المحرر موضوع: الكنيسة الكلدانية واولوياتها  (زيارة 1761 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                    الكنيسة الكلدانية واولوياتها
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
6 ايلول 2015

لم أكن اريد حشر نفسي في موضوع جوهري ومهم لنا كمسيحيين او كأبناء الكنيسة الكلدانية الا بعد ظهور بوادر التراشق في الاعلام بين قطبين داخل الكنيسة الكلدانية سواء كان بين المؤمنين او الاكليروس (1).
حسب قناعتي الايمانية، ان الكنيسة التي أرادها المسيح ان تسير نحو ملكوت الله من عالمنا المادي، الناقص، الى عالم الوحدة والمحبة والكمال اللاتناقض، عالم الابدية، أرادها موحدة دائما، تسير في موكب واحد، وليست على شكل قطيع متناثر بين هنا وهناك، و أحيانا البعض منهم يسير نحو الملكوت التي تعجبه او اختلقها لنفسه من فكره بعدما عجز عن فهم معنى ملكوت الله التي عناها يسوع المسيح.

الكنيسة الكلدانية التي لها التاريخ العريق وحملت اسم كنيسة الشهداء يوما ما، تمر في مرحلة مضطربة اليوم بسبب الظروف السياسية والاجتماعية التي تركت أثرها على هذه الكنيسة العظيمة من الناحية الروحية والإدارية .

قبل سنتين ونيف تم انتخاب غبطة البطريرك ساكو الكلي الطوبى أبا جديدا للكنيسة، وفي الأيام الأولى رفع ثلاثة شعارات مهمة في مسيرته (الاصالة والتجدد والوحدة)، ففرح أبناء كنيسته اية فرحة بها لادراكهم مدى حاجة الكنيسة الى تحقيق هذه الشعارات، ولكن بمرور الزمن جاءت معوقات كبيرة امام مسيرة الكنيسة منها داخلية بسبب التركة الثقيلة من الإدارات القديمة ومشاكل  كبيرة التي دخلتها الكنيسة بسبب فقدان أموال وممتلكات الكنيسة، او مواقف شخصية نوعا ما بسبب الثقافة المختلفة بين الجيلين او بئتين، او ترك عدد كبير من اباء الكهنة الكنيسة رسالتهم الروحية بعدما رفض البعض منهم  الطاعة، او تخلى عن عهده لخدمة المذبح بكل تواضع وزهد وعفة، وذهب كل ليحقق رغبته الفردية، فكان البعض منهم التحق  بكنيسة شقيقة أخرى،  وبعض الاخر خلع ثوبه الكهنوت وبدا يعيش حياة شخصية، او بدا (احدهم) يشكل لنفسه كنيسة مستقلة جديدة كما حصل في هذه الايام تابعة لنفسه بسم الكلدان !!.

في تلك الأيام اعني (2003-2015)  كانت الضربات الموجعة  توجه الى أبناء الكنيسة الكلدانية والمسيحية بصورة عامة في الوطن بشتى الطرق، لإجبارهم على الهجرة، فقاموا المجرمين بخطف الكهنة، و قتلهم بعد تعذيبهم، وتفجير  اماكن تواجدهم مثل باصات الطلبة جامعة الموصل، الى مذبحة سيدة النجاة وغيرها. لم  تكن تمر سنة وبضعة اشهر على انتخاب غبطة البطريرك حتى حدث الجلاء الأكبر في تاريخ الكنيسة المسيحية في العراق، حيث اجبر أكثر من 150 ألف مسيحي من الهجرة والترحيل القسري من مدنهم وقراهم فتركوا، أموالهم ونقودهم حتى اوراقهم الشخصية، من مدينة الموصل والقصبات المحيطة بها الى مدينة ابرشيات الكنيسة الكلدانية في عنكاوا وزاخو ودهوك وشقلاوة وعمادية وغيرها من القرى في منطقة الإقليم.

سردت هذه المقدمة البسيطة عن واقع الكنيسة الكلدانية قبل تسلم غبطة البطريرك ساكو سدة البطريرك كي لا ينسى كتابنا ولا ابائنا الكهنة الذي أصبحوا اليوم أساقفة في الكنيسة او البعض الاخر منهم قرروا حزم حقائبهم والتوجه نحو اهاليهم في بلدان الغربية او الذين قرروا الخروج من كنيسة الام الكلدانية ام الشهداء.

اما عن أولويات الكنيسة الكلدانية اليوم فهي كثيرة ومهمة ومبدئية، لا أستطيع ان احدس ما سيحصل لها في الظروف القادمة خاصة ونحن نرى حالة غير طبيعة اقل ما يمكن وصفها بانها حالة مريضة وناقصة بل بعيدة عن مواصفات مسيرة الموكب الواحد الحاوية على كل نفوس المؤمنة الذي أرادها المخلص ان تسير نحو ملكوته السماوي، انني اشبه هذا التشرذم بحالة شعب الله حينما خرج من عهد العبودية من مصر الى صحراء سيناء.

ان الأولويات التي اراها ضرورية لمعالجة هذه المشاكل ليست صعبة او بعدية من المنال، وانما هي متصقة بايماننا المسيحي منذ 2000، كذلك  ليست هذه التي كنت ادرجتها قبل سبع سنوات في مقال سابق والتي تتخلص بمايلي:
1-   اجراء تجديد في النظام الاداري
2-    تجديد الطقوس او الصلوات في ممارسة الاسرار
3-    تكثيف الجهود في تثقيف الكهنة لا فقط في اللاهوت المسيحي الكلاسيكي وانما ادخال علم النفس والفلسفة بصورة اكثر عمقا وتوسعا
4-   فتح مجال عمليا امام العلمانيين المؤهلين للمشاركة في قرارا الكنيسة المحلية
5-    تجديد النظام الإداري( التوثق وارشفة ووضع نظام تدقيق أموال الكنيسة في كل سنة).
6-   هذه الأولويات هي عملية لا يمكن تجاهلها اليوم بعدما اصحبت كنيسة مختلطة مع كل شعوب العالم.
هذا رابط المقال القديم  الذي يحمل عنوانه: "  ألم يحن الوقت لتجديد النظام الاداري للكنيسة الكلدانية"
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=221346.0

اما  الالويات الاهم،  التي اراها ضرورية وحتمية ان تحصل اليوم  في الكنيسة الان فهي:
1-    رجوع كل مؤمن من الاكليروس او غير اكليروس الى نفسه ويسالها، لماذا كان مسيحيا سابقا ؟ لماذا قبل ابائه منذ 2000 الاسشتهاد؟ او قبل مئة عام قبل اكثر من مئة الف كلدان الشهادة بسبب الصليب؟ لماذا؟ هل كانو ا مجانين ؟ ما الذي سيخسره  هو وعائلته او مجتمعه في حالة تركه لايمانه او ايمان ابائهم؟ وماذا سيكون مصيره بين قوميات العالم التي بدات تسير تحت ظلام الحضارة المادية؟.

2-    ان يسال كل واحد نفسه، هل هو فعلا في الموكب الواحد الشامل لأخوته المؤمنين الذي قصده المسيح باتجها ملكوته؟  ام طغت على حياته بذور الفلسفة الفردانية التي افزرتها الحضارة الحديثة فقرر السير لوحده في موكب الرغبات والشهوات والفردانية المريضة؟

3-    مع الاسف، بالنسبة للاكليروس اراهم مرتبطيين كثيرا بالمسؤوليات الملتصقة بادارة الكنيسة في  الحياة اليومية، بعيدين عن ملاحظة و مواكبة التطور الفكري الذي حصل  في العالم، الذي من ينبثق الخطر القادم على رعاياهم، لان اللصوص يهاجمون رعاياهم من كل زاوية  بينما معظمهم منشغلين بادارة أموال الكنيسة او الحفاظ عليها او اعمال روتينية؟!

4-    ان يكن كل واحد صريح مع نفسه، هل له الايمان من الدرجة الذي يتركه يسير في الموكب الواحد نحو ملكوت الله ام يريد اختار شيء اخر؟ ام انه ينفصل ويرغب السير لوحده؟

5-    وأخيرا  جاء الوقت لاقول الأولوية الاهم ،" يجب على كل من مسيحي  مؤمن، ان يؤمن ايمانا مطلقا وثابتا، ليس لوحده في مسيرة ايمانه، وليس له وحده القرار الأخير في أي قضية،  ليترك مجال لروح القدس ان يعمل في حياته وحياة الكنيسة كجماعة؟."
ان الموكب الواحد يحتاج الى عملة  الذين داعاهم يسوع المسيح للعمل  في كرمه، فهم كثيرون كلهم  يجب ان يعملوا بكل جهدهم من دون مقارنة انفسهم مع غيرهم ( كم هم افضل منه او كم هي سيئياته، لهذا يقول في نفسه : يجب ان اكون انا في موقعه، او التاثر في مثل هذه  الافكار الصبيانية!!) من اجل إيصال موكب الواحد الى هدفه أي ملكوت السماوي.

ابائنا الأساقفة والكهنة، المسيحية هي عطاء من غير مقابل، هي تضحية ليست امتلاك القاب وافتخار بالنسب، هي حبة ان لم تمت تبقى وحدها بدون ثمار!!، فندعو كل واحد يسال نفسه كم هو مستعد للتضحية من اجل مواجهة المصاعب التي تواجهها الكنيسة الكلدانية والمسيحية اليوم من غير ان يحاسب الاخرين ؟؟ .
اعلموا ان الحضارة الحديثة أحدثت اختراق كبير في جدار الكنيسة وايمان أبنائها، من غير الاتكال على التفاعل مع الروح القدس، لن  يستطيع  التغلب على الشرير واعوانه، لان التجارب عظيمة وصعبة.

اخيرا اقول
اذن اذا فشل البطريرك لا سامح الله، ستفشل الكنيسة ، بالتالي فشلنا جميعا معا، بل هو فشل بسبب مواقفنا الفردية النابعة من حب الانا والبحث عن الموقع ، او اي بسبب  مواقفنا البعيدة عن روح المسيحية.
 واذا نجح لن  يكن  ذلك فقط  بسبب موهبته وانما روح المحبة الموجودة في فريقه، هي التي صنعت له النجاح.  كل انسان سواء كان البطريرك او غيره ،انه ليس كاملا، لهذا يحتاج الى دعم وعون وصلاة والعمل معه بروح التواضع و التفاهم والمشورة وليس وضع لوائح الشروط.

 نحن كلنا كلـــــــــــنا بحاجة الى الاصلاح ولكن لم يتم ذلك بدون قبول كل واحد الواقع الذي نعيشه،  بل يكن كل واحد مستعد لغمس ذاته في بحر التواضع، فاي واحد يتحدث عن امجاده صدقوني يفشل ويُفشل الذين معه، لنعمل جميعا من اجل الكنيسة ومن اجل حماية موكب المؤمنين الى ملكوت الله بروح التفاني والمحبة.

اخوكم يوحنا بيداويد


............
اريد فقط انوه ان هذا التراشق ليس معناه هناك طرف على حق واخر باطل وانما هناك طاقة روحية واجتماعية وإدارية في الكنيسة تستخدم في اتجاهات متعاكسة وتترك اثرها على الكنيسة والمؤمنين.



غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اقتباس
اخواني الاعزاء
ليس لي تعليق سوى جملة واحدة
كأننا نحن نعيش في عصر هستريا، لان كل واحد يظن روح القدس نزل عليه فقط.
.
.

عزيزي يوحنا
عندما قرأت مقالك تذكرت للحال ردك المحترم اعلاه على مقالي الأخير بخصوص المدعو ايوب شوكت وتجمعه القروي تحت مسمى كنسي
وأرى حقيقة أحقيّت مقالك لهذا الرد المعبّر ....وأضيف على الهستيريا هلوسات
تقبل تحيتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي زيد
شكرا لتعليقك واقتباسك من ردي القديم
مشكلة العصر انها كرجل الذي تاه في بحر، ثم عطش، فبدا بشرب ماء البحر المالح، فكلما شرب زاد عطشه.

تنقصنا حكمة في هذا العصر.
تنقصنا المعرفة السامية وليس المعرفة السفسطائبة النسبية  الوقتية او المرحلية، التي دائما تكون متشربة بمباديء الفلسفة البراغاتية.

ينقصنا ادراك اهمية وفائدة الاتحاد في هذا العصر، بل كل عصر. كل شيء بدا يتناثر ويتنافر مع واقعه في عالمنا، ربما مع خاصيته مع جنسه، كل شيء  بداايسقط من حولنا، حتى القيم ، حتى المباديء، حتى الايمان الموضوعي البعيد من الايمان الفردي المغلق على ذاته!!.

كما قلت ليس هناك مخلوق كامل، ولكن لا بد نسعى للكمال، لا بد نجعل من الكمال مقياسا تتاثر به مواقفنا وحياتنا ومشاعرنا ورغباتنا.

مفاهيم المسيحية قد لا نكن قد ادركناها كلها  لحد اليوم، لان مشاكل الحياة تجدد وتظهر بثوب ولاسباب جديدة، ولكن من خلال ايماننا و من الاستعاداد للتفاعل مع الروح القدس والقيم الانسانية السامية نستطيع ادراكها او كشفها او معرفتها ، بل حتى نستطيع استدارة  توجه الحضارة الانسانية المتجهة الى الفردانية  نحو  الوحدة  (مثل الوحدة في العائلة)  والقيم البناءة والصحيحة والعادلة.

عن طريق مواقفنا نقود العالم من الشر الى الخير، بشرط ان لا نسكت ولكن ان نسمع 80%  من الاوقات ونتحدث  فقد 20% من الحالات.

لان واقعنا الحقيقي اليوم هو بالعكس، ولهذا اصبح واقعنا مثل مجلس الطرشان.

صدقني الطاقة المدفونة في  كل الانسان عظيمة كبيرة، وكما نقول بناء مئة عام ولملايين من البشر قد يدمره موقف او عمل شخص واحد، بالعكس انسان واحد يمكن يغير التاريخ  بل العصر ومفاهيمه لكن يجب ان يعرف كيف ومتى يطرق. كيف له مواقف الابطال مثل  الطوباوية الام تريزا ام الفقراء ، او مانديلا او  الفيلوسف الاغريقي ابو الاخلاق والمباديء ارسطو او الفيلسوف اليهودي سبينوزا والالاف الاخرين.

شكرا لمرورك واسف الرد الطويل
 بالمناسبة اخباركم وتفاعلكم مع تاسيس فروع الرابطة الكلدانية في كندا  حقا اسعدتنا وقد تسعد الكثير الاخرين.