عيد المرأة .. عيد العالم
فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة
لماذا نحتفل بعيد المرأة، بل أصلاً لماذا نخصص لها يوماً في كل عام دون الرجل ؟ السبب أجتماعي سياسي تاريخي نفسي تنموي فالمرأة في القيم الأزلية ومنظمة حقوق الأنسان الكونية وفي الأحكام الألهية وأصول لكل الأديان، أنسان كامل الأنسانية لا تقل عن الرجل قيد شعرة في كل مجالات العمل والحياة والأنتاج.
ولكن الرجل لجأ منذ أقدم الأزمان الى التسويف والتهميش والاقصاءوالانتقاص من قيمة المرأة ليثبت أحقيته وغلبته وسيطرته على القرار في البيت والمؤسسة والحقل وترك لها مساحة ضيقة في المنزل وفي المطبخ لتكون ذليلة خنوعة وخاضعة. والرجل في كل ذلك حمل معول التدمير لتفسير الأفكار والعقائد والنصوص الالهية والدقيقة لمصلحتة الأنانية ولاعطاء تفسير رجولي ذكوري أحادي الجانب لكل مراحل تطور المجتمعات.
لقد حرص الرجال عبر التاريخ أن يكونوا هم الحاكمون وأولي الأمر والمفسرون للأفكار والنصوص بشكل منحاز لذلك حدث أختلال رهيب في ميزان القوى بين الرجل والمرأة، فقد فرض الرجال التموضعات الأجتماعية على المرأة بناء على منطق القوة وليس قوة المنطق. فقد كرسوا العلوم ومنها علم البايولوجي لصالح فكرة الضعف الجسدي المزعوم للمرأة وعدم قدرتها على تحمل المشاق او القيام بذات الاعمال التي ينهض بها الرجال.
وفعلت هذه الافكار المتهرئة فعلتها التراكمية القبيحة التي ادت الىزرع مشاعر اليأس في المرأة وجعلها تنصاع عن قناعة زائفة الى مفهوم نقص حقوقها بحكم كونها أمرأة تختلف عن الرجل، وكان لهذا الأمر تداعياته على مشاركات المرأة في كل حقول المعرفة والفن والأدب والأنتاج والسياسة والقرار والسلطة في مجتمعاتنا ذات الذكورية الفاقعة.
لكن بزوغ نجم علم (ألجندر– النوع الأجتماعي) وأستناده الكلي الى التراكم المعرفي في شتى صنوف العلوم الصرفة والأنسانية وتعويلهعلى قاعدة بيانات وأحصاءات ومعطيات ومقدمات صحيحة قادت العالم الى نتائج صحيحة والى أكبر أنقلاب أنعطافي في الأفكار في القرن الماضي ليتم التوصل الى حقيقة زكتها الحياة والتاريخ وستبقى هكذا في الحاضر والمستقبل، وهي ببساطة أن المرأة والرجل متساويان مساواة مطلقة في القدرات العقلية والعضلية ومسلسل الأمثلة في هذا المضمار سيطول على مستوى العالم.
أن المرأة العراقية في اليوم العالمي للمرأة تطالب بألحاح أن تصان كرامتها في أوقات السلم والحرب وأن تُقبر أخيراً كل الأفكار الماضوية المكبلة لانطلاقها مع الرجل في بناء الحضارة.