لماذا لاتكون مظاهرة مليونية ضد الارهاب في بغداد ؟
تدفقت الجموع البشرية الرافضة للارهاب والارهابين , في افواج بشرية ضخمة , زحفت على العاصمة الفرنسية ( باريس ) واعتبرت هذه المسيرة التاريخية , اكبر واضخم مسيرة سلام واحتجاج ورفض الارهاب ليس في باريس فحسب , وانما في جميع عواصم العالم ( التقديرات الصحفية تعطي حجم المشاركة يناهز المليونين ) منددة بالارهاب وكل اشكال العنف الدموي من العصابات الارهابية . وسارت هذه الجموع المليونية تحت شعارات ( ارفعوا اقلامكم . حرية ومساواة . ارسموا واكتبوا ) . اضافة الى مشاركة اكثر من 50 من قادة الدول . فقد تحولت ( باريس ) الى عاصمة مكافحة الارهاب , هذه المسيرة الكبرى التي ازدحمت في الشوارع والساحات , ارسلت رسالة واضحة الى كل الارهابين , بان الشعوب قاطبة ترفض الارهاب والعنف الدموي , وان الشعوب لن تركع ولن تستسلم لارادة الارهابين ووحشية عنفهم الدموي , بل ان الشعوب تملك القدرة والارادة اقوى بكثير من وحشية القتلة الارهابين , وهذه المظاهرة المليونية جاءت بالرد الحاسم على الارهاب وارهابين , بان نهايته الحتمية بالفشل والعار والانهزام , لقد اعطى الشعب الفرنسي بوعيه السياسي والثقافي , درساً بليغاً في مقارعة شرور الارهاب ومنازلته , بانه هجين ينتمي الى العصور الوحشية , وهذه المسيرة الكبرى تؤكد على عزيمة الشعب ان يقف بوجه الاعداء , لذلك يجرنا السؤال المرير , بان العراق احترق ودمر وذاق الحنظل والويلات والمحن من الارهاب الدموي , وسقط عشرات الالاف من الضحايا الابرياء , وليس 17 ضحية بريئة سقطت في باريس , لماذا لم يقم الشعب العراقي , بمثل هذا النشاط الجماهيري الكبير , الذي يعبر عن رفض وادانة واستنكار الارهاب الدموي , الذي تحول الى ظاهرة يومية روتينية , وصارت حياة المواطن تعيش في حالة رعب وفزع من الموت العشوائي , من هو المسبب في عدم اطلاق مبادرات الشعب الخلاقة ؟ , في التعبير السلمي برفض وادانة الارهاب , هل السبب يعود الى القادة السياسيين ؟ الذين تحصنوا في منطقة الخضراء الامنة والمستقرة والبعيدة عن القتل اليومي ؟ ام يعود السبب المواطن العراقي , الذي انطفئت غيرته الوطنية , واصابت روحه الهزال والتقوقع والركود والخمول ؟ وفقد القدرة والارادة والعزيمة في الاحتجاج والتظاهر السلمي ضد الارهاب الدموي , الذي يحصد المواطنين كل يوم , ان على المواطن العراقي ان يكسر هذا الخمول وعدم اللامبالاة والوهن وفقدان الثقة والعزيمة في النفس , بان يخلق ويساهم في النشاطات الجماهيرية التي تمس حياة ومصيره , بالامس تبختر بالعنجهية الساخرة والمكابرة الفارغة عبعوب ( وسيم بغداد ) واستخف واستهزأ بالمسخرة والسخرية , بان المظاهرة الاحتجاجية في ساحة التحرير , التي طالبت في ابعاد عبعوب من منصب ( امين العاصمة ) , فقد ادعى بان عددهم لايتجاوز 20 شخصاً من مجموع 10 ملايين نسمة في بغداد , وهذا يعتبر انجازاً ونصراً عظيماً بانه على حق وان اعماله في امانة بغداد , مدعاة فخر واعتزاز وتقدير من المواطنين الى شخصه العظيم . ان هذا العجز والخمول والركود العراقي , يجعل الفاسدين والمتورطين بالسرقة والاختلاس والاحتيال يطول لسانهم عشرات الامتار , وان يستمروا دون قلق وريبة وشك وشكوى , بل يعتبرونها الضؤ الاخضر للنهب واللصوصية اكثر شراسة وعنفاً , ان يستمروا باكبر قدر من العجز والفشل في واجبهم الوطني والمهني , والعصابات الارهابية تزيد من وتيرة سفك الدماء والقتل اكثر دموية , وما على المواطن العراقي , سوى ان يندب حظه العاثر ويجر الحسرات المؤلمة , ويلبس الثوب الاسود للاحزان والنحيب والبكاء , ولا شك ان الثقافة الطائفية نزعت عنه قيم الاخاء والتضامن وصوت الرفض والاحتجاج , والوقوف على التل ليتفرج على الفواجع والويلات , كأن الامر لا يعنيه , رغم بشاعة ممارسة القتل والمجازر والمذابح , لتشمل في خرابها الكبير كل مكونات الشعب واطيافه , ان الاكتفاء بالصمت والتفرج والتجاهل , لن ينقذ المواطن من وحشية العصابات الارهابية . ان الفعاليات والنشاطات الجماهيرية , تكشف معدن الشعب وقوته وارادته وعزيمته الخلاقة , ومقدار الثقة التي يحملها , لذلك لابد من اعلى صوت الاحتجاج والرفض والادنة , لكل مسيئ وخاطئ ومتورط بالفساد ومتخاذل وقاتل ومجرم, سواء كان من العصابات الارهابية او من الفاسدين , او من الفاشلين في الواجب والمسؤولية , وعلى المواطن العراقي ان يقلب المعادلة , التي قادت العراق الى الخراب والهلاك والتدمير والفساد , وان يقف بالمرصاد لكل من يطعن العراق بخنجر مسموم , لكل حرامي وفاسد واهوج ومتعجرف يكفر بالعراق , لا يقيم وزناً للمواطن , ان التجربة الفرنسية غنية بالعبر والدروس , حين هدر صوت الاحتجاج والرفض والادانة للارهاب والارهابين , ان تكون في بغداد مسيرة مليونية من اجل عراق نظيف من الارهاب والارهابين والفاسدين , يجب ان يستيقظ المارد العراقي بالهمة العراقية المجربة
جمعة عبدالله