الأخ الاستاذ خوشابا سولاقا والاصلاح في الكنيسه
الاخ العزيز والاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
ان ما اسطره ادناه كان كمداخلة لمقالتك الموسومه ( (حوارات كيف تفضي الى إحداثْ تغييرات وإصلاحات تاريخية جذرية ) ولكن لطولها ارتأيت تدوينها كمقالة منفصله.
تحياتي وتنمياتي لك بالموفقيه في العام الجديد، وفي قمة امنياتي ان تكون هذه السنه سنة خير ووئام لكنيستنا المشرقيه بشقها الكلداني بنعمة الرب وحكمة ابائنا الروحانيين.
شكراً لأثارتك لهذا الموضوع الحيوي حيث لا تخفى سلبيات الانشقاقاق الكنسية الحاصلة في كنيسة المشرق عبر التاريخ وتاثيراتها الروحية على المؤمنين وكذلك في مجال وحدة الأمه والعمل القومي المشترك والتي حصلت لاسباب ذاتيه داخليه ودوافع خارجيه، ومن المؤسف ان نقف اليوم وامتنا قاب قوسين او ادنى من قلع جذورها من ارض المهد نؤازر هذا وذاك في الخلاف الكنسي الدائر بين القلاية البطريركيه ومطرانيه سانتياكو لكنيستنا الكاثوليكية الكلدانيه من دون ان نضع وزر انقسام كنيسة المشرق القسم الاثوري ونتائجه المدمره على الصعيدين الروحي والسياسي في الحسبان بالرغم من حالة التنافس التي حصلت في مجال البناء والخالية من روح المحبة والوحدة التي تتسم بها المسيحيه ، لان الخصام والانقسام ليس من عمل الروح القدس ويشتت الامه ومقدراتها ، ولكون الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه لها وضعيه خاصه بسبب ارتباطها بروما وما يخص ارتباط اساقفتها خارج حدود الوطن بالقلايه البطريركيه لذا ينبغي على ابناء الكنيسه ان يكونوا اكثر حذراً ووعياً في التعامل مع هذه المشكله اثناء تناولها حفاضاً على وحدة الكنيسه،
أرى ان النظام الابوي الاستبدادي الذي دخل الى اسقفية روما وبحسب رأي المتواضع جاء بعد ان انتقلت الامبراطوريه الرومانيه من الوثنيه الى المسيحيه واصبحت الكنيسة فيها ديناً ودوله وتحول اباطره روما الى اساقفه قادة مقاطعاة واقطار فتحولت الكثير من ممارساة القائد الروحي الى قائد مقاطعة وبذلك انتقل النظام الاستبدادي بغياب الديمقراطيه الى مؤسسة الكنيسه وحل محل القيادة الروحيه الابويه الصادقه التي ائتمنوا عليها ،اما في كنيسة المشرق فقد طغى التسلط والاستبداد بعد فرض القياداة الروحيه من مطارنه وبطاركه من قبل جهات خارج الكنيسه مسيطرة على شؤون الدوله وخاصة بعد الاجتياح الاسلامي لمناطق تواجدها ، ومن خلال مراجعة بسيطة للتاريخ يظهر ذلك جلياً ،في حين ان كنيسة المشرق فيها من القوانيين التي تعتبر اسساً للديمقراطيه وقمة في الانسانيه ويشرفني هنا ان انقل بعض من القوانيين التي جمعها مار عبديشوع المتنيح عام 1318 م .والتي لا ينقصها إلاّ التفعيل والتقيد بها بوعي روحي وادراك عقلي ومحبة مسيحية صادقه وبعض من مسحة الحداثة والتجديد .
من مختصر القوانين السنهادوسيه ج2 التي جمعها مار عبديشوع مطران نصيبين وارمينيا والمتنيح عام 1318 م حيث يقول في امور الاكليروس ما يلي
* المادة 5 من الفصل الاول في اختيار ورسامة الكهنه:
بسبب قيام الكثير من الاساقفه باخضاع سلطة رسامة الكهنه لمنافعهم الذاتيه والاكثار من وضع الكهنه والشمامسه في القرى التابعه لمسوليتهم، الأمر الذي يؤدي الى تفاقم الخلافات بين اهالي القرى، لذلك حدد المجمع السنهادوسي للأساقفه بان يخصص لكل قريه يتراوح عدد بيوتها من (30-60) بيت كاهن واحد وعند انتقال هذا الكاهن الى جوار ربه ، حينها يفرز الفرياذوط (لقد الغيت هذه الرتبه )
رجلاً يختاره اهل القريه أجمعين ليرسمه الأسقف ويحل محل الكاهل المتوفي .
* الماده (1) من الفصل الثالث في اختيار الاساقفه ورسامتهم جاء ما يلي
عندما يموت اسقف قد رسم لاحدى المدن،يحق لمطران تلك المقاطعة ان يجمع اساقفته ويذهبو لتلك المدينه، وحسب رأي الشعب يسألون ويبحثون عن رجل يعتني بالفقراء ، يستقبل الغرباء، يفرج عن المتضايقين، يعيل اليتامى والارامل، ولا يقرض ماله بالربى، لا يقبل الرشوه،لا يحابي الوجوه في القضاء ، يبعد نفسه عن الكبرياء والشرااهة، حاذق في الكلام والحكمه، يتأمل ليل نهار في تعليم الكتب الالهيه، يتمتع بالعلم والتمييز لاصلاح كافة فروض الكنيسه اللازمة للخدمه ، وعند اجتماع الاساقفة بشعب وكنيسة الرب امام مذبح المسيح وقت تقديس القربان، يضعون الانجيل على راسه ويمدون يديهم عليه سويه، ويردد الرسامة من هو الاكبر منهم . بعد ذلك يذهب ذلك الذي رسم ليقبل التأييد من قبل الجاثيليق(البطريرك) حاملاً معه رسالة الاساقفة الذين رسموه.
* الماده(4) أمر المجمع المسكوني بان الاسقف لا يحق له -وهو على قيد الحياة- ان يامر بان يتولى منصبه من بعد رحيله رجل آخر، وايضاً لا يحق لابناء مدينته ان يختاروا رجلاً من الرؤساء والاغنياء كما هي العادة ليكون لهم اسقفاً وهوعلماني ،
وانما عليهم ان يبحثوا عن رجل من الاكليروس او من الرهبان او من العلمانيين على ان يكون خبيراً يمتاز بالسيرة الحسنه، وحتى اذا كان غريباً - لانه لا يوجد غريب في الكنيسه- ليكون اسقفاً على ذلك الكرسي وحتى اذا كان ذلك الرجل من الاغنياء فان القانون لا يرفضه بشرط ان يكون مستحقاً . * المادة 16من الفصل ذاته في اختيار ورسامة المطران نقرأ قانوناً ينقله مار عبديشوع من المجمع السنهادوسي للجاثيليق كيوركيس جاء فيه :
بعد مرور فترة وجيزة على وفاة احد الاساقفة او المطارنة، يجمع اساقفة تلك الابرشيه في مدينة اخيهم الكبير
ويحثون ابناء المدينه لينتخبوا شخصاً يصلح لدرجة المطران بواسطتهم وبتايدهم ويكتبون معاً ويخبرون البطريرك باختيارهم على ان يتمموا الامر خلال مدة لا تزيد عن اربعة اشهر
* ومن المادة (20) في امر العقوبات جاء في القانون الثالث للمسكونيين ما يلي :
أمر المجمع السنهادوسي المسكوني بان الاسقف او المطران او الجاثيليق الذي يضبط بخطيئة الفسق او الزنا او السدوميه او باثمٍ مماثل لذلك ، ففي الحال يحرم ولا يؤتمن ثانية ليخدم الكهنوت حتى اذا اظهر توبته، فقط لا يعزل من مخالطة الكنيسه وان من يتجاوز على هذا الأمر فان المجمع السنهادوسي المسكوني يضعه تحت التحريم.
وختاماً لتكن مشيئة الرب وقوة الروح القدس عاملة في الكنيسه، ونوره البهي ينير عقول ودروب الآباء والمؤمنين للعمل على تمجيد اسمه القدوس بمحبة صادقه ، وعلى المحبة ينبغي ان تبنى العلاقة في الكنيسه، والرب يبارك.