المحرر موضوع: كلمة رثاء ووفاء... من صديق محب لصديقه وابن اخته  (زيارة 687 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عادل فرج القس يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 473
    • مشاهدة الملف الشخصي
كلمة رثاء ووفاء... من صديق  محب لصديقه وابن اخته



صباح" يا صباح يا من رسم اسمه على كل مصباح وعلقت صورته على كل عمود للكهرباء
من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه أهكذا يكون جزاء الاخلاص للبلد والعباد
والله الكتابة عن رحيلك ليس صعب فقط بل هو اصعب من الصعب --!! اين لي العقل ليساعدني  ولكن كتبت لأن رثاؤك دين اي دين 
ها قد مرت الليالي والأيام والسنين عجالة فكبرنا وكبرنا ليس بعدد سنوات العمر التي عشناها بل بالمتاعب والمصاعب التي مرت على حياتنا ومن ثم تلتها الامراض و— هي التي كبرتنا وليس بعدد سنوات عمرنا التقليدية  -- !!  البارحة  كان  فراقك عنا أيها الصديق  الغالي الحبيب صباح --   سيبقى مكانك --!!   أخضرحبنا لك وفيك، والوفاء لذكراك يعمر قلبي ويحرك مشاعري، إن يوم الاثنين المشؤوم 8 حزيران 2015 ، لهو يوم حزين عليّ وعلى عائلتك وعلى أهل بيتك وأحبائك، في هذا اليوم كان رحيلك عنا أيها الأخ الطيب الوفي--  طيب الله ثراك ومثواك الجنة بين الملائكة والقديسين ، يا من كنت بطلا  تملأ السمع والبصر، وتملأ دنيانا بهجة وسرورا، وفي هذا اليوم أرى من واجبي الوفاء لك يافقيدنا الغالي وأن نعطيك بعض من  حقك، تكريما لمسيرتك التي قضيتها في هذه الحياة مجاهدا،قولا وفعلا من اجل عائلتك وابناء شعبك والوطن -  أخي الغالي  نعم ... لقد فارقت الحياة جسدا، وظلت روحك باقية فيّ  وفي أحبائك وفي كل زاوية من زوايا البيت، وفي كل مكان وطأته أقدامك  أخي العزيز...سنبقى ننهل من أنفاسك الطيبة، ونتذكر صوتك العذب الجميل حين يصدح و بذكر امنا العذراء وابنها الرب يسوع المسيح والملائكة والقديسين والتي ما فارقت شفتيك في  غالبيةأحاديثك الخاصة والعامة  لقد رحلت عنا، وبقيت ذكرياتك عالقة في أذهاننا وأرواحنا، وستبقى ذكرياتك بعبقها الإيماني حاضرة في حياتنا.أخي... لن أنسى روحك النبيلة، وأفعالك الطيبة، إذ كنت واصلا للرحم، دؤوبا على الصلاة والايمان ، إلى أن أقعدك المرض.والله لقد كنت مثال  الرجل المكافح في هذه الحياة وبقوة ايمانك تغلبت على كل المصاعب التي واجهتك واعاقة مسيرتك بسبب مرضك اللعين ، فقد نشأت في  بلدة القوش العزيزة  بارا وواحدا من أبناء العراق المخلصين، واصلت تحصيلك العلمي في مدارس القوش ، وبعد إنهاء دراستك الثانوية في القوش ، رحلت الى بغداد  و اكملت الجامعة التكنولوجية وتخرجت منها  ( مهندس  كهربائي ) و التحقت بالعمل في وزارة الكهرباء ، ثم بدأ عطاؤك  لكل من حولك، فقد عرفك الناس بحسن الصحبة والأخوة وحسن السيرة والسلوك، والتواضع، تنفتح لرؤيته النفوس، وترتاح له القلوب، ولا تنسى الناس  تضحياتك الجسيمة الجبارة في توفيرالكهرباء  في اخطر واصعب الضروف --   لك الذكر الطيب والمديح في اللقاءات بهذا الخصوص --   والاهم من هذا كله ان تضحياتك هي رصيد لك عند ربك العظيم ، إلا أن الموت المكتوب على جبين العباد لم يمهلك لكي تواصل عطاؤك  في دروب الخير وان تتهنى بزواج عزيزك الغالي وسام---  ومدللتك الغالية  هالة التي كان متوقع ان تكتمل فرحتها  قريبا جدا و ان تواصل مع زوجتك وبناتك الذين قل نظيرهم في الحب والتضحية لرمزهم وخيمة بيتهم لابل وايضا سلوة وراحة وافتخار لشقيقتك سعيدة التي كنت كل شىء في حياتها لها نطلب من الرب ان يعينها ويصبرها على مصابها الأليم هذا  وكنت مصدر عز وافتخار لأخوانك سعيد وصبري وسلام وعصام  وأخواتك صبرية ومنى ولعوائلهم وابنائهم جميعا ---- -- لكن --- لن يمهلك الموت الحقير اللعين--!!  ولذلك شعر الجميع بالخسارة العظمى لرجل عرف بينهم بالحكمة  بالطيبة والتسامح ودماثة الخلق--!!   ودعك الجار والصديق وبني البشر  . ودعتك الطيور وأغصان الشجر ودعك الطفل الصغير وأزيز المطر  من مثلك يا أخي وعزيزي  على مرضه صبر من مثلك في الهيبة أقتدر  كنت غفورا صبورا كنت كالأسد منذ الصغر   رحلت عنا والقلب من الحزن انشطر  رحلت باكرا ليتني كنت انا مت قبلكم  جميعا (أقصد قبل  والدي وأخوتي وانت ووالدتي واختي والآخرون  )  لافتديكم في القبر كثيرا تمنيت ذلك واعتقد انها امنية كل محب وعاقل لكي لايتعذب عند موت عزيز عليه    والله أنا منْ مات،   أنا من لقى الموت مرتين عند موت كل واحد منكم –الموت كأس مرّة لاتذوقه النفس منها مرتين  لكنني اذوقه -- !!! انت علمتني ترك الآسى وان  كل الزين منتهاه الموت 
 وفي الختام لايسعنا القول سوى ان للله في خلقه شؤون وان نتذرع الى الباري الله عزوجل ان يرحمك برحمته الواسعة وان يسكنك فسيح جناته ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان -
 وختاما... أتوجه بالشكر الجزيل لكل من واسانا في مصابنا الأليم هذا
 .
صديقك وخالك           
عادل فرج القس يونان
9 حزيران 2015