المحرر موضوع: مع صحيفة كندية: تشخيص متوازن لإسلام: قراءة غربية في فكر البطريرك ساكو  (زيارة 2399 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
مع صحيفة كندية: تشخيص متوازن لإسلام
قراءة غربية في فكر البطريرك ساكو
تقديم الأب نويل فرمان

نشرت صحيفة كالكري صان، من كبريات صحف كالكري عاصمة البرتا الاقتصادية، في عددها الصادر يوم الاحد 18 كانون الثاني 2015، في عمودها الاسبوعي، تحت باب (ضيف العمود) مقالا موسوما بعنوان: "العالم بحاجة الى المزيد من الحقيقة، بحب" وكان ضيف العمود المطران فرد هنري، وله عمود اجتماعي أنثروبولوجي في عدد من صحف ومجلات البرتا. والصحافة العلمانية المحلية تعدّه الاسقف المشاكس بنحو محبب وبحجة، وصاحب الصوت الجريء ممن لا تثنيه في قول الحق لومة لائم. هذا ما كان سببا لشعبيته، سواء في المحافل الاجتماعية أو اللقاءات الحوارية.   
الجديد في الموضوع ان الاسقف هنري صاحب المواقف الجريئة في مساوئ الكازينو، وعدم قبول تبرع من ارباح القمار، والمنادي بالقيم الاجتماعية، في إطلاق الخطة الخمسية لإيواء المشردين، وجد إجابات عن تساؤلاته، في فكر البطريرك الكلداني مار روفائيل الاول ساكو. فقد جاء عنوان المقال، كترجمة فورية، لما كتبه بطريرك الكلدان مار لويس ساكو، عندما صارحه المطران هنري مؤخرًا: "نحن الغربيون نميل الى الخشية ان نكون مباشرين، لكن قيادتكم تعطي الثقة لنقول الحقيقة، وبحب."   
وفي العنوان الفرعي للمقال، جاءت هذه الكلمات: (نحن لسنا كلنا شارلي) كرد فعل للديباجة التي سرت كالنار في الهشيم في اعقاب اغتيالات باريس قبل ان يستدرك المفكرون والمراقبون الواحد تلو الاخر، بنحو مغاير لهذا الشعار. هذه إضاءات على مقاله، من باب الأصداء له، كتفاعل غربي إيجابي مع طروحات البطريركية، ومع مراعاتنا للنبرة الغربية في الطرح، فإن البطريركية تبقى تحتفظ بخطابها الخاص، وهي تصدي للمقال في كونه انعطافة غربية جديدة في التعامل مع حقائق قديمة طالما تم تجاهلها والمجاملة بشأنها. ونبدأ بما جاء في صدر المقال:   
في 7 كانون الثاني، جاء الهجوم الارهابي من خلال مسلحين اسلاميين على مكاتب الصحيفة الفرنسية الساخرة (شالي أبدو) في باريس، كمناسبة مؤاتيه لإدانة الإرهاب بنحو كاسح الانتشار.   
المجزرة طالت 12 مدنيًا بضمنهم شرطيين، أحدهما مسلم، في جريمة مقرفة، تستدعي تضامننا مع الشعب الفرنسي والعوائل المكلومة في هذا الشأن.    
وفي 10 كانون الثاني، اصدت وسائل الاعلام العالمي الى ان ما بلغ مجموع 2000 مدني، في مدينة باغا النايجرية وفي ضواحيها، تم ذبحهم من قبل الجماعة الاسلامية بوكو حرام.   
وما وجدته من سخرية المقارنة، ان الصحفيين كانوا مشدوهين بشأن استهداف حرية الخطاب والتعبير، في باريس، ولكنهم كانوا يمرون بتجاهل امام المجزرة الثانية التي طالت عددا خياليا من الضحايا البشرية.   
هذا مثال ينطبق بامتياز على ما وصفه البابا بثقافة الاسقاط.   
من حيث المبدأ أنا لست ضد أدب السخرية. فهو يتطلب موهبة وابداعا لكيما يطال شيئا ما، مما نجده على سبيل المثال، في السخرية الاجتماعية التي يمارسها ستيفن كولبرت عندما يقول: إذا كان هذا الحال بشأن الامة مسيحية بأن لا تساعد الفقير، فإما علينا أن نّدعي بأن يسوع كان ذاتيا كما نحن، أو علينا أن نعترف بأنه أوصانا بأن نحب الفقير ونخدم المحتاج بدون شرط، وبالتالي نقر بأننا، لا نريد ان نفعل ذلك وحسب.
غير ان استعمال الدعابة والسخرية، وتكبير الامور، او تحميق الاخرين، بعرض وانتقاد سخافات نجدها عند الغير، او تشخيص رذائلهم، او التركيز في ذلك على معتقدات دينية (قد يجدها المرء قابلة للاعتراض) كل هذا في التالي يفضي الى ان يقتصر المرء على انه بدعاباته يمارس شيئا غير ذي بال، ولا يعكس المعنى الحقيقي لتصرف أي انسان، فلا يكون من ثمة في عمله ذاك أي غرض مفيد ولا هدف للتغيير والاصلاح.   

بيان بطريرك الكلدان في أعقاب أحداث باريس:
دعوة لتفكيك ايديولوجية لتطرف الارهابي.   

بعد أحداث باريس، صدر بيان من بطريرك الكنيسة الكلدانية البطريرك لويس ساكو، الذي إلى جانب تعبيره عن أسفه قال": إزاء ما يحدث في المنطقة العربية وخارجها، مما هو غير مسبوق ويهدد العلاقات والتعايش، ندعو إخوتنا المسلمين الى أن يتخذوا المبادرة بأن من الداخل يفككوا ايديولوجية التطرف الارهابي. ويكوّنوا فكرا منفتحا ومستنيرا مما لا يقبل الاستغلال السياسي للدين."   
ان المضي في نشر الرسوم الساخرة ليس هو الحل، كما ليس كافيا استعراض فارغ لقادة العالم السياسي متأبطين أذرع بعضهم، مثلما ليس كافيا أبدًا القيام بمجرد الاحتجاجات.
وليس من الكفاية ان نقول: "هذا اليس من الاسلام بشيء" أو تجاهل نصوص مقتطعة من القرآن تعرّض بوضوح إلى العنف "الكفارَ" المقصود بهم غير المسلمين، او الاكتفاء بالقول: الاسلام هو ديانة سلام.   
والحال، سواء كنا نقرّ ذلك او لا، لا بدّ من القول أن الغالبية الواسعة من مجمل الاعتداءات الارهابية في العالم، يتم القيام بها باسم الاسلام، وتحت شعار الدفاع عن المعتقد او عن النبي. اعمال يتم القيام بها مع ترديد عبارة (الله أكبر) وبذلك يتم كل شيء تحت غطاء الله ونداء الاسلام، وصولا الى قتل من هو بريء.   
أمام جامعة الازهر في القاهرة بمصر، لمناسبة العام الجديد 2015، القى الرئيس عبد الفتاح السيسي خطابا قويا أمام رجال الدين ودارسي علوم الدين، قال:   
"انه من غير المعقول ان الفكر الذي نحمله، مما هو أقدس ما لدينا، يمكن ان يسبب للامة كلها –العالم الاسلامي- بأن تكون مصدر قلق وخطر مصدر قتل وتخريب لسائر اجزاء العالم. هل من المعقول، ان طريقة تفكير، ولا أقول ديانة، بل طريقة تفكير، قدسناها عبر عصور، تؤدي بنا إلى ان نجسد نصوصا وافكارًا تستعدي العالم بأسره. هل من الممكن ان مليار وستمائة مليون (مسلم) ينبغي عليهم ان يقتلوا الجزء الاخر من العالم، ما يعادل 7 مليار، لكيما هم يتسنى لهم العيش؟ من غير الممكن هذا. اقول واكرر اننا بحاجة الى ثورة دينية. أنتم الأئمة، مسؤولون أمام الله. إن العالم بأسره، أجل اقولها ثانية العالم بأسره ينتظر خطوتكم التالية لأن هذه الأمة اصبحت ممزقة، مدمرة، لقد آلت إلى الضياع، وبأيدينا نحن."   
ويمضي كاتب العمود فريدريك هنري في جريدة كالكري صان، الى القول: ثمة حاجة بأن يواجه الاسلام حالة كفاح من الداخل، والائمة لهم في هذا دور الريادة.
وثمة محوران بارزان يحتاجان الى المعالجة:   
1-تفسير النصوص   
بالنسبة الى المسلمين، أكان الموضوع يخص محافظين أم ليبراليين، فثمة حالة أساسية وهي ان القرآن يقدم على أنه عمل الله نفسه. وعليه فهو يتجاوز الزمن، وبتعبير آخر، لا يرتبط بالقرن السابع. فأن يكون ذلك كلام الله، فهذا يعنى انه مصان عبر الزمن. وهنا يتواجه رأيان: جانب الايمان المحافظ، ممن نسميهم الاصوليين، وهم يعتقدون ان كل آية له معناها الحرفي المطلق. أما الليبراليون فإنهم يقترحون ان يتم وضع النص في اطاره الخاص من حيث التفسير، آخذين بنظر الاعتبار ظروف الزمان والمكان. وعليه فإنهم يطالبون بضرورة ان يتم تبني تفسير النص ضم اطاره التاريخ، مقارنة بالأحداث القائمة وبالعصرنة. ولا بد من القول ان العصرنة، لا يقصد بها الالحاد، ولا مخالفة سلوك الآداب، أو عبادة المتعة، وكذلك رفض البعد الخاص بالديانات، كما غالبا ما يحدث في الغرب.   
2-التكامل
الاسلام هو نظام وليس مجرد دين. وهنا السؤال يطرح نفسه: هل بوسع المهاجرين ان يجدوا الطريق الى ان يشاركوا بشكل معقول في الحياة الاقتصادية والسياسية وكذلك في النظم التشريعية والاجتماعية؟   
للإجابة عن هذا السؤال، يختتم الكاتب بالإشارة الى ما يؤمن به البطريرك ساكو، بقوله:
ما يؤمن به البطريرك ساكو هو: إن مستقبل الانسان، يعتمد أساسًا العيش المشترك بسلام، بانسجام وتعاون، أمام ما نواجهه من تيارات اصولية تستهدف استخدام العنف. علينا أن نتقبل مسؤوليتنا التاريخية والأدبية، وذلك بإشاعة ثقافة الاعتراف بالآخر، القبول بالآخر واحترامه على أساس المبدأ التالي: لا إكراه في الدين، وأنه من خلال الحوار النزيه، الحكمة والرؤية الواضحة، والتنشئة الدينية المتميزة بالشفافية.
أجل بدل السخرية يا سادة، يقول المطران هنري، علينا ان نتعلم على قول الحقيقة وبحب.

نشر ايضا في موقع البطريركية تحت الرابط:
http://saint-adday.com/permalink/7018.html
ًأصل المقال في جريدة كاكري صن
CALGARY SUN – January 18/15
OPINION COLUMNISTS
SPECIAL GUEST COLUMN
The world needs more truth through love, not satire: A guest column from Bishop Fred Henry
0

BY BISHOP FRED HENRY
"We are not all Charlie."
The Jan. 7 terrorist attack by Islamic militants on the offices of the French satirical Charlie Hebdo in Paris brought, and rightly so, widespread condemnation.
The massacre of 12 civilians, including two policemen, one of whom was Muslim, constituted a heinous crime and there is a need to express our solidarity with the French people and the affected families.
On Jan. 10, the international media reported that up to 2,000 civilians in and around the town of Baga, Nigeria, were slaughtered by the Islamist group Boko Haram.
What I found particularly appalling was that journalists went ballistic about “an assault” on the freedom of speech and expression, while almost ignoring the second massacre involving an incredible loss of human life.
A classic example of what Pope Francis calls the “throwaway culture”.
In principle, I’m not opposed to satire. It takes talent and creativity to really nail something, for example, the social satire of Stephen Colbert when he says: “If this is going to be a Christian nation that doesn’t help the poor, either we have to pretend that Jesus was just as selfish as we are, or we’ve got to acknowledge that He commanded us to love the poor and serve the needy without condition and then admit that we just don’t want to do it.”
However, the use of humour, irony, exaggeration, or ridicule to expose and criticize people’s stupidity or vices or deeply held religious beliefs (that one finds personally objectionable) usually ends up being nothing more than a sophomoric exercise, demeaning to everyone, and truly offensive to the point of serving no useful transformative purpose.
After Paris, the Chaldean Church Patriarch Luis Sako, in addition to expressing his sorrow, said that: “In front of what is happening in the Arab region and abroad, which is unprecedented and threatens relations and co-existence, we call upon all our Muslim brothers to take the initiative from the inside to dismantle this terrorist extremist ideology. And build an open and enlightened Islamic opinion that doesn’t accept the political exploitation of religion.”
More satirical cartoons are not the answer, nor are empty symbols of political world leaders marching arm in arm, nor are simple protestations.
It is not enough to say, “This has nothing to do with Islam” or to ignore some texts taken from the Qur’an which clearly espouse violence against the infidel (non Muslim) or “Islam is a religion of peace.”
Whether we wish to admit it or not, the vast majority of all terrorist attacks in the world are carried out in the name of Islam, to defend the faith, or the prophet .
They do everything saying, “Allahu Akbar” (God is great), before doing it, putting everything under God and the call of Islam, even the killing of the innocent.
Speaking at the Al-Azhar University in Cairo, Egypt, on New Year’s Day, 2015, Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi made a forceful and impassioned plea to religious scholars and clerics:
“It’s inconceivable that the thinking that we hold most sacred should cause the entire umma [Islamic world] to be a source of anxiety, danger, killing and destruction for the rest of the world. Impossible! That thinking — I am not saying “religion” but “thinking” — that corpus of texts and ideas that we have sacralized over the centuries, to the point that departing from them has become almost impossible, is antagonizing the entire world. It’s antagonizing the entire world! ... Is it possible that 1.6 billion people [Muslims] should want to kill the rest of the world’s inhabitants—that is 7 billion — so that they themselves may live? Impossible! ... I say and repeat again that we are in need of a religious revolution. You, imams, are responsible before Allah. The entire world, I say it again, the entire world is waiting for your next move … because this umma is being torn, it is being destroyed, it is being lost — and it is being lost by our own hands.”
The struggle within Islam itself must be confronted and the imams will have to lead.
Two immediate flash points need to be addressed:
1. The interepretation of texts
For all Muslims, whether you are conservative or liberal, a basic premise is that the Qur’an is not the work of Muhammad but of God himself. Therefore it is timeless and not restricted to the seventh century; it is the word of God preserved unchanged over time. The orthodox (and particularly the fundamentalists) believe that each verse has an absolute value, regardless of the context. The liberals propose a contextualized reading and interpretation, taking into consideration place and time. Therefore, they emphasize the necessity of adapting the text to history, current events, and to modernity. Modernity that is not a synonym for atheism, immorality, hedonism and the denial of religious dimension of life, as often occurs in the West.
2. Integration
Islam is a system, not just a religion. Can immigrants to western countries find a way to meaningfully participate in existing economic, political, legal and social systems?
Patriarch Sako believes: “There is a future for us human beings only by living together in peace, harmony and co-operation as we were before the advent of the radical streams that use violence. We have to accept our historical and moral responsibility in spreading the culture of the recognition of the other, acceptance and respect him based on the principle that “There is no compulsion in religion” and “through honest dialogue, wisdom, clear vison, and intact religious upbringing.”
Rather than satire, we need to learn to speak the truth in love.​