المحرر موضوع: من روسيا المغبونة الى روسيا المخدوعة ماذا سيكتب التاريخ عن الآن ؟  (زيارة 1131 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوخنا اوديشو دبرزانا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 62
    • مشاهدة الملف الشخصي
 

من روسيا المغبونة الى روسيا المخدوعة
ماذا سيكتب التاريخ  عن الآن ؟
للتذكير
الغبن : كانت روسيا طرفاً ثالثاً في اقتسام غنائم الحرب العالمية الاولى في تقاسم املاك ميراث الدولة العثمانية من خلال اتفاقية
 سايكس بيكو ,الا ان الدهاة (الانكليز) اخرجوها من دون اي حصة بعد ان أوصلوا لينين الى روسيا لاشعال فتيل الثورة البلشفية
واشغالها بمشاكلها الداخلية فسحبت قواتها من كل الجبهات وسقط بذلك حلم القياصرة بالوصول الى المياه الدافئة  بريطانيا أستأثرت
بالحصة والنصيب الاكبر من الميراث والقت بعض من الفتاة لفرنسا كسوريا ولبنان وثلاث دول في الشمال الافريقي .
الخديعة : بعد انهيار دول المحور وانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية اجتمع القادة الثلاث الكبار(روزفلت –ستالين –تشرشل )
زعماء القوى العظمى (امريكا – روسيا –بريطانيا) في منتجع يالطا 4 شباط 1945 لغاية رسم خارطة جيوسياسية لأوربا ويعتبر أهم
المؤتمرات السياسية في العصر الحديث استطاع روزفلت بدهاء اقناع ستالين الاكتفاء بدول شرقي اوربا لصون حدوده من اي اعتداء
مستقبلي كما حدث في حروب سابقة ( نابليون –والحربين العالميتين ) والوعد بمساعدته في حرب ضد اليابان لاسترجاع الاراضي التي
خسرتها روسيا عام  1905 . أكل  ستالين الطعم وغض النظر عن المياه الدافئة  وأسقِطَ الحلم الروسي بخديعة 
الحلم مرة أخرى
لقد استطاع الماكر* حافظ الاسد دغدغة  مشاعرالروس من خلال معاهدة الصداقة والتعاون والدفاع المشترك  الموقعة بين النظامين  بموجبها منحت
تسهيلات للاسطول الروسي واشيدت اول قاعدة بحرية في المتوسط في طرطوس فتحقق بعض من الحلم ولو في حده الادنى مكتفياً بمياه ((معتدلة )) 
وغض الغرب او بالاحرى منظومة الحلف الأطلسي النظر كون بوابات العبور تحت مناظرها الكاشفة على السفوح المطلة على كل من مضيقي
البوسفور والدردنيل . جاءت المعاهدة أبان احداث 1979- 1982 وربما كانت سنداً لسحق تلك المحاولة الأخوانية لقلب نظام الحكم بقوة السلاح التي
بدأها الأخون بأغتيالات طائفية ( علماء وضباط  كالدكتور محمود شحادة ومجزرة مدرسة المدفعية) وختمها حافظ الاسد بمجزرة حماة . لقد استوعب
حافظ الدرس جيداً فاللاعب الماكرهو من يستطيع البقاء أطول  مدة في اللعبة (حسب توصيف مايلز كوبلاند مهندس الأنقلابات في سوريا ومصر ).
لقد استقوى بالمعاهدة ليقينه باستماتة روسيا بالدفاع عن مكسبها وليقينه ان الحروب بين الدول العظمى ولت الى غير رجعة والروس سيتدخلون لأنقاذه
مهما كانت التضحيات  والغرب لن يتحرك وقد حالفه الغباءالسياسي لحركة الطليعة الأسلامية ومن كان ورائها لتناسيهم تجربتهم السابقة عام  1964 
فالسوريون وان كانت غالبيتهم مسلمون الا انهم ليسوا ((أسلامويين))   فأفتقرت محاولتهم  للحاضنة الجماهيرية فأستطاع حافظ الأسد وأدها من دون
مساعدة وهاهوذا وريثه يرث مفاعيل تلك  المعاهدة
ألآن...؟
يعتقد بعضهم ان روسيا ُورِطَت  كخصم في تدخلها في سوريا لكن هذا التنسيق بينها وبين أسرائيل  وبعد مباركة  الانكليز ينفي ذلك
في المدى المنظور ويبدو انها مفوضة كشريك لتنفيذ الخيارات المرسومة لسوريا بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام . ان المنعطف
الرابع في التاريخ(الحادي عشر من أيلول ) وحد الجهود بين القوى العالمية المعنية لمحاربة التطرف (المُصَنَع)  خلال العقود الماضية
والتي كانت الحرب اللبنانية وثورة الخميني مدخلين  لما نراه اليوم من فرز ديني وطائفي ومذهبي  وبالأخص بين الشيعة والسنة وليس
من تمييز بين أرهاب الجماعات المتطرفة من كلا المذهبين فلا ننسى أن اول الاجساد المفخخة كان شيعياً (حادثة المارينز في بيروت
1983) .ان روسيا قد تكون معنية أكثر من أوروبا وأمريكا لكونها على تخوم دول لا تخلو من متطرفين والدليل متطوعي دول القوقاز
 والتتر في صفوف كل من داعش والنصرة ولو أن بعضهم فبركة روسية (كالكتيبة الشيشانية ) التي أختطفت المطرانين وأختفت . من
هنا نرى أن مناطق ادلب وتواجد النصرة لها الحصة الاكبرمن القصف الروسي . قد يسقط اعتقادي هذا فيما اذا فشلت الجهودالدبلوماسية
((لقاءات فيينا)) وتوجهت امريكا جدياً الى تزويد المعارضة بالصواريخ المتطورة المضادة للطيران
أحتمالات :
ان الرهان الروسي على أنهاء  الدولة الاسلامية هو بالاعتماد على جيوش لدول عربية واسلامية فالخبراء العسكريون يؤكدون استحالة
تحقيق النصر من دون قوة على الارض وهي ليست في وارد المغامرة بأي جندي على الارض والخيارهو على ثلاث دول ستدفع بالرغم
عنها لهذه الحرب (الأردن وتركيا ومصر) فمصر والاردن معنيتان وبشكل جدي وبترهيب من شعارالدولة الاسلامية ((باقية وتتمدد)) أما
السعودية ودول الخليج سيكون دورهما بدفع فواتير العملية ,و تركيا فأغرائها سيكون برأس حزب العمال الكردستاني مقابل رأس الدولة
الأسلامية . قد يكون هذا الأحتمال الأول للمحافظة على سوريا دولة موحدة. أما في حال الفشل فستسعى روسيا الى تمكين النظام بأ نزال
خسائر بقوى المعارضة دون التعرض لداعش  بشكل جدي  كما نراه الآن فالدولة الأسلامية هي الذريعة الوجيهة لأعلان التقسيم ستكون
على ركائز متينة مدعومة بتواجد روسي قوي رغم هشاشة البنية الطائفية فقد َورث حافظ الأسد الفرز القبلي والتمايز العائلي حتى في
الطائفة العلوية الكريمة .  وهو الأحتمال الثاني وكلا الأحتمالين  واردين  في حال اعتبرنا ان توافقاً وتفاهماً امريكياً روسياً قائماً.اما اذا
كان خلاف ذلك يعني ان التاريخ سيكتب هذه المرة أن روسيا أستعاضت المياه الدافئة (بدماء السوريين الساخنة) **  وربما  سيكتب
من روسيا المخدوعة الى روسيا المخادعة
روسيا وحربها المقدسة
كمسيحي وايماني لا يقل عن ايمان متربوليت موسكو وهو لا يقل عني ((خطيئة)) والدليل الصلاة الربانية التي علمنا أياها السيد المسيح
بالطلب في كل لحظة للرب له كل المجد بمغفرة خطايانا . لست في صدد تلقينه درساً في الديانة وانما لأذكره بنفاقه فأين كان يوم 
هجرالفان وخمسئة عائلة من الموصل عام 2008 وبعد ان فخخت بيوت بعضهم ؟ واين كان  يوم ذبح الرهبان في الموصل ؟ واين
كان يوم أختطف وقتل المطران فرج رحو ومثل بجثته ؟ أين كان يوم مجزرة كنيسة النجاة ؟ لم يسمع ولم يستجب لأنة الملاك الطفل آدم 
وثالوثه كفى كفى كفى بينما نراه يستجيب لأستغاثة قاتل أطفال سوريا  ويقدس الدفاع عن الظالم  متناسياً انه كرجل دين مسيحي عليه أن
يكون صوت المقهورين والمضهدين صوت اليتامى و الثكالى والارامل ؟ ان المسيحية دين في الدنيا وليست ديناً ودنيا كما يقول العلامة
المطران جورج خضرترى الاتستصرخ ارواح ثمانية واربعين طفلا قضوا تحت القصف الروسي ضمير المتروبوليت ؟ وعن هذه ايضا
سيكتب التاريخ
روسيا المفاوضة
أن الاسماء الثمانية والثلاثين( المسربة ) المقترحة من قبل روسيا مع أحترامنا لها لا تمثل في أغلبها الا نفسها وروسيا والنظام وبعضها
من النظام مع النظام ضد النظام فبعضهم حُمِل على أثنياتهم  ودياناتهم ومذاهبهم بدون علم مرجعياته  وآخرون نُسِبوا  لمؤسسات سياسية
لا وجود لها الا في ذهن من يدعون تمثيلها .  اذ كان حرياً بروسياان تحترم عقول السوريين على اقل تقديرفالمثل السوري يقول(حارتنا
ضيقة نعرف بعضنا...) وقد يكتب التاريخ  يوماً وينعتها  بالمستهترة  فالسياسة ليست مصالحاً دائمة فقط بل هناك مبادئ وقيم أخلاقية أيضاً
مسك الختام
يحضرني قولين للسيد المسيح ((طوبى لصانعي السلام فأنهم ابناء الله يدعون))مت5-9 ((..فالويل  لمن تأتي على يده العثرات ))لو17
كل ما نتمناه ان يعود السلام الى وطن السنابل والزيتون وأن تعود سوريا بيتاً للجميع دعائمه العدل والمساواة  وسقفه الحرية ليعيش
أبنائها بالعز والكرامة
 الهوامش
*- نعته بالماكر دليل خبثه ومراوغته اللاعب مع الكل واللاعب على الكل والنتيجة( سقوط )وهذا مايتجلى اليوم فالدهاة العقلاء
اصحاب البصيرة يبنون الاوطان أما الخبثاء يسقطونها لقد خرب الانسان على مدى اربعين عاماً وكمًل أبنه على البنيان
 ** أقتباس من مجلة الحرمل السورية يمكن مطالعتها على الفيسبوك

يوخنا أوديشو دبرزانا
كتابتي هذه رأي شخصي مجرد وعذرا على الاخطاء الاملائية والمطبعية
شيكاغو 29 تشرين الاول 2015