المصالحة بين الدكتور سركون داديشو ورابي كنا - وان جاءت متاخرة فهل يمكن الاستفادة منها ؟
ابو سنحاريب يشكل كل من الدكتور سركون داديشو ( حزب بيت النهرين الديمقراطي ) ورابي كنا ( الحركة الديمقراطية الاشورية ) - قطبان سياسيان في الساحة السياسية الاشورية ولعدة عقود زمنية حيث كان لكل منهاما دورا سياسيا كبيرا في تحريك الوسط الشعبي الاشوري وخلق روحية التنافس السياسي بين الافكار السياسية التي قامت عليهما احزابهما حيث نادى حزب النهرين الديمقراطي بالحكم الذاتي للاشوريين منذ تاسيسه فيما اكتفت الحركة الديمقراطية الاشورية بالمطالبة باقرار الحقوق القومية للاشوريين من دون تحديد ما هي تلك الحقوق بحيث كان ينظر الى شعار الحركة ( الاقرار بالحقوق القومية ) وكانه شعار مفتوح لاجتهادات سياسية او كل المكاسب السياسية التي قد تدخل في صالح شعبنا على اساس ان حقوقنا السياسية كلها مهضومة وكل ما تستطيع احزابنا اكتسابه لا يمكن ان يشكل الحد الاقصى لحقوقنا القومية .
وقد اختلف الحزبان في طرحهما السياسي حول كيفية قراءة الاحداث السياسية وكيفية التجاوب معها وكيقية استثمارها في خدمة شعبنا حيث امنت الحركة الديمقراطية الاشورية بحمل السلاح اسوة ببيقة احزاب المعارضة السياسية انذاك ودخلت ضمن تلك الصفوف واثبتت وجودها رغم قلة اعداد كوادرها المقاتلين والسياسيين مقارنه باحزاب عراقية اخرى ونالت باستحقاق سمعة ضمن المعارضة العراقية وكسبت بذلك تاييد قسم من ابناء شعبنا فيما كان القسم الاحر من ابناء شعبنا لا يويد ذلك الاتجاه نظرا لخطورته وما قد يجلبه من اذيه لابناء شعبنا فب الوطن من انتقام السلطات العراقية انذاك .
فيما نجد ان حزب بيت نهرين - لم يفلح في مواصلة العمل المسلح واقتصر معظم عمله السياسي في امريكا حيث مقر الدكتور سركون داديشو وفي بعض الدول الاوربية حيث تشكلت له عدة فروع في تلك الدول .
ونجح الدكتور سركون داديشو في نشاطات توعوية وثقافية حول تاريخ وتطلعات وامكانيات الشعب الاشوري من خلال الجهود الاعلامية الناجحة التي اقدم عليه وخاصة الفضائية الاشورية - كاول فضائية اشورية - في تاريخ شعبنا حيث استطاع ان يجذب اهتمام المثقفين والسياسيين الاشوريين من خلال المواضيع والاطروحات السياسية والتثقفية التي اجاد العمل بها بكل جدارة وبتواصل مستمر عبر السنيين .
ومن طبيعة الحال ان يقال ان اختلاف الاحزاب في ايديولوجياتهم واطروحاتهم السياسية شيئ طبيعي موجود في كافة الحقول السياسية القومية او الوطنية الاخرى وفي معظم - ان لم نقل في كل - القوميات وفي كل الدول .
ولكن ما كان يحدث من استخدام اساليب الطعن والاستفزاز والاستهانة والتخوين من قبل هذا الطرف للطرف الاخر - اسهم في انشقاق شعبنا بين مؤيد لهذا الطرف ومعادي للطرف الاخر .
وقد تعب شعبنا من كثرة الجدالات والعبارات النارية والتي لم تكن تليق بكل الاطراف السياسية الاشورية لانها جميعها كانت محاربة من قبل السلطات ومعرضة للقتل والانتقام الوحشي من قبل الاعداء فيما اذا سقطوا في الفخ السياسي الذي كان الاعداء ينصبونه دوما ضد كل الميول السياسية الاشورية وبدون رحمة .
واليوم نجد على صفحات الفيس بوك صور لالتقاء وتعانق وتصافح كل من الدكتور سركون داديشو ورابي كنا في اثناء تواجدهما في امريكا في اتمام مراسيم تعزية قداسة مار دنخا .
حيث قد ينظر البعص الى هذة المصالحة بانها حدثت من جراء هذة الواقعة المؤلمة التي حدثت للقائد الروحي والقومي الخالد قداسة مار دنخا .
ان الامر بصورة عامة مفرح حيث نجد ان زعماء الاحزاب الاشورية قد تجاوزوا خلافاتهم وتصالحوا متناسين كل الاحقاد والدسائس السياسية التي كان يلجا الطرفان اليهما .
لان هذة المصالحة تعتبر حكمة سياسية وشجاعة لتجاوز الماضي والبدء بمشوار سياسي جديد
فالمخاصمات السابقة لم تفلح في تحقيق ايه مكاسب سياسية تذكر لشعبنا فهل يل ترى تفلح المصالحة الحالية ( على شرط استمراريتها وديمومتها ) في توحيد القوى السياسية لهما في سبيل تحقيق مكاسب سياسية ملموسة على ارض الواقع المعاش ؟
ونترك الاجابة الصحيحة للزمن ؟
وفي نفس الوقت هل يمكن ترجمة المصالحة على انها اثبات لفشل الطرفين في تحقيق ما كانا يدعيان به ؟
وهناك اسئلة كثيرة قد تخطر ببال ابناء شعبنا حول الموضوع .الا ان المهم لشعبنا الان هو ماذا يستطيع الحزبان ان يحققوه فيما بعد ؟
فالمعلوم ان احداث الخابورالمؤلمة والتي ادت الى استشهاد تسعة من ابناء القرى الاشورية في سوريا وتشريد المئات واسرى اكثر من مائتين من الاشوريين - قد استطاعت ان تجذب اهتمام العالم ليعترف بالوجود القومي الاشوري وبمعاناته وبطموحاته القومية من خلال ما ينشر في القنوات الاعلامية بكل اشكالها وانواعها وفي العديد من دول العالم عدا اهتمام مجلس الامن بالقضية وبقية المحافل الدولية وما نسمعة من تصريحات لرجال السياسية في العديد من الدول حول مواقف دولهم تجاه ما يتعرض له الاشوريون من مظالم وسلب وانتهاك لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم الحالي
حيث يشهد العالم اقدام قوات داعش على تحطيم الاثار والمدن الاثرية الاشورية .
ورغم مرارة ومعاناة اهلنا في تلك القرى وفي المخيمات الحالية المكتظة بابناء شعبنا من قرى سهل نينوى - فان تلك المعاناة الرهيبة قد اجبرت العالم على تقييم معاناة شعبنا والبحث والتدول فيما بينها عن السبل الممكنة لرفع الظلم عنهم .
ولذلك نقول اننا رغم فرحنا برؤية زعمائنا السياسيون متصافحين ( وعفى الله عما سلف ) - فاننا نجد من الناحية الاخرى ان المصالحة رغم اهميتها في امتصاص الخلافات والتعصب لهذا الطرف او ذاك - فانها قد تكون جاءت متاخرة جدا لانها لن تفلح في تخفيف معاناة اهلنا في شئ في الجهد السياسي لاحزابنا الاشورية حيث ان القضية الاشورية غدت مطروحة على الموائد السياسية في المحافل الدولية وهناك جيل من الشباب الاشوري الواعي والشجاع والمقتدر والنشط سياسيا قد سجل له حضورا في الساحة السياسية العالمية كما شهدنا نشاط الشباب الاشوري في المهجر في التظاهرات التي اجتاحت معظم دول العالم وفي ضهور طاقات شابة وكفؤة تسلط فضائية ANBSAT
الضؤ علي اعمالهم ومساعيهم
ومن اجل ان لا يكون حكمنا مستعجلا وغير منصف بحق اي طرف سياسي اشوري فاننا نامل ان تترجم تلك المصالحة الى اعمال ونشاطات سياسية مهمة في كافة الحقول وان تقطع كل وسائل التقاذف الاعلامي بين كل الاطراف .
حيث ان الاحداث المتسارعة قد كشفت حقيقة قوة احزابنا غير المؤثرة وعليها ان تجهد نفسها في استثمار بما هو طارئ الان على الساحة السياسية من اجل خدمة تطلعات الاشوريين المشروعة وان تبدا من جديد بمفاهيم واساليب جديدة .
فشعبنا اصبح الان واعيا بكل المخاطر التي تحيق به ولذلك فاشوري اليوم لن يسمح بوجود سياسي اشوري من الامس ليقودة بافكار الامس - لان الامس قد انتهى وشعبنا يعيش اليوم بافكار اليوم