المحرر موضوع: الأخ خوشابا سولاقا والاصلأح في الكنيسه  (زيارة 3358 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ الاستاذ خوشابا سولاقا والاصلاح في الكنيسه

الاخ العزيز والاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم

ان ما اسطره ادناه كان كمداخلة لمقالتك الموسومه ( (حوارات كيف تفضي الى إحداثْ تغييرات وإصلاحات تاريخية جذرية ) ولكن لطولها ارتأيت تدوينها كمقالة منفصله.

تحياتي وتنمياتي لك بالموفقيه في العام الجديد، وفي قمة امنياتي ان تكون هذه السنه سنة خير ووئام لكنيستنا المشرقيه بشقها الكلداني بنعمة الرب وحكمة ابائنا الروحانيين.
شكراً لأثارتك لهذا الموضوع الحيوي حيث لا تخفى سلبيات  الانشقاقاق الكنسية الحاصلة  في كنيسة المشرق عبر التاريخ وتاثيراتها الروحية على المؤمنين وكذلك في مجال وحدة الأمه والعمل القومي المشترك والتي حصلت لاسباب ذاتيه داخليه ودوافع خارجيه، ومن المؤسف ان نقف اليوم وامتنا قاب قوسين او ادنى من قلع جذورها من ارض المهد نؤازر هذا وذاك في الخلاف الكنسي الدائر بين القلاية  البطريركيه ومطرانيه سانتياكو لكنيستنا الكاثوليكية الكلدانيه من دون ان نضع وزر انقسام كنيسة المشرق القسم الاثوري ونتائجه المدمره على الصعيدين الروحي  والسياسي في الحسبان بالرغم من حالة التنافس التي حصلت في مجال البناء والخالية من روح المحبة والوحدة التي تتسم بها المسيحيه ، لان الخصام والانقسام ليس من عمل الروح القدس ويشتت الامه ومقدراتها ، ولكون الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه لها وضعيه خاصه بسبب ارتباطها بروما وما يخص ارتباط اساقفتها خارج حدود الوطن بالقلايه البطريركيه لذا ينبغي على ابناء الكنيسه ان يكونوا اكثر حذراً ووعياً في التعامل مع هذه المشكله اثناء تناولها حفاضاً على وحدة الكنيسه،
أرى ان النظام الابوي الاستبدادي الذي دخل الى اسقفية روما وبحسب رأي المتواضع جاء بعد ان انتقلت الامبراطوريه الرومانيه من الوثنيه الى المسيحيه واصبحت الكنيسة فيها ديناً ودوله وتحول اباطره روما الى اساقفه قادة مقاطعاة واقطار فتحولت الكثير من ممارساة القائد الروحي الى قائد مقاطعة وبذلك انتقل النظام الاستبدادي بغياب الديمقراطيه الى مؤسسة الكنيسه وحل محل القيادة الروحيه الابويه الصادقه التي ائتمنوا عليها ،اما في كنيسة المشرق فقد طغى التسلط والاستبداد بعد فرض القياداة الروحيه من مطارنه وبطاركه من قبل جهات خارج الكنيسه مسيطرة على شؤون الدوله وخاصة بعد الاجتياح الاسلامي لمناطق تواجدها ، ومن خلال مراجعة بسيطة للتاريخ يظهر ذلك جلياً ،في حين ان كنيسة المشرق فيها من القوانيين التي تعتبر اسساً للديمقراطيه وقمة في الانسانيه ويشرفني هنا ان انقل بعض من القوانيين التي جمعها مار عبديشوع المتنيح عام 1318 م .والتي لا ينقصها إلاّ التفعيل والتقيد بها بوعي روحي وادراك عقلي ومحبة مسيحية صادقه وبعض من مسحة الحداثة والتجديد . 
من مختصر القوانين السنهادوسيه ج2 التي جمعها مار عبديشوع مطران نصيبين وارمينيا والمتنيح عام 1318 م  حيث يقول في امور الاكليروس ما يلي

* المادة 5 من الفصل الاول في اختيار ورسامة الكهنه:
بسبب قيام الكثير من الاساقفه باخضاع سلطة رسامة الكهنه لمنافعهم الذاتيه والاكثار من وضع الكهنه والشمامسه في القرى التابعه لمسوليتهم، الأمر الذي يؤدي الى تفاقم الخلافات بين اهالي القرى، لذلك حدد المجمع السنهادوسي للأساقفه بان يخصص لكل قريه يتراوح عدد بيوتها من (30-60) بيت كاهن واحد وعند انتقال هذا الكاهن الى جوار ربه ، حينها يفرز الفرياذوط (لقد الغيت هذه الرتبه  ) رجلاً يختاره اهل القريه أجمعين ليرسمه الأسقف ويحل محل الكاهل المتوفي .
 
* الماده   (1) من الفصل الثالث في اختيار الاساقفه ورسامتهم جاء ما يلي
عندما يموت اسقف قد رسم لاحدى المدن،يحق لمطران تلك المقاطعة ان يجمع اساقفته ويذهبو لتلك المدينه، وحسب رأي الشعب يسألون ويبحثون عن رجل يعتني بالفقراء ، يستقبل الغرباء، يفرج عن المتضايقين، يعيل اليتامى والارامل، ولا يقرض ماله بالربى، لا يقبل الرشوه،لا يحابي الوجوه في القضاء ، يبعد نفسه عن الكبرياء والشرااهة، حاذق في الكلام والحكمه، يتأمل ليل نهار في تعليم الكتب الالهيه، يتمتع بالعلم والتمييز لاصلاح كافة فروض الكنيسه اللازمة للخدمه ، وعند اجتماع الاساقفة بشعب وكنيسة الرب امام مذبح المسيح وقت تقديس القربان، يضعون الانجيل على راسه ويمدون يديهم عليه سويه، ويردد الرسامة من هو الاكبر منهم . بعد ذلك يذهب ذلك الذي رسم ليقبل التأييد من قبل الجاثيليق(البطريرك) حاملاً معه رسالة الاساقفة الذين رسموه.
 
* الماده(4) أمر المجمع المسكوني بان الاسقف لا يحق له -وهو على قيد الحياة- ان يامر بان يتولى منصبه من بعد رحيله رجل آخر، وايضاً لا يحق لابناء مدينته ان يختاروا رجلاً من الرؤساء والاغنياء كما هي العادة ليكون لهم اسقفاً وهوعلماني ، وانما عليهم ان يبحثوا عن رجل من الاكليروس او من الرهبان او من العلمانيين على ان يكون خبيراً يمتاز بالسيرة الحسنه، وحتى اذا كان غريباً - لانه لا يوجد غريب في الكنيسه- ليكون اسقفاً على ذلك الكرسي وحتى اذا كان ذلك الرجل من الاغنياء فان القانون لا يرفضه بشرط ان يكون مستحقاً .

* المادة  16من الفصل ذاته في اختيار ورسامة المطران نقرأ قانوناً  ينقله مار عبديشوع من المجمع السنهادوسي للجاثيليق كيوركيس جاء فيه :
بعد مرور فترة وجيزة على وفاة احد الاساقفة او المطارنة، يجمع اساقفة تلك الابرشيه في مدينة اخيهم الكبير ويحثون ابناء المدينه لينتخبوا شخصاً يصلح لدرجة المطران  بواسطتهم وبتايدهم ويكتبون معاً ويخبرون البطريرك باختيارهم  على ان يتمموا الامر خلال مدة لا تزيد عن اربعة اشهر

* ومن المادة  (20) في امر العقوبات  جاء في القانون الثالث للمسكونيين ما يلي :
أمر المجمع السنهادوسي المسكوني بان الاسقف او المطران او الجاثيليق الذي يضبط بخطيئة الفسق او الزنا او السدوميه او باثمٍ مماثل لذلك ، ففي الحال يحرم ولا يؤتمن ثانية ليخدم الكهنوت حتى اذا اظهر توبته، فقط لا يعزل من مخالطة الكنيسه وان من يتجاوز على هذا الأمر فان المجمع السنهادوسي المسكوني يضعه تحت التحريم.
 
وختاماً لتكن مشيئة الرب وقوة الروح القدس عاملة في الكنيسه، ونوره البهي ينير عقول ودروب الآباء والمؤمنين للعمل على تمجيد اسمه القدوس بمحبة صادقه ، وعلى المحبة ينبغي ان تبنى العلاقة في الكنيسه، والرب يبارك.



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ايشو شليمون
شلاما
فعلا انها مواد تصلح لادارة الكنيسة حتى في زمننا هذا
وما اثار انتباهي اكثر هو النقطة الاخيرة
والسوال كيف يمكن تفعيلها اذا وجد من اساء بذلك الفعل
 ويا حبذا ان تنشر المزيد من تلك الانظمة والقوانيين
وشكر ا والرب يبارك

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
ميقرا رابي اخيقر عم خُبْي وايقاري

شكراً لمرورك تقبل محبتي مع خالص تمنياتي لشخصكم والعائلة الكريمه بالموفقية في العام الجديد وبعد

لا يخفى بان الانسان ضعيف بطبعه امام مغريات الدنيا ،لذا غالباً ما ينساق وراء ميوله وأهوائه في التسلط والجشع والغرور والكبرياء، فان السلطة والمال والشهرة قد تدعوا الى الانجراف والهاويه لمن لا يملك الحصانه الفكرية والروحية من ذوات النفوس الضعيفة التي تتبؤ المناصب بمحض الصدفة ودون استحقاق .والمؤسسة الكنسية ورجالها ليسوا استثناءاً من هذا حيث انهم بشر  ولا عصمة لاحد، وبما اننا  نتكلم في مجال الكنيسه فان ألاباء قد شَرّعوا ووضعوا الكثير من القوانين بالهام من الروح القدس ورجاحة عقولهم واستناداً على الكتاب المقدس  لتكون رادعاً لكل من يتمادى في غيِّهِ، ولكن طريقة  حل المعضلات في الكنيسة تبدوا اكثر تعقيداً مما  يجب في حالة الضعف الايماني نتيجة الشلل الروحي الذي يحصل في الكنيسه (المؤمنين ) بسبب وجود مؤسسة كنسيه ضعيفة ادارياً وروحياً وعلمياً مما يؤدي الى ظهور طبقة متطفله تجامل وتوئازر الآباء حقاً كان او باطلاً مما يؤدي ببعض ضعيفي الايمان بالتمرد عن الواقع واتباع الاسلوب التسلطي مع المؤمنين وخاصة عند سماع كلمة آمين في كل المجالات وجميع المناسبات دون دراسة  الأمور ومناقشتها.

بالنسبة لتسائلكم فيما يخص كيفية تفعيل القوانين الخاصة بمعالجة بعض القضايا الحساسة والمتعلقة بالآباء ومنها الفكر التسلطي والبيروقراطي في التعامل مع المؤمنين وكذلك حالات السقوط الروحي والاخلاقي فمن الواجب ان نبحث في الأسباب التي تؤدي الى العجز في تفعيلها  وتطبيقها، فببساطة افكاري ارى ان بعض من الاسباب تتلخص في الآتي :
 
1- الفهم الخاطي  للسلطة المطلقه لرأس الكنيسه واعتباره فوق كل القوانيين ،واعتبار دَيّانُهُ هو الله فقط، وانني التمس هذا التخوف في  كتابات الكثير من الاخوة الكتاب من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه حين التحدث عن التحرر من سلطة روما .
 
2- كون الكنيسة في سبات روحي وغير واعية لواجباتها ومسؤلياتها وحقوقها وسوء فهما لطبيعة العلاقة التي يجب ان تكون بين المؤمنين والآباء( الرعية والرعاة) في مؤسسة روحية ،والتي تحولت بشكل الرئيس بالمرؤوس بغياب المحبة وشعور الخادم المتطوع لدى الكثير من الكهنة والآباء  .
 
3- وجود الكثير من الارتباطات الفئوية والطائفيه والمناطقيه لدى المومنين ببعض الآباءوالتي تسمو فوق التعقل وتخلو من الحس الروحي والتي بطبيعتها تخلق تكتلات تقف خلف هذا وذاك تتطور بموجبها المشاكل وتعيق وضع الحلول المناسبة خوفاً من الانشقاقات المزعومه في الكنيسه .

4-  خلو الكنيسة من كوادر ثقافيه تعي لمسؤلياتها الاجتماعيه والروحيه لتستلم مهام ادارة  جمعيات ناشطه اجماعياً في الكنيسه مما يضع العامه في موقع الخضوع التام لتدابير الكهنة والآباء استسلاماً باسم الايمان .

5- عدم التحرر من عقدة الخوف من عقاب الآخره بسبب الضعف الايماني او الفهم الخاطي لطبيعة العلاقة بين الآب المحب متناسين الايه ( هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد من اجل خلاصه ) .
6- خلو الكنيسة من مؤسسة او هيئة قانونيه مستقله خاصه بها وملمة بالقوانين الكنسيه لغرض متابعة المشاكل الحساسة في الكنيسة مما يؤدي الى حصر التعامل معها من قبل الآباء فقط والذين يكونون غالباً طرفاً فيها ، وبذلك يكون حاكما وقاضياً وهو احد اقطاب المشكلة او اساسها . وهنا على المؤمنين الادراك التام بانه ليس هناك من هو فوق القانون  اياً كان ، وإلاّ لما وجدـ القوانيين الكنسيه !! .
 
7- التغاضي عن حل المشاكل المتواجدة  ولملمتها بحجة عدم اثارتها بين العامة مما يؤدي الى تفاقمها وبالتالي الى تنافر وابتعاد الكثيرين عن الكنيسه، وقد يكون التغاضي عن معاقبة احد الكهنة او الاباء عن اثم ارتكبه سبباً لعدم تمكنه من معاقبة من يرتكب الاثمَ ذاته مستقبلاً وبذلك يستشري الفساد ولا من يتجرأ التلويح بالقانون او استخدامه .
 
8- لجوء بعض من الكهنة والآباء الى ابعاد بعض العناصر الواعيه والناشطة في الكنيسه ومحاربتهم في حالة اثارتهم لبعض الامكور الخاطئه في المسلك الآداري للكهنة والآباء، وهذا قد يظر في بعض رعياة كنائسنا التي كوادرها دون المستوى المطلوب في المستويين العلمي والآهوتي.
 
 ولغرض تفعيل كل القوانيين السنهادوسيه الرادعه لغير المبالين بها او الذين يتغاضون النظر عنها بسبب وقوعهم في نفس الشرك عليه ارى من الظروري تشكيل هيئة قانونيه مستقله في الكنائس التي تخلو من هكذا مؤسسة مهمه لغرض تطهير بيت الرب من اللصوص لان الرب يقول ( بيت ابي بيت صلاة يدعى اما انتم فقد جعلتموه مغارة لصوص) لذا فطرد امثال هولاء واجب بل فرض على المؤمنين. حيث في هذا المجال شرع الاباء الكثير من القوانين  الوارد في مختصر القوانيين اعلاه ومنها.
 
   في الفصل الثالث الماده  20 نقرأ في القانون الرابع (لايشوع برنون) ما يلي

اذا علم عن رجل ما، جاثيليقاً كان او مطراناً او اسقُفاً، بأنه ليس نقياً في ايمانه، وهو متمسك بفكرعقائدي من عقائد الهراطقه، ويسلك في مسيرته باستبداد وبدون استقامه، وخارج عن هدف الدعوة التي دُعِيَّ اليها، ولا يتصرف كما يليق بمخافة الله، والذي لاجله قد توشَحَ بتلك الهيئه، ويكون عِلَّةً لخسارة الذين في الداخل والخارج، فهذا الشخص يحرم ويوقف من درجته، لان مضار هذه الأمور سيعم على الكثيرين .
 
ختاماً يسعدني أن اتطلع الى اقتراحاتكم  بهذا الخصوص 
لك مني التحية وتقبل احترامي

غير متصل فارس ساكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 292
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ ايشو شليمون المحترم
تحية طيبة :
لا اعتقد ان المشكلة تكمن في القوانين لانها عند وضعها قامت على المباديء المسيحية المستمدة من روح ونص الإنجيل المقدس ولا حتى في إمكانية تطبيقها بل في استخدامها بمعزل عن روح الإنجيل !
مع تقديري

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ الكريم فارس ساكو المحترم

يسعدني مروركم على مقالتي المتواضعه، نعم وانا معك بان الآباء شرَعوا القوانين بقوة الروح القدس واستناداً الى الكتاب المقدس ، ولكن قد اختلف مع جنابكم  حيث تطبيق القانون الكنسي الذي وضعه الآباء الرسل بنصه وروحه تطبيقاً كاملاً لا يمكن ان يكون بمعزل عن روح الانجيل لانه في الاساس مبني عليه ، إلاّ اذا حرف مظمونه وفرغ من محتواه ، لان القانون بنصه  ومظمونه سيف بتار يستمد قوته من الاسس التي يستند عليها.

تقبل احترامي وعسى قد وفقت في استيعاب تعقيبكم المقتضب

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الثري في معلوماته الأستاذ إيشو شليمون المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا واحترامنا
نشكر أهتمامكم لموضوع مقالنا الموسوم " حوارات كيف تفضي الى إجراء تغييرات واصلاحات تاريخية جذرية " الموجود حالياً في المنبر الحر ، ونود هنا أن نوضح لشخصكم الكريم وللقراء الأعزاء بانه بقدر ما هو مهم هذا المقال بنفس القدر هو حساس يمس قناعات الكثيرين من قريب أو من بعيد ، ولكن في نفس الوقت قول الحقيقة مطلوب منا قوله وبصوت عالي من دون خوف أو تردد . كل الكتب التي كتبت من قبل البشر مهما علا شأن كتابها ومهما كانت مكانتهم الدينية أو الدنيوية في المجتمع تكون قابلة للقراءة  بنظرة نقدية علمية لأنها كتبت في ظروف زمانية ومكانية غير ظروفنا الزمانية والمكانية اليوم لأنها بالتأكيد سوف لا تتماشى مع الحياة الدائمة التغير ولا تستجيب لمتطلباتها الفعلية . ليس من المعقول أن يكون ما كتب قبل مئات أو آلاف السنين من قبل أناس عاشوا في عصر أكثر تخلفاً وتأخراً من عصرنا الحاضر صالحاً لمواجهة مستجدات وتغيرات حياتنا الحاضرة ، لأن كل ما كتب من قبل البشر هو غير مقدس  يحق لنا تغييره أو أصلاحه لتطويعة الى متطلبات حياتنا ، لذلك فإن التغيير والأصلاح في هذه الجوانب  التي هي من صنع البشر شرعي وقانوني وواجب انساني علينا لكي نتحرر من الجمود العقائدي والأنغلاق الفكري على الحياة المتغيرة ، دعوتنا هي تغيير واصلاح ما وضعه البشر من التعليمات والمفاهيم المغطاة بالغطاء الديني لتضليل البسطاء من الناس من رؤية الحقيقة وليست لأصلاح الدين ذاته الذي يجسده الكتاب المقدس / العهد الجديد . إن ما صنعه البشر يمكن أن يغيره البشر . نرجو أن نكون قد وفقنا في توضيح ما كان غير واضحاً في مقالنا المنوه عنه ، مع شكرنا الجزيل وتقديرنا الفائق وجل احترامنا للأستاذ الفاضل إيشو شليمون .

                      محبكم من القلب أخوكم : خوشابا سولاقا - بغداد

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
 
انه لمن دواعي سروري ان أُؤيد واعيد التأكيد على افكاركم المتنوره في الكثير من المجالات التي يغنينا شخصكم الكريم بها ،تسطرونها بروح العصر وعقليه منفتحه فيما اذا كانت للملمة جراحات امتنا  او لتقريب وجهات النظر بين مكونات كنيستنا المشرقيه من اجل اعادة مجدها الزاهر.

ليس خافياً بان ما جاء في مقالكم هي دعوة لادخال لمسة من روح العصر ومعطيات الحداثة للتعامل مع كل ما يقف أمامه المرء ليرى صورة الماضي ،جميلة بمظرها غنية بمحتواها غير انها مشلولة في حيويتها، لذا فالنظرة التحليلية والنقديه لمعطيات الماضي والتي لا زال التعامل بها قائماً  للتماشى مع مفهوم العصر هي عملية سليمة للحفاظ على الاصالة بروح الحداثة لتكون اكثر تقبلاً وفاعليه وتاثيراً ،  فما دام كل شيء سائر في ديمومة التغير ، فلماذا التخوف  من تحليل ونقد واطفاء الحداثة على ما كتبه البشر قبلنا، فانه ليس بالضرورة ان يقتنع الجميع بما تطرحه،  فلكل قناعاته ولكن يقيناً هناك الكثيرين يجدونه موضوعي ومنطقي وعملية صحيحة تتطلبها استمرارية الحياة ، اخي الكريم انني اشاطر دعوتكم للحداثة  والتحرر من بعض المفاهيم والممارساة التي تعرقل المسيرة الايمانيه وأراها عملية حيويه ومطلوبه لغرض الحفاظ على الاجيال القادمة من ابناء امتنا  مؤمنين  وفي احضان الكنيسة ،
لك مني التحية وتقبل فائق احترامي