الكل في دوامه العتمة فلا مآذن يسمع صوتها ولا أنين اليتامى يسدل بعد طول الأنين وغياب من اعتاد على التربيت . الكل في تياه حتى الأمل أصبح في حيره الرجاء والكل معصوب الأعين عن جادة الطريق . طريق الوطن الذي فقدناه خوفا منا عليه ولا عوده بعد تعالي الأنين ولا عودة بعد طول السنين ولا عودة بعد صرخات الأزقة والشوارع وأبواب البيوت العتيقة التي فارقتنا من دون حياء . فقد وقد واحتمال تتغير الأحوال فتدعونا إحيائنا ومساكننا من جديد مترادفة بمد يدها نحو منافذ الحدود من دون أختاما وقيود ولا طوابير طويلة لا تنتهي بصبح ولا مساء فقد تمتد يد الوطن نحونا لا عوزا ولكن يد الاشتياق هي ذاتها قد تمتد باستحياء لتلاطف جبين حيارى البعد المعتمة عيونهم ساهرة في سبيل الرجوع رصاصه الرحمة قد اخطأت الهدف واصبح القاتل في ريهم العنت وسلاحه مازال موجها نحونا ولا حراك ولا كلل سلاحه قد أمضى على غيرنا وتمهل خوفا وانعزل قلوبنا تعتصر الالم على العراق ارض الجلل ارض خير الرفات وأفضل انسان بها مات واندفن من دون كفن ارض أشور وأبي نؤاس ارض الف لليلة وليلة ارض بغداد وادي السواد تبكيك القلوب لا تبكيك المقل فيا رصاصكم مهلا ومهل إنكم على خلاف كل الملل لاينفعكم عزل روح العراق فبغدادنا اليوم لكم نعشا وكفن نمنحكم فيها لحدا الممات ولن تكن لكم يوما بغداد وطن..
ابن الهور
ragdaan@hotmail.com
