هل استدرجت ايران تمهيدا لضربها ؟
بعد اسنلام الخميني الحكم من الشاه ، بدأت ايران دولة معتدلة نوعا ما ، ثم سرعان ما انحدرت الى التطرف
وتصدير الثورة ، والتدخل في الشؤون الداخلية للعراق ودول الخليج ، ثم احتلت ثلاث جزر هي : طمب الكبرى ،
وطمب الصغرى ، وابو موسى ، وقادها الحماس والتهور الى الحر ب العراقية الايرانية ، بتشجيع امريكا ودول
الخليج .
واذا كان نظام الشاه فاسدا ، ولكن الشعب كان يتمتع بحريته ، ولكن الملالي سلبوا حريته ، وهي مقدسة لدى
كافة شعوب العالم ، فمنعوا الاغاني والسينما ، ومحاسبة تاركي الصلاة ، وتطبيق الشريعة الاسلامية ، وسلب
حقوق المرأة ، وتشجيع الارهاب وتمويله ، ودعمه ماليا وعسكريا ولوجستيا .
ونظرا لأفتقار الملالي للخبرة السباسية والمرونة في العلاقات الدولية ، ونشدان المثاليات والتعصب والتزمت
الديني ، مما حدا بالكثير من العلمانيين والمثقفين لمغادرة ايران . واصبحت ايران ملاذا امنا لقلول القاعدة في
افغانستان ، واصبح حزب الله وحماس حصاني ّ طروادة بيدها لتحقيق اجندتها ، وتتدخل في شؤون العراق وتموّل
الميليشيات الشيعية بالألغام والاسلحة المتطورة لقتل الامريكان .
وفرضت على ايران عقوبات دولية لعدم تعليق برنامجها في تخصيب اليورانيوم ، بل مضت في تحد صارخ
للمجتمع لدولي عموما وامريكا واسرائيل خصوصا ، وكان احمدي نجاد قد هدد بمحو اسرائيل من الخارطة ، كما
اقدمت ايران على الغاء التعامل بالدولار والتحول الى اليورو ، وهذا يعني اعلان حرب غير مباشرة على امريكا
واسرائيل ، فهل يغضان الطرف عن استفزازاتها ؟ ويسمحان بحصولها على القنبلة النووية ؟
وجدير بالذكر أن لأيران اربع وعشرون منشأة نووية ، ابرزها ، مفاعل بوشهر ، ومنشأة اصقهان ، وارال
للماء الثقيل ، ولويران ، وشايان للآبحاث النووية ، ومنجم ساجاند لأستخراج ستين طنا من اليورانيوم سنويا ،
واردكان لتدوير اليورانيوم ، واركان لأختبار الاسلحة النووية في المراحل المتقدمة ، ولاْيران مواقع مهمة مثل
مواقع صواريخ شهاب 3 في قاعدة شاوان ، وبندر عباس ، وجزيرة ابو موسى ، واهداف متحركة وعبّارات على
شط العرب ، ومواقع الحرس الثوري والمتطوعين
ومن الصعوبة بمكان ضرب كل هذه الاهداف ، لانتشارها في مساحة مترامية الاطراف ، والمعلومات غير
الدقيقة ، للسرية الفائقة التي تتبعها ، والتحصينات الجارية حولها وتحت الأرض ، والاهداف المتحركة ، والمناورات
التمويهية التي تقوم بها ايران ، تنفيذا لمخططات خبراءها العسكريين ومخابراتها ، رغم الرصد والتنصت بالاقمار
الصناعية وسواها .
ويقدر الخبراء القوة المطلوبة لتدمير هذه الاهداف ، كالآتي : اربعمائة وخمسون طائرة قاذفة مقاتلة ، واكثر من الفي صاروخ كروز جو ارض ، الخارقة للتحصينات والقادرة الى النفوذ الى اعماق الارض ، ومائة طائرة مقاتلة
اعتراضية للحماية ، والى خمسين طائرة مروحية لأنتشال الطيارين التي تسقط طائراتهم ، فهل تستطيع اسرائيل
القيام بهذه المهمة لوحدها ؟
يبدو للمحللين عدم قدرة اسرائيل عسكريا ، وهذا يعني اشتراك امريكي ومن قواعد متعددة في افغانستلن والعراق
وانجرليك في تركيا ، وقواعد الخليج وحاملات الطائرات في مياهه ، ووجوب استعمال الدقة والقوة الماحقة ، لشل
قدرتها ، ومنعها بالقيام بعمليات انتقامية ، ضد اسرائيل والقوات الامريكية في الخليج والعراق ، وقد تدفع حزب
الله للتحرك من لينان ، وسترد اسرائيل بعنف ، وسيكون الجيش اللبناني والقوات الدولية في وضع حرج ، وسترد
دفاعا عن انفسها .
اما سوريا ، فانها سوف لا تدخل الحرب الى جانب ايران ، الا اذا سارت الامور لصالح ايران ، عندها قد تستغل
الفرصة وتضرب اسرائيل لتحرير الجولان .
وستلجأ ايران لعرقلة التجارة في مضيق هرمز ، وتدفع الميليشيات الشيعية لضرب الجيش الامريكي .
يشتشف مما تقدّم ، ان المنطقة مقدمة على الطوفان الحربي ، يختارون بدايتها ، ولكن لا احد يتكهن متى وكيف
تنتهي ؟ولا عدد الخسائر في الارواح والممتلكات الكارثية الناجمة من الاشعاعات النووية ، وستقفز اسعار النفط
الى معدلات قياسية غير مسبوقة ، وستضرب ايران ابار النفط الخليجية وناقلاتها ، وستدفع بالانتحاريين ببقيام
بأعمال جنونية .
فهل يقدّر ملالي طهران خطورة الموقف ويستجيب للمطاليب الدولية ، بدل سباق المواجعة ؟ نشك في ذلك ،
سيما بعد تصريح مسؤول ايراني كبير ، بأضافة ثلاثة الآف جهاز طرد مركزي في تخصيب اليورانيوم ، وأن
ايران تراوغ وتكذب لكسب الوقت ، وتدّعي ان برنامجها للاغراض السلمية ، فهل يحناج الشعب الى القنبلة
النووية ؟، وهو بأمس الحاجة الى الخبز والحرية وممارسة حقوقه المسلوبة ، وبالمقابل فلا امريكا ولا اسرائيل
وحتى اوروبا ، بالاضاقة الى روسيا والصين ، لا يرغبان أن تمتلك ايران السلاح النووي ، فلماذا المجازفة
بأرواح الناس يا حكام ايران ، وهل امتلاك هذا السلاح المدمّر من الدين في شيْ ، اذا كنتم متدينين وتخشون
غضب الله ، نسأله تعالى أن يمنحكم الحكمة ، ويجنب الشعب الايراني المسكين والمنطقة ويلات حرب مدمّرة
لا تبق ولا تذر، فهل يتعضون ؟
بقلم – منصور سناطي [/b] [/font] [/size]