المحرر موضوع: ثقافةُ الكراهيّة بلغت مداها التدميري !  (زيارة 1644 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
ثقافةُ الكراهيّة بلغت مداها التدميري !


[ إنّ الجمال يستعصي على كلّ إرادة عنيفة ]  نيتشه


صورة بعض ملكات الجَمال :
(من يسار الناظر السلوفينيّة ثم اللبنانية ثمّ الإسرائيلية ثمّ اليابانية)

 
مقدمة :
صورة (سيلفي) Selfie هي الصورة الذاتيّة التي يلتقطها الإنسان لنفسه بالموبايل ,بعد أن أصبحت وسائل الحضارة الغربية متوّفرة وفي متناول أيدي جميع الناس تقريباً .أغلب الشباب يفعلون ذلك ,فما بالك مع الفنانين والرياضيين والمشاهير عموماً ,وملكات جَمال  الكون خصوصاً ؟
***
مسابقات الجمال !
في البدء لنا أن نعلم أنّ الجمال (مثل أغلب الأشياء) قد تمّ إستغلالهِ في الغرب ليس للشرّ كما يُروّج المؤدلجون البائسون .إنّما في صميم الخير والتقدّم وأعمال المحبّة والسلام  والمساواة بين شعوب الأرض قاطبة . ومسابقة ملكة جمال الكون الحاليّة في ميامي ليست إستثناءً عن ذلك !
بدأت أوّل مسابقة لإختيار ملكة جمال الكون في المملكة المتحدة عام 1951 بمشاركة محدودة من الدول . بينما اليوم يساهم فيها معظم العالم ويُبّث حفلها السنوي الى 200 دولة تشمل غالبية العالم ,عدا بالطبع أغلب الدول الإسلاميّة (لا أفهم متى سنتخلص من هذه التسميّة العنصرية,حيث لانسمع بتسميات مماثلة كالدول المسيحية أو البوذية مثلاً)..ماعلينا !
مع ذلك تشارك في المسابقة بضعة دول إسلاميّة مثل تركيا,مصر,ماليزيا ,لبنان ,وأندونيسيا (التي اُستحدثت فيها في السنوات الأخيرة مسابقة ملكة جمال المُحجبات كرّد على الغرب الكافر) .
عبقريتهم أخبرتهم أنّ هذه المسابقة تمتهن المرأة وحقوقها !
وتلك لعمري الكذبةُ الكبرى وخداع النفس العميق التي اُبتليت بها شعوبنا البائسة .لا أفهم كيف يجرؤ المشايخ الأوغاد وتابعيهم بإحسان على مثل هذا الكذب المفضوح .خصوصاً ونحنُ نعلم مكانة المرأة عندهم وإغتصاب حقوقها وتشبيهها بما لايجدر ذكره هنا ترفعاً .ناهيك عن أنواع الإباحة الجنسيّة في العقائد الإسلامية كافة ,يفعلون كلّ شيء حقير بإسم الزواج أو النكاح (بدءً بزواج المتعة ,وليس إنتهاءً بنكاح الزوجة المتوفية)
ثمّ ألا تكفي أعمال الدواعش في العراق وسوريا وبيعهن الفتيات اليزيديّات في الأسواق وقهر الطفلات المسلمات على الزواج المتعدّد وما شابه ؟
***
ما أوهى الأحداث التي تُقيم الدُنيا في بلادنا البائسة !
مازلنا نسمع بالتظاهرات التي خرجت في بلاد إسلاميّة عديدة ,أعقاب إعتداء شارلي إيبدو في باريس . وكأنّ مشاكلهم جميعها حُلّت ليتفرغوا لرسومٍ بائسة !
خلال المسابقة الحاليّة لملكة جمال الكون (والتي لم تنتهِ بعد) ,تلتقي عادةً الفتيات من جميع الدول لإلتقاط الصور التذكاريّة فيما بينهم .
صادف أنّ إحدى الصور أظهرت ملكة جمال لبنان وملكة جمال إسرائيل وكانوا ضمن مجموعة أكبر فيما يُسمى صورة سيلفي ,فيها حاجة دي ؟
فماذا حصلَ أكثر من ذلك بحيث قامت الدُنيا ولم تقعد ؟
كأنّ العامة في بلادنا تُريد جنازة لتشبع فيها لطم ,ضجّت الناس في لبنان (أكيد حزب الشيطان من ورائهم) ووسائل الإعلام بالرفض والإستنكار والتنديد الشديد .وطالب بعض اللبنانيين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بتجريد ملكة جمال لبنان (سالي جريج) من لقبها لأنها أجرت إتصالاً بمواطنة من بلد عدو !
باقي القصة يمكن توّقعها ,إضطرت بالطبع (سالي) لتنكر مسؤوليتها عن ذلك الحدث الرهيب فكتبت على صفحتها في فيسبوك تقول :
إنّ (ماتالون ) قد أقحمت نفسها في صورة كانت تلتقطها لنفسها مع ملكتي جمال اليابان وسلوفينيا .وأضافت المسكينة وهي تدافع عن نفسها كأنّها إنتهكت قُدس الأقداس تقول :
منذُ يوم وصولي للمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون ,إلتزمتُ الحذر الشديد لتجنب أن يكون لي أيّ إتصال بملكة جمال اسرائيل ,التي حاولت عدّة مرات التقاط صورة معي !
(هذا بالطبع إعتراف خطير لو تدري سالي ماتقول ,لأنّهُ من أولى مهام ملكات الجمال المساهمة في نشر المحبّة والسلام والتآخي والمساواة بين الناس جميعاً) !
وزادت في الشرح قائلةً :
[كنتُ التقط صورة مع ملكتي جمال اليابان وسلوفينيا ,فاذا بملكة جمال اسرائيل تغافلنا وتلتقط صورة "سلفي" لنا جميعا وهي وسطنا ثم تنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي]
***
على الجانب الآخر عندما سمعت بذلك ملكة جمال إسرائيل (دورون ماتالون) ردّت يوم الأحد على الضجة التي تسببت بها الصورة بالقول :
لقد أحزنتي جداً تلك الأنباء ,لكن الأمر لم يُفاجئني .لسوء الحظ لا يمكن إخراج العداء من الموضوع !
***
الخلاصة :
أرأيتم نتائج زرع ثقافة الكراهيّة في نفوس العامة ؟
هل بقيّ مُستنقع عفن لم نغطس فيه ؟
الجمال يتلائم مع التسامح والمحبّة والإبتسامة .بينما الكراهيّة تتلائم مع القُبح !
حتى النجوم تخافُ من وطني ولا أدري السبب / يقول قباني
جميع أشياء الجمال .. جميعها ضدّ العرب !
كان على ملكة جمال لبنان (سالي جريج) أن تقول لمنتقديها :
أريد أن أنضم الى زميلاتي ملكات الجمال .أريد أن اُشارك في أفراحهم ورسالتهم لنشر الجمال والسلام والمحبّة بين الشعوب .
لم أفعل ما يُسيء لقومي ولا لنفسي ,بل كان عليّ أن اُبادر بالخطوة قبل (دورون ماتالون) . لكنّها كانت أفضل وأعقل فسبقتني !
فالسماحة والبدء بالسلام ,ينّم عن ثقة بالنفس ,وليس ضعفاً أو خيانة .
أخيراً ,وبمناسبة حملة التنوير التي تشهدها بلادنا البائسة هذه الأيام فأنا أدعو منظمات المجتمع المدني للضغط على حكوماتها لتوافق على المشاركة السنوية في مثل تلك المسابقات ,وتنظيمها داخل كلّ دولة وتحت تسميات عديدة لتشارك فيها كلّ وردة مطمورة في طين التخلّف والتزمّت والطغيان .
على الأقلّ لننشر الجمال والمحبة قدر الإمكان ,بدل أشكال المشايخ المقزّزة للنفس البشرية ,وأفكارهم البالية التي تعتبر الجمال فتنة من الشيطان يجب قبرها فوراً !
***
رابط موضوع : ضجّة في لبنان حول صورة سيلفي 
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandculture/2015/01/150117_lebanon_sally_greig_doron_matalon

تحياتي لكم
رعد الحافظ
20 يناير 2015





غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6324
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحيه واحترام ..

استاذ رعد شكرا للموضوع ..((لا أفهم كيف يجرؤ المشايخ الأوغاد وتابعيهم بإحسان على مثل هذا الكذب المفضوح .))  يقول السيد المسيح له المجد (مِنْ ثِمارِهِم تعرِفونَهُم. أيُثمِرُ الشَّوكُ عِنَبًا، أمِ العُلَّيقُ تِينًا.   كُلُّ شَجرَةٍ جيِّدةٍ تحمِلُ ثَمرًا جيِّدًا، وكُلُّ شَجَرةٍ رَديئةٍ تحمِلُ ثَمرًا رَديئًا.   فما مِنْ شَجرَةٍ جيِّدةٍ تَحمِلُ ثَمرًا رَديئًا، وما من شَجرَةٍ رَديئةٍ تَحمِلُ ثَمرًا جيِّدًا.)( متى 7\16-17-18) وياحبذا لو يقراء القارئ من العدد 15 .

                                             ظافر شانو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ رعد الحافظ المحترم
تحية ومحبة وسلام
الكراهية هي شعور، والمحبة ايضا شعور لكنهما متناقضين، وهذا التناقض هو جزء صغير جدا من تناقضات هذا العالم. حيث يجب ان يكون هنالك دائماً توازن بين هذه المتناقضات لكي تسير الحياة بالشكل المقرر له، واقول مقرر، لان العلة التي خلقت هذا الكون كان بامكانها استثناء الكراهية من عقل البشر، لكن (عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) قد تكون احدى غايات العلة التي زرعت هذا الشعور في الانسان.
ان بذور الكراهية والتعصب تكمن في كل المجتمعات التي هي من فعل العلة ايضاً، وفي اعتقادي فهي لاجل التوازن وعدم رفعة احدا على الاخر. ان عبارة شعب الله المختار بالتاكيد تخلق نوع من الكراهية لشعوب اخرى لما تحمله من تعصب وتعالي على الاخرين، مما يجعل المقابل ان يعتبر نفسه خير امة على هذه الارض، وليبدأ صراع عقائدي، وليتطور الى صدام حضاري.
الصراع او الصدام الاسلامي اليهودي قديم جدا وبدأ منذ اعلان محمد نبوئته واستمر وسيستمر الى ما لا نهاية لانه يدخل من باب العقيدة والدين، والدين كما هو معروف قيد كابح، وبالتالي فان اية جمالية مهما كان نوعها تتحطم على صخرة هذا الصراع. وموضوعك اعلاه يوضح احد اوجه هذا التحطم الجمالي بين بني البشر بسبب اصطدام عقيدتين، جذور هذا الاصطدام مضروب في عمق التاريخ.
في اعتقادي لتفادي او لوقف مثل هذا التصادم الذي صار يأكل الاخضر واليابس، على النخب جعل التصادم تقارب على الاقل حتى لا يضيع ولا يحترق جمال هذا العالم.
ان التسمية العنصرية التي اشرت اليها (الدول الاسلامية) هي بحد ذاتها تخلق نوع من العداء في اللاوعي الانساني لانها تعبر وكما ذكرت عن حالة مفرطة في التعصب واذلال الانسان (الاقلية) الذي لا ينتمي الى عقيدة الدولة. وبالتالي فهو نوع من التعالي الذي ذكرته (الشعب المختار، او خير امة) لذلك نلاحظ اليوم ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يرغب بهودية الدولة، وقد يكون كرد فعل لاسلمة بعض الدول لدولها... في الختام يبقى الجمال جمالا يسلب القلوب ويملؤها محبة يهوديا كان ام مسيحيا ام اسلاميا ام بوذيا ام زرداشتيا ام ... ام ... واووووف اووووف من هيفا شو بتجنن !!

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق / يوسف أبو يوسف
شكراً لمداخلتك الكريمة
إنّما أوّد الإشارة الى كوني رجل علماني ليبرالي لا يؤمن بالماورائيات والخرافات الدينية التي إبتدعها الإنسان في عصور مضت سادت .. ثمّ بادت ! و آن الأوان للعقل والمنطق أن يسود هذا الكوكب الأزرق !
بالطبع أنا لستُ ضدّ أيّ متديّن مُسالم , وبهذا الخصوص أؤيّد قولك بأنّ المسيح كان مُسالماً حتى أكثر من غاندي وأمثالهِ , إنّما القرّاء المتعصبين من الأديان الأخرى سيعتبرون كلامك هو تفسير لكون مقالي يدعو الى المسيحية أو ما شابه , والأمر ليس كذلك ! لذا إقتضى الأمر التنويه ! تقبّل محبتي ... رعد الحافظ

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق / أوراها دنخا سياوش
مرحباً بحضورك .. كلّ الأديان والعقائد الشمولية في هذا العالم إدّعت العصمة وأنّ الله قد فضّلها على باقي الأمم !
فلو صحّ إعتقادهم :كيف للإله أن يقع بمثل تلك الخطيئة أيّ أن يُفرّق بين مخلوقاته هو ؟ ألا يُعتبر ذلك عنصرية بغيضة حسب مفاهيم عصرنا الراهن ؟
بينما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 بمواده الثلاثين رفض أيّ تفريق بين الناس  رغم أنّ الدول التي وضعته يومها ( أمريكا وحلفائها الغربيين ) كانوا في أوج إنتصارهم على أعدائهم النازيين والفاشيين (وتقريباً حتى الشيوعيين) !
لذلك أنا أكرّر القول أنّ العقائد الشموليّة إنتهى وقتها ... مثل مودة وإنتهت .
لكن في هذه الحالة لن تعود على الأقل في العالم الحُرّ / والدليل هو ما نشاهده في فرنسا وأوربا حالياً !
فرغم أنّ الإرهابيين الإسلاميين جازوا الغرب الذي إحتضنهم بالقتل والتدمير ...
إلاّ أنّ الإنسان الغربي عموماً (رغم وجود ما يُسمى بالأحزاب اليمينيّة المُتطرّفة )
لايرغب بالعقاب الجماعي عن خطأ فردي قام به إرهابي من دين مُعيّن !
معناها الفكر البشري تفوّق على كلّ شرائع السماء المزعومة !
تحيّاتي لك ويسلم ذوقك في الجمال !
رعد الحافظ

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
سلام ومحبة، استاذ رعد الحافظ المحترم
تعليقك الذي تقول فيه:كيف للإله أن يقع بمثل تلك الخطيئة أيّ أن يُفرّق بين مخلوقاته هو ؟ ذكرني بالعالم والطبيب الفارسي الرازي. فقد كان يؤمن بالله (ربوبي) وفي نفس الوقت ضد الدين، لاعتقاده بان الله لايمكن ان يخلق عداوات بين البشر من خلال تفضيل شعب على آخر وهو خالق الجميع. لان التفضيل في هذه الحالة معناه وجود خطأ في عملية الخلق نفسها، فهل للاله ان يقع في مثل هذا الخطأ ؟!
تحياتي