المحرر موضوع: الى الشيوعيين الكربلائيين .....  (زيارة 1153 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
الى الشيوعيين الكربلائيين .....
[/color]
   رشيد كَرمة
أتابع بإهتمام بالغ ومنذ السقوط المخزي للصنم , النشاط الدؤوب للجنة محلية كربلاء  للحزب الشيوعي العراقي لأعادة بناء قاعدة الحزب الشيوعي التي تعرضت للغدر , على يد جلاد العراق الأرأس ( صدام حسين )..
ولأن تمتع الشيوعيون العراقيون عربا ً , وكرداً , وتركمانا ًوحيثما كانوا على إمتداد جغرافية العراق  بهامش ٍ من الحريةِ كإقامة الإحتفالات والمهرجانات والتجمعات العامة واللقاءات والندوات والأماسي الفنية والغنائية والموسيقية  والسينمائية على إمتداد الفترة الزمنية من ولادة الحزب في الثلاثينات وحتى نهاية السبعينات فإن الشيوعيين في كربلاء والنجف قد ذاقوا الأمرين , عسف السلطة , وعسف رجال الدين , اللذان يدفعان بإتجاه  ولادة ظلم جديد ,, عسف المجتمع  ,, الأمر الذي يترك إثراً مباشرا ً على العائلة حيث هي النواة الأولى لأي مجتمع ,,وبدل ان تكون  العائلة وأركانها  عوناً للنشئ الجديد بمساعدته على شق طريقه مع متغيرات الزمن وأعباءه , نراها تضيف ( كومة ً) من الفرمانات على البنين والبنات تحت مظلة الحفاظ على الموروث الديني بجانبه السلبي طبعا ً. ومع كل  ـ الضغوطات الأجتماعية ـ  من الممنوعات والمحرمات التي ما أنزل الله بها من سلطان فلقد نشأ وعلى مدار التأريخ عدد غير محدد من شيوعيين ( كربلائيين ) أكفاء في إختصاصات مهمة ومتعددة وهم بمجملهم مناضلون رائعون يحتذى بهم تمتعوا ولا زالوا بروح التواضع والتلمذة الشيوعية .
 ولاشك ان الدكتاتوريات التي حكمت العراق ومنها الدكتاتورية العاتية  البعثية لم تدخر جهداً في إيذاء الجميع ولم تستثني شيوعيي  تكريت وهيت وعنه او راوة من الأذى والتنكيل , الآ ان القيود التي تفرض على المدن الدينية ( النجف , كربلاء ) تكاد تكون مضاعفة فكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء , وكل تبحر في الدين كفر , وكل قراءة جادة ٍ زندقة , وكل متابعة ٍنقدية ٍهرطقة ٍ, ولابد ( لرب ) العائلة من تطبيق اصول وفروع الدين بالقوة المفرطة على الأبناء والويل والثبور لمن عصى ,  ناهيك عن العزل الإجتماعي بين الجنسين ومع كل هذا وذاك برهنت المرأة الكربلائية على قدرتها في التعامل مع متغير التنوير في كل الظروف , حد أنها حملت السلاح تدافع عن نفسها وعن قيم ٍسامية ٍآمنت بها ... كما ان أساليب عمل الشيوعيين الكربلائيين محفوف بالمخاطر في كل الأوقات  , فالمجتمع كله رقيب , العائلة والجيران والمدرسة والمصانع  والمزارع وورش العمل , إضافة الى عيون الدولة و طلاب الأمر بالمعروف وغيرهم  ومع هذا فان الفكر الشيوعي لا تعوقه السدود فلقد تبناه الكثير من شبيبة وطلبة وعمال وفلاحين وكسبة  نظرا ً لما يضيف للناس من رجاحة العقل والمنطق والشعور العالي لمسؤولية الأنتماء للوطن , وكم من خطيب متدين تعاطف مع هذا الفكر من على المنبر وان بشكل غير مباشر وكم تعرض هؤلاء من قمع عائلي , لذلك كان الشيوعيون في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء يبتكرون طرقا وأساليب في نشر ثقافتهم ولعل إستغلال يوم الشهيد الشيوعي هذا العام يندرج في هذا الإطار ,وكان مثار إهتمام الجميع , عدا إستثمار العزاء الحسيني والطقوس في الأشهر محرم ورمضان  , ولابد من عودة الى مجد التأريخ حيث مثل عزاء العباسية الشرقية تظاهرة تفضح الظلم وتدعو الى الشجاعة والعدالة الإجتماعية والإستبسال حد التضحية والشهادة كما الحسين.                                                                                 ولقد برهن التأريخ أن الحكومات المتعاقبة وبدعم من رجال الدين المتزمتين  كانت قد هادنت الجميع بالعمل السياسي بشكل من الأشكال (إلا ) التيار اليساري وتحديدا الحزب الشيوعي العراقي وكل من له علاقة بهموم الوطن من منطلق حضاري وعلمي فهذه عند الدكتاتوريين من المحرمات. وهذا مما حرم الحزب من جماهير هي في الواقع بأمس الحاجة اليه لأنه خير من يمثلهم ويدافع عن حقوقهم. ومن هنا تأتي اهمية العمل المضني ليس فقط من الشيوعيين الذين لازالوا في التنظيم وإنما من كل الخيرين الذي انهلوا معرفتهم من أدبيات الدفاتر الماركسية _ اللينينية ومن أدبيات تراثنا الزاخر والعامر بنضال الكادحين الذين حركوا التاريخ كما قال هيغل .
واليوم وإذ يخضع العراق لإحتلال مُركب ٍ ومريع وتشيع في أرض الرافدين لغة القتل والدمار , يمتد المحظور الذي كان وقفا ًعلى الأماكن الدينية الى كل جغرافية العراق , وهذا مما يعيق عمل الشيوعيين في كل مكان , ومن هنا يُطرح السؤال ,كيف تمكن الشيوعي الكربلائي في ظل مثل هذه الظروف ان يديم زخم التنظيم والمطالعة والإتصال مع الغير ؟, ماسر تفوقه وإصراره ؟ من أين له هذه الإرادة حتى يصل الى مواقع القيادة في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب ؟
أجوبة بحاجة الى قراءة متعقلة وهادئة , اتمنى ان يشاركني الآخرون بها ..وممن هم خير من يحتذى بهم من الشيوعييين الكربلائيين الذين لازالوا في أوج عطائهم , في شرق ألأرض ومغاربها ... ولربما اوجز هنا وان لم يسمح به المقام بعضا ً من جواب سريع وعام ¸, لقد تحقق ذلك بـ( الوعي والإلتزام والأنتماء للوطن ) والشهيد حسين الشبيبي ـ صارم ـ وحسين الرضوي ـ سلام عادل ـ مثالان ماثلان للعيان .
لقد أستدعاني جهد الرفاق في لجنة محلية كربلاء للحزب الشيوعي العراقي وعملهم الدؤوب لكتابة هذه الخاطرة ..
فمرحى لكم يامن تستوحون من شهادة الحسين وذكراه هذا العزم على مقارعة من يشيع البدعة والجهالة والتخريف ..
ومرحى للمرأة الكربلائية التي تستلهم من البطلة زينب التحدي والإصرار ..
ومرحى لمن يغذي السير قدما ويواصل المسير ,,
تحية من الأعماق لرفقة لم أنس تفاصيلها وشخوصها منذ 1977.....
                      رشيد كَرمة  السويد    28 شباط 2007[/b][/font][/size]