الاخ العزيز سامي ديشو ..مع التحية والتقدير
ان الموضوع الذي تناولته ، فهو مطلوب معرفته في يومنا هذا، وحتى ان كان معادا او موجودا في مواقع اخرى وبصيغ مختلفة.. وذلك فيه من الاهمية لمعرفة سبب انشطار وتقسيم المسيحية وبالاخص في الالف الاول من الميلاد في الجانب الشرقي من العالم ، الذي يشمل الشرق الادنى والشرق الاوسط وصولا الى شرق اوربا، فهذه المنطقة تأثرت بانقسام كنائسها بسبب الاجتهاد الحاصل في شخص المسيح والذي برز ذلك الانقسام من خلال المجامع المنعقدة وابتداءا من مجمع افسس سنة 431م والذي حرم منه نسطورس.. ومجمع خلقيدونية في سنة 451م الذي من خلاله حرم المعتقدين بطبيعة المسيح الواحدة..
ولا ننسى ايضا دور الامبراطورية الساسانية والامبراطورية الرومانية التي كان لهما تاثير كبير في زيادة حدة هذه الانقسامات .
ولكن الموضوع الذي يهمنا والمطلوب التركيز عليه في يومنا هذا، فهو ما يجمعنا من خلال الاتفاق الكريستولوجي مابين الكنيسة الكاثوليكية من جهة والكنائس الاخرى ان كانت الاشورية او القبطية الارثدوكسية ايضا..
ولقد كان من المستغرب للبعض حين تطرقي للموضوع وبالاخص المحسوبين للكنيسة الاشورية الذين تفاجئوا بمحتويات الاتفاق الكريستولجي بين كنيستينا وكانه اتفاقا سريا لم تتجرأ كنيستهم بالحديث عن تفاصيله، وحسب معرفتي من أحد كهنتهم بصعوبة تقبل الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية من قبل تابعي كنيستهم وذلك لمخلفات عشائرية عالقة والتي كانت سببا في تقسيم كنيستهم الى بطركين، احدهما متقبل للأتحاد مع الكثلكة والاخر متزمت في نهجه النسطوري..
ولكن ذلك لا يمنع الكتّاب من الحديث عن هذا الموضوع الذي سببته كنائسنا المشرقية الموجودة بفروعها الثلاثة حاليا، وذلك لشعورنا بأن هذه الخلافات كانت السبب الرئيسي في تجزئتنا وتفرقتنا تحت مسميات زادت من ذلك التقسيم، وحتى أُستغلت النسطورية بمسمى قومي بديل وتلك كانت بالمصيبة.. ولازال ذلك التحريم موجودا، ولكن ليس على شخص نسطورس وانما على عقيدته وحسب ثنايات الاتفاق الكرستولوجي بين كنائسنا.
وقد تكون هنالك مرونة نوعا ما من قبل الكنيسة الكاثوليكية في الاتحاد مع الكنيسة الاشورية بالرغم من ان الاتفاق الكريستولوجي يغلب عليه المفهوم الكاثوليكي، ولكن الكنيسة الارثودكسية ومنها القبطية بالذات فهي على جفاء تام مع عقيدة نسطوس والكنيسة الاشورية..
وعليه يجب ان نطرق على الحديد وهو حار لكونه موضوع الساعة، وذلك لحث كنائسنا للتوحيد، وكنت اتمنى ان يُفعّل الاتحاد الحاصلة نواته في ابرشية ساندياكو المبني صحيحا والذي كان للمطران باوي سورو دورا مهما في التوصل لصيغة الاتفاق الكريستولوجي بين الكنيستين..ولكن المشكلة زادت من هوّتها للأختلاف الحاصل بين قطبي كنيستنا الرئيسيين في نوعية الاتحاد ان كان كنسي او قومي..
ولكننا ما نريده في يومنا هذا.. وهو كما يريده يسوع ان تكون كنيسته واحدة وكما هو واحد مع الاب..تقبل تحيتي