المحرر موضوع: أيتها الياء...ما أقساك  (زيارة 2517 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أيتها الياء...ما أقساك
« في: 07:22 27/09/2015 »
أيتها الياء...ما أقساك
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com


في كل لغة مفرداتها وأختصاراتها ومصطلحاتها، إذ ممكن لحرف واحد أن يختزل جملة، وبه قد أبدع الأسلاف في رفد اللغة بما يناسب تطورها، إلا إنهم لم يعلموا نقمة هذا الأختصار احياناً، عليهم وعلى أجيالهم ومن ثم أجيالنا. ومن الإختصارات، حرف الياء الجميل، مسك الحروف الهجائية، فيه الغرابة والعجب، تارةً يفيد معنى التملك، وأخرى يدل على العلاقة، وتارة تفيد الإنتماء.
عندما نقول هذه  نقودي، يكون وجود الياء إختصار لجملة: (أنا املك هذه النقود وليس غيري)، وايضاً الياء في كلمة بيتي، قميصي، طعامي وغيرها.
عندما نقول أبي أو زوجتي أو أبني، من المفروض أن لا يكون للتملك وجود، لا من بعيد ولا من قريب، بل المعنى يفيد العلاقة، إبني، أي الإنسان الذي خرج من صلبي أنا، والياء في وزوجتي تعني الإنسانة الذي إقترنت بها، وهي ليست شيء بل كيان عاقل مثله مثلي. ولا ننسى بأنها تقول ذات الشيء عن الزوج. أما ديني ووطني ومذهبي، فالياء فيها دليل إنتماء وأنتساب، أي الوطن الذي أنتسب له والمذهب الذي أنا أتبعه. والمشكلة في كل الياءات المذكورة أصبحت للأنسان ياء تملك وتملك سلبي فقط، فكيف يكون هذا التملك سلبي؟
يقول القدامى بأن أساس المشاكل في العالم  كان مع بداية أول شخص وضع يديه على قطعة أرض وقال: هذه الأرض لي، ويا ليتها كانت على قطعة الأرض!
لقد وضع الإنسان نفسه في هاوية الأنا ليصبح كل مايذكره بحرف الياء إمتلاك، ولا شيء يضاهي ما يملك  خصوصاً في مسألة الإنتماء. أنا من البلد الفلاني وأدعي بأنه أفضل بلد وكل بلاد العالم دون بلدي، وديني هو الصحيح والأديان الأخرى فلتسحق، ورأيي هو الصحيح ومايقوله غيري تخلف، وأنا فقط ولا  كائن غيري!
أصبح الإنسان يلعب في الوطن كونه يملكه، ويفعل في الزوجة والأبناء كما يشاء كونه يملكهم، ويريد أن يغير كل شيء على إعتبار أنه السيد المطلق!
ولم يكتفِ بكل شيء، ولم يشبع، بل إمتلك المطلق أيضاً.
إلهي، هذه الكلمة تقال عن الخالق ليصبح لدى البعض إمتلاك أيضا!. إلهي الذي أتبع أصبح لدى الإنسان الإله المملوك والعبد! حتى الخالق لم يسلم من أنانية الإنسان، بل سخَّره على هواه وهو لا يُسخَّر.
فماذا يريد أن يمتلك الإنسان بعد وهو لايعلم بأنه لايملك شيئاً؟ فهل هي الياء التي جعلته يستحوذ على كل شيء؟ تباً لها من ياء نقمة، فبدلاً أن تكون لخدمتنا أصبحت سبباً في دمارنا.

مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية



غير متصل مازن شبلا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 56
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: أيتها الياء...ما أقساك
« رد #1 في: 10:04 27/09/2015 »
الأخ العزيز زيد
بعد التحية,الإنسان يملك! !!!العقل! !  وهكذا يبدأ الغرور! , هذا عقلي وبواسطته بإمكاني أن أفكر بغض النظر إذا سلبي أو إيجابي, أنا أملك الدنيا كلها !! , كيف؟ حب/مساعدة/احترام /وووو للناس !!!إذا هي هاي جنتي ( جنة) ولهذا أشعر بالغرور! حتى هي إيجابية!
إذا أقول هذا بيتي أو سيارتي لإن أملكها! ! فهذا شيء بالتأكيد غرور سلبي,  بكل الأحوال أنها عاهة تملكها الإنسانية!
تحياتي

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: أيتها الياء...ما أقساك
« رد #2 في: 07:48 28/09/2015 »
الأخ مازن شبلا المحترم
التملك الذي ذكرته إيحابي جدا
الشعور بااعطاء فعلا يحعل الأننسان يملك كل الدرنيا
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل ATHEER SHAMAON

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 101
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: أيتها الياء...ما أقساك
« رد #3 في: 09:10 28/09/2015 »
السيد زيد ميشو المحترم
اتذكر في دراستي الجامعية محاضرة للدكتور حميد مجول النعيمي حول الثقوب السوداء في النظام الكوني, فهذه الثقوب لها قابلية جذب الاجرام السماوية التي تقترب منها وابتلاعها , حتى الضوء لا  يسلم منها, فتقوم بابتلاع الاشعة الضوئية التي تقترب من مدار جاذبيتها, والغريب بالامر ان هذه الثقوب بالرغم من ابتلاعها لهذه الاجرام السماوية فان حجمها يصغر وتزداد كتلتها بسبب شدة الانكماش , ولهذا فان اخذت ملعقة طعام صغيرة من مادة الثقب الاسود( والكلام للدكتور مجول ) فان وزنها سيساوي ملايين من الاطنان لكثافة المادة فيها, وهناك مسئلة اخرى تتعلق بتللك الثقوب, فاذا وقف انسان على حدود مدار جاذبية الثقب الاسود فانه سيرى فقط الاشياء التي خلفه بسبب المسار الضوئي .
اما النجوم ومنها الشمس فانها تتصرف عكس الثقوب السوداء فهي تعطي ولا تاخذ والغريب بالامر انه بالرغم من كثرة عطائها الا انها تكبر بالحجم , فبعد عدة ملايين من السنين فانها ستلامس الارض.
اخي العزيز زيد ميشو المحترم
كثير من الاحيان يتصرف الانسان كتصرف الثقوب السوداء فيبتعد عنه الناس كابتعاد الاجرام السماوية من تلك الثقوب السوداء (لا اعتقد ان احدا ما يرغب ان ينكمش في الاخر او ان يرى الامور بعكس اتجاهها الحقيقي).
وكثيرا من الاحيان يتصرف الانسان مثل الشمس فنراه يخدم من دون مقابل او مصلحة معينة فتجده يكبر يوما بعد اخر وله ذرية صالحة وسمعة حسنةوووو....الخ

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: أيتها الياء...ما أقساك
« رد #4 في: 06:56 02/10/2015 »
أخي أثير شمعون
أعتذر جداً من التاخير في الرد لوجود أزمة في الوقت
جميلة هي المقاربات التي وضعتها من خزين الذاكرة كي تصل إلى تلك البديهية التي لا تقبل الشك
فن العطاء يجعل الأنسان يكبر، ويمنح للياء بريقه، ولا تبقى ياء تملك سلبية، بل تأخذ بعداً مهماً على سبيل المثال... عطائي... محبتي .. امتناني .... مودتي ... وهكذا
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: أيتها الياء...ما أقساك
« رد #5 في: 06:58 02/10/2015 »
أخي حامد العيساوي
ولك منّي أعتذار شديد لسبب التأخر في الرد
ملعون ابو العمل ...كم اكرهه، يفصلني عن ولعي في التواصل الأنساني والفكري
ما ذكرته صحيح، يمكنك أن تتجرد من المعنى السلبي في الحالة التي أشار إليها الأخ أثير
العطاء ..الخدمة .. الحب ..المشاركة
حتى في اول الكلام .... ياء المناداة
ممكن ان تكون رائعة (يا طيور الطايرة) وممكن أن تكون بدابة لكلام سلبي (يا إبن ....)
لكني منذ اول فكرة قرأتها لك ولغاية اليوم، أراك تميل وتترنح ووتتأمل في المعاني الإيجابية
تحياتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية