هل ستعتبر كنائس شعبنا شهداء امتنا للفترة من (1915 - 1919) قديسين كما فعلت الكنيسة الارمنية ؟
-------
أصدر بطريرك كنيسة الأرمن الأرثوذكسية غبطة مار (كاريكين الثاني) بتاريخ 31 - 12 - 2014 مرسوما بطريركيا رسمياً لإعلان جميع ضحايا الإبادة الجماعية الارمنية والتي راح ضحيتها اكثر من 1.5 انسان (مليون ونصف انسان ارمني) في الحقبة العثمانية والتركية واعتبارا من عام 1915 كقديسين لانهم قُتِلوا في سبيل الإيمان والوطن وسيتم الاعلان الرسمي عن ذلك في الذكرى المئوية للابادة الجماعية الارمنية في يوم 24 نيسان عام 2015 (سيفو) وسيعتبر هذا اليوم يوماً تاريخيا لتخليد ذكرى جميع الشهداء القديسين للإبادة الجماعية الارمنية للاطلاع الرابط الاول ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - احي قرار المرجعية العليا للكنيسة الارمنية الأرثوذكسية الشجاع والمشرف على اعتبار شهداء مذبحة الارمن في الابادة الجماعية (الهلوكوست) عام 1915 وما تلاها في الحقبة العثمانية والتركية قديسين وابرار لانهم استشهدوا في سبيل ايمانهم المسيحي ووجودهم القومي في ارضهم التاريخية خاصة ان الجرائم التي اقترفت بحق الشعب الارمني في تركيا لا يصدقها العقل البشري لبشاعتها حيث تم ممارسة كل انواع الاستبداد والقهر والتعذيب الوحشي والتي لا يمكن تصورها فنظموا أعمال النفي والمجازر والمذابح وأحرقوا أطفالاً رضعاً وهم أحياء بعد أن صبّوا عليهم النفط واغتصبوا النساء والفتيات أمام ذويهم المقيدي الأرجل والأيدي واستولوا على الممتلكات المنقولة والغير منقولة للشعب الأرمني وطردوا إلى بلاد ما بين النهرين والصحراء السورية أناساً في حالة من البؤس والشقاء وأهانوهم واضطهدوهم خلال الطريق بوحشية لا توصف و امتد القتل الى الاباء البطاركة و الاساقفة والكهنة
2 - تعرض ابناء امتنا ومنذ سقوط الإمبراطورية الآشورية عام 612 ق.م وحتى يومنا هذا للعديد من المذابح والمأسي والويلات والتضحيات وقدم ابناءها قافلة طويله من الشهداء قرابين على مذابح الوجود القومي والديني والحرية والديمقراطية والعدالة في ارض الاباء والاجداء لترفرف ارواحهم الطاهرة الى الاخدار السماوية وكانت ذروة هذه المذابح والمجازر الدموية الجماعية (الهلوكوست) التي اقترفت في الرابع والعشرون من نيسان 1915 بحق ابناء امتنا الاشورية على يد الدولة العثمانية واتباعها لتصفية الوجود الديني والقومي والوطني لابناء امتنا حيث راح ضحيتها للفترة من 1915 - 1919 اكثر من نصف مليون انسان من ابناء امتنا المسالمين (سيفو)
حيث نتذكر شهداء شعبنا وامتنا اينما سقطوا في هكاري واورميا وامد وطور عابدين وماردين وسعرت وارها وآزخ والبشيرية وغرزان وسميل وصورية وفي كنيسة سيدة النجاة وفي بغداد والموصل والبصرة وفي كل شبر من ارض الوطن يحكي حكاية اسمها الشهداء الخالدين الذين اراقوا دمائهم الطاهرة على ثرى الحق والكرامة دفاعا عن الوجود القومي والديني الذي صار اليوم قاب قوسين او ادنى من الهاوية حيث نتذكر هؤلاء الرموز والمصابيح المضيئة التي انارت بدمائها الزكية ظلمة الاعداء والحاقدين والعنصريين فما اعظم تلك الدماء وما اروع ما سطره اصحابها من ملاحم ستظل ذاكرة الانسانية تتذكرها الى يوم انقضاء الدهر لان ارادة الشهداء تنتصر دائما على عنجهية الظالم وعنصريته واستهتاره فما انبلكم وما اكرمكم حين رخصتم ارواحكم فداء تربة ابائكم واجدادكم طوبى لكم
ان دماء شهداء شعبنا وامتنا دين دائم برقبة وضمير كل مؤمن بوجوده ومستقبله القومي وانتمائه الوطني والديني والإنساني لقد ناضلوا من أجل وجودنا وبقائنا وضحوا من أجل حقوقنا وآمالنا واستشهدوا ليكونوا رموزاً ونياشين حية لديمومتنا بتحدي وقهر قوى الظلم والاستعباد سفكت دمائهم الزكية من اجل مستقبلنا ويمكن القول بان العقلية التي ارتكبت المذابح ضد ابناء امتنا زالت ماثلة وتفعل فعلها الى يومنا هذا في الوطن عبر سياسات الاقصاء والتهميش والتهجير القسري والتغير الديمغرافي والاستئثار والتفرد بالسلطة وعدم الاستجابة لحقوقنا المشروعة من اجل اضعاف وجودنا القومي والديني في مخطط مشبوه بهدف قلعنا من جذورنا بعد حين
3 - ازاء ما تقدم اطالب المرجعيات الكنسية العليا في كنائس شعبنا في الوطن كافة للاقتداء بقرار البطريركية الارمنية المشار اليه في اعلاه واعتبار شهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ابناء امتنا الاشورية الذين استشهدوا للفترة من (1915 - 1919) قديسين وجعل 24 نيسان من كل عام يوما تاريخيا للاحتفاء بشهدائنا القديسين ومطالبة الحكومة التركية للاعتراف بمجازر التطهير العرقي التي ارتكبت بحق ابناء امتنا والاعتذار منهم وكذلك الاعتراف بالوجود القومي لامتنا دستوريا في تركيا كشعب اصيل واعتماد لوائح وقوانين الامم المتحدة بخصوص الشعوب الاصيلة وضمان حق العودة والعيش على ارضه التاريخية ضمن حدود الدولة التركية وتعويضهم عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم وإعادة الممتلكات والكنائس والاديرة المسلوبة وتعمير القرى التي دمرت نتيجة العمليات العسكرية في المنطقة بين الحكومة التركية والعراقية ومطالبة المجتمع الدولي والامم المتحدة لضمان هذه الحقوق والمطالبات المشروعة وفقا للقانون الدولي وقوانين ولوائح الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان ووالشعوب الاصيلة والاقليات
نستذكر هذه المذابح والمجازر ليس من أجل إثارة الأحقاد والضغائن أو تحريك نزعات الانتقام والثأر وإنما من أجل استعادة القيم الإنسانية المفقودة ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية بين الشعوب نتذكر من أجل إشاعة ثقافة الاعتراف والاعتذار والمسامحة والغفران نتذكر تلك المذبحة حتى تتوقف أعمال الذبح والقتل والظلم والتهجير والتهميش في وطننا العراق نتذكرها حتى تتوقف مآسي الشعب السوري اننا ابناء الامة الاشورية في الوطن والمهجر لانهدف لوضع الاجيال التركية المعاصرة في قفص الاتهام كل ما نسعى اليه هو الاعتراف بما جرى وتحقيق العدل نحن ممكن ان نغفر في حال طلب منا المغفرة لكن لا يمكن ان ننسى دماء شهدائنا وحقوق ابناء شعبنا وامتنا مهما طال الزمن
http://www.aleteia.org/ar/%D8%AF%D9%8A%D9%86/%D9%85%D8%B6%D9%85%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%A2%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D9%86/----2015-------24--------5234102118645760 انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com