو!
لكن دعونا نتفق على حل وسط وهو اننا يمكن ان نعتبر للقومية الكلدانية وجود اني او على المدى القريب والمنظور(مثلا 200 سنة) فنحن نتكلم ال"سورث" ولنسميها كلدانية ونعيش او كان بعضنا او معظمنا يعيش في ارض محددة على الخارطة (في ال200 سنة المشار اليها )وهكذا توفرت اسس القومية الارض والشعب والتاريخ واللغة (وربما الدين او المعتقد )وكل هذا نستطيع اثباته وهو فعلا حقيقي وواقعي ومنطقي ومقبول لكن ماهو الداعي لربط هذه القومية الكلدانية الغير مزعومة بالقومية الكلدانية المزعومة قبل 5300 سنة ؟!!!!!انا اتصور الامور هكذا ان الربط كان كرد فعل على سياسات الدولة العراقية منذ تاسيسها التي حاولت اختصار كل المتحدثين باللهجات الارامية بقومية واحدة هي العربية وعلى نفس الاسس التي يعتمد عليها القوميون الكلدانيون في ادعاءاتهم !
اخيرا وحتى لا نختلف كثيرا على امور لسنا متاكدين كلنا منها قد نحتاج الى تحليل دي ان اي لاثبات ان كل مدعي انه ينتسب الى القومية الكلدانية المزعومة هو فعلا من نسل اصحاب القبور المثبت علميا انهم عاشوا وماتوا بنفس الفترة التي يدعون فيها وجود القومية الكلدانية المزعومة اللهم الا الصدفة ان تجعل صاحب القبر المكتشف لم يكن من سكان الارض بل كان زائرا او اسيرا او عدوا اجنبيا !!!
طبعا انا لست متخصصا في مجال الدي ان اي لكني اطرح هذا المقترح لاصل الى نتيجة ان هذا الادعاء عقيم والافضل من ذلك هو النظر الى المستقبل فلا يجوز ان نمشي الى امام ونحن ننظر الى الخلف (كامرأة لوط)!!!
مع اعتزازي باهلي وناسي
فارس ساكو