المحرر موضوع: أين تقف أحزابنا ومؤسساتنا القومية الاشورية من التغيير القادم في الوطن ؟  (زيارة 1587 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور قرياقوس ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 88
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أين تقف أحزابنا ومؤسساتنا القومية الاشورية من التغيير القادم في الوطن ؟

آشور قرياقوس ديشو
تورنتو – كندا

ashourdisho@yahoo.com
 

أصبحت الساحة السياسية العراقية خلال 12 سنة الاخيرة ميداناً كبيراً للصراعات والمنافسات بين الكيانات والاحزاب الدينية والتيارات الفئوية المختلفة مما خلف أثاره العميقة والحزينة على الوطن والشعب العراقي قاطبة  فبجانب الخسائرالبشرية التي خلفتها الصراعات السياسية والمذهبية التي قادتها الاحزاب والمليشيات والعصابات التابعة لهذه التيارات والتي بلغت مئات الالاف من الارواح البريئة وبالاضافة الى الخسائر المادية والسرقة التي طالت أقتصاد الوطن وأهمال البنية التحتية والبطالة والاحتيال والجوع والتهجير وأنعدام العدالة. جاء أنتشار المحسوبية والمنسوبية والفساد ليعمق الانقسامات السياسية والاجتماعية والمذهبية بين أبناء الشعب وأمام كل هذا الاهمال والخلل والفساد بقيت وسائل الاعلام التي تسيطر عليها الدولة تحاول التغطية على مسيرة الحكومة والسياسيين فيها من خلال أضفاء صورة مذهبية على الحكم القائم حتى يجانبها البسطاء من أصحاب المذهب . ومن جانب آخر حاولت المرجعيات الدينية كل هذه الفترة  التستر أوالتغاضي عن انتشار الفساد والصراع المذهبي المقيت حتى لا تلام لأنها كانت من جاء بهؤلاء الحكام وساندتهم أثناء الانتخابات ووقفت الى جانب الفاسدين والجهلة الموجودين في الحكم  منذ البداية وتحت راية المذهب أيضاً.

أن الاثار التي خلفتها الحكومات الفاسدة والصراعات السياسية والدينية المذهبية والسعي من اجل المصالح الفئوية والشخصية لم تترك اثرها على الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعية فقط بل أضعفت مؤسسات الدولة ( الديمقراطية )؟؟؟؟؟؟ والتي فشلت في الالتزام في واجباتها المهنية والخدمية بعد أن قام السياسيين بأستخدام المؤسسات القائمة في الدولة لمنافعهم الشخصية بعد أن توزعت هذه المؤسسات في حصص على الفئات الكبيرة والمهيمنة على العملية السياسية ومن جانبهم قام هؤلاء السياسيين المسؤولين في هذه الوزارات والموسسات بتوزيع مناصبها المحيطين بهم من الاقرباء والاصدقاء والمؤيدين لهم. والاهم من كل ذلك فأن الخطر أخذ  يطال ويحدق في العدالة والمساواة وحقوق المواطن وحريته والتي هي أساس العملية الديمقراطية وذلك بسبب القضاء الفاسد الذي أنحاز نحو السياسيين النافذين والمذاهب والفئات السياسية المتناحرة .

 أن هذه الاوضاع والظروف والعنف والفساد الذي ساد البلاد منذ سقوط النظام السابق  جلبت الغضب والاستنكار والعديد من التسائلات وأدت هذه الازمات المستمرة الى تعبئة مؤسسات المجتمع المدني ونشطت المعارضة في جعل الغضب والسخط يملأ الشارع العراقي وأشعلت تظاهرات وأعتصامات لتبدأ حركة أحتجاج كبيرة ضد الحكومة بعد أن طفح كيل الشعب فخرج مئات الالاف من العراقيين الغاضبين في كل المحافظات العراقية وفي كل يوم جمعة منذ خمسة أسابيع في تظاهرات كبيرة احتجاجاً على فضائح الفساد والوقوف في وجه السياسيين الكذابين واللصوص وصانعي الصفقات وقد رفع الجميع الاعلام العراقية دلالة على وحدة الهدف والشعار والتبعية للوطن فقط  . مرددين شعارات غاضبة لتغيير صورة الحكم وحتى يعمل الصدق والعدالة والنزاهة دورها في حياة المواطن والوطن من جديد .
أن أحزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية والتي رسمت في أبجدياتها منذ البداية شعار (عراق ديمقراطي حر) ومنح الحقوق القومية لشعبنا  والتي جاءت لنصرة المواطن ومحاربة الدكتاتورية والظلم والفساد يجب أن تتفاعل مع هذه الاحتجاجات والتظاهرات وأن تتواجد في قلب الاحداث بعد أن تركت هذه الحكومات الفاسدة المتعاقبة ومنذ السقوط  أثارها المترتبة على حقوق الانسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية في الوطن وفشلت الدولة في تطبيق مبادئ العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأهملت حقوقنا القومية التي نادت بها أحزابنا السياسية القومية .
يجب على أحزابنا السياسية القومية أن لا تتردد أو تتوقف من مسيرة نضالها القومي والوطني من اجل العيش الكريم للشعب العراقي قاطبةً والذي سبق ان أعلنته ومارسته أبان الحكم البعثي وأن لا تكتفي في رسم احلام وردية لهذا الشعب الغارق في الظلم وتتوقف عن تجميل صورة هذه الديمقراطية الكاذبة والتي لم يحصل فيها شعبنا اية حقوق ولم تحقق فيها أحزابنا أية أنجازات بعد كل هذه السنوات الطويلة . ويجب ان تعلم أحزابنا القومية أنها تقف اليوم على المحك ويجب عليها ان ترسم لنفسها خطاً سياسيا قومياً ووطنياً جديداً ونقياً بعيداً عن السعي غير المجدي نحو المصالح الانية والمنافع السياسية . وخاصة ان هذه الاوضاع والاحداث التي سادت الوطن كان مردودها على شعبنا الاشوري أعنف وأقوى لأننا كنا الحلقة الاضعف في هذه العملية السياسية ولم نتمكن من الوقوف في وجه هذه الحيتان الثلاثة والتي مارست لعبة  (ديمقراطية الاكثرية ) المقيتة لسرقة حقوق الشعوب الصغير . وان ما حصل لشعبنا من قتل وتهجير وظلم وسلب الحريات الشخصية والثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية كان كبيراً وعنيفاً لم يحصل مثله منذ قرن أو أكثر.
لقد حان الوقت لاحزابنا القومية الاشورية أن تتخلى عن هذه الحكومة الفاسدة وتنزل رسمياً بما عندها من أعضاء ومؤازرين ورصيد شعبي الى ساحة التظاهرات وتقف الى جانب الشعب العراقي المهضوم . فيكفي هذا الرفض الهادر والغضب الشعبي الواسع من قبل المواطنين المقهورين والمظلومين ليثبت لاحزابنا وسياسيينا  بأنهم كانوا كل هذه السنين يجانبون الظالم والفاسد . كما أن  الوقوف في مفترق الطريق وفي انتظار الفرص للارتماء في أحضان المأجورين وقتلة الشعب من أجل وزارة أو منصب لا ينفع لأن الشعب لا يرحم .انها ساعة العمل الشريف والعودة الى مربع الامانة والصدق والوفاء لهذا الشعب والعمل مع حكومة صادقة ونزيهة لا تسرق قوت الشعب . انها فرصتكم لتصلحوا مسيرة شعبنا القومية النضالية التي قادها شهدائنا الابرار يوبرت ويوسف ويوخنا وجميل وغيرهم من الشهداء الابرار بعد أن جلبتم الخراب والانحراف في مسيرتها .
ومهما كانت نتائج موقفكم في المشاركة مع هذه الحشود الثائرة والغاضبة فانكم ستخرجون مرفوعي الرأس لانها ستكون فرصة جديدة للعودة الى أحضان شعبنا وفي تطبيق وممارسة شعاراتكم القومية والوطنية الشريفة التي ناديتم بها في بداية تأسيسكم والتي خفت وبهتت صورتها خلال 12 سنة الاخيرة
أيلول -6-2015




غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
استاذ العزيز اشور قرياقوس المحترم
تحية طيبة ابعث لكم ارجو ان تكونوا والعائلة الكريمة بخير.اخي العزيز ان الفساد كما هو معلوم وماشي في الوطن، يعتبر ليصيق بالسياسة، كشيء عام ندلل على ذلك بحالات وجود لامبالاة او موقف سلبي من اختيار المرشحين السياسيين لسدة الحكم. فمختلف جماهير شعبنا، لا ينظرون الى اختيار الحكومة بنفس الدرجة من الاهمية والجدية، فالبعض قد يعتبره فرض كفاية يمكن ان يقوم به البعض الاخر بل قد يتهرب من ممارسة الاختيار تجنبا لتكاليفه او خوفا من الصعوبات والمخاطر التي تحيط به. من هنا يوجد ثقب اسود هو مصدر الفساد السياسي، اذ تتسلل من ذلك الثقب سياسيين انتهازيين ليستولوا على السلطة ويستمرون فيها بشرعية او بدون شرعية. وضع اللامبالاة والسلبية ماثل امامنا شعبنا اليوم في الوطن، فالاغلبية الساحقة من الشعب متضررون من الفساد الملحوظ، لكن جزء من هذه الاغلبية فقط يصوت من اجل تغيير الوضع والبعض الاخر يلزم الصمت، بدلا عن المشاركة في التغيير المقترح او اقتراح غيره مما يمنح للحكومة القائمة الفرصة لاعتباط نجاحات انتخابيه تفتقر الى مقوماتها الواقعية. ان الفساد ليس قضاءا وقدرا وحسب، وانما عملا مدبرا يندرج ضمن استراتيجيات التشبث بالسلطة ومن مظاهره الانفاق اللامحدود للاموال العامة في اكتساب وسائل القوة والدعاية الشخصية، وايضا في شراء الذمم بغرض التشبث بالسلطة واعاقة الاصلاحات، والفساد يشتد حدته كلما ظهرت دعوة جادة للقضاء عليه. وبالتالي اقول هناك مسوغ جوهري للفساد وهو التمويه وصرف الانتباه عن مركز الفساد، اي ان بعض الساسة التي لهم الكلمة وطول اليد في افساد اي حكومة تعمل على تعميم الفساد من جهة، كي لا تكون وحدها المتهمة به، ومن جهة اخرى كي لا تواجه كقلة محاولات القضاء عليه فتهزم. وبالتالي لابد اقامة حكومة سياسية ديمقراطية تقوم على مبدا التعددية السياسية المستندة الى الانتخابات العامة والعلنية والنزيهة، وان تتركز هذه الحكومة على الفصل بين السلطات الثلاث، فضلا عن احترام ممارسة المواطنين لحقوقهم المدنية والسياسية والثقافية،  علما بان الديمقراطية لا تحصن المجتمع من الفساد، رغم ما تنطوي عليه من شفافية وعلانية ومصارحة ومكاشفة، ولكن قي ظلها لا يتحول الفساد الى ظاهرة ويمكن تطويقه ومكافحته بسهولة من خلال محاسبة ومسائلة المسؤليين الفاسدين، عبر تصويب السياسات التي تتسبب في هدر الموارد، خلافا للانظمة الشمولية التي يشيع فيها الفساد ويتحول الى ظاهرة، تتطلب مواجهتها جهودا مضنية، وتكاليفها باهظة الثمن على الوطن والشعب، ولكن على الشعب تخليص كل الثروات من ايادي المستغلين الانتهازيين المجرمين الحرامية البشعيين، هذه التعابير تليق بهم هذا اولا. وثانيا ان فشل احزابنا القومية ياتي، كونها لم تستطيع ان تنتقل بقضيتنا القومية وشعبنا الى مرحلة افضل مما نحن اليوم فيه، خلافا للاحزاب السياسية والقومية في مجتمعات اخرى متوطورة ومتقدمة بما يخص حقوقها وحياتها. وبالتالي احزابنا القومية، غالبا ما تضع مصالحها الحزبية مسؤوليها في مقدمة اهتماماتها، متناسين ان الهدف الاساسي من تشكليها اي الاحزاب، ليس الحصول على المناصب والامتيازات والكراسي والمال، بقدر ما يتعلق الموضوع  نضالها من اجل ابناء شعبها. اذن على احزابنا القومية اذا ارادت كسب الشارع القومي ان تقدم مصالحهم على مصالحه اولا. انا اعتقد  واقولها اليوم لا يمكن ان يكتب النجاح لاحزابنا القومية، طالما كانت بعيدة في اهدافها وسلوكياتها عن ابناء شعبها. وشكرا وتقبل مروري ولكم مني كل الود واحلى المنى وتحياتي الى الاهل جميعا.
محبكم من القلب
هنري سركيس



غير متصل adisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ والاخ العزيز هنري سركيس المحترم
شكراً جزيلاً على هذه المداخلة والاضافة القيمة . الحقيقة أن الحكومات الناجحة تحتاج الى أليات صالحة . أي قيادات وسياسيين واداريين يتصفون بالنزاهة والشفافية وتحتاج هذه الدول الى أدماج تدابير كبيرة وكثيفة لمكافحة الفساد في جميع مجالات الدولة حتى توفر أطر لوضع حداً للفساد ومراقبته . واكثر الدول والشعوب الخاسرة والمتضررة هي الشعوب التي يحكمها الفاسدون من السياسيين وهي الحالة الشائعة في الوطن اليوم .
والمحزن في وضعنا في العراق أن الفساد تخلل في الوطن الى جميع  مستويات المجتمع من حكومة المركز وحكومات المحافظات المحلية وفي القضاء والشركات ودوائر الدولة العسكرية والامنية والتعليم معرضة الدولة والمجتمع لخطر كبير سيكون له شأن كبير  على  مستوى الدولة والشعب . حيث اخذ هذا الفساد يقوض التنمية الاقتصادية والديمقراطية  والتعليم والبيئة والصحة  وتحتاج الى مساءلة ومراقبة وعلاج حاسم .
المؤسف والمحزن أكثر أن هذا الفساد بدأ يتسرب الى قلائل من خلايا خارجة عن ثقافة واخلاقيات شعبنا مما سيترك وصمات مخزية في تاريخ الحركة السياسية القومية لشعبنا  الاشوري لذا جاء نداءنا في هذه المقالة  لأحزابنا ومؤسساتنا القومية لمجانبة الشعب في هذه الاحتجاجات والتظاهرات لان الشعب والتاريخ لا يرحم .
تحياتي وامنياتي لك أخي العزيز هنري وكل الود والتقدير للعائلة الكريمة .
أخوك آشور قرياقوس

غير متصل samy

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1162
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز آشور قرياقوس ديشو
مقالك حول دور احزابنا ومؤسساتنا القومية من الهبة الشعبية ضد الفساد والمحاصصة والارهاب يضع النقاط على حروف الازمة الفكرية والتنظيمية التي تعانيها هذه المؤسسات .العاجزة عن صياغة برامج تلبي طموحات شعبنا لان ذلك يتعارض مع مصالحها الانية .
ولان معظم هذه القيادات وضعت تنظيماتها في خدمة الفاسدين ممن تم شرائهم من قبل الفاسدين الكبار في قيادات الاحزاب ((الكبيرة)) والتي تضخمت بفضل فسادها وليس بفضل برامجها وسياساتها .وتعتاش على المحاصصة وما يتأتى لها من اموال وتخصيصات مالية من الحكام في المركز والاقليم.وليس على الشعب المهجر داخل الوطن وخارجه .
وكل همهم في صياغة سياستهم هو مقدار ((الدخل الشخصي او الحزبي)) الناتج من صياغة اي موقف . لذلك تلاحظ انعزال هذه التنظيمات عن احتجاجات  ابناء شعبنا قوميا وعراقيا. وهنا يكمن و يتوضح سبب وقوفهم على رصيف الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية.
 منتظرين نتائج هذه المظاهرات كي يستولوا مرة اخرى على ال ((لقمة)) اذا نجحت التغيرات .او تحافظ على ما تقدمه المحاصصة لهم من اموال وامتيازات وعقود ومقاولات .اذا استسلم العبادي لواقع المحاصصة .
واستثنئ فقط من شارك في الهبة الشعبية والاحتجاجات والمظاهرات بفعالية .
واخص تحديدا اهالي القوش  والمهجرين اليها من سهل نينوى الابطال. وقاطني المحافظات الاخرى اللذين ساهموا با التظاهرات .
واتمنى ان يساهم ابناء شعبنا في عنكاوة في الاحتجاجات ضد المحاصصة والفساد والارهاب  با الاخص المهجرين منهم .
ممن دفعوا ثمنا غاليا من الدماء والدموع والاملاك . مع تسليم المركز والاقليم لنينوى وسهلها يدا بيد لمجرمي داعش.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب والمحلل السياسي المبدع الأستاذ آشور قرياقس ديشو المحترم
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا الصادقة
نحييكم على هذا المقال السياسي التحليلي الموضوعي عن واقع العراق الحالي والمزري للغاية من كافة الجوانب لقد أبدعتم بوضع النقاط على الحروف وتحديد العلة التي كانت السبب  في إيصال العراق الى ما وصل إليه اليوم حين قلتم وهنا نقتبس من مقالكم هذا المقطع " والتي فشلت في الالتزام في واجباتها المهنية والخدمية بعد أن قام السياسيين بأستخدام المؤسسات القائمة في الدولة لمنافعهم الشخصية بعد أن توزعت هذه المؤسسات في حصص على الفئات الكبيرة والمهيمنة على العملية السياسية ومن جانبهم قام هؤلاء السياسيين المسؤولين في هذه الوزارات والموسسات بتوزيع مناصبها للمحيطين بهم من الاقرباء والاصدقاء والمؤيدين لهم ..... الخ " . بات العراق بعد عام 2003 م من دون مؤسسة اسمها الدولة بل باتت تحكمه وتديره إقطاعيات وإمارات اسمها " الوزارات " حيث كل وزارة لا تأتمر بأمر رئيس مجلس الوزراء بل تأتمر بأمر رئيس كتلتها أو بأمر رئيس الحزب الذي ينتمي إليه " الوزير – الأمير "  ، وهنا ترى أن أغلب المتحكمين بقرار " الوزارة – الامارة " هم من المقربين لشخص " الوزير – الأمير " وبذلك تحولت وزارات الدولة للعمل في خدمة المصالح الشخصية للأمير بدلاً من العمل في خدمة المصلحة الوطنية ، هذا الواقع جعل التعاطي مع ممارسة الفساد المالي والاداري سُنة وسِمة ترافق عمل الدولة بشكل عام ، وبذلك أصبح الشعب في وادٍ والطبقة الحاكمة في وادٍ آخر . هذا الخلل خلق ونَضّج الظروف الذاتية والموضوعية لاندلاع ثورة شعبية عارمة ، لأن التفاوت في مستوى معدل ما يتقاضاه المواطن والمسؤول وصل الى حدٍ لا يطاق تحمله ونسبة الأموال المنهوبة قد تجاوز الأربعمائة مليار دولار خلال السنوات المنصرمة من حكم دولة اللصوص والحرامية ، والعراق اليوم يواجه أزمة مالية ونقدية خانقة وهالكة وتهدد بانهيار الدولة المنهارة أصلاً ، والدكتور العبادي يسبح عكس التيار الجارف للفاسدين والحرامية وسراق المال العام .
صديقنا العزيز ... الثورة يدور رُحاها اليوم في العراق بين الفاسدين والحرامية وسراق المال العام والمنتفعين ممن اشتركوا في مؤسسات الدولة وأقاربهم وعملائهم من الطفيليين من القطط السمان من جهة ، وبين كافة المتضررين من كل مكونات الشعب العراقي . هنا كل الأحزاب  السياسية بقياداتها الحالية بضمنهم أحزابنا التي تدعي القومية تصنف من المعادين للثورة ولذلك تعزف عن مشاركة جماهيرها في التظاهرات الثورية لأن بنجاح الثورة في فرض الأصلاح الشامل على النظام السياسي القائم على المحاصصة والقضاء على الفساد وإعادة الأموال المسروقة الى خزينة الدولة واصلاح القضاء الفاسد المتستر على كل جرائم الفساد والغاء نظام المحاصصة وتعديل الدستور وتشكيل وزارة التكنوقراط من المستقلين . جميع المشاركين في الحكم منذ حكومة مجلس الحكم العميل لحد حكومة العبادي ليسوا آمنين في قافلة الثورة المندلعة حاليا في العراق لأن لديهم ما يخسروه ولذلك يسعون بكل الوسائل الوقوف بوجه الثورة لأغمادها وإجحاضها . أبسط انتفاع من السحت الحرام هو قيام بريمر بصرف 25 مليون دولار لأعضاء مجلس الحكم ووزراء عهده المقبور هذا ما أعترف به الدكتور أياد علاوي كمكافاة لعمالتهم له ، وبات ذلك بعد بريمر سنة لمن جاؤوا من بعده وذلك بصرفهم 25 مليون دينار عراقي لكل عضو في البرلمان والوزارة بدورتها الجديدة لتحسين مستوى معيشتهم ( خطية ميتين من الجوع ! ) بصفة مخصصات استثنائية والتي قام الدكتور العبادي بإلغائها وإرجاعها الى خزينة الدولة ضمن حزمته الأصلاحية مؤخراً . هكذا هو الواقع فكيف تريد من أحزابنا القومية بل من قياداتها المنتفعة أن تشارك في تظاهرات الثورة ، ولكن اطمئن  نحن المفلسين وغير المنتفعين نشارك كل جمعة في تظاهرات ساحة التحرير لأنه ليس لدينا ما نخاف عليه لنفقده في قافلة الثورة والحليم بالأشارة يفهمُ . دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد     

غير متصل adisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز سامي المحترم : تحية اخوية . آسف على ردي المتاخر
أتقدم بجزيل شكري واحترامي على مروركم واضافتكم القيمة . نعم أن التعبئة الشعبية في المدن والقصبات التي يعيش فيها شعبنا ظرورية ولكن تبقى مواقف الاحزاب القومية لشعبنا ومشاركتها مع فصائل الاحتجاج الثورية المشاركة في الاضرابات والاعتصامات في العاصمة بغداد وبقية المحافظات الرئيسية دلالة على رفض هذه الاحزاب والمؤسسات للفساد ورفضها لركوب دراجات هذا النظام الفاسد بعد أن عملت هذه الاحزاب معها لأكثر من 12 سنة ولم يتحقق لشعبنا غير الخسائر البشرية والهجرة والتهجير والاعتداء على الحقوق ومصادرة الحريات الثقافية والسياسية والدينية والاجتماعية . مع التقدير .
أخوكم : آشور قرياقوس ديشو 

غير متصل adisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 199
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم .
أرجوا المعذرة لتاخري في الرد على تعليقكم ومداخلتكم لأنشغالي في العمل . وأنتظاري عطلة نهاية الاسبوع للرد على التعليقات .
أخي العزيز الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم :
يشرفني جداً مروركم ومداخلتكم القيمة التي أضافت الكثير لفكرة المقالة واشكركم جداً لهذا الاطراء واللقب والتي وصفتمونا به في بداية تعليقكم . واود ان اشير لك يا أستاذنا الفاضل بأنني اجد نفسي لا أستحقها كوني لست كاتباً محترفاً بل مشاركاً متواضعاً احاول بين فترة واخرى  ابداء الرأي أو الكتابة في بعض المواضيع التي تخص شعبنا والوطن ولا اجدني أرتقي الى هذا المستوى من الوصف . ومع ذلك اشكرك جداً على هذه  الكلمات المشجعة التي سوف تدفعني الى محاولات اكثر . مرة آخرى شكراً على مروركم الكريم مع تحياتي لكم والعائلة .
أستاذنا الفاضل خوشايا شولاقا المحترم :
يجب أن يكون للاحزاب القومية الاشورية دور كبير في خلق المواطنة الفعالة أيضاً و الاندماج في المجتمعات المحلية والديمقراطية وعلى جميع المستويات في الوطن ، بجانب الدعوة القومية التي هي أساس نشأتها وظهورها . ان الدعوة والنضال من اجل القومية لا يعني التجرد من بقية أبناء الوطن والانعزال التام عن الصعيد الوطني وفي نفس الوقت لا يعني الانصهار الكلي بل البقاء ظمن الأستراتيجيات القومية .أن مفهموم المواطنة مبني على أساس المشاركة مع الجميع في بناء الوطن ورفع من شأنه في جميع المستويات والمواطنة الفعالة يمكن أن تكون صغيرة أحياناً مثل حملة لتنظيف الشوارع أوأحياناً آخرى عمل كبير مثل تثقيف الشباب حول القيم الديمقراطية ورفع من مهاراتهم  أو الوقوف مع الشعب في أنتفاضته وأحتجاجاته كما يحصل في الوطن اليوم . لان المواطنة الفاعلة هي واحدة من أهم الخطوات نحو مجتمعات صحية وديمقراطية متقدمة . وقداسته الخالد الذكر البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع كان في كل دعواته القومية يناشد ابناء شعبه الاشوري في أن يكونوا مواطنين صالحين وأن يغضعوا لقانون البلد الذي يعيشون فيه ويشاركون في بناءه وتطوره فكيف اذا كان وطن الاجداد .
عزيزي الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم :
المشكلة الحقيقية الاولى تكمن في نقص القدرات التي لا تريد أحزابنا السياسية القومية الاعتراف بها . والمشكلة الثانية هي الانحراف عن الثقافة الوطنية والديمقراطية من قبل الأحزاب السياسية القومية والتي لا تريد الاحزاب الاعتراف بها أيضاً . والارتباط الوحيد والضيق للأحزاب القومية بالوطن أو الشعب يكون من خلال المركز الحكومي أو الوظيفة او الوزارة التي تمنحها الحكومة للحزب أو المؤسسة القومية وهي منفعة حزبية خالصة لا ترتقي الى اي مستوى قومي أو وطني .
ختاماً لكم وللعائلة أطيب التحيات والامنيات
أخوكم آشور قرياقوس ديشو