المحرر موضوع: الانقسامات الكنسية: أسبابها وتأثيرها على كنيسة المشرق  (زيارة 3204 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 942
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
               
الانقسامات الكنسية: أسبابها وتأثيرها على كنيسة المشرق
                   الكريستولوجي لكنيسة المشرق والكنيسة الكاثوليكية

    كان القرن الرابع عصر الجدالات حول الثالوث، فان آريوس متأثرا بالفكر الاغريقي، ادّعى ان الكلمة (لوغوس) الابن هو خليقة الله الاولى والوسيط بين الآب والعالم المخلوق. فردّت الكنيسة على هذه البدعة في المجمع المسكوني النيقاوي الاول سنة 325م، بأعلانها انّ الكلمة مساو للآب في الجوهر وأزلي مثله. وحينما أثير الجدل حول الروح القدس، وزعم مقدونيوس وأتباعه انّه خليقة الله، أعلنت الكنيسة آلوهية الروح القدس ومساواته للآب والابن في مجمع القسطنطينية المسكوني الثاني سنة 381م. امّا القرن الخامس، فقد ظهر كعصر الجدالات حول سر المسيح الاله المتجسّد. هذه الجدالات جاءت بسبب الخلاف بين مدرستي أنطاكيا والاسكندرية. وكان في جوهره خلافا فكريا فلسفيا بين المدرستين، فكل منهما تبنّت طريقة خاصة في تفسير الكتاب المقدس، ممّا ادّى الى سوء التفاهم والتباعد وهزّ جسم الكنيسة الجامعة.

في أنطاكيا، كان اللآهوتيون والمفسرون أكثر ميلا الى نظرية أرسطو ومهتمّين بالحقائق الملموسة والمرئية. ففي اقرارهم بالوهية المسيح كانوا ينظرون بالاكثر الى حياته الانسانية الارضية. أما مدرسة الاسكندرية، فكانت أكثر ميلا الى الافلاطونية والى التفسير الرمزي التأويلي للحقائق. فالامر الذي كان يشدّ اهتمام أساتذة الاسكندرية في المسيح، كان لاهوته أكثر من ناسوته. وهكذا فان الاسكندرية تتكلم عن الالوهية والانسانية، في حين ان انطاكيا تستخدم مفردات أكثر واقعية، وتفضّل الفاظ الله والانسان. وكان الخلاف غالبا ما ينشأ من معنى بعض الالفاظ اللاهوتية التي كانت قيد الدرس آنذاك في استخدامها، مثل الطبيعة = فوزيس = كيانا، الاقنوم = ايبوزستازيس = قنوما، الشخص = بروسوبون = برصوبا.

 انّ الانطاكيين والشرقيين عامة ومن نحا منحاهم، يريدون بالاقنوم الظهور الفردي للطبيعة (حقيقة مادية). وعندما يدافعون عن حضور طبيعتين واقنومين في المسيح، انّما يريدون التأكيد على الوجود الحقيقي لطبيعتين كاملتين فيه، يوحّدهما شخص المسيح. هذا الاتحاد في المسيح، هو اتحاد في الشخص وفيه تحتفظ كل طبيعة بصفاتها وخواصها. امّا الاسكندريون، فانهم يفهمون لفظة الاقنوم بمعنى الشخص، فاذا كان ثمّة شخصان أو اقنومان، فيكون ثمّة ابنان. فحينما يريدون التأكيد ان الاتحاد بين الكلمة والانسان في المسيح هو اتحاد اقنومي، يريدون فقط ان يشرحوا ان الطبيعتين الانسانية والالهية في المسيح تشكّلان شخصا واحدا. وهكذا فان الخصمين يدافعان عن طروحات مماثلة الى حدّ كبير، ولكن كلاّ منهما يستخدم الفاظا لايفهمها الاخر على حقيقتها، وهذا هو اصل الخلاف والبلاء.
ان الخصام بين مدرستي انطاكيا والاسكندرية بدأ يتفاقم من جرّاء القضية الكريستولوجية. وفي سنة 428م جلس نسطوريوس على كرسي القسطنطينية، عاصمة الامبراطورية البيزنطية، وهو تلميذ تيودوروس المصيصي الذي كان يتبع تعاليم اللاهوت الانطاكي. بينما كان قورلوس جالسا على كرسي الاسكندرية منذ سنة 412م، وكان يتبع تعاليم اللاهوت الاسكندري. ومنذ ان اقيم مار نسطوريوس بطريركا على القسطنطينية، رفض اعطاء لقب ام الله (تيوتوكس) لمريم العذراء، اللقب الذي كان متداولا في الكنيسة انذاك. لانّها بحسب نسطوريوس، لاتستطيع ان تلد الله. فاللقب الذي يناسبها اكثر هو ام المسيح (كريستوتوكس)، الكلمة المتجسد الذي هو اله وانسان معا. لكن مار قورلوس رفض هذه التعاليم قائلا: اذا كان ربنا يسوع المسيح المتجسد الهـاً، وهو واحد، فكيف لاتكون العذراء القديسة التي ولدته ام الله؟

ونتيجة لهذه الخلافات والخصومات، وبغية تقريب الاراء والاتفاق على تسوية نهائية لهذه المشكلة لتعم الوحدة والسلام في الكنيسة، عقدت عدّة مجامع كنسية: ابتداءا بمجمع افسس الاول سنة 431م، الذي شجب نسطوريوس واكّد على الوحدة في المسيح وعلى حقيقة الطبيعتين فيه وعلى صحة التعبير (مريم ام الله) ، وانتهاءا بالمجمع الخلقيدوني سنة 451م،  الذي دعا اليه البابا القديس لاون (440-461م) والملك الروماني مرقيانوس. هذا المجمع، تخلّلته نقاشات حادة لتحديد المعتقد النهائي بخصوص الكريستولوجي، وأثبت الاباء فيه معتقد الطبيعتين في المسيح. وجاء تعبيره النهائي بهذه العبارة: في المسيح طبيعتان متحدتان، بدون تغيير ولا انفصال ولا امتزاج.

 واننا نسمع صدى هذا التعليم، في الاستغاثة التي تقال في طقسنا المشرقي، في مساء الاحد الاول بعد الميلاد:  يا رب الكل، بينما انت صورة الله، اتّخذت شبه العبد بحبك. انك لم تختطف الوهيتك، ولم ُتكذّب ناسوتك، بل انت في الطبيعتين ابن وحيد حقا بكون انقسام. فأنت من العلى من الاب بدون ام، وانت من الارض من ام بدون اب. هكذا سبق الانبياء وأخبروا عنك، وهكذا بشّر الرسل، وهكذا علّم الاباء في الكنيسة. فاحفظنا اللهمّ وارحمنا بصلواتهم وايمانهم.

 لكن الاهواء البشرية والمناصب الرئاسية ادّت الى جدالات طويلة وأليمة واظطرابات. ومن المؤسف أنّ هذه الجدالات والانشقاقات، لم تكن جميعها متّسمة بالمحبة المسيحية وبروح الانجيل. وغالبا ما دارت حول بعض الالفاط والكلمات التي أسيء فهمها من ناحية، ونتيجة أطماع شخصية وتعنّد الرؤساء وكبريائهم من ناحية ثانية، واسفرت عن انشقاقات وانفكاك عرى الوحدة المسيحية.

امّا كنيسة المشرق، فكانت بعيدة عن تلك الجدالات، ولا نرى ايّة  وثيقة تاريخية  في حوزتها انذاك  تشير الى تلك الخلافات. مع العلم ان تلك الحقبة الزمنية بعد مجمع داديشوع سنة 424م، هي في غاية الاهمية لكنيسة المشرق التي كانت شبه منفصلة جغرافيا وسياسيا عن الكنيسة في الغرب، ثمّ بدأت تسير نحو الانفصال في عقيدتها ايضا كما سنرى. ويجب التنويه هنا، بان كنيسة المشرق عبّرت عن ايمانها بخصوص القضية الكريستولوجية في مجامعها الكنسية الاولى، بدءا بمجمع مار اسحق والمجامع اللاحقة بهذا التعبير: انّ في المسيح ربّنا طبيعتين كاملتين في شخص واحد، دون الاشارة الى لفظة الاقنوم.
انّ مدرسة الرها ووليدتها مدرسة نصيبين الشهيرتين، أصبحتا اهّم مركزين ثقافيين لكنيسة المشرق. هاتان المدرستان، تأثرتا بتيارات الافكار السائدة في مدرسة انطاكيا، وتبعتا الى حدّ كبير افكارها اللاهوتية. كما وتخرّج منهما جملة من العلماء اللاهوتيين الذين نشروا تلك الثقافة في الشرق. لا بل تبوّأ معظمهم مراكز اسقفية، ومنهم أختيروا بطاركة وساهموا في ادارة وتقدّم كنيسة المشرق. ومن الطبيعي ان يتبّنى هولاء القادة الكنسيون تلك الافكار والتعابير اللاهوتية والدفاع عنها والعمل على نشرها في كنيسة المشرق. ومن اهمّهم: نرسي الملفان الشهير(399-503م)، اقاق الجاثاليق (484-496م)، برصوما مطران نصيبين (456-496م)، مار ابا الاول الكبير البطريرك (540-552م) ، الجاثاليق ايشوعياب الاول الارزني (582-595م)، البطريرك ايشوعياب الثاني الجدالي (628-645م)، البطريرك ايشوعياب الثالث الحديابي (649-659م)، وغيرهم كثيرون.
 
لكن النفوذ المنوفيزي أخذ يتسرّب الى مدرسة الرها والتي سميت بمدرسة الفرس ايضا. وكان مدير المدرسة انذاك نرساي الملفان (399-503م) الذي عيّنه هيبا اسقف الرها بعد موت مديرها قيّورا، وأخذ المدير الجديد بادخال تعاليم تيودوروس المصيصي بكل حماس. لكن هيبا اقصي عن كرسي الرها وحلّ محله نونا المنوفيزي سنة449م،حينها غادر المدرسة عدد كبير من الاساتذة والطلاب وتوجّهوا نحو الشرق، ومنهم برصوما الذي اصبح مطرانا على نصيبين سنة 457م. وفي هذه السنة عينها، استوقف برصوما نرساي الملفان الذي فرّ بدوره من المدرسة الرهاوية. وطلب منه ان يؤسّس مدرسة في نصيبين، لكي تواصل عمل المدرسة التي كان مار يعقوب مطران نصيبين قد سلّم ادارتها بيد القديس افرام الملفان سنة 325م. من ناحية اخرى، فان مذهب المنوفيزيين (القائل انذاك: في المسيح طبيعة واحدة واقنوم واحد بعد التجسّد) بدأ يتغلغل في بقاع كنيسة المشرق. ومما ساعدهم على ذلك، الخلافات القائمة انذاك في كنيسة المشرق بين برصوما مطران نصيبين من جهة، وبابوي واقاق الجاثاليقين من جهة ثانية، وذلك في نهاية القرن الخامس ومطلع القرن السادس، اضافة الى انحطاط كنيسة المشرق ايام الرئاسة المزدوجة في عهد نرسي واليشاع الجاثاليقيين.

لكن كنيسة المشرق تداركت الخطر المحدق على ايمانها، فاقامت المدارس في كل مدينة والمراكز المهمة الاخرى، علّموا فيها اضافة للغة السريانية، العلوم الدينية والدنيوية. وكان للرهبنة المشرقية دور فعّال لايقاف المد المنوفيزي من خلال المؤلفات الكثيرة وجعل الاديرة مراكز التبشير والتأليف. كما وردّا على المنوفيزيين، أدخلت كنيسة المشرق  في عقيدتها الكريستولوجية الاقنومين واصبحت عبارتها الايمانية هكذا: ان في المسيح طبيعتين واقنومين في شخص واحد.

ولا بدّ لنا ان نشير الى الاعلان الكريستولوجي المشترك بين السعيد الذكر، القديس البابا يوحنا بولس الثاني  ومار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، في تشرين الثاني سنة 1994م. واليكم مقتطفات مهمة من هذا الاعلان:

ربنا يسوع هو اذا إله حق وإنسان حق، كامل في لاهوته وكامل في ناسوته، مساو للاب في الجوهر. وقد اتحد لاهوته بناسوته في شخص واحد، بغير اختلاط او تغيير، وبغير انقسام أو انفصال. احتفظ في نفسه بالطبيعتين الإلهية والإنسانية على اختلافهما، بكل خواصهما وامكانياتهما وعملهما. لكن ليس بإنشاء “واحدة وأخرى” لكن باتحاد اللاهوت بالناسوت في نفس شخص ابن الله الواحد الفريد وربنا يسوع المسيح، الذي هو هدف العبادة الوحيد.
 
فليس المسيح اذا “انسانا عاديا” تبناه الله ليقيم فيه ويلهمه، كما هو شأن الابرار والانبياء. بل الله نفسه، الكلمة المولود من الاب قبل جميع الدهوربحسب لاهوته، ولد في الازمنة الاخيرة من امّ دون أب بحسب ناسوته. إن الناسوت الذي ولدته القديسة مريم العذراء هو دائما لابن الله نفسه. لاجل هذا تدعو كنيسة المشرق الآشورية في صلواتها العذراء مريم ” أم المسيح إلهنا ومخلصنا”. وفي ضوء نفس هذا الايمان فإن الكاثوليك يدعون العذراء مريم ” والدة الإله” وأيضا ” والدة المسيح”. وإن كل منا يدرك صحة ومشروعية هذه التعابير لنفس الايمان، وكلانا يحترم ما تفضله كل كنيسة في حياتها الليتورجية وتقواها.

 وفي سنة 1997م، تمّ الاعلان عن قبول الاحتفال بسر الافخارستيا بين الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق الاشورية، اضافة الى فتح الابواب أمام اكليروس كنيسة المشرق الاشورية، للدراسات العليا في الجامعات الكاثوليكية. كما وان ابواب كلية بابل الحبرية للفلسفة واللاهوت للبطريركية الكلدانية لاعداد  الكهنة، مفتوحة أمام أتباع هذه الكنيسة. وحاليا يتم دراسة ومناقشة موضوع الاسرار الكنسية بين الكنيستين للوصول الى الشركة الايمانية الكاملة.

سامي ديشو - استراليا



غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز سامي ديشو ..مع التحية والتقدير

   ان الموضوع الذي تناولته ، فهو مطلوب معرفته في يومنا هذا، وحتى ان كان معادا او موجودا في مواقع اخرى وبصيغ مختلفة.. وذلك  فيه من الاهمية لمعرفة سبب انشطار وتقسيم  المسيحية وبالاخص في الالف الاول من الميلاد في الجانب الشرقي من العالم ، الذي يشمل الشرق الادنى والشرق الاوسط  وصولا الى  شرق اوربا، فهذه المنطقة تأثرت بانقسام كنائسها بسبب الاجتهاد الحاصل في شخص المسيح والذي برز ذلك الانقسام من خلال المجامع المنعقدة وابتداءا من  مجمع افسس سنة 431م والذي حرم منه نسطورس..  ومجمع خلقيدونية في سنة 451م الذي من خلاله حرم المعتقدين بطبيعة المسيح الواحدة..

ولا ننسى ايضا دور الامبراطورية الساسانية والامبراطورية الرومانية التي كان لهما تاثير كبير في زيادة حدة هذه الانقسامات .

 ولكن الموضوع الذي يهمنا والمطلوب التركيز عليه في يومنا هذا، فهو ما يجمعنا من خلال الاتفاق الكريستولوجي  مابين الكنيسة الكاثوليكية من جهة والكنائس الاخرى ان كانت الاشورية او القبطية الارثدوكسية ايضا..

ولقد كان من المستغرب للبعض حين تطرقي للموضوع وبالاخص المحسوبين للكنيسة الاشورية الذين تفاجئوا بمحتويات الاتفاق الكريستولجي بين كنيستينا وكانه اتفاقا سريا لم تتجرأ  كنيستهم بالحديث عن تفاصيله، وحسب معرفتي من أحد كهنتهم بصعوبة تقبل الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية من قبل تابعي كنيستهم وذلك لمخلفات عشائرية عالقة والتي كانت سببا في تقسيم كنيستهم الى بطركين،  احدهما متقبل للأتحاد مع الكثلكة والاخر متزمت  في نهجه النسطوري..

ولكن ذلك لا يمنع الكتّاب من الحديث عن هذا الموضوع الذي سببته كنائسنا المشرقية  الموجودة بفروعها الثلاثة حاليا، وذلك لشعورنا  بأن هذه الخلافات كانت السبب الرئيسي في تجزئتنا وتفرقتنا تحت مسميات زادت من ذلك التقسيم، وحتى أُستغلت النسطورية بمسمى قومي بديل وتلك كانت بالمصيبة..  ولازال ذلك التحريم موجودا،  ولكن ليس على شخص نسطورس وانما على عقيدته وحسب ثنايات الاتفاق الكرستولوجي بين كنائسنا.

وقد تكون هنالك مرونة نوعا ما من قبل الكنيسة الكاثوليكية في الاتحاد مع الكنيسة الاشورية بالرغم من ان الاتفاق الكريستولوجي يغلب عليه المفهوم الكاثوليكي، ولكن  الكنيسة الارثودكسية ومنها القبطية بالذات فهي على جفاء تام مع  عقيدة نسطوس والكنيسة الاشورية..
وعليه يجب ان نطرق على الحديد وهو حار لكونه موضوع الساعة، وذلك لحث كنائسنا للتوحيد، وكنت اتمنى ان يُفعّل الاتحاد الحاصلة نواته في ابرشية ساندياكو المبني صحيحا والذي كان للمطران باوي سورو دورا مهما في التوصل لصيغة الاتفاق الكريستولوجي بين الكنيستين..ولكن المشكلة زادت من هوّتها  للأختلاف الحاصل بين قطبي كنيستنا الرئيسيين في نوعية الاتحاد ان كان كنسي او قومي..

ولكننا ما نريده في يومنا هذا.. وهو كما يريده  يسوع ان تكون كنيسته واحدة وكما هو واحد مع الاب..تقبل تحيتي

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1274
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ  المهندس سامي ديشو خنجرو المحترم

تحية وتقدير

حسنا عملت أنزلت موضوعك الرائع هذا عن اللاهوت لكي يكون مكملا لموضوعي الذي تناولت فيه المسالة من منظور سسيولوجي، لنعطي للاخوة القراء نظرة تكاملية عن الموضوع،ومن هذا المنطلق تكون العلوم متكاملة مع بعضها وهذه هي الصيغة المطبقة في عصرنا في البلدان المتقدمة ،فلا يمكن  اختصاص معين الاستغناء عن غيره فكل ميادين المعرفة العلمية مكملة لبعضها .

عاشت ايدك على الموضوع ،وقد قرأته سابقا فهو تحليل علمي موضوعي عن الانشقاقات الكنسية ،وقد عالجته بنظرة معاصرة يتقبلها القارىء.

تحيتي ومحبتي

د . رابي

المصدر http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=8017#ixzz3PzkwMlmn

غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ سام ديشو المحترم
 
احييك على هذه المعلومات القيمة والتوضيح الشافي الذي تناولته لغرض القاء الضوء على جوانب سوء فهم آراء القديس مار نسطورس في حينها وما رافقته من احداث وتدخلات آلت الى ما آلت اليها الأمور والتي ترك أثراً سلبياً على كنيستنا المشرقية التي تبنيت افكاره بالرغم من ان جوهر تعاليمه لا  تخالف ومفاهيم الكنيسة الجامعه ولاهوتها بحسب مجمع نيقيا المسكوني .
جميل جداً ان تكون مقالتك هذه دعامة اخرى وتنويراً جديدا للمؤمنين لتعطي زخماً للمعنيين لغرض انصاف هذا القديس وتخليص الكنيسة من الافكار الخاطئة وتأثيراتها السلبيه على وحدة كنيسة الرب لتتكامل جوانبها ودراسة الاخ الدكتور عبدالله رابي المنشورة حالياً في هذا الموقع الأغر، وتتآزر بمعلوماتها لما جاء في مقالنا الذي كان تحت عنوان ، اشكالية سوء فهم النسطوريه وأثرها على الكنائس على الرابط التالي .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,711120.0.html
 تقبل تحياتي

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 942
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ عبدالاحد قلو المحترم

شكرًا لمرورك على مقالنا هذا وتقييمك له. نعم من الافضل ان نركّز على ما يجمعنا ونبني عليه للوصول الى هدف الوحدة المنشود، وهذه رغبة الرب كما أوضحها في بشارته الإنجيلية. تحياتي...

سامي

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 942
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الدكتور رابي المحترم

شكرًا لمداخلتك الرائعة وتقييمك للمقال. الانقسامات الكنسية التي حدثت قبل اكثر من الف وخمسمائة سنة، لم يكن الفكر اللاهوتي لوحده سبب التباعد والانقسام، لكن مثلما تفضّلت، كان للجانب السوسيولوجي الواسع  بمفهومه، أهميته في ذلك. تقبل تحياتي.

سامي

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 942
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ أيشوشليمون المحترم

شكرًا لمروركم عل مقالنا هذا وتقييمكم له. نعم الألفاظ الفلسفية والاهوتية والاختلاف الفكري بين مدرستي انطاكيا والإسكندرية، كانت الأسباب الرئيسية التي أدت الى التباعد والانقسام. لكن الايمان بخصوص الكريستولوجي كان واحداً، وكل طرف عبر عنه بطريقته الخاصة.
انا أقرأ مقالاتك وردودك خصوصا ما يتعلق بكنيستنا المشرقية. وتدلّ على افكارك وطروحاتك المتوازنة، اطلاعك وثقافتك الواسعة حول الموضوع. تقبّل تحياتي..

سامي ديشو- استراليا

غير متصل Abo Nenos

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 444
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سامي ديشو المحترم :
اوافقك الرأي بان الخلاف نابع في الاساس من تحليل سر التجسد عبر الافكار الفلسفية التي كانت منتشرة انذاك بين مدرستي ارسطو ( الواقعية ) وافلاطون ( المثالية ) ولكن لو نظرنا في المسألة بعمق اكثر سنرى بان الخلافات تتواجد من خلال التعامل مع الحالات المطلفة لانها تغير الواقع والمنطق العلمي .
في الرياضيات مثلا لايمكننا الاعتماد على الارقام المطلقة لانها ارقام مبهمة مثل الصفر والمالانهاية فهي ارقام غير واقعية وتؤثر كليا على الارقام الحقيقية فاي رقم تقسمه على صفر فالناتج هو مالانهاية في هذه الحالة ستكون الارقام جميعها متساوية وهذه حالة مخالفة للواقع الرقمي والحسابي في علم الرياضيات ، نفس الشئ بالنسبة لتحليل حالة تجسد الرب فالله هو حالة مطلقة لايمكننا ان نتعامل معه كحالة مادية ومن هنا تأتي الاراء المتغايرة والاخطاء التي نقع فيها في تفسير اسفار الكتاب المقدس . الله يمكنه ان يتجسد وان يظهر في اية صورة لانه القادر على كل شئ والكتاب المقدس يعطينا امثلة كثيرة من تجسد الله او ظهوره باشكال مختلفة مثل النار في العليقة التي تكلمت مع موسى والسحابة التي نزلت لتبارك هيكل سليمان والثالوث المقدس الذي ظهر عندما تقبل الرب معمودية يوحنا فظهر الاب عندما سمع صوته في السماء والابن الذي رفع جسده من المياه والروح القدس الذي تجسد على شكل الحمامة.
قداسة ماردنخا الرابع بطريرك الكنيسة المشرقية الاشورية ذكر في الكثير من المناسبات بان كل الاراء صحيحة ولايمكن تفنيدها لانها حالات الرب المطلقة .
استاذنا الكريم :
الصيغة الفلسفية هي صيغة مبهمة وتحمل في طياتها الكثير من التفاسير فعنما نقول اي الرقام اكبر مالانهاية -10 ، مالانهاية ، او مالانهاية +10 ؟ الجواب المنطقي هو الرقم الاخير ولكن في الواقع الارقام الثلاثة هي متساوية لاننا لانعرف القيمة الحقيقية من الرقم مالانهاية ونفس الصيغة تنطبق على مسألة الايمان نحن نؤمن بشئ لانملك الكثير من المعرفة عنه ولكننا نشعر به ونحسه ونحاول ان نعرفه وفق مفهومنا الخاص لتقريب صورته لاذهاننا وباعتقادي ليس المهم ان تكون الصورة التي نراها صحيحة او خطأ ولكن المهم هو مسألة ايماننا . قانون الايمان النيقياوي ينص على الابن المنبثق من الاب وايضا الروح القدس ولاحقا اضافت الكنيسة الكاثوليكية انبثاق الروح القدس من الابن ايضا عندما نحلل مثل هذه الامور سنراها ليست منطقية مع ايماننا بازلية الاقانيم الثلاثة لان انبثاق شئ من شئ معناه هناك شئ يسبق الشئ الذي انبثق منه الشئ الاخر ولكننا نعتمده كمعتقد مبهم ونأخذه مثلما طرحه ابائنا الاوائل .
الاتحاد بين الكنائس شئ مطلوب لانها ارادة الرب الذي تؤمن به هذه الكنائس ولكن الاتحاد لايعني ان تتبع كنيسة كنيسة اخرى بل على الكنائس جميعها ان تعرف بان رأس الكنيسة هو واحد وهو  الرب يسوع المسيح له المجد وليس انسان اخر ولكل كنيسة تراثهاوادبياتها وكنيستنا المشرقية عريقة في التراث الذي تركه لنا ابائنا الاولين .
تقبل تحياتي
الشماسس
نمئيل بيركو
كندا

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 942
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ ابو نينوس المحترم

شكراً لمرورك وقراءتك للمقال وتقييمك له. توضيحك مفهوم وصحيح. باختصار، الايمان واحد لجميع الكنائس ولكن بتعابير مختلفة، كما أوضحها جلياً قداسة مار لويس ساكو في احدى مقالاته على موقع البطريركية بهذا الخصوص.
أما موضوع الوحدة الكنسية، فهو مطلب كل الكنائس، ومطلب الرب في بشارته الانجيلية. الوحدة الايمانية هي الاهم،كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الكاثوليكية الجامعة قطعتا شوطا مهما في الوحدة الايمانية (الكريستولوجي). وحاليا هما في صدد دراسة الاسرار الكنسية، وانشاء الله سيحصل اتفاق بينهما كما حصل في الكريستولوجي والذي كان اكثر تعقيداً.
أما مسألة الرئاسة الكنسية، صحيح المسيح هو رأس الكنيسة غير المنظور. مار بطرس الرسول هو هامة الرسل كما جاء في الانجيل وحسب التقليد الكنسي أيضاً. وفي تقليد كنيستنا المشرقية الامر واضح في زعامة بطرس للاثني عشر. وصلواتنا الطقسية مملوءة بالتعابير التي تضع بطرس رئيساً للرسل. وفي نفس المعنى يقول القانوني الشهير في كنيستنا المشرقية مار عبديشوع الصوباوي حيث يضع بطريرك (بابا)الكرسي الروماني أول الكراسي ورئيس البطاركة وذلك لاجل مار بطرس هامة الرسول، ولاجل مار بولس رسول الامم. وبنفس المعنى يقول اغناطيوس النوراني اسقف (بطريرك) انطاكيا 107م، يقول : لتترأس روما بالمحبة. الرئاسة هي بمعنى الخدمة. هذا الموضوع، الوحدة الادارية تأتي اهميته بعد الوحدة الايمانية. انها مشيئة الرب، فهو عارف حاجة كنيسته الى الوحدة، والروح القدس هو الذي يلهم رؤساءها بالحكمة والشجاعة ليصبحوا واحداً. تقبّل تحياتي..

سامي ديشو - استراليا   

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزنا سامي،
شرح واف وشاف لفترة جداً صعبة من تاريخ الكنيسة الجامعة، وللأسف ان كنيستنا المشرقية لم يكن لها لا ناقة ولا جمل ولم يكن لها حضور فيها، ولكنها أصبحت فيما بعد اكثر المتأثرين سلبا ً من لا جدوى هذه المجامع المتأثرة بفلسفات تلك الفترة .
لقد نسى المجتمعون كل بساطة المسيحية المبنية على المحبة والإيمان بألوهية المسيح المعتمدة على أقواله وعجائبه الجلية لكل من عاشها او سمع عنها. نسوا وتناسوا المحبة كاملا ً وراحوا يتجادلون بما لم يرد على لسان الرب يسوع من انه أقنوم او شخص او ذي طبيعة خاصة ، ولكنه جاء جليا ً من اجابة بطرس لسؤال طرحه يسوع عليه من اجل غاية ، وكان ذلك الجواب " انت المسيح ابن الله الحي ". ثم كان رد يسوع : "طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ً ودما ً لم يعلن لك ، لكن ابي الذي  في السموات، وانا أقول لك أيضاً  انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" وقد جاءت هذه النصوص في أناجيل كل من متى ومرقس ولوقا. إذن واضح ان كنا نؤمن بالإنجيل  فانه  علينا ان نؤمن ان المسيح هو ابن الله . اما مريم فهي ام المسيح ولذا فهي ام الله. وكما يرد في كتاب العهد القديم وحسب التفاسير الواردة في تعاليم الكنيسة الشرقية فقد كانت مريم مختارة اثر خطيئة آدم وحواء لتكون ام المسيح الذي سوف ينقذ البشرية من الخطيئة الأصلية . لا تخطر في بالي هذه النصوص لكني سمعتها وهي مذكورة في أنشودة "شما دبابا برونا" حين تتطرق احدى الأبيات الى عصا هارون. وقد سمعت هذا الامر من برامج التثقيف الديني  عبر البث الإذاعي لكنيسة المشرق الآشورية، في شيكاغو.
التشبيه الذي جاء به الأخ ابو نينوس  من الرياضيات بخصوص اللانهاية هو توصيف واضح لما نتخبط فيه في تفسير الأقانيم . إدراكنا الإنساني ضعيف وناقص وهو أدنى من المقدرة لتفسير الألوهية الأزلية المسؤولة عن الحياة الأرضية والسماوية، إدراكنا الإنساني لا يستطيع تفسير المادية والمثالية تفسيرا ً مطلقا ، فيكف به ان يفسر الألوهية السرمدية . ما علينا الا ان نردد --وعن إيمان -- مع بطرس راس الكنيسة " انت المسيح ابن الله الحي " ثم نطبق المحبة في حياتنا الأرضية لنكون بكل معنى الكلمة مسيحيين حقيقيين.
دوما ً يا عزيزنا سامي، انا فخور بك وبثقافتك المسيحية، أمل ان اقرأ دوماً في غاليتنا عنكاوا.كوم ،والرب يبارك حتى نتعلم منك جميعا ً.

                                                        حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 942
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الخال حنا شمعون المحترم

شكرًا لمرورك على مقالتنا هذه وتقييمك لها. نعم المسيح لم يقل عن نفسه، كم طبيعة له وكم أقنوم ... الخ. فهذه من تفاسير اللاهوتيين الذين استندوا الى المدارس الفلسفية في القرون المسيحية الاولى. وكما قال غبطة البطريرك ساكو، كل طرف يعبر عن ايمانه بطريقته الخاصة ، لكن جوهر الايمان واحد.

شكرًا ثانية، تحياتي لكم والعائلة وجميع أقاربنا في شيكاغو.

سامي ديشو- استراليا