المحرر موضوع: في فنلندا ... ندوة حوارية عن جذور أزمة اللاجئين  (زيارة 1735 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
في فنلندا ... ندوة حوارية عن جذور أزمة اللاجئين

الكاتب يوسف أبو الفوز اثناء تقديم مداخله (تصوير رياض مثنى)
توركو ـ طريق الشعب
 في مدينة توركو ، العاصمة التأريخية لفنلندا، في يوم 29 أكتوبر، وعلى قاعة معهد الدراسات الاجتماعية ، نظم معهد الهجرة الفنلندية ندوة حوارية بعنوان (جذور أزمة اللاجئين : وجهات نظر من إثيوبيا والعراق والصومال)، وبحضور وأسهام مسؤولين من وزارة الخارجية الفنلندية ودائرة الهجرة الفنلندية وباحثين  ومتخصصين من جامعات توركو وهلسنكي وتامبيرا وممثلين عن منظمات المجتمع المدني . وأسهم الكاتب العراقي والباحث في جامعة تامبيرا، يوسف أبو الفوز، بمداخلة بعنوان "عن الاسباب الحقيقية لموجة الهجرة الاخيرة من العراق ". وقال ان الهجرة الحالية من العراق الى اوربا ومنها فنلندا ليست بظاهرة عابرة ، وان جذور الازمة تعود الى الواقع العراقي الصعب، نتيجة مخلفات سياسات نظام صدام حسين اليكتاتوري ، الذي افرغ البلاد من قوى معارضة مدنية وديمقراطية، وخاض حروبا عدوانية ضد جيرانه وشعبه، وكانت من نتائجها سنوات الحصار الاقتصادي الثقيلة، هذه العوامل معا خربت البنى التحتية للبلاد والمجتمع، مما وفر اجواءا لصعود تيارات الاسلام السياسي الذي غذى الطائفية السياسية ، وجاء الاحتلال الامريكي للبلاد فوضع معادلة المحاصصة الطائفية والاثنية لحكم البلاد ، التي روجت أكثر للطائفية السياسية وخربت المجتمع العراقي .
وتطرق أبو الفوز الى نهج المحاصصة الطائفية الذي سارت عليه ادارة الحكم منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، الذي لم يقد سوى الى فشل وعجز الحكومات العراقية المتعاقبة عن تأمين تطلعات الشعب العراقي في حياة حرة كريمة، واضعف كثيرا كيان الدولة العراقية ، وساعد على استباحة واغتصاب مساحات واسعة من قبل عصابات داعش الارهابية. وان هذا النهج قاد أيضا الى الاستهانة بحقوق الانسان والتفريط بروح المواطنة والمساواة .  واشار ابو الفوز الى حركة الاحتجاج والتظاهرات التي عمت المدن العراقية وخصوصا العاصمة بغداد، والتي جاءت لاجل اصلاح النظام  السياسي ومحاربة الفساد الاداري والمالي واعادة الهيبة  لمؤسسات الدولة واعادة هيكلة القوات المسلحة العراقية، والاسهامة المتميزة للشبيبة العراقية في ديموتها واستمرارها .
 وبين ان موجة الهجرة الحالية ترتبط ارتباطا عميقا بما يحصل، فهناك جزء من الشبيبة العراقية تبحث عن حلول تتناسب مع قدراتها النضالية ووعيها وامكانيتاها المعرفية، فأختاروا طريق الهجرة كشكل من الأحتجاج السلبي ضد  الواقع المأساوي الذي يعيشونه والذي فقدوا فيه الامل بتحسن حياتهم نحو الافضل .
 وتناول ابو الفوز  العوامل التي اجتمعت وساعدت في ذلك ، ومنها فتح تركيا للحدود مع اوربا وغضها النظر عن نشاط وعمل المهربين، ارتباطا بالاوضاع السياسية في سوريا، ونكاية بالغرب وعدم وموافقته على انشاء منطقة عازلة . ودور المهربين المتاجرين بالبشر ، في نشر الدعايات المظللة عن  سهولة الرحلة وكون فنلندا تحسم امور اللاجئين خلال ثلاث شهور ، وان اللاجيء يحصل على  سكن ومساعدات او عمل خلال فترة وجيزة ، ويضاف الى ذلك حقيقية ان فنلندا لها سمعة طيبة بين العراقيين كبلد ديمقراطي وحضاري ، وكونها لم توقع مع الحكومة العراقية على اتفاقية حول اعادة اللاجئين اذا تم رفضهم ، اضافة الى الدور الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك ومواقع الانترنيت  في نشر المعلومات المظللة .
وتجدر الاشارة الى ان الباحث الفنلندي في جامعة تامبيرا ماركو يونتنين، وخلال مداخلته عن"دور وسائل التواصل الاجتماعي في موجة الهجرة " اشار الى سنوات النظام الديكتاتوري في العراق حيث غياب المعلومات وغياب حرية التعبير، أذ كان محرما على المواطن العراقي استخدام الانترنيت او وجود صحف معارضة او استخدام اجهزة الستلايت لاستقبال الفضائيات التلفزيونية . وبين  بالتفصيل ومع الامثلة دور  ال "فيس بوك" في نشر المعلومات المظللة التي خدعت الافا من الشباب العراقي .


الباحث ماركو يونتنين يقدم مداخلته (تصوير ياض مثنى)
*عن طريق الشعب .. العدد 60 السنة 81 الأثنين 2 تشرين الثاني 2015