بغداد - وكالة سما بغداد/ سلام العمر
بعد يوم من سقوط مدينة الموصل في حزيران العام الماضي، أوَّل ما شغل أثيل النجيفي محافظ نينوى، خَيل والده "الأصيلة" التي "غنمها" عناصر التنظيم من داره، كشفت تلك الواقعة انشغال النجيفي الحقيقي بأهل محافظته، غير أنّها كشفت أيضاً فضّ الشراكة التي عقدها ابن الحدباء مع التنظيمات المتطرّفة، والتي أدّت إلى تهجير نحو مليون مواطن من أبناء الموصل.
ويتهم أهالي الموصل النجيفي بالتعاون مع التنظيمات المتطرّفة في المدينة، فضلاً عن تسهيل دخول بعضهم، في صفقة لتبادل المنافع والحفاظ على مناطق النفوذ في المدينة.
وقد حمَّل الشيخ عادل الفتيان، وهو أحد شيوخ عشائر نينوى البارزين، النجيفي، مسؤولية سقوط الموصل بيد تنظيم "داعش" وما رافقه من مجموعات أخرى مثل "النقشبندية" و"البعثيين".
وقال الفتيان ان "أهالي المحافظة سيرفعون دعوى قضائية ضد النجيفي لأنه أبلغنا قبل أسبوع من الغزو الإرهابي بأن (داعش) ستحكم المحافظة".ويمضي زهير الجلبي، رئيس مجلس إسناد أم الربيعين، بسرد التفاصيل أكثر عن النجيفي، ويكشف أسراراً ظلّت مخفيّة طوال فترة تسلّم النجيفي لإدارة الحكومة المحليّة لنينوى التي امتدت من عام 2009 وحتّى عام 2014.
ونقل الجلبي عن النجيفي بعيد اجتياح "داعش" للمحافظة، قوله ان "رجال الطريقة النقشبندية تسلموا زمام الأمور في الموصل وانهم يمتلكون خبرة في إدارة الدولة".
وأشار الجلبي إلى أن تصريحات النجيفي "كشفت المؤامرة (النجيفية الداعشية) التي أسقطت الموصل"، وتساءل "من أين يعلم النجيفي بأن (داعش) رفعت أعلامها من على المباني الحكومية التي تسيطر عليها؟".
وأوضح الجلبي أن "تصريحات النجيفي بشأن انسحاب عصابات داعش الإجرامية من محافظة نينوى وتسلم ما يسمى جيش الطريقة النقشبندية زمام الإدارة في المحافظة يكشف حجم التواطؤ والمؤامرة بين النجيفي وهذه التنظيمات الإجرامية".
وعاد الجلبي ليتساءل "من أين يعلم النجيفي بأن داعش ستسلم المحافظة إلى النقشبندية، هل لديه قنوات اتصال بين التنظيمين؟".
وفيما لو أخذت الحكومة بطلب الجلبي، فان التهمة ضدّ النجيفي ستضاف إلى الحكم الذي أصدرته محكمة تحقيق النزاهة على خلفية اختلاس محافظ نينوى 13 سجلاً من سجلات التسجيل العقاري في المحافظة استولى بموجبها هو وعائلته على مئات المباني والأراضي التابعة للدولة.
ويعيش النجيفي الآن عزلة، إذ رفض نواب مجلس محافظة نينوى، في الأوّل من تشرين الثاني الماضي، لقاءه في فندق عشتار على خلفية اتهامه بـ"الخيانة" و"التخاذل" في أداء مهامه إزاء اهالي المحافظة.
وتتسرّب معلومات من الموصل تفيد بأن الخلافات بين النجيفي و"داعش" أدّت إلى قيام التنظيم بكشف خبايا "المهندس"، حيث بث عناصر "داعش" شريطاً يصوّر استيلاءه على ملايين الدولارات وكميات من الذهب من بيت النجيفي، إضافة إلى استحواذ التنظيم على عدد كبير من الخيول التي يقدر ثمنها بملايين الدولارات.
الخذلان الذي ألحقه النجيفي بأهل الموصل لم يكفيه، إذ سارع بالرقص على جراحهم من خلال العودة من بوابة تحرير المدينة من "داعش"، إذ بعد نحو شهرين من اجتياح تنظيم "داعش" للموصل، قال النجيفي ان "مدينة الموصل لا يحررها إلا ابناؤها السنة"، وسارع إلى تشكيل مجموعة مسلّحة من أبناء المحافظة مدعياً انهم بـ"الآلاف" في محاولة للحصول على دعم مالي وسياسي من واشنطن وانقرة وبعض دول الخليج، لكنه بعد أن يأس من وصول ذلك الدعم، لجأ الى مغازلة قادة إقليم كردستان بالقول ان "الموصل لا يحررها سوى الجيش وقوات البيشمركة"، وحينها أطل من على قناة سكاي نيوز عربية وقد وضع خلفه علم اقليم كردستان العراق بدلاً عن العلم العراقي.
إلا أن النجيفي عندما أيقن أن قادة الاقليم غير مستعدين لاشباع طموحاته عاد إلى حضن واشنطن ليعلن في مطلع أيلول الماضي أن "الموصل لا يحررها الا القوات العراقية والحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر"، لكنه استدرك في أمل الحصول على دعم البيت الأبيض "لكن بإشراف ورقابة المجتمع الدولي".
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3802883