لحية داعش بين أبناؤنا
على ما يبدو لم يؤثّر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش ،ضمن الحدود الجغرافية للدول التي باتت تحت سيطرته فقط ، بل بدأ يفرض عليها أحكامه الهمجية، ويشرعْ القوانين على هواه ويُطبقها على الناس مدعياً أنها أُنزلت من السماء وهو وصي على تنفيذها. والحاصل في الآونة الأخيرة أن الموضوع أسُقط في زاوية أخرى، والبروباغندا الإعلامية للتنظيم تلعب دور بارز في مجال الإنترنيت والمواقع التابعة لهم بحيث أصبحت تستقطب ذلك الشباب الضائع التواقيين الى عالم الخلافة، والسلف الصالح، وأحكام وتقاليد الجزيرة العربية قبل ١٤٠٠ سنة ، كل هذا يمُرر في الاذهان بأسم الدين، يسوقونهم مثل القطيع نحو ما يريدون ، بإثارة عواطفهم من أجل أقناعهم بالأفكار التي يتبنونها، والأعمال التي يمارسونها، وكلها تحت راية الجهاد المزيّفة. واحدة من هذه المجالات اللحية الطويلة التي بدأت تصبح موديل (ستايل)، وتتخذ طريقها بين الشباب، طبعاً انا هُنا لا أتحدث عن اللحية الخفيفة والمشُذبة ، ولكن تلك اللحية الشبيهة بشكل أو بأخر بلحية زعيم تنظيم داعش الإرهابي ابو بكر البغدادي،أو ممن والاَهُ. وهو ما يدفع هؤلاء الشباب في التمَثل به وإطلاق اللَحِى. ولا نستبعد فرضية أن يكونوا هؤلاء الشباب واقعين تحت تأثير البغدادي من ناحية الشكل أو حتى المضمون، بسبب ضحالة تفكيرهم، وقلت أستيعابهم ، فأصبحوا يتأثرون في سلوكياته وبالتالي يتقمصون شخصيته. ولكن هُنا ربّ سائل يسأل ويقول ، حتى اليساريين أو الثوريين يطلقون اللحية مثل جيفارة ، أو فيدل كاسترو ، أو حتى رمز الشيوعيين كارل ماركس. طبعاً هنا المفاضلة والتشبيه بين الحالتين صعب ، والفرق شاسع بينهم ، لأن هؤلآء كأنو أصحاب مبدأ ومشروع تغيير، وقادة ثورة ضد الظلم والاستبداد والدكتاتورية ، يعتمدون على فكر وفلسفة وإيمان في قضية عادلة. غير أن أنصار تنظيم الدولة ( داعش) لا يفرقون بين بريئ أو مذنب، ثقافة الذبح والأغتصاب والسرقة هي السائدة في أدبياتهم، لا يعرفن غيرها، وهذا حال كل التيارات السلفية المتطرفة من القاعدة الى الاخوان الى جبهة النصرة وأنصار السنة ، الكل ملطخة أيديها بدماء الناس الأبرياء. ويدعون التقوى والإيمان وأصلاح المجتمع ، وننخدع نحن باللحية والحجاب.