شفق نيوز/ وجه المرجع الشيعي العراقي قاسم الطائي يوم الخميس انتقادات لاذعة الى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، واصفا خطابا منسوبا لها بشأن ازمة اللاجئين بانه "نفاق"، مشيرا الى ان اللاجئين يقصدون ارض الله التي يشعرون فيها بالامان.
وكان الطائي يرد على سؤال موجه من قبل احد الاشخاص حول حديث منسوب لميركل ذكرت فيه "سيذكر التاريخ ان شعوب العرب يتوجهون الى أوروبا على زوارق الموت ليصلوا ألينا ويعيشوا بسلام رغم قرب مكة التي فيها قبلة المسلمين والدول الأخرى المسلمة، ولكنهم لايشعرون فيها بأمان أولم يطلبوا أليها اللجوء، سيذكرون التأريخ كما ذكر أن المسلمين في زمن الرسول محمد أتجهوا الى حاكم نصراني في الحبشة ليطعمهم الأمن والأمان ليعيشوا بسلام هكذا نحن في التأريخ. أين أنتم أيها العرب؟ ماذا سيكتب التاريخ عنكم؟".
ورد الطائي في الاجابة التي وردت نسخة منها لشفق نيوز، "هي تخادع نفسها فأن هجرة الشباب المؤمن كان من جراء السياسات الظالمة لحكام الشعوب الإسلامية الذي فرضهم الغرب على هذه الشعوب فأن أي منهم لم يأت بالطريق الذي يقرره شعوب هذه البلاد فهو مفروض عليهم ضمن حسابات الاستعمار القديم الذي بدل طريق سيطرته على هذه الشعوب واستذلالها لما في النفس الغربية من مشاعر العداء للإسلام والمسلمين منذ تاريخ الحروب الصليبية التي لقن المسلمين هذه الدول درساً في المواجهة والإصرار على الانتصار وهزيمة المعتدين".
واضاف أن "ما ارتكز في الذهنية الغربية من ابقاء هذه الشعوب ضعيفة متخلفة لتُبقي على استنزاف مواردها وإبقاء تبعيتها لها، ومن هذا فهم دائماً يُفشِلون أية محاولة للإصلاح والتطور في البلدان الإسلامية ويخلقون مئات المشاكل إمامها للفشل، وإن لم ينجحوا فأن محاولة لتغيير النظام أو حصاراً اقتصادياً مهيئاً بعد ان سيطروا على المؤسسات العالمية من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، والشواهد على ذلك عديدة، في عصرنا الحاضر، أمامنا إيران والحصار الذي فرض عليها كل هذه السنين، من حين الثورة الإسلامية والى الآن وبعد فشل محاولات إفشال الثورة قبل اللجوء الى الحصار وفرض العقوبات الدولية".
وتابع الطائي بالقول "ومن التأريخ فأن الهجرة السابقة كان الملك موحداً قد آمن برسالة النبي (صلى الله عليه وآله) في ذلك الحين وليس الى دول سلاطينها ظلمة، تصنع وجوداتهم الصهيونية العالمية من خلال المال والإعلام".
واشار الى ان "هجرة شبابنا لما زرعوه في بلداننا من إرهاب، وفوضى بعثرت البلاد وأضاعت مقدراته بحروب استنزافية تحت مسمى داعش التي تديرها المخابرات البريطانية بالقدرة الأمريكية والتعبئة التركية، ولا مناص لهم إلا السفر الى أرض الله التي يشعرون الأمان فيها".
وتابع بالقول "وهي مقصودة من بلدان هذه الدولة بنفاق استقبالهم ورعاية الجانب الإنساني، وفي عين الوقت يتذمرون من تزايد المسلمين في بلدانهم وهنا مكمن الأمر، حيث يهيئون الأفراد السابقين الى السفر الى بلداننا للالتحاق بداعش تخلصاً منهم، واستمراراً لمشروعهم في استنزاف بلادنا، وتقليلاً لأعداد المسلمين في دولهم".
وتحولت انجيلا ميركل الى بطلة في نظر اللاجئين والفارين من جحيم الحرب الدموية في سوريا والعراق ومناطق اخرى عندما فتحت ابواب بلدها امام اللاجئين.
وتتوقع المانيا استقبال 800 الف لاجئ هذا العام في وهو ما وضع البلد امام تحد غير مسبوق منذ توحيد الالمانيتين بحسب ما يقول المسؤولون في برلين.
وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بالصفحات والتعليقات التي تكيل المديح لميركل التي حثت الدول الاوروبية على فتح ابوابها لاحتواء اكبر ازمة نزوح في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
ووقفت المستشارة الالمانية بحزم تجاه الاعتداءات العنصرية التي طالت اللاجئين في بلدها، بينما تفاعل الناس مع مشهد لها وهي تذرف الدموع على ما آل اليه اوضاع اللاجئين حول العالم حيث لقي الالاف حتفهم اثناء رحلة الوصول الى الدول الاوروبية الكثير منهم قضى غرقا في البحر المتوسط.
http://www.ara.shafaaq.com/27023