المحرر موضوع: تجار المواكب الحسينية ودماء الشيعة المهدورة  (زيارة 1036 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تجار المواكب الحسينية ودماء الشيعة المهدورة


لايضيع تجار الطائفية فرصة ما،لاثارة النعرات، والفتن الطائفية، من اجل تقسيم وتشتيت ابناء الوطن الواحد والدين الواحد. وهذا امر بات معروفا ومدانا. لكن الاستهتار بارواح، وحياة، ومشاعرالناس، ودمائهم امر وصل حد السادية الوحشية. مراسيم وطقوس متخلفة لا تمت للتقاليد والاعراف، والدين بصلة، بل هي محرمة اصلا كضرب الزنجيل، والقامات"التطبير" ولطم الصدور، وكفخ الهامات. وكل هذا يجري امام الاطفال الصغار الذين ينشأون ومنظر الدم يرافقهم في كل مناسبة. بل يجبروهم على ممارسة هذه المراسيم الهمجية، دون الاكتراث لمشاعرهم، واعمارهم، ومستقبلهم. ناهيك عن ميثاق حقوق الطفل العالمي الذي وافق عليه العراق وثبته الدستور. يمارسون طقوسهم الدموية نصف عراة امام النساء "الحريم" اللاتي يطالبوهن بالحشمة. ورغم الجو الحار والظرف الامني السئ، ورغم الحالة المعيشية الصعبة لملايين العراقيين فانهم يجبرونهم باشكال مختلفة على المساهمة بهذه الشعائر البدائية. وكأن الحروب، والدماء، والسجون، والمقابر الجماعية، والمطاردات، والاعدامات، والتصفيات،التي عانى منها شعبنا ليست كافية حتى نضيف لها ماسي تاريخية مر عليها اكثر من الف عام. والقصد منها فتح الجروح واثارة العدوات. فلم يشهد العراق، ولم يمارس الشيعة في العراق هذه الامور قبل التشييع الصفوي. وكانه لايكفي ان يموت الحسين، بل يجب ان يموت كل شيعة اهل بيته حتى يرتاح تجار الطائفية والشيعة الصفوية. فرغم التفجيرات، والمفخخات، وقذائف الهاونات، ورغم ماساة جسر الكاظمية، وماسي عديدة كثيرة منها تفجير موكب السيد محمد باقر الحكيم وغيرها من الجرائم. فان هؤلاء المهووسون بمنظرالدم، والعذاب، والدمع، والقتل، والسواد ظلوا يسيرون المواكب المليونية دون الاكتراث للوضع الذي يمر به البلد، او حياة الناس التي تتعرض للخطر كل مرة. فالاهم بالنسبة لهم استخدام هذه الحشود لاظهار قوتهم. مستغلين ايمان الناس البسطاء وحبهم لآل علي. كما فعلوا دائما وهم يقبضون ملايين الدولارات من المواكب، والشعائر، وقراءة المقتل، وغيرها. كما فعلوا، ويفعلون وهم يسرقون من الناس البسطاء نذور الاضرحة المقدسة. وانتزاع الخمس والصدقات من افقر الفقراء. وكل هذا يهون امام الالوف التي تموت كل مرة بسبب هذه الزيارات، التي تكلف حمايتها ملايين الدولارات، واشغال الاجهزة الامنية، والعسكرية عن اداء واجبها. الامر الذي يستغله الارهابيون كل مرة. حيث ينشغل القسم الاعظم من قوات الامن في حماية المواكب فيستغل القتلة هذا الفراغ للتحرك. كما حصل في مذبحة الحلة اليوم. الم يكن ممكنا تاجيل الزيارة الاربعينية، ولو للمساعدة في انجاح خطة امن بغداد؟ الا يمكن الاستفادة من الاموال والجهود المبذولة وتوجيهها لدعم الخطة الامنية ومحاربة الارهابيين؟ حتى الحجيج الى بيت الله توقف في بعض السنوات لاسباب فرضتها ظروف تاريخية معينة. فلماذا لا تتوقف هذه الانتحارت الجماعية بعض الوقت؟ ولكن المنتفع لا يفكر بمصلحة البلد، وارواح الناس. فتجار السيارات، والاقمشة، واصحاب المطاعم، والفنادق، والمواد الغذائية، وتجار اللحوم والمواشي، وغيرهم الكثير يتمنون لو يقتل الحسين كل يوم لكي يبيعوا بضاعتهم ويستفيدوا من دماء الاخرين لتشغيل ماكنة تجارتهم. اما السياسيين المنظمين، والمشجعين لحمامات الدم هذه من وراء الكواليس فلايضيعون فرصة، كما قلنا، لتحشيد الناس، واستخدامهم كدروع بشرية لمصلحة سياساتهم الحزبية الضيقة التي ليس لها علاقة بالدين ولا بالحسين. فان كان الحسين شهيدا، فالشهيد يفتخر به ولا يلطم عليه. وان كان الحسين اماما فالامام يقتدى به ولا يبكى عليه. وقد اوصى الحسين نفسه بعدم البكاء وضرب الخدود، وشق الجيوب كما يقول قراء المقتل انفسهم. الذين يفعلون عكس ما اوصى به الحسين. والا فكيف يعيشون دون استدرار الدموع. ان هؤلاء القراء، والائمة، والشيوخ، والسادة المزيفين، والقادة السياسيين، والزعماء الطائفيين الذين يدفعون الناس للموت مثلهم يشبه الكبش الذي قاد ابناء جلدته الى الموت: "حيث تنادت الخراف يوما للنظر في شانها مع الانسان، وفي امر التحرر من نيره وعبوديته. وكان بين هذه الخراف كبش كبير يتوقد حماسا. فبهر هذا رفاقه بحماسته وكبر جسمه واقنعهم بان الحرية تؤخذ اخذا ولا تعطى بسهولة ويسر، وان لا سبيل اليها الا بانتزاعها بالقوة، وسرعان ما اتخذه الخراف قائدا لهم ورئيسا عليهم، ومشوا ورائه. وسار الكبش امام القطيع حتى بلغ بناية كبيرة مضرجة جدرانها بالدماء وقال: هذا بيت الحرية وهذا بابها، افتحوا الباب ولا ترتدوا عنه، وان سالت دماؤكم انهارا. فما كان من الخراف الا ان امتثلوا لامر الزعيم ونطحوا الباب الكبير فتكسرت قرونهم وسالت دماؤهم، ولكنهم ما برحوا يضربون الباب بقوة حتى تحطم وانفتح فدخلت الخراف المبنى واذا بها في المسلخ. واما الزعيم الكبير فكان قد ولى الادبار". كما فعل الاكباش الكبار بعد خان النص عام 1977 وكما فعلوا اليوم بعد التهديدات الامريكية. اما اولاد الخايبة من فقراء، وبسطاء الشيعة فهم بنظر زعماء الطوائف خرافا تستحق الذبح لحساب مصالح الاكباش الكبيرة. ولكن جماهير الشيعة ليست خرافا كما يظن الصفويون وقد تفتحت عيون الكثير منهم وستتفتح عيون اكثر وسيمسكون بالاكباش الهاربة ويلقونها الى المسالخ. واليكم قصة صديقي الشيعي المؤمن الذي عاش كل عمره وهو يصلي، ويصوم، ويتعبد، ويحج، ويزور. لكن في اخر اتصال تلفوني به كان يشتم زعماء طائفته. فسالته عن السبب فقال: اجيبك بما اجبت السيد الذي سالني عن سبب انقطاعي عن الجامع. فاستبد بي الفضول: وماذا كان جوابك. فرد، قلت له: مولانه كنت، سابقا، احضنك فاشم فيك رائحة اهل البيت، ام الان فاشم رائحة نفط. والحليم تكفيه الاشارة.

 

الان عرفت لماذا كان ابي يرفض الصلاة وراء امام، او سيد وهو يردد: "العلام نصفهم ظلام".

 

6/3/2007[/b][/font][/size]