المحرر موضوع: فرح  (زيارة 996 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أديبة جلو

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
    • مشاهدة الملف الشخصي
فرح
« في: 11:58 19/01/2015 »

فرح

أديبة جلو


في الأماسي المتألقة أرنو الى القمر ، فأجد نفسي قد شبعت من ضيائه ،وأبدأ بالسير رويدا كي أعثر على ما أتمناه متسائلة عن سر الكون . لاأدري أين أخبي عاطفتي التي تفيض علىً كالشلال ، متساقطة على رؤوس القريبين مني ن كثيرا ما أشعل شمعة كي أنير بها طريقي القصير الى العالم الأخر ، ولكنني ما أن أنصت الى حفيف الأوراق ، أجد نفسي قد كبرت وأقتربت من الشيخوخة التي كثيرا ماأنساها ، وأني سأختصر الطريق لتجاوزها كي أخلع نظاراتي وأرنو الى العالم المحيط بي ، هكذا أفكر .
مرأتي تعكس صفحات بيض ، أود الكتابة فيها ، وحين ينطلق الطير من عشه تنطلق أفكارى معه .لا أدري لم أنسى الماضي وأفكر بالخطوات التالية التي هي بأنتظاري ، حيث أزن كل شيء بمقاييسي وأعتقد أنها  حقيقية ، وأرنو الى أقدامي كي أجد خطواتي تزهر السوسنة والى أنفاسي التي تهاجر قلبي الى عوالم بعيدة ، صفحاتي أملأها بعبق الفكر دون أن أحجر كلمة بودي لو أقولها دون وجل فأنا أواجه الحقائق المرة ، مضيفة اليها سكر الحياة ، كي أكون بأمكاني جرعها ، أناملي تفيض حنانا وكفي يفيض أمومة ، أما صدري فلا تتحدث عنه ، يحمل كل حب هذا الكون الملىء بالأعاصير .
لست كصندوق مغلق،  كل ما أحسه مكتوب على جبيني ويقرأ بسهولة ، أكره العبث بالأشياء وأجد نفسي جادة في أمور تجاه الحياة .
مرآتي لاتجيد فن الكذب ، فهي صقيلة ومعانقة لقصص قد كنت بطلتها الأثيرة ، لذا فهي لاتخجل منكم ، أما فنجاني الملىء بالخطوط والأشارات فلا يخفي عليكم سرها ، وقلبي هذا يجري كالنهر تاركا صخور الحياة في القاع ، فحبذا لو كان بأمكاني أن أحفر عليها ذكرياتي المليئة بالحزن العميق ، أما حزني فهو قابع في قلبي ويأبى الخروج محولا أسم الحياة الى قطعة من السكر تذوب في الفم ، أما أطرافي فهي كالشجرة تمد جذورها في الأرض وتمنح الثمار للجميع كارهة العقم ، لي ينبوع من العطاء وأريد أن أوزعه على الجميع بعدالة متناهية هكذا أنا .
تعالو معي كي نخطو خطوة الى الأمام ، لنترك الماضي في مكانه ونحلق في سماء ات أرحب ، لنترك الألم ساكنا في مكانه ، ونغطيه بغطاء الزمن العتيق ، هيا سألم شملكم جميعا رافعة الراية الخضراء ، متقدمة نحو نجمة تأبى أن تأفل ، ناشرة ضؤها وبريقها على الجميع دون خجل أو خوف .أما ساعتي فهي تقتصر الأزمان لتؤشر على زمن جديد مؤطرا بالنرجس ، أن الأميال تركض ، وأن الأرقام تتراقص ، وأن الثمار تنضج ن وأن الحياة بين أيدينا كباقة من الزهر نرفض دبولها .