المحرر موضوع: الأمن والخبز والحياة  (زيارة 1119 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأمن والخبز والحياة
« في: 18:02 17/02/2007 »
الأمن والخبز والحياة

نقرأ من أقوال ربنا يسوع المسيح "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ..." وفي العراق أصبحت حياة الانسان مشكلة رئيسية وهمٌّ من هموم الحياة للجميع، فبماذا يُفكر هذا الإنسان لكي تستمر حياته ويعيش عيشة لائقة؟

فالعراقي تختلف أساليب حياته في الجنوب عنها في الوسط أو الشمال رغم وجود قواسم مشتركة فيما بينهم أينما كانوا لكن يبقى الخبز والأمن والحياة هي المطلب الملح لجميعهم، ورغم مقولة ربنا التي ذكرناها في صدر هذه المقالة لكن تكملتها تحتاج إلى أناسٌ مؤمنون ... أتقياء ... يُخلون ذواتهم لعمل الله عندها سوف ينالون الحياة بكل كلمة تخرج من فم الله !!! فأين نحن من أولئك؟

فاليوم نسعى جاهدين لتوفير لقمة العيش معتمدين على قوانا الذاتية ومتكلين أحيانا أو البعض منا على بركة الله وحفظه لنا من الأذية التي ملأت الدنيا في زمن عبرنا فيه رقم 2006 من السنين ليبقى هاجس الأمن وتوفيره المطلب البارز والأول وقبل الخبز أحيانا لأن مقولة لا يموت أحد من الجوع يتم تداولها وترديدها على الألسن باستمرار!!!

فالحياة لكي تبقى وتستمر هي بحاجة لهذين العنصرين المهمين واللازمين بغية الحصول على الإبداع والنشاط للعقول السليمة ولكي يتم تربية الأولاد على أحسن القيم دون عقد أو مشاكل، فالوالدين بحاجة إلى الاستقرار لكي ينقلوه إلى ذريتهم ولكي نحصل على الحياة الطبيعية. إننا إذا أزاء مقومات مهمة نكاد أن نفقدها بعد أن طوينا صفحة أخيرة من الاستقرار تحت حكم لم يرضى عنه الكثير واعدموا رمزه نهاية 2006 آملين أن نبدأ بداية جديدة مع عام جديد من ضمن أرقامه الرقم (7) الذي يرمز إلى دلالات تبشر بالأمل والكمال. فهل سنفتح في هذا العام بابا من الرجاء لأبناء العراق ؟ وهل سينحسر العنف ونحصل على جانب من الأمن لحياة مستقرة لا ينقصها الماء ولا الكهرباء أو الوقود والكثير من الاحتياجات الضرورية لها.

فإن أخذنا كمثال لما نقصده في الكتابة؛ كردستان: سنجد أن لتر البنزين كان مع نهاية 2006 يساوي 1350 دينار (السعر التجاري منه) وهو رقم يعادل ضعف ما موجود منه في بغداد بينما هذه المنطقة تنعم بالأمان المفقود في بغداد. والنفط الأبيض في سهل نينوى والمستخدم للتدفأة سعره كان 24 ألف دينار لعبوة ذات العشرون لترا، فأي عائلة مهما كانت غنية لا تستطيع الاستمرار بالتدفئة الطبيعية والضرورية للإنسان في ظل هذا السعر !!! خاصة وإن عوائل بالآلاف قد نزحت إلى هذه المنطقة وتركت وراءها بيوت وممتلكات ونأت بنفسها طلبا للأمان ومعظم هؤلاء لا يملكون شيئا. ومما زاد الطين بلة هجوم موجة البرد مع الأعياد بحيث تنخفض الحرارة ليلا إلى ما دون الصفر مئوي بدرجات متعددة والثلج يغطي الأرض ويقطع الطرقات في شمال العراق، إنها الطبيعة أيضا تهجم على العراقيين بقسوتها!!!

إذا أصبحت الحياة مهددة أينما نذهب، فالأمن ليس المطلب الأوحد لاستمرار الحياة بل توفير الضروريات الأخرى مهم أيضا، ففي أرقى أسواق دهوك مثلا طلبت مرة شايا من الكافتريا فاعتذروا لعدم توفر الماء اللازم في تلك اللحظة!!! أليس ذلك مثار للعجب ونحن في بلد يخترقه نهران عظيمان من الشمال حتى أقصى الجنوب وروافد عدة وخاصة في المنطقة الشمالية، فما الذي حدث ولماذا كل هذا؟ لكنني لست باحثا متخصصا وليس لي من الوقت لكي أبحث عن الأسباب، بل أنقل حالات عشتها وعايشتها ما بين نهاية 2006 و2007 حيث وجدت حياة بائسة بل مهددة أحيانا بسبب ما ذكرته أعلاه، في منطقة يعوّل عليها الكثير لتأسيس نمط للحياة فُقد في مناطق العراق الأخرى، فهنا تستطيع أن تحور الكلمات التي ذكرناها في البداية أن ليس بالأمن وحده يحيا الإنسان!!! لتبقى المشكلة قائمة أينما نذهب والحياة مهددة والخوف مستمر... نأمل أن لا يستمر الوضع هكذا.

عبدالله هرمـــز النوفلي

2 كانون الثاني 2007