المحرر موضوع: ܓܕܫܐ ܐܬܘܪܝܐ / احداث آشورية ما بين موقعة ديره بون ومجزرة سميل عام 1933  (زيارة 2522 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أحداث آشورية ما بين موقعة  ديره بون ومجزرة سميل من عام 1933

آشور بيث شليمون

توطئة :

بمناسبة يوم الشهيد الآشوري  السابع من شهر آب أقدم كتابتي هذه والتي فيها أسلط الأضواء على مجريات الأمور خلال  صيف عام 1933 وما أعقبها من أحداث مأساوية مع ما كتبته بالحرف الواحد ولأول مرة عن شهداء أمتنا الآشورية والتي تم نشرها في مجلة مهاديانا/ الهدى، لسان حال منظمة / The Assyrian National Effort  العدد لشهر أذار 1969 حيث قدمت اقتراحا بإختيار يوم للشهيد الآشوري و في الإجتماع الدوري لعام 1970 للإتحاد الآشوري العالمي تم تصديق وتثبيت السابع من شهر آب كي يكون يوم الشهيد الآشوري للمزيد يرجى العودة الى مجلة كوكبا آثورايا / Assyrian Starالعدد الثاني ( صيف ) عام 2002م  وآشورية 6752 .
واليوم، كأن التاريخ يعود بنا الى الوراء وشعبنا يمر في محنة جديدة وداعشيو الماضي يعودون من جديد لكي يعيثوا في أرضنا الفساد والشر المستطير وأمتنا تدفع الثمن غاليا نفيسا وليس من رقيب أو حسيب مع الأسف الشديد رغم أن العالم كما يقال غدا قرية والأحداث هي بمتناول الجميع في عصرنا عصر الإنترنيت!!!
....................

لم يمض إلاّ أعوام على ما أصاب أمتنا الآشورية من مجازر ومآس خلال الحرب الكونية الأولى حيث راح ضحيتها الآلاف من القتلى مع تشريد شعبنا حتى جاءت النكبة الأخرى، مجزرة القرى الآشورية -  سميل وقريناتها في شهر آب عام 1933 حيث راح ضحيتها عدد لا يستهان به من أبناء شعبنا الأعزل على أيدي قوات بكر صدقي، قائد المنطقة الشمالية للجيش العراقي من أطفال، نساء وشيوخ بعملية بشعة ترتعض لها الفرائص وتندى لها الجبين .

في وقت مرتكبي الجريمة النكراء بقيادة بكر صدقي الكردي استقبلوا في بغداد استقبال الأبطال، وهنا بالمناسبة ليس لدينا إلا مجلة واحدة التي نشرت الحادث مشكورة تحت عنوان – المسألة الآشورية - وهي مجلة المسرة، لسان حال الكنيسة الكاثوليكية في بيروت – لبنان ، في عددها الجزء التاسع والمؤرخ في تشرين الثاني  1933.

كما هناك بناء لرواية عمي المرحوم يوسف الذي مع والدي وعمي  كيوركيس شاركوا مع الآخرين من عشيرة تخوما واقتحموا تحصينات وخنادق جيش بكر صدقي في وصف الحادثة وكيف أنزلوا الهزيمة في صحيفة أرمنية مفادها بالحرف الواحد:

" إن الثعلب بكر صدقي نجا من قبضة الآشوريين الأشاوس – في معركة ديربون - ليفتك بدجاج القرية الآشورية الآمنة – سميل كي يقوم  بمجزرة بشعة لشعب أعزل من أطفال، نساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة!"

تداعيات معركة دير بون/ ܕܝܪܐ ܕܐܒܘܢܐ

بإيجاز كانت الحكومة العراقية تجري مباحثات مع البطريرك مار شمعون حول استيطان قسما من شعبنا الآشوري الذي تحت جرائم الترك والكرد أخلوا منطقتهم الجبلية في هكاري والتي غدت فيما يسمى تركيا بعد ترسيم الحدود وفق معاهدات  بريطانيا التي أبرمتها كونه ليس بطريركا فحسب، بل رئيسا للأمة الآشورية .

ولكن لسوء الحظ أن تلك المباحثات تعثرت ولم تثمر بشيء والتي أدت الى خديعة استدعاء البطريرك الى بغداد ومن ثم وضعه تحت الإقامة الجبرية لكي يتسنى لحكومة بكر صدقي  اتمام السيناريو الخبيث كما رواه  الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي في كتاب حديث له (الآثوريون – مركز الموسوعات العالمية – لندن 1999 ) صفحة 79 أقتبس:

" ومن هذه المنطلقات اندفعت الحكومة وأنصارها في حملات دعائية رسمية ... فقد نشر في الصحف العراقية أكثر من 80 مقال افتتاحي تدعو الى القضاء على الآثوريين وإبادتهم وزعيمهم مار شمعون. ثم عمدت الحكومة الى اختلاق الأحداث وافتعال الوقائع وتلفيق الأقوال الخ ... ".

بنفس الوقت كانت هناك جهود حكومية وبريطانية لإقناع البطريرك الذي لم يرضخ لمطاليب الحكومة والتوقيع عليها ما لم يتم الإجابة الى بعض من الإستفسارات الضرورية التي قدمها لحكومة صاحب الجلالة ملك فيصل. لذلك طلبوا ( المسؤولون العراقيون والبريطانيون ) ا من كل المغفورين   لهما ملك لوكو شليمون بدوي  وملك ياقو اسماعيل وغيرهم على سبيل المثال المطران يوسف خنانيشوع وملك أندراوس من عشيرة جيلو( الأخيران رفضا الإشتراك لاسباب معينة ) للذهاب الى بغداد لإقناع البطريرك وتصفية القضية في وقت وبدون سابق انذار  تم بعدها اعتقال البطريرك لأسباب لا محل لها واتهامه هو وأتباعه كان القيام بالتمرد والعصيان.
وهنا، جدير بالذكر أن الشعب الآشوري كان منقسما على ذاته في مجموعتين كبيرتين *، الأولى مجموعة البطريرك التي لها شروطها ومطاليبها الخاصة لضمان حرية وسلامة شعبنا ، والمجموعة الثانية – مجموعة ملك خوشابا والموالية للحكومة العراقية .

أما عن ذهاب كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو اسماعيل الى بغداد، وبعد علمهما بالقبض على البطريرك ووضعه تحت الإقامة الجبرية كانت إيذانا لهما قد يكون مصيرهما نفسه في بغداد أيضا، لذلك بعد الإجتماع ببعض من قادة الأمة الآشورية العدول عن ذلك، والذهاب غربا الى سوريا بناء لأوامر البطريرك مسبقا حول نزوح شعبنا برمته الى ذلك البلد.
 لذلك كان نتيجة الإجتماع هذا،  إذن أن يذهبا كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو اسماعيل الى سوريا والتشاور مع السلطات الفرنسية هناك ومن ثم بعدئذ سيكون القرار النهائي لمصير شعبنا.

ومن الجدير بالذكر، أن الملك فيصل بحكمته وبعد نظره الى كل هذه الأمور ألّح في  رسائله من أوربا حيث ذهب للإستشفاء – سويسرا ، على الحكومة باطلاق سراحه ( أي للبطريك ) والسماح له العودة الى مقره في الموصل. ولكن الحكومة لم تأخذ برأي الملك لأسباب عدة منها أنها كانت كما جاء ذكره  في كتاب الأستاذ – عبد المجيد حسيب القيسي المنوه عنه أعلاه كونها ترغب فعلا وقوع صدام مسلح مع الآثوريين لتستفيد منه في التغلب على المشاكل التي كانت تواجهها داخليا.

وبناء لمذكرات المغفور له ملك لوكو شليمون بداوي/ بيث داود المنشورة حديثا في كتاب ضخم له    باللغة الإنكليزية Assyrian Struggle For Survival-  2012  يذكر في الصفحة 337 بما يلي:

" لقد أخبرهم البطريرك مار شمعون بأنه قد توصل الى اتفاق مع السفير الفرنسي في بغداد حول امكانية قبول هجرة الشعب  الآشوري الى سوريا . والمغفور له ملك لوكو شليمون يذكر بعدم صحة الخبر لدى مقابلتهما الضابط الفرنسي ( ملازم ) ألفونزي في مقره ب- عين ديوار الحدودية مع العراق، والضابط المذكور أخبرهم ( للملك لوكو وملك ياقو )  حول اعلام الحاكم الفرنسي العام  الموجود في بيروت في برقية عاجلة وجواب الحاكم الفرنسي للملازم ألفونزي في اليوم التالي كان : إن الحكومة الفرنسية لم تسمع من البطريرك مار شمعون ولا من أي شخص آشوري آخر حول الموضوع! "

والآن لنقتطف ما قالته – مجلة المسرة بهذا الخصوص حول الواقعة أي موقعة ديربون :

"  على أن فريقا منهم نزحوا  الى الحدود السورية حيث سلموا أسلحتهم الى الفرنسيين. وقيل أن عددهم قد ناهز 1300-1500 . فتعقبهم الجيش العراقي وطلب من الفرنسيين ارجاع النازحين الى أوطانهم ... بعد مباحثات استغرقت يومين تعهد العراقيون خطيا أنهم لا يمسون الآشوريين بأذى ... ولكن عندما خاض النازحون نهر الدجلة قاصدين الضفة العراقية ، وإذا بالجيش العراقي موقّع التعهدات يباغتهم في وسط النهر بنار حامية من البنادق والرشاشات فشعر الآشوريون عند تحقق الخيانة ... فشجع بعضهم بعضا وقطعوا النهر تحت وابل من الرصاص وهاجموا الجيش كالأسود فدحر أمامهم وانكسر شر كسرة. "

وتستطرد المجلة بالقول، أن الحكومة أعلنت الجهاد للقضاء على الآشوريين ... فكانت النتيجة أنهم لم يشفقوا على الأطفال ولا على النساء . وإن الدماء البريئة سالت في جميع القرى حيث أعملوا فيها السيف والنهب والحريق. 
وبالمناسبة كتب المراسل اللندني لجريدة – الطان واصفا هذه المجزرة قائلا:
" على أن المدة لم تطل حتى انتقم الجيش العراقي لنفسه من الأنكسارات التي لحقت به ... فدخلوا القرى بعد أن جردوها من سلاحها وجمعوا الآشوريين وقتلوهم بالحراب والعصي والسيوف ... والمسؤول عن هذه المذابح هو رجل يدعى بكر صدقي بك الذي منحوه لقب باشا بعد " انتصار " الجيش العراقي وعودته الى بغداد ."

ليس بخاف على أحد ان هناك الكثيرين كتبوا عما حدث في مطلع آب من عام 1933ومنهم المؤرخين العراقيين من عرب وكرد، أهمهم السيد عبد الرزاق الحسني لهذه الأحداث من كتابه الوثائقي القيم ( تاريخ الوزارات العراقية ) في طبعته الأولى عام 1934.
وهنا أقتبس ما قاله الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي عن عبد الرزاق الحسني في كتابه المذكور أعلاه ( الآثوريون ) :
"  ورغم أنه عاصر( أي الحسني )  الأحداث وشهدها عن كثب فإنه لم يسجل لنا منها شيئا ولم ينقل لنا إلاّ ما كانت الحكومة تردده من مزاعم وأقوال، وإلا روايتها للأحداث تبريرها للأعمال وتبرئة نفسها وجيشها من دماء الآثوريين وإتهام الإنكليز بها . "

أما عبد الرحمن البزاز – العراق من الإحتلال حتى الإستقلال – رغم أنه رجل قانون قدير نراه ينساق وراء الأوهام والكرامة ومشاعر الصداقة والعقيدة .... فيندفع الى تجاهل واقع الحال والقفز فوق الحقائق كما وصفها الأستاذ عبد المجيد القيسي الى حد الإنكار ما جرى بالآثوريين من إبادة وقال ما – سمي بمذابح الآثوريين – إنما كان نتيجة تواطؤ الصهيونية والمسيحية ضد الدولة الإسلامية العربية ويعني بها المملكة العراقية، وهي تسمية لم يقل بها أحد غيره من قبل ومن بعد. ولكن على الرغم من ذلك، كآشوريين نشكر السيد عبد الرحمن البزاز الذي عاد فإعترف في الطبعة الثالثة من كتابه الصادرة  عام 1967  بدور الجيش بمذابح الآشوريين .

كما هناك كاتب آخر وهو السيد سليم طه التكريتي الى حد الخيانة العلمية كما جاءت في كتاب ( الآثوريون ) وعلى لسان الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي بقوله أن المذكور أخفق في ترجمته لكتاب ( العراق 1900- 1950 ) لمؤلفه المستر لونكرك  حيث تم حذف خمس صفحات كاملات ومن دون الإشارة الى ذلك أو تبرير أو اعتذار وهذا ما نعنيه بالخيانة العلمية !

والجدير بالذكر، أن الحكومة العراقية دأبت مع المؤرخين العراقيين على القاء التهمة والتبعة في الأحداث المشؤومة دائما على عاتق البطريرك مار شمعون ومنهم – الحيدري، الذي جاء على حد زعمه بأحكام  قاطعة ثلاثة:

الحكم الأول، إن البطريرك لعب دورا كبيرا قبل حدوث الصدام وبعده .
الحكم الثاني، إنه كان أداة طيعة بأيدي البريطانيين والفرنسيين والمبشرين الأميركان.
الحكم الثالث، نفذ ما أرادت منه الجهات المذكورة في الحكم الثاني علما انه لا يخدم مصالح قومه، بل يكفي بخدمة مصالحه الشخصية.

إن الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي جاء بخلاصة هذه في كتابه ( الآثوريون ) وكما هو معروف جيدا من انه شخصية عراقية شريفة بنفسه مدحضا ذلك وقال بالحرف الواحد:

" إن استعراض الأحداث وتحليلها بموضوعية وحياد ينفي وجود عمل ملموس أو دور محسوس للبطريرك مار شمعون في أحداث شهر اب من عام 1933."


كما هناك كاتب بريطاني آخر الذي كان في قلب الأحداث وشاهد عيان لها وهو العميد / Lt. Col R. S. Stafford   الذي شغل منصب المفتش الإداري للواء الموصل الذي كتب حول الموضوع تحت عنوان The Tragedy Of The Assyrians , George Allen & Unwin Ltd , Museum Street , London 1936  ولسوء الحظ ان الحكومة العراقية منعت الكتاب من دخول البلاد.

والى جانب هؤلاء هناك من قام بكتابة لاحقا حول الموضوع ألا وهو ابن الشوفيني العربي من أصل سوري ( وفي أحدى النشرات يدعي أنه من مواليد صنعاء ) وهو ابن الأستاذ ساطع الحصري ( خلدون الحصري) والذي سار على نفس المنوال  للكتاب العراقيين في إحدى المجلات المعروفة وهي The Journal of the  Middle Eastern  Studies  هنا أقتبس ما قاله باللغة الأنكليزية  عن القضية الآشورية بدون حياء:
"  The hero of the hour was not Faisal ( king ), but the Iraqi army and its Commander   in the north, Bakr Sidqi .”
بما معناه: إن البطل الحقيقي للساعة لم يكن الملك فيصل، ولكن قائد الجيش العراقي في الشمال بكر صدقي!


قبل الصدام مع الجيش العراقي

كما جاء  به العميد ستافورد في كتابه – المأساة الآشورية عن  قوة الجيش العراقي المرابط حول تلال جاي بخير بما يلي:

-   4 كتائب  من المشاة
-   4 سرايا  من الخيالة
-   قطعة من المدفعية الجبلية
-   وبالإضافة الى 350 شرطي/ دركي
وبهذا، يكون تعداد الجيش العراقي لا أقل ما بين 2500-3000 مقاتل، مدجج بالسلاح وكل الإحتياجات المطلوبة لجيش يقود الحرب وخصوصا الطعام وهو كما قال نابليون بونابرت- الجيوش تمشي على بطونها!

أما المقاتلون الآشوريون كان عددهم قبل الواقعة 870 رجلا ولكن بعدها انحسر الى حوالي 750 رجل، تحت قيادة كل من ملك/ شيخ  لوكو شليمون وملك/ شيخ  يعقو اسماعيل وفق مذكرات والدي المرحوم شليمون زومايا بينما المرحوم ملك ياقو اسماعيل يضع العدد الى 550  مقاتلا.  كما هناك اختلاف في تسمية المسؤول الفرنسي على الحدود العراقية السورية  في كل من مذكرات ملك لوكو شليمون بداوي وملك يعقو اسماعيل وهذا للتنويه فقط .
أما حالتهم المعنوية كانت ضعيفة جدا، فهم لم يكونوا مزودين  بالغذاء والماء الضروري وخاصة في عز فصل الصيف ولا من ناحية الأسلحة غير البندقية الشخصية وبضع رصاصات محدودة.

بناء لمذكرات والدي المقاتلون الآشوريون عددهم كان  كالآتي:

 
246 مقاتلأ من عشيرة تخوما
15   مقاتلأ من عشيرة جيلو
61   مقاتلأ من عشيرة ديز
240 مقاتلأ من عشيرة تياري
24   مقاتلأ  من عشيرة باز مع
164 مقاتلأ من عشائر متفرقة ويكون المجموع 750 مقاتلا .

أما مجموعة المرحوم ملك ياقو اسماعيل، ليس لدي أي معلومات تذكر، ولكن كما هو معروف ان ملك ياقو، شخصية فذة ومقاتل شجاع جدا، للأسف حصل في مجموعته نوعا من التصدع والبعض منهم عاد من حيث أتى كون هناك بعض من الأشخاص غير مؤيدين له وربما وقعوا تحت تأثير الجهة المناوئة لمار شمعون – مجموعة ملك خوشابا ! وإلى جانب ذلك ملك لوكو شليمون بداوي يذكر في كتابه الذي صدر حديثا والمنوه عنه في مقالي، ان الإتصالات انقطعت بينه وبين ملك ياقو منذ عبورهم نهر الدجلة وهو يستغرب ذلك .


المرحوم ملك لوكوشليمون بداوي، ملك/ شيخ  عشيرة تخوما  قسم مقاتليه  (246 مقاتلا ) الى ثلاث وحدات بقيادة الأشخاص المدرجة أسماءهم أدناه :

أولا، الوحدة الأولى تحت أمرة ملك بيتو من تخوما الداخلية

ثانيا، الوحدة الثانية تحت امرة الرئيس شليمون زومايا بيث شليمون ( والد كاتب المقال )  من بناي ماثا أو كوندكثا- تخوما

ثالثا، الوحدة الثالثة تحت أمرة الرئيس هرمز يونان من مزرعة – تخوما

والآن مع سير المعركة في دير بون

قبل الولوج في الموضوع، هنا سأستعرض بإختصار مجريات الأمور خطوة خطوة:

في البداية، أريد أن نؤكد أكاذيب وزيف الحكومة العراقية، التي ادعت ان الآشوريين العائدين الى العراق  عبر نهر الدجلة كانوا البادئين في مهاجمة الجيش العراقي المرابط على الهضاب والتلال المشرفة على النهر.
وهنا نقول، إذا كان هذا الشعب المنهك بدون غذاء كاف ، لمن الغباء مواجهة  جيش عرمرم وكثير العدد والعدة؟! فإذا صدقت إدعاءاتهم، ألم يكن الأفضل لهم منازلة الحكومة وفي عقر دارها عندما كانوا داخل العراق، حيث هناك كثير من العوامل المساعدة أكثر لتحقيق ذلك؟ ولكن لم تفعل.

-   عندما توجه كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو الى الحدود السورية بناء لأوامر البطريرك، وانتشر الخبر في أوساط شعبنا ، سارع الجميع بالإلتحاق، رغم أن هذين الشخصين في آخر اجتماع لهما كان عليهما  أولا التأكد بنفسهما من  الوعود الفرنسية وعلى لسان سفيرها في بغداد كما أخبرهم البطريرك  ومن ثم سيأخذون الخطوات الأخرى .
-   كما قلنا السلطات الفرنسية جردت جميع أفراد شعبنا من السلاح ساعة دخولهم الأراضي السورية ( تحت الإنتداب الفرنسي ) .
-   المسؤول الفرنسي على الحدود قام بإتصالات مهمة مع القيادة العليا الكائنة  في بيروت، لبنان الذين أخبروه بعدم صدق الخبر حول ما ادعى به البطريرك.
-   عندها كانت هناك اتصالات حتى ضغوطات من المسؤولين العراقيين والبريطانيين بعدم قبول النازحين، بل عليهم العودة الى العراق.
-   كما أن الحكومة العراقية طلبت من السلطات الفرنسية بعدم إعادة السلاح الى النازحين، ولكن المسؤولين الفرنسيين لم يقدموا أي تعهد بذلك- طبعا هم يدركون جيدا مآرب الحكومة .
-   بعد ظهيرة يوم 4 آب الحكومة الفرنسية سلمت الأسلحة لشعبنا وتوجهوا الى الشرق لعبور نهر الدجلة.
-   وجدير بالذكر، أن النهر كان ضيقا وسريع الجريان  وليس سهلا للعبور في وقت الأفراد مدججون بسلاحهم، ما سبب  فقدان شخصين غرقا .
-   إن الحكومة العراقية اعطت ضمانات للمسؤولين الفرنسين على الحدود، في حال العبور لن يصيبوا بأذى للعابرين، وكان سبب إعادتهم .
-   إن الجيش العراقي من المؤسف – كعادة العرب – خانوا الأمانة وصاروا يطلقون نيران غزيرة على العابرين وهم في النهر.
-   عندها أخذ مقاتلونا الآشوريون الحيطة وسارعوا العبور بسرعة وبحالة هجومية .
-   إن الجيش العراقي كما هو معروف متمركز على التلال المشرفة على نهر الدجلة، بينما المهاجمين الآشوريين يتقدمون نحوهم من الأسفل .
-   القيادة الآشورية وخصوصا تحت اشراف ملك لوكو شليمون ، درست الوضع جيدا، وهي العمل بكل سرعة ممكنة لسحق دفاعاتهم قبل ولوج النهار والذي سيكون لصالح الجيش العراقي، كونه مشرف عليهم وثانيا الشمس ستكون في وجه المهاجمين الآشوريين.
-   وهكذا قبل الفجر استطاع مقاتلينا رغم كل الصعوبات أن يقتحموا الخنادق والتحصينات العراقية كلها سقطت .
-   وللبرهان على ذلك ان الحكومة استخدمت سلاح الطيران، وبناء للملك لوكو شليمون، أن الطيارين كانوا بريطانيين .
-   من المؤسف أن الحكومة، كالعادة أدعوا من أنهم هزموا المقاتلين الآشوريين، لو تم ذلك لماذا إذن يلجأون بالثأر والقيام باعمال – داعش والنصرة من تنكيل وقتل الخ في القرى الآشورية ؟!
-   
بناء لما ذكره والدي المرحوم، الريس شليمون زومايا( بيث شليمون ) بأن السلطات الفرنسية في حال نكوص الحكومة العراقية بتعهداتها عندها يمكنكم اللجوء إلينا حيث سنقدم لكم العون والمساعدة المطلوبة، كون الفرنسيين هنا قاموا بعمل إنساني مشروع لجماعة مضطهدة مسيحية.  وهكذا تم بقبول المقاتلين الآشوريين للدخول سوريا مجددا وبعدها هناك يبدأ الفصل الثاني قد نبحثه مستقبلا حول إسكانهم في منطقة الخابور من اعمال الجزيرة السورية.
.........
*   وهنا نضع جدولا بالأسماء لكل منهما


مجموعة البطريرك:      مثلث الرحمات المطران مار يوسف خنانيشوع
                               ملك لوكو شليمون بداوي- تخوما
                              ملك ياقو اسماعيل - تياري
                              القس كيوركيس    - تخوما
                              ملك اندرأوس  - جيلو
                             الريس شليمون زومايا / بيث شليمون ( والد الكاتب ) بناي ماثا/ تخوما
                             الريس هرمز زومايا يونان –  مزرعة/ تخوما
                             الشماس كنو – جيلو
                             ملك داود – تخوما
                             زادوق نويا – أشيتا
                             سيفو كينا  - تياري السفلى
                            الريس بوبو – أشيتا
                            الشماس يوسف إليا – تياري العليا
                            الريس عبديشوع خوشابا -  رومتا
                            الريس يوسف سورو – تياري العليا
                            الريس يوخنا – هلمون
                            الريس وردا أوشعنا – تياري العلي
                            أكوما مخمور – باز
                            هرمز طليا -  باز
                            تالو داود – باز

مجموعة ملك خوشابا:
                            مثلث الرحمات مار سركيس -  جيلو
                            ملك خوشابا يوسف – تياري السفلى
                           زيا ملك شمسدين – تياري السفلى
                           ملك خمو – باز
                           تشيكو كيوو – تياري العليا
                          أوديشو داديشوع -  تياري العليا
                          خيو اوديبشو – أشيتا – تياري السفلى
                          دانيال فرص – جيلو
                         كبريال شمعون – باز
                         شمعون برخيشوع – ليزن السفلى
                         أوديشو لاوندو - - تياري السفلى  ( هذه الأسماء مأخوذة من كتاب المرحوم ملك ياقو اسماعيل، وكما يبدو لا تطابق ما جاء به يوسف ملك خوشابا في كتابه باللغة العربية " حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة" بغداد – العراق 2000)    

المصادر:

الآشورية  -

أشوريون بين حربين عالميتين – ملك ياقو اسماعيل – طبع طهران، إيران 1964
مذكرات – الريس شليمون زومايا( بيث شليمون ) غير مطبوعة وشاهد عيان وقيادي آشوري.
السنوات الصعاب، أوديشو دبرزانا  2003

العربية:

الآثوريون ، عبد المجيد حسيب القيسي – مركز الموسوعات العالمية – لندن  1999
حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة – يوسف ملك خوشابا ،   بغداد- العراق 2000

الإنكليزية :
Yusuf Malek, The British Betrayal of the Assyrians- Chicago,Illinois 1935
Lt. – Col. R. S. Stafford, LONDON 1933
Malik Loko d’Beth-Dawed / Badawi , Assyrian Struggle for National Survival 2012