من فن الاعلام الحزبي لشعبنا المسيحي, ع.. ا.. 1966 مثالا
في سنة 1983 كنت منتدبا من الخدمه العسكريه للعمل في فندق الرشيد في بغداد في المكتب الامامي. حدث انه في احد الايام وردت مكالمه طارئه فرضت على وزير الاعلام يومها لطيف نصيف جاسم الذي كان في اجتماع مع وفد اجنبي لترك الاجتماع للتحدث مع (عمنا) كما قال المتحدث على الطرف الاخر من الهاتف. اوصلت المكالمه الى احد المكاتب الخلفيه للمكتب الامامي ووضعت بعض الاوراق البيضاء والاقلام على المكتب واغلقت الباب لخصوصيه المكالمه. بعد انتهاء المكالمه, خرج الوزير وهو يقطع الورقه التي في يده الى قطع صغيره ثم رماها في سلة المهملات وعاد الى اجتماعه.
راودتني فكره جنونيه وخطره في حينها لم استطع منع نفسي من تطبيقها وهي ان اجمع القصاصات واعرف ما كتب فيها. وفعلا قمت بذلك واستطعت ان اعرف بان (عمنا) قد امر الوزير ان ينشر خبرا (استغربت حينها كون الخبر مخالف للمتعارف عليه من ان الاخبار يجب ان تحيي بطولة القائد) على ان ينشر الخبر في جريدة الراصد او العراق التي نظريا لها بعض الاراء المعارضه او لنقل غير سائره في خط الثوره بطلاقه. فكرت بالامر كثيرا واتضح لي بانه حتى الانظمه الفتيه والتي عادة ما ترفع اسمى الشعارات الاخلاقيه تستطيع بل فعلا تتلاعب في مصدر المعلومه التي تسقيها للمواطن كان تظهرها بانها صادره من جهتها او من جهه مناهضه او محايده.
لم يكن فن التلاعب بالاعلام مقتصرا على الحكومه العراقيه فحسب بل كان ومازال حاله شائعه في جميع الانظمه سواء الاستبداديه او الاشتراكيه وحتى الاكثر ديمقراطيه وعلى جميع الاصعده مما افقد او شكك الى حد ما في مصداقيه الاعلام والخبر. بل وصلت الحاله في بعض الاحيان الى مجابهة الاعلام كما عمل الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش اثناء حملته لانتخابات الرئاسه الى رفع شعار "انتقضوا الصحافه, انتخبوا جورج بوش" وفعلا ورغم الحمله المضاده للاعلام على بوش فاز بوش على الصحافه لنمو الارتياب بمصداقيتها وحصل على منصب الرئيس يومها.
مع تطور الزمن تعلمت ايضا احزاب شعبنا المسيحي فنون السياسه واستعمال كافة الوسائل الممكنه لتحقيق غاياتها ومن ضمنها التلاعب في وسائل الاعلام سواء المرئيه او المقروءه او مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها للوصول الى اهداف تعتقد بانها في مصلحتها. ليس في هذا ما يدعوا الى الانتقاد لانه بما انها حاله يمارسها الجميع فهو حق مشروع لابناء شعبنا ايضا. ولكن ما يدعوا للانتقاد هو عدم ممارسة هذا الحق باحتراف ومهنيه تخدم مصلحة الحزب ضمن مصلحة شعبنا وليس بمعزل عن الاخرين اي لتحقيق منافع مجموعه من المسؤولين في ذلك الحزب فقط. كما انه عدم الاحتراف في هذا المجال انتج تناقضات وفجوات في التطبيق ادت في الكثير من الحالات الى الفشل في الوصول الى الهدف او الى كشف المحاوله فيضطر الحزب الى الاعتذار او اطلاق الاتهامات للتغطيه على الفشل او لتبرئنه من التصريح او الخبر. فعلى سبيل المثال, قام احد الاحزاب بتاسيس موقع مشترك تحت اسم ع.. ا.. 1966 لاستعماله كناطق غير رسمي يقول الحزب على لسانه ما هو في مصلحة الحزب بطريقه غير رسميه ولا يستطيع احد من انتقاد الحزب كونه يظهر بانه بريء من هذا العمل, كما يستعمله للرد على اي تصريح او انتقاد و كذلك للتجريح او توجيه الاتهامات لاية جهه لا تساير مصالح المسؤولين في هذا الحزب, ولكن, كما قلنا, لضعف المهنيه والاحتراف نجد تناقضات وعدم انسجام في الكتابات التي تصدر تحت هذا الاسم فاذا اخذنا على سبيل المثال المقال المنشور تحت هذا الاسم والمعنون "النائب يونادم كنا يشارك في مؤتمر ضد المذابح في يريفان ارمينيا" وعلى الرابط ادناه سوف نجد اللياقه الادبيه وفصاحة الكلام ما يرقى الى مستوى عالي و على درجه من المقدره الادبيه, ولكن على العكس نجد الكثير من عدم التهذيب في مقالات كثيره صادره تحت هذا الاسم والتي يستطيع حتى احدث النقاد من ان يجد الفرق الشاسع على مستوى النقد المعروف على مستوى الغرب بالنقد الملموس والنقد المحسوس. حيث نجد فيه التهجم والتجريح لكل من لا يتفق مع رؤية القائمين او المنتفعين من هذا الحزب وباسلوب ادبي ضعيف. وهذا هو ما يدلنا على ان الذين يكتبون تحت هذا الاسم هم اكثر من شخص ولا يمكن ان يكون شخص واحد حتى لو كان مصابا بالانفصام لان الانفصام يخلق تناقضات اساسيه وليس فقط في الاسلوب الادبي.
كخلاصه, براينا الشخصي, نجد ان من حق العاملين في مجال السياسه من ابناء شعبنا التفنن في استعمال اي اسلوب معتمد من نظرائهم في المهنه على ان تصب في مصلحة شعبنا على وجه العموم وليس لتحقيق المصلحه الذاتيه وخاصة وبالتحديد اذا كان فيها عواقب سلبيه على اية شخصيه او اية جهه اخرى من ابناء شعبنا. كما نرجوا عدم اعتبار هذا المقال تجريحا للقائمين على هذا النشاط الاعلامي الحزبي وانما دعوه لهم لتقييم نشاطهم والارتقاء به الى مستوى الاحتراف ليصب في مصلحه شعبنا. هذا من جهه, ودعوه للاحزاب التي لا تعتمد هذه الاليه للاستفاده منها بشكل ايجابي.
واخيرا, يبقى راينا بان الامل بالخروج من هذه الازمه بالنسبه لشعبنا معقود على همة السياسيين السائرين على خطى الوحده الصادقه غير التسمويه (بارك الله بجهودهم), وليس على دعاة القوميه الذين اطلق عليهم البطريرك الهمام الجليل ساكو ب(القومجيه).
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=779277.msg7382886#msg7382886نذار عناي
anayeenathar@gmail.com