المحرر موضوع: من وارتان الى عطو في الذكرى المئوية لابادة الأرمن  (زيارة 680 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ستيفان شاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 459
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من وارتان الى عطو  في الذكرى المئوية لابادة الأرمن 

وارتان كان اسم جد والدي ووالدتي، هو احد الناجين من مجازر الأرمن على أيدي العثمانيين في عام ١٩١٥ ، جدي الكبير الذي لم التقي به لانه كان قد فارق الحياة بسنوات قبل ولادتي لكن ما تركه من ذكريات التي يرويها دائما جدي يوسف و ترويها جدتي بربارة لنا لا يمكن لعين الا ان تبكي لمجرد سماع قصصهم وخصوصا القصص التي يرويها شخص عاش تلك الأحداث الماساوية ، باختصار يحكي جدي من ان والده خرج مع والدته وأخ يكبره بسنوات و اخوات ، دون معرفة  مصير اخوانه الأكبر منه سنا وما كان مصير أقاربهم وذلك لصغر سنه انذاك، اخذوا يسيرون على الأقدام من اراضي تركيا الحاليه في حين كان عمره ستة أعوام او اقل هربا من ظلم العثمانين هربهم هذا لم يكن نهاية الماساة بالنسبة لهم، بل قمة المأساة هو عدم مقدرتهم على اطعام أختهم التي كانت رضيعة مما حدا بوالدتهم ان تقوم بدفنها حية و امام اعين اخوتها ! وسار بهم الطريق رغم كل الصعاب الى ان وصلو عنكاوا وكما يذكر لنا جدي انهم تعرفو على وجود قرية مسيحية قريبة من خلال سماع صوت أجراس كنيسة مار كوركيس وحين قصدوا عنكاوا أخذ اهالي عنكاوا يتعاملون معهم كأبناء عنكاوا ومن خوفهم عليهم لئلا يتعرف عليهم الجندرمه لان الشخص الذي اسمه وارتان يعني ان هذا الشخص ارمني تم تبديل اسمه من وارتان الى عطو وقد واصل حياته في عنكاوا بعد ان تزوجة بعنكاوية ويذكر ان اهالي عنكاوا كانو يحبونه كثيرا ببساطته وطيبته . اليوم وبعد مائة عام نستذكر هذا الانسان العظيم مع ملايين اخرين بين شهيد ومشرد دون ذنب سوى انهم مسيحيين ومن قومية مختلفة دفنوا بدون قبور تشهد لهم وتوزعوا في كل بقاع الارض دون معرفة من هم أقاربهم تاركين ارضهم لاخرين من دون اي حق،  اليوم وبعد مائة عام من التطور التكنلوجي وحقوق الانسان نتعرض نحن المسيحيين لنفس الإبادة على أيدي الإرهابيين والمجرمين واخرهم داعش الذي افرغ قرانا وبلداتنا من سكانها الأصليين كما حدث قبل مائة عام، لكننا هذه المرة مهما تزداد قوة الظلم و القتل ، مسيحيتنا باقية في الشرق كلنا ايمان بانه لن يأتي يوم ويفرغ الشرق من اصله المسيحي هكذا كانت بدايتنا شهادة من اجل البشرية بدأها ربنا يسوع المسيح من على الصليب من اجل خلاصنا واليوم نحن مستعدين لهذه الشهادة من اجل ايماننا الذي نستذكر اجمل شهاداته اليوم إبادة الأرمن والكلدان والسريان والاشوريين قبل مائة عام

ستيفان شاني
٢٤/٤/٢٠١٥
الذكرى المئوية لابادة الأرمن




غير متصل falpatty

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 393
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قصص مرعبه من ضحاياالمجازر الدمويه وكذلك الناجين منها  ومن ضمنهم جدك الطيب والمعرف لدى كل اهل عنكاوا ... كنت اعرفه وابناءه في عنكاوا  كم كان انسانا صادقا  الرحمه والغفران الى روح جدك الطيب ....                                                            حقا تعد من اكبر جرائم الاباده الجماعيه الجينوساد للجنس البشري في القرن العشرين ارتكبها المجرمون من الجندرمه والجيش العتماني راح ضحيتها مليون ونصف ارمني ونصف مليون اشوري كلداني وسرياني وعدد كبير من مسيحي تركيا من اليونانين .. ومن المفارقات العجيبه رغم اعتراف العالم في هذه الاباده الجماعيه الا ان الحكومات التركيه ومنها حكومة اردعان الاسلاميه تنكر حدوث مثل هذه المجازر التي ارتكبت من قبل اسلافهم المجرمون من الجندرمه والجيش العثماني ....مع خالص تحياتي
  فريد قرياقوس داود