المحرر موضوع: ألغرب الكافر والشرق المؤمن تصنيف حقيقي أم عمى أديولوجي  (زيارة 947 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
                    ألغرب الكافر والشرق المؤمن
                تصنيف حقيقي أم عمى أيديولوجي
             بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
الغرب الكافر الصليبي الصهيوني العلماني الملحد ...ألخ قافلة من المفردات وقاطرة من الكلمات شربناها مع حليب الأم وهضمناها منذ نعومة أظفارنا إنها شهيق أفكارنا العفنة وزفير نفوسنا النتنة .يرددها ببغاء الجهل والتخلف والأمية الساكن فينا من الشفاه ما يسمعه عن طريق الأذن دون المرور في منطقة ضغط الفحص والتمحيص العالي الأبن الشرعي للفكر النقدي . هذه هي عقلية القطيع فكر واحد وزي واحد وصوت واحد ماع ..ماع..ماع التي أحدبت ظهرنا مثل أحدب نوتردام وأي محاولة لكسر طوق الجماعة بمطرقة الفكر الحر والخروج على المألوف يعتبر خيانة عظمى يطرد من الدين والوطن كما طرد الله أدم وحواء من جنة عدن.طريقة تفكيرنا الرجعية هي سبب مشاكلنا الدائمة وأزماتنا المستمرة وثقافة عدم أحترام الأخر المختلف هي التي تجعلنا دوما نبحث عن عدو وهمي نصب عليه جام غضبنا ونحرقه بنار جهنم الموجودة داخلنا حيث دودة الحقد والكراهية لا تتطفئ. يا ترى عندما نحكم على الغرب "المسيحي" بالكفر ونصفه بأبشع الأوصاف من جفاف روحي وألحاد وأنحلال أخلاقي وأنعدام القيم ...ألخ أما نحن الشرق "المسلم"أهل الدين والأخلاق والشرف والطهارة وووو هل تصف الواقع بدقة وموضوعية التي لها برهان علمي ودليل منطقي أم مجرد حكم أعتباطي وعشوائي ورغبوي تسيره رياح الهزيمة الحضارية ونكسة ثقافية والأنحطاط الفكري والنرجسية الدينية.
منذ قرون خلت ولا زال والغرب يمسك بمشعل الحضارة بعد أن تقدم في كل مجالات الحياة في الطب والفلك والفلسفة والعلوم الأنسانية وغزو الفضاء وبرع في الأكتشافات والأختراعات والتي قدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة لا تقدر بثمن لولاه لأنقرض الناس من الشرق كما أنقرض قبلهم الديناصورات فقط بأحد الأمراض الفتاكة والأوبئة القاتلة التي تعرضت له المنطقة.
عندما تحدث أي كارثة أنسانية مثل حروب ومجاعات وزلازل وبراكين وفيضانات مدمرة فالدول الغربية"الكافرة" هي سباقة في تقديم يد العون والمساعدة لهم من منطلق أنساني ورثته من تراثها المسيحي دون التمييز في الدين واللون والعرق.
أما الشرق مستهلك غير منتج وهو على طول الخط ناكر جميل لا ينظر إلا الى النصف الفارغ من الكأس ومن مستنقع الكبرياء ووحل الغرور يعتبر كل المنتجات الغربية المادية والمعنوية بضاعتنا ردت ألينا.
شتان بين أيمان الغرب الحي الذي نتذوق ثماره في أعمال المحبة والرحمة والعدل والمساواة والخير للغير وما هو الله غير هذا وبين التدين في الشرق الغارق في الشكليات والسطحيات بدون تعميم عند الطرفين الذي لا يتعدى حجاب الرأس ولحى طويلة ودشداشة قصيرة  والصلاة بمواعيدها إن لم تكن نفاق ورياء فهي مجرد مجارات الناس  وإلا كيف نفهم مؤمن حتى النخاع يأتي من دول متحضرة حاملا راية الجهاد ليقتل ويذبح ويغتصب.
أن الغرب حقا كافر بهذه الآلهة الكاذبة والتدين المزيف  وكل الأصنام المعبودة عندنا من الدولة الدينية والتمييز العنصري ودونية المرأة .لقد وجه الرب نقد لاذع على الذبائح والطقوس والشعائر الخالية من الروحانية الحقة في العهد القديم على لسان أشعيا النبي الأصحاح الأول"لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب أتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات وبدم عجول خرفان وتيوس ما أسر"وفي نفس الأصحاح يُبين الرب الديانة الحقة والتي تسره"تعلموا فعل الخير وأطلبوا الحق أنصفوا المظلوم أقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة".الشرق الأوسط كله مضطرب على رأسه عراق وسوريا الذي يعاني حرب أهلية ضروس حصدت الألاف وشردت مئات الألاف ودمرت البنى التحتية .الى أين ألتجئت هذه الشعوب ؟لماذا لم يذهبوا الى مكة والمدينة أقدس مدينتين عند المسلمين ؟الجواب المر هو لا ينبت فيها نبات الرحمة والأنسانية تجاه هؤلاء المسلمين المساكين المشردين .ولماذا لم تستقبلهم قم وطهران مركز تصدير الثورة الأسلامية الجواب في أنجيل متى الأصحاح السابع "هل يجتنون من الشوك عنبا،او من الحسم تينا".ولماذا لم تستقبلهم دول أسلامية أخرى الجواب لديك عزيزي القارئ.
لكن الذي أنقذهم من محنتهم ووقف الى جانبهم في أزمتهم هم دول "الكفر"وعلى رأسهم ألمانيا والتي صرحت رئيسة الوزراء ميركل في خطبة نارية قائلة سيذكر التاريخ ان المسلمين سابقا هاجروا الى الحبشة يطلبون الحماية من النجاشي المسيحي والأن جاؤا الى المانيا المسيحية ولم يذهبوا الى مكة ونفس الموقف رئيس وزراء استراليا وصرح بابا الفاتيكان للعمل على مساعدة اللاجئين من منطلق مسيحي وأنساني.لكن الطامة الكبرى والمضحك المبكي في الأمر يأتون الى الغرب لأنهم يعرفون جيدا فيه للانسان حقوق ورعاية اجتماعية ومساواة بين البشر وحريات مكفولة هاربين من شريعتهم ويطالبون بتطبيق الشريعة الاسلامية هناك بأستثناء المستنيرين منهم أليس هذه حماقة سبع نجوم وغباء من الدرجة الاولى ومن النوع العسكري.