الاستاذ والفكر والكاتب القدير تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
احييكم على ما تطرقت اليه في مقالكم القيم وتحليلكم للواقع. استاذ العزيز نعلم ام لا نعلم بعضنا البعض، واعتقد ان ساستنا يتعمدون وبجدارة قلة الفهم، ان الحقيقة التي باتت اقوى من اليقين ويجب لاحزابنا القومية الاعتراف بها. ان شعبنا لم يعد يتحمل هذا العبء. وواهم من يعتقد ان هذه القاعدة المستحدثة، لا تنطبق على شعبنا. اننا نعاني كباقي الشعوب المضطهدة والمظلومة، واذا كنا ومازلنا نحبو ببطىء، انا اراه شديد ومتحمس الى التطلع والتجديد نحو مستقبل افضل، ولابد في هذه المرحلة التي نمر بها علينا جميعا ان نرفع شعار انهاء الصراعات الداخلية الحزبية، وبلا شك جديرين بان تحترم ارادة شعبنا، والذي حاول البعض بشتى الطرق الملتوية سرقة احلام امتنا وتطلعاتها ، بالرغم من تزايد رايات الحزبية المبعثرة والخطابات المسكنة، والتي غالبا ما يرددها بعض ساستنا اصحاب الفكر والعقلية البائسة والبصيرة الضيقة. نحن كامة تستحق الحياة والاحترام، لكثرة ما عانته وفي مجالات عدة، واذا كنا اليوم نخاطب احزابنا القومية التي ما زالت لا نفهم دورها الحقيقي على الساحة القومية، وهل وجدت احزابنا لخدمة قضيتنا وشعبنا، ام العكس هو الصحيح، فانما نريد لها ان تفيق من سباتها المصطنعة. فجدير بنا ان نسال سياسيينا، لا بل ونحاسبهم ماذا فعلوا بقضيتنا ووحدتنا القومية وحريتنا بالعيش الرغيدة على ارض الاجداد؟. ولا اظن ان اي من ابناء شعبنا سعيد بهذه الاوضاع التي يعيشها وتعيشها امتنا، ولا اظن ان شعبنا سعيد ايضا بقوانا السياسية وبسلبياتها المطلقة ،والتي كدنا او اعتدنا فعلا عليها منذ ان تشكلت وعملت على الساحة السياسية. نعم وللاسف الشديد وصل بنا الحال والاحوال لدرجة اننا اصبحنا نخجل ونحن نعدد اسماء والاعداد احزابنا ونقارن افعالها وانجازاتها بين الماضي والحاضر. اعتقد ان الوقت حان لتفهم كل قوانا السياسية القومية، ان شعبنا قد سئم الخطابات والشعارات والنفاق الدائم والتنظير الردىء ولغة الاستجداد وطلب المعذرة ان كانت قد وجدت اصلا في قاموس الاعتذار. حان الوقت لاحزابنا ان تكون في خدمة شعبنا وليس العكس، حتى نعلم فعلا انها احزاب قومية تخدم القضية. قد يستعصي عليهم ان يحققوا الاكثر، لكن لن نلومهم لمعرفتنا التامة بحجم التحديات التي يواجهونها على صعيد العمل القومي والسياسي، ولكن لا نقبل بان تكون هناك صراعات وتناحرات في بيتنا الداخلي مستمرة، وبالتالي عليهم ان يفعلوا ويقدموا عطاء حقيقي ووجهة اخر للقضية يرضى بها شعبنا. وختام القول اذا ارادت احزابنا القومية جادة الصواب، فالعنوان مازال قائم وليسروا خلف شعبنا ولا ينتظروا اضاعة المزيد من الوقت والجهد، لان شعبنا وتضحياته اكبر منهم ومن امانيهم الضيقة. ومرة اخرى علينا جميعا بان نردد كفانا انقساما وتشتتا. والله من ورا القصد وتقبل مروري والرب يرعى امتنا وشعبنا من اي مكروه وشكرا
اخوكم
هنري سركيس
كركوك