المحرر موضوع: فائق بيكه س شاعر الحرية .. شاعر المقاومة الكوردية  (زيارة 1203 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فوزي الاتروشي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 289
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

فائق بيكه س شاعر الحرية .. شاعر المقاومة الكوردية
فوزي الاتروشي
وكيل وزارة الثقافة
قال عنه الجواهري في قصيدة رثاء رائعة " انت الجميع وانت الاحد " في اشارة الى الشاعر الكوردي الوطني البارز (فائق بيكه س ) وبيكه س تعني باللغة الكوردية الاحد او الغريب.
هذا الشاعر الذي ولد عام 1905 وعمل في سلك التعليم وتوفي عام 1948، انه ابن السليمانية البار الذي انشغل بالقراءة وكتابة الشعر منذ نعومة اظفاره وحوًل الشعر الى اداة مقاومة وركيزة انطلاق، فكتب يذكر الانكليز بطموح الشعب الكوردي وناجى القمر في قصيدة ( ايها القمر) مشبها وصفه بها، فهي السائحة في الفضاء وهو المشرد النازح المتنقل بين المدن ، في اشارة الى امر نقله الى جنوب العراق حيث كتب هناك واحدة من قصائده الشهيرة باللغتين العربية والكوردية.
شكل (فائق بيكه س) مع الشاعر الكبير (بيره ميرد) نهضة في الوعي التنويري والسياسي في مدينة السليمانية فجعلا من الشعر غذاءاً روحيا وشعبيا تداوله ، وما زال المواطنون الكورد يتداولونه حيثما حلوا.
ولا تنحصر فضيلة (فائق بيكه س) في انه ظل عمودا اساسيا وشعريا مضيئا الى اخر رمق من حياته ، وانما جعل ابنه ( شيركو بيكه س) يكمل ذات المسيرة ليصبح احد اكبر شعراء كوردستان وحصل على جوائز دولية عديدة وكتب بنفس نبرة الوالد وتجاوزه في النهوض بالشعر الكوردي الحديث.
لم يكن الشاعر (بيكه س) منطويا على ذاته رغم اصابته بداء الجدري في الثالثة من عمره مما سبب له ضعفا في البصر ، بل اختلط بالناس وعايش همومهم ومعاناتهم وكتب في الصحف التي صدرت حينذاك ومنها (زيانه وه – الانبعاث) و (زاري كرمانجي اللهجة الكرمانجية) و (يادكاري الاوان – ذكريات الشباب) وكتبت عنه اغلب المجلات والصحف ومارس على الدوام الادب والسياسة والكفاح من اجل وطنه كوردستان والعراق، انتمى الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كوردستان ايران الذي اسس جمهورية (مهاباد) عام 1946 وانتمى بعدها الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق بقيادة الراحل مصطفى البارزاني وظل على الدوام يؤكد في اشعاره على الاخوة الكوردية – العربية فقال في احدى قصائده:
الصداقة الكوردية العربية قديمة
والتاريخ شاهد عليها
فليمت الاعداء والحاقدون

ولأن شاعرنا كان تواقا دائما للحرية والانعتاق ومشاركا في تظاهرات ووثبات الشعب العراقي فانه كان على الدوام ملاحقا من السلطات وقد صدرت آخر مذكرة توقيف بحقه عام 1948 بعد ثلاثة اشهر من وفاته ، فالشاعر بيكه س كان احد منفذي انتفاضة اهالي السليمانية في 6 أيلول 1930 حيث اصيب ودخل السجن لفترة ولما افرج عنه ابعد بعد حين الى مدينة الحلة عام 1937.
ومن قصائده الشهيرة قصيدة كتبها بعد اعدام الضباط الكورد الاربعة عزة عبد العزيز ومصطفى خوشناو وخير الله عبد الكريم ومحمد قدسي في 19 حزيران عام 1947 القاها في استقبال جنازة شهيدين من الضباط الاربعة عند مدخل السليمانية حيث يقول :
انها امة شجاعة وحتما ستعيش حرة كريمة
فاذ يتقدم الشباب في طريق الاسقلال
مبتسمين نحو اعواد المشانق
فهذه الامة خالدة ولن تموت.

واطلق الشاعر جملته الشهيرة جدا بين الكورد عام 1948 في قصيدة (شجرة الحرية- دارى ئازادى) حيث يقول :
لن تثمر شجرة الحرية اذا لم تسق بالدماء
والاستقلال يظل بعيد المنال دون تضحية وفداء

ان (فائق بيكه س ) شاعر كوردي بقي واقفا ورحل واقفا ومشتعلا في الذاكرة الكوردستانية والانسانية حتى بعد مرور (65) عاما على وفاته .
9/2/2015